فيسبوك تويتر RSS



العودة   مجلة الإبتسامة > الروايات والقصص > روايات و قصص منشورة ومنقولة

روايات و قصص منشورة ومنقولة تحميل روايات و قصص منوعة لمجموعة مميزة من الكتاب و الكاتبات المنشورة إلكترونيا



إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم June 1, 2010, 09:13 AM
 
السيدة زينب وزوجها أبو العاص بن الربيع ... بقلم المهندس لواءالدين محمد عبدالرحمن أحمد

السيدة زينب بنت النبي صلى الله عليه وسلم وزوجها أبو العاص بن الربيع ... بقلم المهندس محمد عبدالرحمن أحمد


أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ... بسم الله الرحمن الرحيم ... الحمد لله رب العالمين ... والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين ... سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين ... والتابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين ... ثم أما بعد ...


هذه القصة تمثل قصة زينب بنت النبي صلى الله عليه وسلم ، وإبن خالتها والذي أصبح زوجها بعد ذلك : أبوالعاص بن الربيع ؛ فأبوالعاص هو إبن أخت السيدة خديجة ، وهو رجل من أشراف قريش ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحبه .



ذهب أبو العاص إلى النبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة ؛

وقال له : أريد أن أتزوج زينب إبنتك الكبرى .

فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : لا أفعل حتى أستأذنها .

ويدخل النبيصلى الله عليه وسلم على إبنته زينب ويقول لها : إن إبن خالتك جاءني , وقد ذكر إسمك , فهل ترضينه زوجًا لكِ ؟
( فاحمرّ وجهها وابتسمت ) , فخرج النبي صلى الله عليه وسلم .

وتزوجت زينب بنت النبي صلى الله عليه وسلم من إبن خالتها أبي العاص بن الربيع ؛ لكي تبدأ قصة حب قوية , وأنجبت منه إبنها علي وإبنتها أمامة .




ثم بدأت مشكلة كبيرة حيث بُعِث النبي صلى الله عليه وسلم وأصبح نبيًّا , بينما كان أبوالعاص بن الربيع مسافرًا , وحين عاد من سفره وجد زوجته زينب بنت النبي صلى الله عليه وسلم قد أسلمت ؛ فدخل عليها من سفره ،

فقالت له : عندي لك خبر عظيم ؛ فقام وتركها , فإندهشت زينب رضي الله عنها وتبعته .
وقالت له : لقد بُعث أبي نبيًّا وأنا أسلمت .


فقال : هلا أخبرتيني أولا ً؟ !!!
وظهر في الأفق بداية حدوث مشكلة خطيرة بينهما , إنها مشكلة في العقيدة .


فقالت له : ما كنت لأُكذِّب أبي , وما كان أبي كذابًا , إنّه الصادق الأمين , ولست وحدي الذي أسلم وآمن به .

* - لقد أسلمت أمي ( خالتك ) .

* - وأسلم إخوتي ( أبناء خالتك ) .

* - وأسلم إبن عمي ( علي بن أبي طالب ) .

* - وأسلم إبن عمتك ( عثمان بن عفان ) .
* - وأسلم صديقك ( أبو بكر الصديق )
.


فقال : أما أنا فلا أحب أن يقول النَّاس خذل قومه , وكفر بآبائه إرضاءا لزوجته , وما أبوكِ عندي بمتهم ؛

ثم قال لها : فهلا عذرتِ وقدّرتِ ؟

فقالت : ومن يعذر إنْ لم أعذر أنا ؟ ولكن أنا زوجتك أعينك على الحق حتى تقدر عليه . ( ووفت بكلمتها له 20 سنة وسيتضح هذا من حيثيات القصة بإذن الله ) .



فلما جاء الأمر بالهجرة من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة ؛ ذهبت زينب رضي الله عنها إلى أبيها النبي صلى الله عليه وسلم , وإستأذنته أن تبقى في مكة مع زوجها أبو العاص بن الربيع ( ولم يكن تحريم زواج الكافر من مسلمة قد نزل بعد ) , فأذن لها النبي صلى الله عليه وسلم .



وظلت زينب رضي الله عنها بمكة المكرمة مع زوجها أبو العاص بن الربيع إلى أنْ حدثت غزوة بدر ، وقرّر أبو العاص أن يخرج للحرب في صفوف جيش قريش , لتصبح السيدة زينب بنت النبي صلى الله عليه وسلم في مأزق وبين نارين لأن زوجها سيحارب أباها , فكانت زينب رضي الله عنها تخاف هذه اللحظة فتبكي ؛
وتقول : اللهم إنّي أخشى من يوم تشرق شمسه فيُيَتَّم ولدي , أو أفقد أبي .




ويخرج أبو العاص بن الربيع ويشارك في غزوة بدر ، وتنتهي المعركة بإنتصار المسلمين ويقع أبو العاص بن الربيع في الأسر ، وتذهب أخبار إنتصار المسلمين لأهل مكة ؛

فتسأل زينب بنت النبي صلى الله عليه وسلم : ماذا فعل أبي ؟

فقيل لها : إنتصر المسلمون , فسجدت لله شكرا ؛

ثم سألت : وماذا فعل زوجي ؟

فقالوا : أسره حَمَاه .

فقالت : سأرسل في فداء زوجي , ( ولم يكن لديها شيئًا ثمينًا تفتدي به زوجها ) ، فخلعت عقد أمها ( السيدة خديجة رضي الله عنها ) الذي كانت تُزيِّن به صدرها والذي أهدته لها أمها السيدة خديجة قبل موتها ؛ وأرسلت العقد مع شقيق أبي العاص بن الربيع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم .

وكان النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك الوقت جالسًا يتلقى الفدية ويطلق الأسرى ؛

وحين رأى عقد السيدة خديجة سأل : هذا فداء من ؟
فقالوا : هذا فداء أبو العاص بن الربيع .


فبكى النبي صلى الله عليه وسلم وقال : هذا عقد خديجة ... ( وهذه قصة حب أخرى ... إنها قصة حب نبوية )

ثم نهض النبي صلى الله عليه وسلم وقال : أيها الناس ! إنّ هذا الرجل ( يقصد أبا العاص بن الربيع ) ما ذممناه صهرًا , فهلا فككتم أسره ؟ وهلا قبلتم أنْ تردوا إلى إبنتي عقدها ؟

فقالوا : نعم يا رسول الله ؛ فأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم العقد ؛

ثم قال له النبي صلى الله عليه وسلم : يا أبا العاص ! قل لزينب لا تفرطي في عقد خديجة .

ثم قال له : يا أبا العاص ! هل لك أن أساررك ( يعني أقول لك سرا ) ؟
ثم تنحى به جانبًا وقال له : يا أبا العاص ! إنّ الله أمرني أنْ أُفرِّقَ بين مسلمة وكافر ، فهلا رددت إلي إبنتي ؟
فقال أبو العاص : نعم .
فأطلقه النبي صلى الله عليه وسلم .


خاطرتي على تلك النقطة : ( وسبحان الله على الثقة التي كانت موجودة ... وسبحان الله على الصدق الذي كان موجودا , وسبحان الله على الوفاء بالعهد الذي كان موجودا ... فلو كان أحدنا مكان النبي صلى الله عليه وسلم , لقال لأبي العاص : لن أرسلك إلى مكة حتى أطمئن على عودة إبنتي إلى هنا ... ولكنه صلى الله عليه وسلم لم يفعل ذلك ... فسلام على زمن كان الصدق والثقة والوفاء بالعهود والوعود سمات لا يتنازل عنها أحد , حتى الكافرون والمشركون ) .
فلما وصل أبو العاص بن الربيع إلى مكة وجد زوجته زينب بنت النبي صلى الله عليه وسلم تستقبله على أبواب مكة ،


فلما رآها قال لها : إنّي راحل .
فقالت : إلى أين ؟


فقال : لست أنا الذي سيرتحل ، بل أنت سترحلين إلى أبيكِ .
فقالت : لم ؟


فقال : لقد أمر دينكِ بالتفريق بيني وبينك , فارجعي إلى أبيكِ .

فقالت له : فهل لك أن ترافقني وتُسْلِمني ؟

فقال : لا .



فأخذت إبنها علي وإبنتها أمامة وذهبت إلى المدينة المنورة ... ليبدأ الخطاب ينهالون يتقدمون لخطبتها رضي الله عنها , وهي رافضة تماما , وظل هذا الرفض على مدى ست سنوات كاملة ، وكانت ترفض الخطاب على أمل أنْ يعود إليها زوجها مسلما .



وبعد 6 سنوات كان أبوالعاص قد خرج بقافلة من مكة إلى الشام ، وأثناء سيره مع القافلة , خرجت عليه سرية من سرايا المسلمين , وقاموا بأخذ القافلة ومطاردة من فيها من المشركين , وكان منهم أبو العاص بن الربيع , ولكنه إستطاع الهرب منهم , فهرب بإتجاه المدينة المنورة حتى وصل إليها ( أي المدينة المنورة ) , وبينما هو هناك في المدينة إذ شاع خبر وجود أبي العاص بن الربيع في المدينة المنورة , وأذيع بين الناس أنه مطلوب إلقاء القبض على أبي العاص بن الربيع .



ولكن أبو العاص لحق نفسه بأن سأل على بيت إبنة خالته وزوجته السابقة السيدة زينب بنت النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يتمكنوا من إلقاء القبض عليه , وبالفعل وصل إلى بيتها قبيل صلاة الفجر , فطرق عليها الباب , فلما علمت أنه زوجها السابق أبوالعاص فتحت له الباب .

وسألته حين رأته مباشرة : أجئت مسلمًا ؟

فقال : لا بل جئت هاربًا .

فقالت : فهل لك إلى أنْ تُسلم ؟

فقال : لا .
فقالت : لا تخف , مرحبًا بإبن الخالة . مرحبًا بأبي علي وأمامة .



وبعد أن أمَّ النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين في صلاة الفجر ، إذا بصوت يأتي من آخر المسجد يقول : قد أجَرْت أبا العاص بن الربيع .

فقال النبي : هل سمعتم ما سمعت ؟
قالوا : نعم يارسول الله .
فقالت زينب رضي الله عنها : يا رسول الله ! إنّ أبا العاص إن بَعُد فإبن الخالة , وإنْ قَرُب فأبو الولد , وقد أجرته يا رسول الله .


فوقف النبي صلى الله عليه وسلم وقال : يا أيها الناس ! إنّ هذا الرجل ما ذممته صهرًا , وإنّ هذا الرجل حدثني فصدقني , ووعدني فوفّى لي , فإن قبلتم أن تردوا إليه ماله وأن تتركوه يعود إلى بلده فهذا أحب إلي , وإن أبيتم , فالأمر إليكم والحق لكم ولا ألومكم عليه .
فقال الناس : بل نعطهِ ماله يا رسول الله .


فقال النبي صلى الله عليه وسلم : قد أجرنا من أجرتِ يا زينب , ثم ذهب إليها عند بيتها ,

وقال لها : يا زينب أكرمي مثواه فإنّه إبن خالتكِ , وإنّه أبو العيال ، ولكن لا يقربنًكِ ، فإنّه لا يحل لكِ .
فقالت : نعم يارسول الله .
فدخلت وقالت لأبي العاص بن الربيع : يا أبا العاص ! أهان عليك فراقنا ؟ هل لكإلى أنْ تُسْلم وتبقى معنا ؟


فقال : لا . وأخذ ماله وعاد إلى مكة المكرمة .



وبعد وصوله إلى مكة المكرمةوقف وقال : أيها الناس هذه أموالكم , فهل بقي لكم منها شيء ؟

فقالوا : جزاك الله خيرًا , وفيتأحسن الوفاء .

فقال : فإنّي أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله .

ثم دخلالمدينة فجرًا وتوجه إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال له : يا رسول الله ! أجرتني بالأمس واليوم جئت أقول : أني أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله .

ثم قال أبو العاص بن الربيع للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله ! هل تأذن لي أنْ أراجع زينب ؟


فأخذه النبي صلى الله عليه وسلم وقال : تعال معي .

ووقفعلى بيت إبنته زينب وطرق الباب وقال صلى الله عليه وسلم : يا زينب إنّ إبن خالتكِ جاء لي اليوم يستأذنني أنْ يراجعك فهل تقبلين ؟
( فاحمرّ وجهها وابتسمت ) . ( فسلام على زمن الحياء ) .

والغريب أنَّه بعد سنة من هذه الواقعة ماتت السيدة زينب رضي الله عنها , فبكاها زوجها رضي الله عنه بكاءا شديدًا حتى رأى الناس رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح عليه ويهون عليه ،


وأبو العاص بن الربيع يقولللنبي صلى الله عليه وسلم : والله يا رسول الله ما عدتأطيق الدنيا بغير زينب . ومات أبوالعاص بعد سنة من موت زوجته السيدة زينب رضي الله عنهم أجمعين .




لقد كانوا نساء غير النساء , ورجالا غير الرجال



أنتظر آراؤكم ... وجزى الله الجميع خير الجزاء



أخوكم : م / لواءالدين محمد عبدالرحمن أحمد .
رد مع اقتباس
  #2  
قديم June 4, 2010, 11:01 AM
 
رد: السيدة زينب وزوجها أبو العاص بن الربيع ... بقلم المهندس لواءالدين محمد عبدالرحمن أحمد

رد مع اقتباس
  #3  
قديم June 5, 2010, 02:19 AM
 
رد: السيدة زينب وزوجها أبو العاص بن الربيع ... بقلم المهندس لواءالدين محمد عبدالرحمن أحمد

جزاكم الله خيرا عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته
__________________

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قصة إستوحاش آدم عليه السلام في الجنة ... بقلم المهندس لواءالدين محمد عبدالرحمن أحمد لواءالدين محمد روايات و قصص منشورة ومنقولة 5 May 5, 2012 05:22 PM
قصة رضاعة أم موسى , لموسى عليه السلام ... بقلم المهندس لواءالدين محمد عبدالرحمن أحمد لواءالدين محمد روايات و قصص منشورة ومنقولة 2 June 5, 2010 02:18 AM
الإبداع في الأدب الإسلامي بقلم محمد وهبة عرض محمد عباس محمس عربي بحوث علمية 1 May 26, 2010 01:17 PM
الدكتور محمد أبوبكر حميد وأدب باكثير بقلم محمد عباس عرابي محمس عربي شخصيات عربية 0 March 28, 2010 07:54 AM
فلنعرف لعلمائنا حقهم علينا بقلم محمد عباس محمد عرابي محمس عربي النصح و التوعيه 3 March 23, 2010 02:34 PM


الساعة الآن 12:42 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر