فيسبوك تويتر RSS



العودة   مجلة الإبتسامة > تقنيات السعادة الشخصية و التفوق البشري > علم البرمجة اللغوية والعصبية NLP وإدارة الذات

علم البرمجة اللغوية والعصبية NLP وإدارة الذات Neuro-linguistic programming قسم يهتم بالعلم الحديث , علم البرمجة اللغوية والعصبية NLP وإدارة الذات ونظره شمله حول العلاج بـ خط الزمن TLT و علم التنويم الإيحائي



إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم May 30, 2010, 09:06 AM
 
Thumbs Up العقل في مفهوم الإسلام

كاتب الموضوع: عبد الفتاح بن عمار
إن مفهوم العقل في الدين الإسلامي لا يقصد به ذاتا قائمة بنفسها عندما نتأمل ذلك في المعاني القرآنية، إنما يراد به التعبير المجازي وقد يكون المقصود به الهداية والمعرفة والتفكير القويم والاتزان وإلى أمثال ذلك من التعابير المجازية. أما أن يقصد به ذاتا قائمة بنفسها يمكن أن يستغني في أعماله وحركاته وتفكيره عن البدن، فهذا من أسخف الاعتقاد، وكل ما تعارف عليه الناس أن لا يقال أن فلانا مات عقله، أو خرج عقله، بخلاف ما هو شائع في معتقدات الناس، كقولهم: خرجت روح فلان... وخروجها يعني بالضرورة موته، ولا وجود لغير هذا المعنى في معتقدات الناس، وليتأمل المرء في قول العزيز الحكيم وهو يصف معنى العقل:

 أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها . الحد 46 ، بمعنى يهتدون بها.
 قد بينا لكم الآيات لعلكم تعقلون  . الحديد 17، بمعنى لعلكم تؤمنون.
 يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه  . البقرة 75، أي بعدما عرفوه
 إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون  . الأنفال 22. أي الذين لا يهتدون
 يفترون على الله الكذب وأكثرهم لا يعقلون . المائدة 103. أي أكثرهم لا يعلمون الحقيقة

وجميع الآيات المذكورة بينت كلمة العقل على أساس أنها جاءت على هذا النحو، ولا يوجد شبه إشارة واحدة في القرآن ما يدل على أن كلمة (عقل) يراد بها ذاتا كامنة في جسد الإنسان يمكنها القيام بأدوار مستقلة عن البدن، وتستطيع أن تغير جوهر معتقدات الإنسان، كما يمكن لهذا الكائن الباطن أن يغير شيئا من أنماط حياته، ولو اعتقدنا ما اعتقده أصحاب هذه التقنيات الكاذبة، لكنا قد وجهنا ضربة قاضية لكل عقيدة جاء بها الأنبياء، ولاتهمناهم بالغفلة والسذاجة، لأنهم لم يرشدونا إلى حقيقة مهمة نستطيع باستخدامها تغيير سلوكيات حياتنا وحل مشاكلنا الدنيوية؟!!!

وفي حديث الرسول عليه الصلاة والسلام يقول في شأن غياب أدوات العقل  رفع القلم عن ثلاثة: عن المجنون حتى يفيق، وعن الصبي حتى يدرك، وعن النائم حتى يستيقظ . رواه البخاري

وكل هذه العناصر الثلاثة تشير إلى معنى واحد، المقصود منها غياب أدوات التمييز ومعرفة الأشياء، فالمجنون حالته المرضية تدل على أنه فقد أداة التمييز بين البديلات، لذلك فهو لا يفرق بين شيء وشيء آخر لأنه أصيب في منطقة الوعي. وحالة النائم كونه خمدت في نفسه أداة الوعي والإدراك، وفقد بذلك الإحساس بالواقع الخارجي، ودخل عالم الخمول. وحالة الصبي كونه لم تكتمل أدوات التمييز في نفسه لمعرفة الخطأ من الصواب، والشارع الحكيم لا يريد أن يحمل مسؤولية مهما كانت لفاقد هذه الأدوات التمييزية.

ولو كان العقل المزعوم يتوفر على قدرات خارقة، وله حرية الخروج من البدن بالصورة التي وصفوه بها، لكان الأحرى به إصلاح العطب الذي أصاب جسد المجنون، ولما ترك نفسه في غيبوبة، وفي نفق مظلم، بعدما كان يميز بين الأشياء، ويدعي أنه المفتاح السحري لكل لغز من الألغاز، وإلا كيف يستطيع من جهة القيام بجميع هذه الأدوار ويعالج الأمراض، ومن جهة أخرى لا يقدر على إصلاح خلل نفسي أو عضوي في بدنه ؟ ماذا نقول في حالة كهذه ؟ عجز عن القيام بعمل هو أسهل من الذي نسب إليه، أو انقطع الاتصال بينه وبين عقله الواعي ؟!!

وعلى هذا الأساس يمكن أن يقال أن هذه الأفكار لا تحمل في أطوائها دلائل القاعدة التي لا تتبدل مع الزمن، ولا ينقضها أي بحث جديد، ولكنها أفكار أنشأت في محاضن التضليل بهدف سحر عقول الناس، وحجب الحقيقة عن أعينهم. يقول تعالى في شأن الذين فقدوا أدوات التمييز وعميت أبصارهم وصمت أذانهم:
 لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير. الملك 10
 قل الحمد لله بل أكثرهم لا يعقلون . العنكبوت 63

وما ينبغي أن نضيفه إلى هذا الموضوع هو التأكيد على أن هذه الآيات جميعها لا تخاطب كائنا له صفة وذاتا اسمه ( العقل )، بقدر ما تشير إلى روح عاقلة عندما حلت في بدن الإنسان جعلت منه بشرا سويا، وهي جوهر خالد لا تعقل الأشياء إلا بواسطة الحواس الخمسة، وبدونها لن تدرك شيئا حقيقيا. ولتضليل الناس كتب أحدهم حديثا نسبه إلى الرسول مدعيا أنه من قوله:  العقل رسول باطن والرسول عقل ظاهر  ، مما يدل أن هؤلاء يستهدفون بهذه الأكاذيب تحريف جوهر العقيدة، وحشوها بأحاديث موضوعة، وحتى نتأكد من صحة هذا الحديث أو بطلانه بحثنا في جميع كتب الحديث التسعة فلم نجد له أثرا يذكر؟!

وما يجب الإشارة إليه مرة أخرى، هو أن المنوم المغناطيسي، أو مدرب البرمجة، وغيرهم، لا يملكون قوة ذاتية، أو طاقة كونية، أو أي خاصية من خواص التأثير على الآخرين، سواء كان العميل مريضا أو سليما، إن لم تستخدم في ذلك قدرات الجن القرين بطرق غير محسوسة، ونحن جربنا هذا غير ما مرة، وقد رأينا كيف يسلب وعي بعض الأشخاص، ثم تتكلم أرواح احتلت أجسادهم بألسنتهم، كل ذلك من أجل بث أفكار كاذبة لتغليط البشر.

أما الذين يزعمون أن أساليب البرمجة وتقنيتها تعالج أمراضا مزمنة، وتقوي الخطاب، وتحسن السلوك، وتفجر القدرات النائمة لدى الإنسان، وتجعله متفوقا وموهوبا، فكل هذا الكلام لا حقيقة له، ولا يصح أن يتخذ منالا يقاس عليه، ونموذجا يحتذى به، وقاعدة تعمم وتشيع بين جملة القواعد، وإنما هي ألاعيب تختلف باختلاف قائليها، ولا يصح إطلاقها في كل حال.

ومن غرائب المصابين بالمس الجني، أن بعض الرقاة إذا وضع يده على مريض شفي في الحال، وقام كأنه نشط من عقال، وقد تجد من يفك أصعب المعادلات الرياضية، وهو لم يصل إلى مستوى دراسة تلك المعادلة، وقد تجد صبيا عالما بأمور الدين، وهو لم يكن قد سبق له أن درس مادة من مواد الدين. وكل هذه الظواهر الغريبة تعتبر صورها زائفة، لا تمثل بحال حقيقة من الحقائق الثابتة، بقدر ما توصف بظاهرة تزول بعد حين، وعندما يخرج الساكن من المسكون يتركه عبارة عن بيت خاوي، وبعدما كان مدعاة الإعجاب، يصير مدعاة الاحتقار، ويمكن على هذه الأمثلة قياس معظم الظواهر الغريبة التي قيل أن لأصحابها مواهب وقدرات خارقة. فالذي مكن التلميذ من فك أعقد المعادلات الرياضية، هو نفسه من جعل الصبي عالما بعلوم الفقه والدين، وهو الذي بمقدوره برمجة عقول البشر، وتغيير سلوكياتهم من حال إلى حال، ولا أرى في البرمجة والتنويم المغناطيسي والتحليل النفسي وفكرة العقل الباطن إلا أنها جمعت في أطوائها شتات العقائد السحرية البدائية مع أحدث ما تتعامل معه العقول الإلكترونية .
رد مع اقتباس
  #2  
قديم June 24, 2010, 09:48 PM
 
رد: العقل في مفهوم الإسلام

شكرا جزيلا
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)



المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الفرق بين ( العقل الواعي ) و ( العقل اللا واعي) في العقل الباطن الاستاذ سيف علم البرمجة اللغوية والعصبية NLP وإدارة الذات 24 March 4, 2018 05:23 PM
افضل شرح بأمثلة ل [ الفرق بين العقل الواعى والعقل اللاواعى ( العقل الباطن )]طور حياتك ENG/A.S.A علم البرمجة اللغوية والعصبية NLP وإدارة الذات 25 December 10, 2012 05:45 PM
تحميل كتاب مفهوم الإرهاب بين الإسلام والغرب ألاء ياقوت كتب السياسة و العلاقات الدوليه 1 May 22, 2010 08:21 PM
بحث و تقرير عن ضرس العقل ، اضرار و فوائد خلع ضروس العقل Yana مقالات طبية - الصحة العامة 0 April 26, 2010 03:42 PM
نقد نقد العقل العربي ( نظرية العقل) - جورج طرابيشي advocate كتب فكرية وفلسفية 6 June 11, 2009 01:50 PM


الساعة الآن 12:35 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر