فيسبوك تويتر RSS


  #1  
قديم April 18, 2010, 06:33 PM
 
Icon14 يوم الأسير الفلسطيني...اليوم العالمي للتضامن مع الأسرى

يوم الأسير الفلسطيني...اليوم العالمي للتضامن مع الأسرى

السبت أبريل 17 2010 - عيسى قراقع ١٧ نيسان ليس تاريخاً موسمياً لمساندة الأسرى ولا نمطاً احتفالياً تقليدياً كغيره من الاحتفالات، إنما هو صرخة الضحايا الإنسانية المشحونة بالوجع والظلم والألم في سبيل الحرية والتخلص من القيد والاحتلال، والتطلع إلى حياة عاديّة ليس فيها رائحة السجون ولا جفاف الحياة.

السابع عشر من نيسان هو كثافة لنتائج الاشتباك اليومي والقاسي الدائر بين الإنسان والجلاد في السجون والمعسكرات والزنازين: الموت والحياة، الأمل واليأس، الحرب والسلام، الصمت البارد وباب الخروج الموصد، الواقع والخيال، الاسم والهوية والشبح المطلّ من الظلام.

نصف مليون فلسطيني دخلوا سجون الاحتلال منذ العام 1967، ربع الشعب الفلسطيني كان أسيراً ولا زال، وسمة الاعتقال هي السمة المميّزة للمجتمع الفلسطيني، شعب مقيّد ونزيف وطن لا زال يسيل على آلاف الأجساد القابعة في الغياب، ولم يبق شيئاً إلا وجرّبه الاحتلال على الأسرى: سجون سريّة، أساليب تعذيب شيطانية، عزل إنفرادي في مقابر موحشة، معسكرات صحراوية تخشى الطيور أن تحلّق في فضائها، إهمال طبي للمرضى وتجارب طبية لا أخلاقية، وحرمان من الزيارات، عربدة واستفزازات بين النوم واليقظة...الحرب لم تنته بعد والسجن لا زال يتسع.

يوم الأسير الفلسطيني هو اليوم الذي يقول فيه الشعب الفلسطيني أنه ما زال يعاني من ويلات الاحتلال، وانه يتطلع إلى الحرية والكرامة والسيادة وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وأن الغد لا زال مفتوحاً أمامه ولأحلامه ومستقبله ولحقوقه الإنسانية المشروعة.

وعندما يخرج الشعب الفلسطيني متضامناً جماهيرياً وشعبياً مع الأسرى فإن هذا يعني أن قضية الحرية هي الأساس، وأنها الأكثر استقطاباً واهتماماً في المجتمع الفلسطيني، وهي المحك الفعلي والعملي لأية عملية سلام جديّة على هذه الأرض، وتعتبر اختباراً لمدى صدق نوايا الجانب الإسرائيلي في التعايش وبناء السلام الحقيقي والعادل مع الشعب الفلسطيني، فلا سلام مع السجّان، لأن السجن والسلام لا يلتقيان.

وقد حان الوقت لتغيير الكثير من المفاهيم والآليات في التعاطي مع أكبر قضية إنسانية في العصر الحديث سياسياً وقانونياً وثقافياً، وضرورة إنقاذ ملف الأسرى من الرؤيا الإسرائيلية العنصرية، ومن مقاييسها وقوانينها التي لا تستهدف سوى تكريس وجود الاحتلال وتحويل الشعب الفلسطيني إلى عبيد تحت رحمته.

فعلى الصعيد السياسي فإن قضية الأسرى هي جزء أصيل وأساسي من أي حلٍ أو تسوية سياسية عادلة، ومن الضروري وضع حدٍّ للتعامل مع هذه القضية من خلال ما يسمى المبادرات الانتقائية أو الجزئية أو وفق الشروط الإسرائيلية التي لا تعترف بمشروعية نضال الأسرى ولا بكيانهم الإنساني والوطني، وإنما تتعاطى معهم كأرقامٍ صمّاء مجردين من أية حقوق إنسانية وقانونية.

أما على المستوى الثقافي فإن من الأهمية الحذر من السياسات الإسرائيلية التي تسعى إلى تحويل قضية الأسرى إلى عبءٍ على المجتمع الفلسطيني وسلطته الوطنية، متنصّلة حكومة الاحتلال من كافة الالتزامات الواجب عليها تلبيتها بما يتعلّق بحقوق الأسرى وفق القوانين والشرائع الدولية.

إن حكومة الاحتلال تحاول أن تتحرر من كونها دولة محتلة، وما عليها سوى أن تعتقل الصغير والكبير وتمارس جرائم الحرب وتشيّد السجود البائسة، ملقية بمسئولية تقديم الخدمات الإنسانية على عاتق الشعب الفلسطيني وسلطته الوطنية وأهالي الأسرى، وحتى ذلك يتم وفق إجراءات مشددة ومجحفة.

إن الخطوة الإستراتيجية التي كان يجب علينا كفلسطينيين تبنّيها منذ زمن بعيد هي تدويل قضية الأسرى باعتبارها قضية تهم المجتمع الإنساني وكافة المؤسسات الأممية وأصحاب الضمائر الحيّة في العالم، ولذلك يجب الإسراع في طرح هذه القضية في إطار الأمم المتحدة لكسر العزلة عنها وتحميل المجتمع الدولي مسئولياته في توفير الحماية للأسرى الرازحين في السجون.

ولعل الأهم في هذا السياق هو التوجّه إلى محكمة لاهاي الدولية لاستصدار فتوى حول المكانة القانونية والشرعية للأسرى الفلسطينيين باعتبارهم أسرى حرب وفق اتفاقيات جنيف، وليسوا مجرمين أو إرهابيين كما تدعي سلطات الاحتلال، والمطالبة بأن تطبّق هذه الاتفاقيات على الأراضي الفلسطينية المحتلة.

في ذكرى يوم الأسير علينا أن نبدأ بفتح معركة قانونية وإنسانية وأخلاقية على المستوى الدولي لتثبيت المركز القانوني للأسرى، وحشد الضغط الدولي لوضع حدٍّ للأعمال والممارسات اللاإنسانية التي تقوم بها حكومة إسرائيل بحق أسرانا وأسيراتنا، وضرورة إبراز روايتنا الإنسانية في مواجهة الرواية الإسرائيلية الكاذبة والمزورة.

ليكن يوم الأسير يوماً عالمياً وإنسانياً لنصرة الأسرى، ولنفتح نوافذ أخرى جديدة على كل المستويات وفي كل المحافل، حتى يرى العالم ماذا يجري في السجون وأقبية التحقيق من انتهاكات جسيمة لا تمس الفلسطينيين فقط وإنما تمس القيّم والمبادئ الإنسانية جميعها.
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ألبير كامي , حالة طواريء , مسرحية , من المسرح العالمي , 2009 , حصريا من معرفتي معرفتي كتب المسرحيات الأجنبية والمترجمة 4 February 7, 2015 08:13 PM
في ذكرى يوم الأسير الفلسطيني (فلسطينيه عاشقةالحرية) مقالات الكُتّاب 0 April 18, 2010 06:32 PM
في يوم الأسير الفلسطيني....... فجر الحرية قادم لا محال (فلسطينيه عاشقةالحرية) مقالات الكُتّاب 0 April 18, 2010 06:21 PM
اللاعب المصري أبو تريكة يعلن تضامنه مع الشعب الفلسطيني ابو سياف....1 قناة الاخبار اليومية 2 January 30, 2008 02:32 AM


الساعة الآن 10:44 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر