موجة الارتفاع في الأسواق المالية بالمنطقة تخطت التوقعات

جاءت اتجاهات وإغلاقات الأسواق العربية في نهاية الأسبوع الماضي معاكسة للتوقعات ،والتي كانت في أفضل حالاتها تتوقع حصول تحسن طفيف على اتجاهات الأسواق تبعا لنتائج الشركات عن الربع الثالث ،في حين لوحظ أن الأسواق ارتفعت بمعدلات قياسية غير مبررة وغير مدعومة بتطورات استثنائية جديدة تشمل الأسواق والشركات ،حيث تميز تداولات الأسبوع المنصرم بدخول سيولة سريعة وبأحجام كبيرة ،حيث اتجهت هذه السيولة باتجاهين الأول كان بهدف توسيع قاعدة الاستثمار خصوصا الأدوات التي مازالت أسعار أدواتها دون التقييم العادل لها، فيما اتجه الجزء الآخر من السيولة والمدفوع من المحافظ الاستثمارية إلى بعض الأدوات المنتقاة ومنها الأسهم القيادية ،الأمر الذي ساعد مؤشرات الأسواق من الإغلاق مرتفعة عند الحدود القصوى غير المتوقعة ،وهذا ما حصل في السوق القطري والسوق الإماراتي، فيما حافظت بورصة الكويت على اتجاهاتها الثابتة والواضحة، الأمر الذي أدى تعزيز ارتفاع المؤشر التدريجي دون حصول ارتفاعات غير مبررة أو انخفاضات ملموسة في حين ساعد على هذا التوجه نتائج أعمال الشركات التي تم الإعلان عنها والتي كانت في معظمها ايجابية وضمن المتوقع .
ومن الواضح أن المحافظ الاستثمارية بدأت بضخ سيولة كامنة عبر مختلف أسواق المنطقة بغية تحقيق تعظيم موجوداتها من الأدوات المختلفة وذلك من اجل تحقيق ثلاثة أهداف : الأول رفع متوسط أسعار بعض الأدوات المحمولة من قبل تلك المحافظ والتي اثر انخفاض أسعارها على إجمالي موجودات تلك المحافظ وأرباحها والثاني الاستحواذ على بعض الأدوات ذات السعر المنخفض بهدف تحقيق أرباح رأسمالية سريعة اعتمادا على توقعات بارتفاع أسعار تلك الأدوات خلال الفترة الحالية اعتمادا على قراءة صحيحة للأسواق والتي تفيد بأن هناك اتجاها لتوسيع قواعد الاستثمار في الأدوات المتوفرة من قبل كافة المتداولين في الأسواق وعند الأسعار الحالية، وأخيرا تهدف المحافظ الاستثمارية إلى تحسين نتائج أعمالها وتعظيم عوائدها التي تأثرت في فترات سابقة من العام الحالي ذلك أننا على أبواب نهاية العام، وما يعزز هذه القراءة للأسواق أن اتجاهات الأسواق خلال الأسبوع المنصرم تضمنت دخول أحجام سيولة لم تشهدها الأسواق منذ ما يزيد عن العام ومن المؤكد أن هذه السيولة لم تأت من مصادر فردية خاصة أنها تأخذ نفس الاتجاه والتوقيت وبأحجام كبيرة وفي المقابل نجد حصول تناقض في اتجاهات واغلاقات الأسواق اعتمادا على نتائج الشركات الايجابية، حيث نجد أن معظم الأدوات المرتفعة لم يعلن عن نتائج أعمالها بعد مع حدوث بعض التسريبات عن تلك النتائج ،فيما نجد في الطرف الآخر انخفاض أدوات استثمارية تخطت نتائج أعمالها المعلنة كافة التوقعات السابقة.
وفي المحصلة النهائية فإن قناعتنا لن تتغير ذلك بأن هناك فرصة جدية لتحسن الأسواق مدعومة بدخول سيولة ايجابية جديدة للأسواق مدعومة بمستوى أسعار مغر لمعظم الأدوات المتداولة، رغم تعارضها مع طبيعة واتجاهات ونتائج أعمال تلك الشركات وتوقعاتها المستقبلية، مع حرصنا على ضرورة تعافي كافة أسواق المنطقة من مؤشرات الضعف التي عانت منها خلال الفترة الماضية ،إلا أننا نود التذكير بأن السيولة الكامنة والتي دخلت الأسواق مؤخرا من المؤكد أن تنحسر بعد تحقيق أهدافها الايجابية لأصحابها لتبقى آثارها السلبية لمن سار وراء الاتجاهات الصعودية الحادة، مع أننا نرى أن الابتعاد عن الدخول في الأدوات ذات التذبذب اليومي الكبير بالإضافة إلى الأدوات القيادية يعتبر طوق النجاة لكل من دخل الأسواق بهدف الاستثمار وتحقيق أرباح وعوائد مناسبة لحجم استثماراته وتوقعاته مع الحرص على تنويع الأدوات كلما سمحت الفرصة . وبنظرة على أداء الأسواق، فقد ابقت السوق السعودية ابوابها مغلقة مع استمرار عطلة عيد الفطر المبارك لتبقى الحال مستقرة بانتظار ما ستحمله الايام القادمة مع ظهور المزيد من نتائج الشركات المالية للربع الثالث. وفي الكويت، تمكنت السوق المالية، من المحافظة على ما يمكن اعتباره ارتفاعا فوق مستوى 13000 نقطة خلال 3 أيام من التداول، مع ظهور اعلانات البنوك عن نتائجها المالية، وحالة التفاؤل المترافقة مع موافقة البنك المركزي على إعادة شراء بعض الشركات لنسبة 10% من اسهمها، وتمكن المؤشر من الارتفاع بواقع 52.7 نقطة مستقرا عند مستوى 13131.70 نقطة.
أما في قطر، اندفعت سوق الدوحة خلال تداولات الاسبوع الماضي الذي كان اقصر من غيره بامتداده ليومين فقط، ليحقق مكاسب كبيرة مع استمرار اعلانات الشركات عن نتائجها المالية وتفاؤل المستثمرين، ليتمكن المؤشر من اضافة 318.94 نقطة ليستقر عند مستوى 8816.83 نقطة.
في البحرين انتهى اسبوع تداول السوق المالية بمؤشرات قطاعية خضراء، تمكن معها المؤشر العام للسوق من اضافة 36.88 نقطة، مع قيادة قطاع الخدمات وسيطرة سهم بتلكو على 41.02% من التداولات ليستقر المؤشر عند مستوى 2610.62 نقطة.
من جهتها واصلت السوق المصرية بتحقيق ارقام قياسية جديدة مع اقترابها من مستوى 80000 نقطة، واستمرار اقبال المستثمرين الاجانب عموما وخاصة العرب منهم على الاسهم القوية ،حيث تمكن مؤشر هيرميس من الارتفاع بواقع 642.13 نقطة ليقفل مستقرا عند مستوى 79509.43 نقطة..
وفي الاردن تواصلت ارتفاعات بورصة عمان خلال الاسبوع الاول (القصير) بعد عيد الاضحى والذي كان سهم البنك العربي نجم تداولاته مع ترقب ظهور نتائج الربع الثالث، الامر الذي اتضح من خلال ارتفاع معدل التداول اليومي بنسبة 34.5%، ليتمكن مؤشر السوق من الارتفاع بواقع 90.85 نقطة، مستقرا عند مستوى 6484.5 نقطة.
أما في عمان فقد قاد قطاع الخدمات والتأمين سوق مسقط للاوراق المالية نحو تسجيل ارتفاع مسبوق قياسا بأيام التداول القليلة، وسط تداولات ممتازة كان من ابرز نجومها سهم عمانتل، الذي دعم ارتفاعات المؤشر ليربح 432.28 نقطة وصولا إلى مستوى 7908.46 نقطة.
إغلاقات بورصات المنطة في الأسبوع الماضي

مشكور على الاخبار

__________________