فيسبوك تويتر RSS



العودة   مجلة الإبتسامة > الروايات والقصص > روايات و قصص منشورة ومنقولة

روايات و قصص منشورة ومنقولة تحميل روايات و قصص منوعة لمجموعة مميزة من الكتاب و الكاتبات المنشورة إلكترونيا



إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم April 1, 2010, 02:43 PM
 
Present مد و جزر

ليلٌ طويل يَأِس من طول انتظار لنهار يبدد ظلمته, قارب حيران يبحث عن
فنار النجاة وسط أمواج متلاطمة .. أمواج من البشر تزحف نحو القبور
بإرادتها تشعر بحسد على ساكنيها , وبين هذا وذاك كان يقف حائراً يدور
بعينيه يتلَّمس قبساً من نور يضئ عتمة حياته ,أو ناراً تُلقي بشظاها تبعث فيه
شيئاً افتقده .. فما أصعب منطقة الوسط ما بين مد وجزر تستوطن أفكاره
في دوامات لا تنتهي .
نوبة من التمرد اجتاحته , رغبة في التغيير عصفت باستقراره , بات يحلم
بمرفأ سفينته حتى لو كانت النهاية !!
أمسك بعصاه يضرب البحر بقوة وهو ينظر وراءه كمن ينتظر شيئاً خفياً
لا يراه سواه .. لكن لم ينل سوى دوامة صغيرة من مياه البحر تزداد شيئاً
فشيئاً حتى باتت بلا نهاية .
موسيقى صاخبة تصم أذنيه تأتي إليه من حيث لا يدري ,أضواء خافتة تُخفي
خلفها جمع غفير من السكارى يتمايلون على رقص حية جميلة تتمايل في دلال
يذهب الألباب, ُتبدل جلدها بين لحظة وضحاها حتى تفضح سترها وتنزع
ورقة التوت الأخيرة وهي تنظر نحوه بعين قاسية ولسانها يتدلى أمامها
يقطر سماً , وظل سيف يهوي نحو عنقه في سرعة شديدة .
أخذ يهرول مبتعداً وهو يرى رقبته تطير في الهواء تنثر الدماء على الوجوه
القبيحة التي ُتشيعه بضحكات ماجنة .
صوت الموج يفيقه من خيالاته المجنونة وهو يتحسس عنقه المبتورة تنزف
الدماء بغزارة حتى اختلطت بدموع حزينة لم تجد وجهاً تهبط عليه فعادت من حيث أتت .
ألقى بنفسه في البحر علّه يُشفى من أسقامه وهواجسه لكنه ظهر من بعيد
حاملاً صليبه على كتفه ونفس الجمع يهرول خلفه بضحكاتهم التي أضجت
سكان البحر , وهو ينظر إليه ملياً من تحت إكليل الخيانة , يمد له يداً مخضبة
بالدماء أحالت الماء للون أحمر قاني , يروْنه خمراًَ يغترفون منه بكؤوس
سوداء وهو يراه ثلجاً ناصع البياض . يهرول إليه, يخرج منديله يرميه
على وجهه كي يوقف نزف الدماء المنهمرة .
بابتسامة هادئة ولمسة حانية يربت على كتفه ويخلع تاج الشوك ويلبسه إياه
ويبتعد صاعداً إلى أعلى وهو يشعر بثقل التاج فيهبط به إلى أسفل حيث بدا الظلام حالكاً
وصوت الأمواج يبعد ويبعد , ظل يبحث بعينيه عن تلك الدوامة الصغيرة
لكن لم يكن هناك سوى السكون..
ولا شئ سواه .
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع



الساعة الآن 03:29 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر