March 28, 2010, 07:30 PM
|
|
|
مدينة سورية تستحق أن تزار
أ صدقائي
أحب أن أعرفكم على مدينة سورية رائعة الجمال تستحق الزيارة والاعلام بعيد عنها ألا وهي مدينة حارم
مدينة حارم
تتميز مدينة حارم بقلعتها الإسلامية التي تمركزت في موقع استراتيجي يشرف على سهول العمق الخصبة، ويتحكم بالطريق الواصلة بين أنطاكية وحلب، ويسيطر على المعبر الرئيسي الوحيد على نهر العاصي عند قرية جسر الحديد التي تبعد حوالي/20كم/ إلى الشمال الغربي من حارم، التي تبعد بدورها عن أنطاكية/42كم/، وبذلك تشرف على الطريق المتفرع عن جسر الحديد باتجاه الجنوب إلى جسر الشغور ومناطق حوض العاصي، أما الطريق الجديد الذي يصل بين حلب وأنطاكية فيبعد حوالي/5كم/ شمالاً عنها وذلك بشكل مباشر عبر سهول العمق
يتميز عمران المدينة في الوقت الحاضر بنسيج سكني تقليدي امتد على السفوح الغربية للهضبة الصخرية الواقعة شرق القلعة، والذي لازال محتفظاً في كثير من أجزائه على الشوارع الضيقة والأزقة المبلطة بالحجرالتي تخللها في بعض الأحيان سوباط، وقد غطيت أسقف بعض البيوت القديمة بالآجر الأحمر، وأكتست واجهاتها بألوان مزركشة بالأبيض والأزرق، لتظهر ضمن النسيج العمراني العام كلوحة من الموزاييك الذي تتناوب فيه الألوان مع خضرة الأشجار والنباتات، التي تملأ فناءات البيوت التي تطل على سهول خضراء على امتداد النظر يتخللها مجاري الأنهار والعيون والبحيرات الصغيرة لتجتمع كل هذه العناصر ضمن إيقاع فني رائع لمنظر خلوي رومنطيقي فريد قل نظيره، يجمع بين عبق التاريخ وأناقة العمران وسحر الطبيعة.
لقد مر بحارم وزارها العديد من الرحالة والمؤرخين، فقد قال عنها (ابن شداد):
(تشتمل حارم على قرى وبساتين فيها عيون وطواحين، و تسمى دمشق الصغرى لكثرة مافيها من فواكه).
تعد منطقة حارم - بجبالها ووفرة مياهها وخصوبة أرضها- موقعاً مثالياً للاستيطان البشري لكن الدراسات الأثرية مازالت قاصرة حتى اليوم في تحديد فترات الاستيطان منذ عصور ماقبل التاريخ إلى اليوم بشكل علمي ومنهجي دقيق، ويمكن أن نشير إلى وجود عدد من الكهوف والمغاور ضمن منطقة (الحبيس) الواقعة على بعد نظري حوالي/1كم/ إلى الجنوب الشرقي من القلعة، حيث تطل هذه الكهوف على واد تجري مياهه خلال موسمي الشتاء والربيع، وتتشابه هذه الكهوف مع كهوف منطقة يبرود التي احتضنت استيطان بشري من العصر الحجري القديم ( Paleolithic ) ، ولذلك يمكن أن نخمن وجود استيطان قديم في منطقة الحبيس، لكن أعمال المسح الأثري والدراسات الميدانية هي الوحيدة الكفيلة بتأكيد أو نفي هذه النظرية.
وتعتبر منطقة حارم مقاطعة واقعة تحت نفوذ مملكة ألالاخ التي كشف عن موقعها في (تل العطشانة)، ولسوء الحظ فإن المعلومات الواردة عن المنطقة في فترات عصور البرونز والحديد قليلة جداً، إلا أن هناك بعض الدلائل البسيطة - التي أشارت إليها الكسر الفخارية وشظايا الأدوات الصوانية – إلى وجود استيطان بشري يعود إلى الألف الثاني قبل الميلاد،كما أشارت بعض الكسر الفخارية في القلعة لفترات استيطانية تعود إلى القرن السادس قبل الميلاد أي فترات السيطرة الإخمينية على شمال بلاد الشام.
أما في العصور الكلاسيكية فهناك معطيات أثرية أفرزتها بعض المدافن المتفرقة والمنهوبة ضمن أراضي وبساتين وكروم واقعة شمال حارم عند المنطقة الحدودية، وتشير النظرة الأولية لهذه المدافن أنها تؤرخ إلى فترات زمنية متعاقبة (هلنستية-رومانية-بيزنطية)، ولابد من التركيز على الحقبة البيزنطية (فترات القرنين 5-6م) كون المنطقة شهدت انتشار عدد كبير من الكنائس والأديرة التي تعود بغالبيتها للطوائف المسيحية السريانية والأرمنية التي سكنت في مناطق حارم بكثافة في تلك الحقبة، ولازالت آثار العديد من تلك المواقع قائمة حتى اليوم في الجبال المحيطة بحارم من الجهة الشرقية. وأهلاً بكم في مدينة حارم.
|
المواضيع المتشابهه
العرض العادي
