فيسبوك تويتر RSS



العودة   مجلة الإبتسامة > الروايات والقصص > روايات و قصص منشورة ومنقولة

روايات و قصص منشورة ومنقولة تحميل روايات و قصص منوعة لمجموعة مميزة من الكتاب و الكاتبات المنشورة إلكترونيا



إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم June 14, 2010, 08:41 PM
 
الدرس الأول....قصة قصيرة

~الدرس الأول~

(قصة قصيرة)



هكذا انتهى العام الدراسي الأخير لي في كلية الصيدلة،وها أناذا قد حزمت أغراضي وركبت سيارة الأجرة،متوجها صوب منطقتي الريفية الواقعة على ضفاف نهر دجلة...هناك حيث الهواء الطلق،والمناظر الخلابة،والهدوء العذب..هناك حيث يلتقي نهر الزاب الصغير مع دجلة الخالد فيتعانقان بحب وصفاء عناق الأم لولدها..وحيث تنام سنابل القمح الملأى وتغرق في أحلامها الوردية...
أخيرا سأستمتع بقسط من الراحة،و عطلة صيفية آمل أن تكون سعيدة نسبيا...
أخيرا سأوفر لنفسي المتعبة شيئا من الترفيه والراحة..
فقد آن الأوان لكي أرتاح من عبء الإمتحانات التي أديتها بشق الأنفس وظروف شبه صحراوية فالجو حار وجاف والكهرباء تأتي برهة ثم تنقطع ساعات والماء شبه منعدم، ناهيك عن كثرة المحاضرات وصعوبة الأسئلة التي يتفنن العديد من أستاذتي المحترمين بتعقيدها و تركيزها وتنضيدها...
المهم أنني سأرتاح قليلا رغم صعوبة الفراق...فقد ودعت اليوم أغلى من عرفتهم وعشت معهم وإستأنست بصحبتهم...
نعم إنهم الذين عشت معهم من عمري خمس سنوات من المحبة والإخاء والمودة...إنهم الذين زرعوا بذور الفرح على شواطيء الأحزان ودخلوا القلوب دون إستئذان...إنهم الذين قضيت معهم أيامي الجامعية بحلوها ومرها بأفراحها وأحزانها،بسرورها ومآسيها..
ركبت في المقعد الخلفي للسيارة وأنا أتخيل كل تلك الوجوه الطيبة...وجوه أحبابي وإخواني الذين تمنيت أن لا أفارقهم أبدا..وأحسست أن عيناي لم تزل تدمعان لحد الآن،ربما بسبب الحساسية التي ورثتها أو ربما بسبب بكائي لحظة توديعي لأصدقائي..آه لكم بكيت حزنا على وداعهم وكأني لن أراهم ثانية..وأن الأعوام التي قضيتها بصحبتهم لن تعود..
فعلا فهنالك لحظات رائعة تمر في حياتنا لايمكن أن تعود ولكنها تتراقص في دواخلنا كلما هب نسيم الذكريات...
إنها لحظات ذهبية منقوشة في ذاكرتنا...لتكون لنا محطات نقف عندها فنستذكر تلك الأشياء الجميلة في حياتنا..إنها الأطلال التي نظم فيها الشعراء قصائدهم...
وبينما كنت أنظر إلى أسوار الجامعة-التي ودعتني هي الأخرى بحرارة إستمدتها من خيوط الشمس العمودية-مر أمامي شريط من الذكريات..ذكريات بدت وكأنها سمفونية طويلة عزفتها مخيلتي المشوشة بتلك الأفكار...
فها أنا الآن أتذكر أول يوم دخلت فيه المدرسة الإبتدائية،وكنت حينها أرتدي قميصا صيفيا وردي اللون وبنطالا وحذاء سوداوين،وأذكر أنني لم أتناول إفطاري في ذلك اليوم-لشدة غبطتي وابتهاجي-لولا إلحاح أهلي علي لتناوله...
سرت مع أولاد عمي الثلاثة وكانوا أكبر مني بما لايقل عن سنتين. كنت أحث الخطى مسرعا وفي قلبي الصغير غبطة لاتوصف وفرحة طفولية طغت على جميع مشاعري،على عكس أولاد عمي الذين بانت على وجوههم علامات اللامبالاة بل كان علامات الإشمئزاز هي الواضحة..ولم أكن أعرف سبب ذلك.
سرت معهم فكنت أسبقهم أحيانا دون أشعر بذلك،عندئذ ينادي علي أكبر أولاد عمي قائلالاتسرع فأنت لاتعرف الطريق).
لم يكن هاجسي في ذلك الوقت وماسبقه من أيام طفولتي سوى اللهو واللعب.ولذلك كنت سعيدا أشد السعادة عند ذهابي للمدرسة ذلك اليوم.فقد أخبرني عدد من الأولاد الذين كانوا أكبر مني سنا بأن المدرسة عبارة عن مدينة ألعاب يرومها الأطفال ليلهوا ويلعبوا دون أجر أو حساب..
ولقد أخبرني بذلك أيضا أولاد عمي الثلاثة.فتكونت لدي هذه الفكرة عن المدرسة التي حلمت بلقائها وقد حان!
فقد وصلنا بناية كبيرة المساحة تعادل مساحة بيتنا عدة مرات،يحيط بها جدار على طول محيطها.رأيت بابها الأخضر ذو المصراعين وقد لفت عليه سلسلة مغلقة بقفل حديدي.كما لاحظت بعض الرسوم والنقوش والكتابات التي أوحت بأنها أشبه بإعلانات أو دعاية عن مافي داخل هذه البناية من ألعاب وترفيه أو شيء من هذا القبيل...
قلت متلهفا وقد تملكني السرورمتى يبدأ الدوام؟أريد رؤية مدينة الألعاب).
أجابني أكبر أبناء عمي بإبتسامة ساخرةلقد وصلنا مبكرين جدا.لكن لابأس...ستفتح مدينة الألعاب أبوابها لك بعد قليل) عندها إنفجر الثلاثة ضاحكين...
كان محقا حينما قال بأننا وصلنا مبكرين.ففد كنا أول الوافدين ولم نر أحدا قرب المدرسة....وبعد دقائق بدأ الصغار يتوافدون ويزدادون شيئا فشيئا،وهم يقفون خارج البناية بإنتظار من يفتح لهم الباب ويسمح لهم بالدخول...
إنتظرت ساعة أو أكثر منذ وصولي وأنا أحاول أن أبقى قريبا من أولاد عمي حتى لا أضيع وسط حشد الصغار أمثالي الذين كانوا يبدون من بعيد وكأنهم مستعمرة نمل!!
سمعت أصغر أولاد عمي الثلاثة يقولهاقد أتى المعلم)..
نظرت صوب ماكان ينظر أولاد عمي،فرأيت شخصان يقتربان من باب المدرسة تبين لي أن أحدهما المعلم والآخر فراش وذلك عن طريق الزي الذي كان يرتديه كل منهما...
أقتربا من الباب،وبينما هم الفراش بفتح هذا الباب الكبير...تملكني فرح شديد وسعادة لاتوصف.فبعد كل هذا الإنتظار سأرى مدينة الألعاب!
سأركب القطار الذي يسير على السكة الدائرية!
سأركب الدولاب الطيار!
سأركب السيارة الصغيرة أو الأرجوحة أو الدراجة الهوائية التي طالما أملني والدي بشرائها لي...
كانت تلك الهواجس تتزاحم في مخيلتي وهي كل ماكان يشغل تفكيري تلك اللحظة.كما كنت آمل بأن أجد ألعابا أخرى ألعاب أتخيلها وأحلم بها لكنني لا أعرف أسمائها!
إذا أخيرا سيفتح الباب وتتحق كل أحلامي!
أخيرا إنفتح الباب والتفت المعلم نحو جموع الأطفال المتجمهرين منبهاهيا ياأولاد أدخلوا بهدوء.لاتثيروا أي جلبة!) قال هذا وتنحى جانبا فاسحا المجال لهم بالدخول.عندها إندفع حشد الصغار بقوة نحو الباب،فحشرت جسمي وسط السيل العارم الذي كونه هؤلاء الأولاد وهم يطلقون هتافات الفرح غير آبهين لما قاله لهم المعلم.ومع إنسياب هذا التيار البشري الهائل عبرت الباب! ودخلت المدرسة لأول مرة!!
نعم كانت تلك أول مرة تطأ فيها قدمي أرض المدرسة!
وأنا أنظر بشكل عشوائي،وفي كل الإتجاهات كمن يبحث عن شيء في فضاء واسع!
نعم فأنا أبحث عن مدينة الألعاب! عن السيارة!عن الأرجوحة! فهذا ماجئت من أجله.
لكن يالخيبتي فلم أر مدينة الألعاب المزعومة!
أصبت بالدهشة والخيبة والذهول وقلت في نفسيإذا لم تكن هنا مدينة الألعاب فأين تكون ياترى؟).
صدمت بالواقع فلم أر سوى ساحة واسعة نمت على محيطها بعض الأشجار،كما كانت هنالك العديد من صنابير المياه في أحدى زوايا ساحة المدرسة،فيما قد بنيت غرف متلاصقة ومتشابهه على جانبي الساحة وقد أخبروني أنها تسمى غرف الصفوف وقد وجدتها فعلا.ولكنهم أخبروني عن مدينة الألعاب فمالي لا أجدها الآن؟.
وبينما كنت أعيش حالة من الصدمة والذهول والحزن والدهشة دق جرس المدرسة معلنا أول يوم في حياتي المدرسية،حينها رأيت الأطفال يهرولون بإتجاهات عشوائية وكأنهم في حالة إنذار.فيما بقيت أنا وقفا دون حراك لا أشعر بشيء سوى الحزن والحسرة.
ودون أن أنتبه جاء أحدهم راكضا نحوي ليصدمني بقوة قبل أن يدخل في غرفة الصف خاصته فغبت عن الوعي قليلا...
ثم أحسست بيد تهزني من كتفي بشدة وسمعت صوت أحدهمإستيقظ...إستيقظ يارجل!).فاستيقظت على أثر ذلك فزعا..لأرى سائق السيارة وهو يقول لي بنبرة أكثر لطفاكفاك نوما يا أخي فقد وصلنا البيت).



Hunter 2008

التعديل الأخير تم بواسطة haqi ; June 15, 2010 الساعة 08:16 PM سبب آخر: خطأ في العنوان
رد مع اقتباس
  #2  
قديم June 14, 2010, 08:53 PM
 
رد: الصيف الساخن

شكرا على هذه الخاطرة الجميلة جدا وخاصة للمؤلف
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)



المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الكرسي الساخن awadbest مقالات حادّه , مواضيع نقاش 11 July 22, 2010 06:07 AM
مخبوزات الشيف حسن ،وصفات الشيف حسن،معجنات الشيف حسن بالصور AHD Ashour وصفات الطبخ 2 April 7, 2010 08:21 PM
حلويات الشيف حسن بالصور،طريقة عمل حلويات من الشيف حسن ،ملف كامل لحلويات الشيف حسن AHD Ashour وصفات الحلويات والعصائر و الآيسكريم 1 December 25, 2009 07:38 AM
مخبوزات الشيف حسن ،وصفات الشيف حسن،معجنات الشيف حسن بالصور AHD Ashour وصفات الطبخ 2 December 9, 2009 02:07 PM


الساعة الآن 05:11 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر