فيسبوك تويتر RSS


  #1  
قديم September 12, 2007, 01:07 AM
 
Ip بين الصداقه والخوة بالله

بين الصداقة والأخوة بالله







لو أجريتم مسحاً شاملاً وممثلاً لشباب الأمة لرأيتم أكثرهم يضعون في أول سلم أولوياتهم: الحب بأبعاده المبالغ فيها واستطالاته الانفعالية المعطّلة والمحطمة، ثم يأتي شباب لا يعترفون بالحب فهم صريحون مع أنفسهم ومع الآخرين في أن ما يشغلهم هو شهواتهم العارية من أي تمويه أو تهذيب، ثم تأتي ثلة قليلة ممن هداهم الله وأكرمهم بسلوك الطريق القويم.

وقد رأينا أن الحب أصبح تجارة رابحة في زماننا، فهو الموضوع المفضل في كل أنواع الآداب والفنون وقد ألبس من معاني الغيرية ما يخفي حقيقة الأنانية، وقد تحول حب الرجال للنساء أو حب النساء للرجال إلى ضوضاء وضجيج يلاحق الشباب أينما ذهبوا، وكثيرون ممن يتاجرون بالحب يلبسون الحق بالباطل فما دام الحب هو الغاية والقصد فباسمه ترتكب المحرمات وتقترف الكبائر أمام أنظار المراقبين والمسؤولين.

ونعود إلى صاحبنا الذي روى قصته المأساوية في المجلة المحترمة، وقد رأينا أنه عرض لنا تجربته بمبالغة درامية ترشح قصته لتكون فيلماً عربياً من أفلام الأربعينات والخمسينات أو فيلماً هندياً من الأفلام المسطحة التي تغرق من يشاهدها بصور وقصصٍ عن لوعة المحبين وحرقة المشتاقين.

وقد بدأ صاحبنا قصته بحديث عن صداقة تجاوزت كل الحدود بينه وبين رفيق عمره، حتى وصف نفسه وصديقه بأنهما توأمان في الجوهر وهو يتحدث عن صديقه الذي سرق في نهاية الأمر حبيبته وهذا التقدير المبالغ فيه لعلاقة الصداقة التي ربطت بين صاحبنا ورفيقه يتناسب مع طبيعة التفكير المبالغ فيها والذي يتسم به عادة المراهقون في أعمارهم أو في عقولهم فكم من مراهق تجاوز الأربعين أو الخمسين ، ف«الصداقة التي تتجاوز كل الحدود» و «توأمة الجوهر» تعبيران واسعان جداً على رفاق الدنيا وعلى صاحبنا وصديقه.

أما حقيقة ما يجري فهو اجتماع شخصين أو أكثر على لهوٍ ولغوٍ يجعلهم يشعرون بقرب وهمي لا يصمد أمام أول عاصفة، وأكثر الأصدقاء اليوم يجتمعون على تجاوز حدود الله والخوض في الحرام، حتى أنهم ابتدعوا لأنفسهم لغة لا يفهمها غيرهم وهم يستخدمونها لتحرير رسائل خاصة بينهم دون أن ينتبه الكبار وهي على محمل التسلية و«الفهلوة».

ومثل هذه العلاقات والصداقات التي تقوم على اللهو واللغو وعلى الغلط واللغط لا خير فيها ولا مستقبل لها، وقد آثر العقلاء الوحدة على صداقات من هذا القبيل، فقال الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم: «استأنسوا بالوحدة عن جلساء السوء» وقال الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه:

كن ما استطعت من الأنام بمعزل

إن الكثير من الورى لا يصحب

واجعل جليسك سيداً تحظى به

حبر لبيب عاقل متأدب

وهذه مسألة لابد من الوقوف عندها والحديث عنها ونحن نحاول أن نقترب من عقول الشباب، فما يقال عنه إنه صداقة بين الكثيرين هو مجرد اجتماعٍ في الميول والأهواء وتواطؤ على قضاء الوقت وقتله بما يفرح ويبهج، ونحن لا نرى صداقة تحيا وتدوم إلا إذا كانت من قبيل الأخوة بالله حيث يراعي كل امرئ حق الله وحق أخيه في صداقته وإلا فما الذي سيمسك الصديق عن بيع صديقه في أقرب مناسبة يرى فيها أن مصالحهما تتعارض بدل أن تتكامل.

من لم تكن في الله خلته فخليله منه على خطر

وخير دليل وبيان على كلامنا هو صدمة صاحبنا بصاحبه الذي باعه وباع صداقته التوأمية بسبب امرأة، وأنا أريد أن أوجه حديثي للشباب قائلاً إن الصداقة وهم وإن الأخوة في الله هي الحقيقة، وقد رأينا في السلف الصالح والخلف الصالح أمثلة عن الأخوة بالله ترجموا أخوتهم بالأفعال لا بالأقوال، وجمعتهم المصائب والأزمات أكثر من المتع والشهوات، وقد عبر هوراس عن زيف الصداقات بقوله: عندما يصبح الجو جافاً يتفرق الأصدقاء.

إن شابين عاشا في طاعة الله بُشرا بحديث المصطفى عليه الصلاة والسلام بأنهما يستظلان بظل العرش يوم القيامة يوم لا ظل إلا ظله، وهما قبل ذلك يستظلان بظل محبتهما الخالصة من كل زيف وأنانية في رمضاء الحياة، فإذا فهمتم ووعيتم هذه الحقيقة لن تصدمكم الحياة بصديق في السراء ينقلب هو نفسه إلى قرصان في الضراء، وعندها ينطبق عليكم المثل القائل عدو عاقل خير من صديق جاهل.

منقول
رد مع اقتباس
  #2  
قديم December 31, 2007, 01:37 PM
 
رد: بين الصداقه والخوة بالله

مشكوررر
رد مع اقتباس
  #3  
قديم December 31, 2007, 04:06 PM
 
رد: بين الصداقه والخوة بالله

بارك الله فيك على مانثرته علينا...

جزيت خير الجزاء واسال الله باسمه الاعظم ان يغفر لك ولوالديك ويكتب لك الاجر

بعدد من سجد له ويحط عنك الخطايا بعدد من شهد بالوهيته
ويوفقك الى مايحب ويرضى ويجعلك من احبائه واوليائه ومن حفظة كتابه وينير قلبك بنور الايمان..
واساله بوجهه الكريم الفردوس الاعلى لك ولوالدييك ومن تحب وجميع المسلمين..


تقبل شكري وتقديري ومروري المتواضع

__________________




رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الصداقه, بالله, والخوة

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أتعلم ماهى الثقة بالله ؟؟ سـمــوري النصح و التوعيه 22 September 7, 2011 11:06 AM
من صديقا بتمنى ان يكون لكم صديقا من ليبيا ارض الزهر والحنة abdsalam1968 الترحيب بالاعضاء الجدد ومناسبات أصدقاء المجلة 30 September 26, 2009 04:28 AM
الصداقه اهميتها وسلبياتها حنون المواضيع العامه 3 March 8, 2009 11:07 PM
الفرح بالله ahmed65318 النصح و التوعيه 2 August 21, 2007 10:13 PM


الساعة الآن 05:51 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر