فيسبوك تويتر RSS



العودة   مجلة الإبتسامة > اقسام الحياة العامه > المواضيع العامه



إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم April 6, 2011, 05:04 PM
 
Sad خطاب الرئيس



خطاب الرئيس
سمعتُ في التلفاز أن سيادة الرئيس سيلقي كلمة يوم غدٍ عما حدث في بلاده من القتل وسفك الدماء .
تحفزت نفسي لهذا الخبر ، واستعدت روحي لسماعه .
يا الله ، يا الله .
ماذا سيقول الرئيس بعد هذه المشاهد من القتل والإرهاب ؟
حاولتُ النوم ليلاً ، لكنني لم أستطع ، فأنا أتطلع لسماع كلمة الرئيس بأي شكل كان .
قلت لنفسي : أنتظر قليلاً .
أحاول أن أشغل نفسي بشيء من المشاهد .
آه ! !
إنها مشاهد دموية قوية ! ؟
بدأتِ الدموع تهطل من عيني دون شعور مني بذلك .
اختلط دمعي بالشاي الأخضر الذي أعددته ، شربتُ الشاي المختلط بدموعي ، لكنني أحسستُ أنه باردٌ وطعمه كالحنظل ! ؟
لم أحتمل كل هذا ! !
تخيلتُ المناظر التي أشاهدها وكأنها لإخواننا الفلسطينيين في غزة والضفة ، أو حتى فلسطينيي 48 ، وأن من يقوم بهذه الأعمال الوحشية هم الصهاينة المتكبرون .
لقد خُيِّل إلى ذهني القصف الإسرائيلي على غزة يوم كانت تُحملُ الجثث والدماء تتقاطر منها .
خُيِّل إلى ذهني ذلك الرجل الذي حمله أصحابه ورجله مقطوعة ينزف منها الدم المغلي .
ما هذه المناظر ؟ ؟
حوقلتُ دون قصد مني بصوتٍ عالٍ ! !
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
أصابتني وكزة غريبة ، وكأن الكهرباء قد لسعتني ! !
ما الذي يحصل ؟
نظرتُ حولي يميناً وشمالاً ، لم أجد نفسي إلا وأنا أبكي ، وليس هناك أحد بجانبي ! !
لقد كان الهدوء والسكون قد أخذ من كل شيء مأخذه ! !
نظرتُ في الساعة ، فإذا هي قد قاربتْ صلاة الفجر ! !
قمتُ لأتوضأ للصلاة .
ماذا حصل ؟ ؟
آه آه ! !
أرجلي لا تتحرك ، وكأنها قد تسمرت في الأرض ! !
ما الذي حصل لي ؟ ؟
أحس في جسمي ألماً شديداً ! !
كأن الضرب الذي كان يضرب به الثوار في بلد الرئيس الذين رأيتهم ، كأنه كان لي ! !
حاولتُ تحريك رجلي ، رفعتها بيدي ! !
آه آه ! !
الحمد لله تحركت .
نظرتُ في رجلي وفي يدي لأتأكد ، هل أصابها شيء من الرصاص أو الشظايا ! !
الحمد لله .
لم أجد شيئاً ، إنما كان من طول الجلوس .
حمدتُ الله تعالى على أن أعاد لي قوتي ، وأعضائي كما كانت ! !
قلتُ بملْءِ فِيَّ : الحمد لله ، الحمد لله ، الحمد لله .
قمتُ وتوضأتُ ، وبدأت بصلاة التهجد .
سجدتُ طويلاً ! !
بكيتُ طويلاً !!
لم أتمالك نفسي بالدعاء .
أصبح الدعاء يطير من لساني من غير أن أفكر فيه .
أقول : يا رب يا رب .
حتى ظننتُ نفسي أني لا أصلي ، فأردتُ أن أنهي الدعاء لأقوم .
ولكني انتبهتُ أني في السجود .
لم أكمل الركعتين إلا وقد أذَّنَ مؤذن الفجر .
تجهزتُ للصلاة .
ذهبتُ للمسجد .
كنتُ أنظر للناس في المسجد وكأنهم ينظرون إلي وأنا في بلد الرئيس مصابٌ بين المصابين .
نظر إليَّ أحدهم ، فطارت مني كلمة : لا لا .
تعجب مني ! !
تعجبتُ منه ! !
قلتُ في نفسي : لماذا يظنني أنني في البلد الذي يقتل فيه أهله ؟
نظرتُ إلى جوانب المسجد علِّي أجد سلاحاً أو قنابل أو ذخائر حية .
لكن ! !
لم أجد شيئاً ! ؟
تعجب مني أحدهم في المسجد ، فعمَّ أبحث وأفتش ؟ ؟
لكني انتبهتُ فجأة أني لستُ في المسجد الذي في البلد الذي يقتل فيه أصحابه ، وإنما أنا في مسجد الحي الذي أنا فيه .
صليتُ بالناس إماماً .
قرأتُ أول سورة القصص ! !
عشتُ مع موسى عليه السلام وفرعون وقوم موسى ، وولادة سيدنا موسى عليه السلام ، وكيف خافت أمه فرمته في الماء ، وكيف وصل إلى فرعون ، وكيف تربى في بيت فرعون ، وكيف كانت نهاية فرعون على يد موسى عليه السلام والذي تربى في بيته .
انتهيت من الصلاة .
لكني لا أدري هل أطلتُ أم قصرت ! ؟
لكن أحسستُ أن الصلاة كانت طويلة جداً جداً مع قصة طويلة العمر .
لا تسألوني ( لم ؟ ) ! !
لأنني أنا نفسي لا أدري ( لم ؟ ) ! !
ثم عدتُ من الصلاة !!
دخلتُ البيت ! !
ذهبت إلى غرفة الأولاد .
نظرتُ إلى أولادي وتأكدت أنه لم يصبهم شيء ، ولم تأخذهم مخابرات الرئيس كما أخذت غيرهم ، ونظرت إلى أظفارهم فلم أجدها منزوعة كما فعلت مخابرات الرئيس بالأطفال الآخرين .
أيقظتُهم حتى يذهبوا لمدارسهم .
ثم ذهبتُ إلى عملي ، ولا أدري كيف وصلتُ إليه ؟
لقد كانت رصاصاتُ الأمن في بلد الرئيس تتطاير بجانبي من اليمين واليسار .
كنتُ أخاف أن يصاب أحد الأبناء .
وكنتُ أحاول أن أتفاداها .
آه آه ! !
الحمد لله وصلت إلى عملي .
انتبهتُ ، فإذا أنا في البلد الساحلي ، ولستُ في بلد الرئيس ، وليس هناك إطلاق نار ولا رصاص ! !
ما الذي يحصل لي ؟
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
أكملتُ عملي .
ولا أدري فعلاً كيف عملتُ ؟ وماذا أنجزتُ ؟
ولكن انتهى وقتُ العمل .
رجعتُ إلى بيتي .
سمعتهم في التلفاز يقولون : إن الرئيس سيخرج إلى الشعب بعد قليل .
أخرجت الأولاد جميعاً .
أصبح الهدوء يملأ الغرفة ، فلم أسمع في الغرفة إلا صوت زفيري وشهيقي ! !
جلستُ منتبهاً بكل جوانحي لما سيقول الرئيس .
فجأة ! !
قالوا : وصل الرئيس إلى المجلس التشريعي ، وسيلقي كلمته الآن ! !
الحمد لله لقد وصل ، والآن سأستمع له .
راقبتُ دخول الرئيس بكل التفاصيل ،كنتُ أنظر إلى وجهه وإلى حركاته ، وإلى علامات الحزن التي تبدو واضحة عليه !
لقد دخل سيادة الرئيس إلى القاعة ، وهو مخفض رأسه نحو الأرض .
الحزن يدمي قلبه .
مرَّ بين الناس وهو مغضب مما يحدث ! !
هتف المجلس التشريعي جميعاً : بالروح بالدم نفديك يا بلدي ! !
وقف الرئيس على المنصة ، وقال بصوت فيه بحة البكاء :
بسم الله الرحمن الرحيم ، أيها الشعب الكريم . . .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يجب أن نقف دقيقة صمت على ضحايا المجزرة العظيمة في بلادنا قبل أن أبدأ بحديثي هذا ! !
وقف الجميع فوراً ، وأحسستُ أني أقف معهم دون شعور مني ! ؟
ثم طلب من الجميع قراءة سورة الفاتحة على أرواح الشهداء الأبرار الذين قضوا نحبهم في هذه البلاد .
فقرأها الجميع .
انتهى الرئيس من قراءة الفاتحة ، والتي كان يقرؤها بصوت منخفض يظهر عليه أثر البكاء .
ثم دعا للجميع بالخير والسعادة ، وأن يهنأ هذا البلد بالخير والاستقرار .
ثم قال :
أيها الشعب الكريم . . .
لن يهنأ لنا عيش حتى نسترد كرامتكم التي أهدرتْ في بلادكم ، ولن أرجع إلى بيتي اليوم حتى يعود الناس إلى بيوتهم مطمئنين .
فرح المجلس التشريعي بهذه الحماسة ، فقام أحدهم وقال : بالروح بالدم نفديك يا رئيس . . .
لم يكمل كلمته إلا والرئيس يقاطعه قائلاً : بالروح بالدم نفديك يا بلادنا.
فلستُ أنا إلا واحداً منكم ، وأنتم مني ، ولستُ ممن يحب هذه الشعارات ، فأنا هنا من أجلكم ، وقد ابتلاني الله تعالى بأن جعلني رئيساً عليكم ، فلو عثرت نملة في بغداد ، أقول نملة وليست بغلة ، نعم ، لو عثرت نملة في بغداد لسألني الله عنها ، ولن أكون إلا كما يرضي الله .
وتابع قائلاً : إن أبوابي مفتوحة للجميع ، للصغير قبل الكبير ، للضعيف قبل القوي ، للفقير قبل الغني ، ولن يغلق هذا الباب أبداً ما دمتُ حياً .
إنني بمسؤوليتي الكبيرة أحتاج إليكم أكثر مما تحتاجون إلي .
إن هذا الوطن هو وطننا جميعاً ، ويتسع للجميع ، وأنا بدونكم لا شيء ، وسنبني من هذه اللحظة البلد سوياً ، ونعيد ترميم ما تهدم منها ، ونحارب الفساد سوية ؛ حتى تصبح بلادنا البلد الأولى على مستوى العالم . . .
ارتفع صوت مجلس الشعب بصوت واحد :
بالروح بالدم نفديك يا بلادنا.
بالروح بالدم نفديك يا بلادنا .
وبدأ الناس بالتصفيق بشدة .
وما شعرتُ إلا وأنا أصفق معهم كما يصفقون .
وبدأ الصوت يعلو شيئاً فشيئاً ، حتى فزعتُ من نومي من كثرت الإزعاج .
انتبهتُ إلى نفسي فإذا أنا جالسٌ في مكاني ، والتلفاز أمامي ، والرئيس قد أنهى كلمته ، والمجلس التشريعي يصفق بشكل جنوني ، وسيادته يضحك ضحكات صفراء مزعجة .
نظرتُ جيداً !
فإذا بي كنتُ من شدة تعبي قد نمتُ أولَ الكلمة ، ولم أسمع منها أي حرف .
وإنما كان حلماً بعد كل ساعات الانتظار .
ولكن ليتكم تخبروني :
لماذا كان يضحك سيادته في خطابه هذا بعد هذه الأشلاء ؟
ولماذا كان يصفق المجلس التشريعي بهذه القوة والحرارة ؟
وماذا قال في هذا الخطاب ؟
أرجو ألا تنسوا إخباري .
وشكراً لكم .



بقلم
د.ملهم الرغبان


__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)



المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
عائض القرني يدعو الرئيس نيلسون منديلا إلى الإسلام في خطاب عجيب باحث عن الشهادة شخصيات عربية 2 November 10, 2009 10:18 PM
عائض القرني يدعو الرئيس نيلسون منديلا إلى الإسلام في خطاب عجيب! قرآني منهج حياتي النصح و التوعيه 2 October 30, 2009 02:10 AM


الساعة الآن 04:06 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر