فيسبوك تويتر RSS



العودة   مجلة الإبتسامة > تقنيات السعادة الشخصية و التفوق البشري > علم الإدارة والاتصال و إدارة التسويق و المبيعات

علم الإدارة والاتصال و إدارة التسويق و المبيعات علم الادارة الحديث, كيف تطور نفسك في عملك, كيف تصبح ناجحاً في شركتك , كيف تكون قائداً ومتحمساً في وظيفتك



إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم October 24, 2009, 01:54 PM
 
الإدارة و التوحيد

الإدارة و التوحيد-ج1



قد يستغرب القارئ الكريم من عنوان هذه الصفحة، وتأخذه الأفكار يمنة ويسرة عن أبعاد هذه العلاقة الغريبة بين الإدارة التوحيد، ولكن لن يطول - إن شاء الله -التأمل حتى يحصل على إجابة شافية بقراءته لهذه السطور القليلة القادمة .
إن الإدارة هو علم وفن يبحث في كيفية التعامل مع الآخرين للحصول على استجابات جيدة منهم، والهدف منها تسخير جميع الطاقات البشرية والمادية لتحقيق هدف ما لمنظمة أو شركة أو جهة ما، وفي سبيل ذلك تبذل جميع الإمكانيات المتاحة لتحقيق هذا الهدف المنشود.


ولما كانت الإدارة علماً يبحث في سلوكيات المرء وكيفية تطويعها للحصول على أعلى مردود منه، فإنه لم يرقَ أي نظام أو فكر عالمي بهذا المجال إلى فكر الإسلام، ذلك الفكر الذي استطاع أن يحصل من المرء على أعلى مستويات الطاقة والإنتاج، وذلك بإقناعه بفكرة واحدة لا نظير لها.. هي فكرة التوحيد.


إن الإنسان المسلم الموحّد يستمد حافزه على البذل والعطاء من الله عز وجل، كونه هو المُنعم والرازق، وهذا الاعتقاد يدفع المسلم إلى الانصراف عن التعلق بأسباب الدنيا من إدارته أو مصدر رزقه أو أجره الشهري، والتعلق بخالق الأسباب الذي يعطي بغير حدود. إنه لو قدّر لأي منظمة أن تعثر على الحوافز الكفيلة التي تجعل موظفيها يزيدون من إنتاجيتهم وعطائهم، لكانت ستبذل في سبيلها أموالاً وإمكانات كثيرة، غير أن ذلك كله سيتحصل لهذه المنظمة إذا عثرت على أشخاص يمتلكون الدوافع والحوافز الذاتية النابعة من قناعاتهم الشخصية، والتوحيد والعبودية لله تعمل على هذا الجانب من شخصية الإنسان.

إن التوحيد عبارة عن سلسلة طويلة من الحوافز والدوافع التي تشكل في مجموعها منظومة رائعة الاتساق والتوازن في مجتمعات فاضلة، فإقرار التوحيد يربط كل أعمال الإنسان الجيدة بجزاء أخروي كبير لا يقارن مع الجزاء الدنيوي، كما أنه يربط كل عمل مشين بعقوبة أخروية لا تقارن بعقوبة الدنيا، وكمثال بسيط على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: "رحم الله عبداً سمحاً إذا باع، سمحاً إذا اشترى، سمحاً إذا قضى، سمحاً إذا اقتضى" رواه البخاري.

.
وهكذا تجري تعاليم الإسلام جميعها بناء على هذا المقصد السامي. والتوحيد يضبط سلوكيات المرء والموظف والعامل، ويجعله يتعامل مع الأمور بأمانة وإخلاص وإتقان، لشعور داخلي دائم بمراقبة إلهية لتصرفاته وأعماله. إن أعلى درجات النجاح الإداري ? كما يعرفه العلماء ? هو وجود الحافز الذاتي، وليس ثمة أعلى من حافز من التوحيد الذي يمتزج بصميم كيان المرء ويخالط مشاعره ويملأ قلبه في كل لحظة، وهكذا تنجح الإدارة نجاحاً لا مثيل له إذا اقترنت بالتوحيد..




وللحديث بقية. د. طارق محمد السويدان
__________________
يدا بيد لإصلاح النظام

وقوع الذنب على القلب گوقوع الدهن على الثوب إن لم تعجل غسله وإلا انبسط -- اتبع السيئة الحسنة تمحها


ثلاثه اشياء لا يتم علم العالم إلا بها
قلب تقي...
و فواد ذكي...
و خلق رضي...




رأيتُ لدى كل إنسان منعطفاً حاسماً يقرر مصير حياته.
هذا المنعطف هو لحظة اتخاذه قراراً واضحاً لا رجوع عنه بالتوقّف أو العجز عن تحقيق النجاح.

يتخذ بعض الناس هذا القرار في الخامسة عشرة، ويصل بعضهم إليه في الخمسين، وكثيرٌ منهم لا يصل إليه أبداً

برايان تريسي
رد مع اقتباس
  #2  
قديم October 24, 2009, 01:59 PM
 
الإدارة و التوحيد -ج2-

الإدارة و التوحيد -ج2- دكتور طارق سويدان

إن الدافع وراء نجاح كل عمل هو الرغبة الشخصية، والوازع النفسي، والاقتناع التام، وهذا المفهوم قد أقره علماء النفس والفكر والاجتماع، واتفق عليه جميع المفكرين والعقلاء والمثقفين، والعمل والاقتناع بالعمل نظيران مترادفان لا ينفك أحدهما عن الآخر..


أما إتقان العمل فهو طموح يسعى لتحقيقه جميع أصحاب الأعمال في موظفيهم. أما النجاح في العمل فينعكس في قوله تعالى: (وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) التوبة (105)، ويقول عليه الصلاة والسلام: "لئن يحتطب أحدكم حزمة على ظهره، خير من أن يسأل أحداً، فيعطيه أو يمنعه). متفق عليه
.
إن ربط العمل وجعله مسؤولية نحاسب عليها أمام الله تعالى لهو الأساس في إيجاد الوازع النفسي، والرغبة الشخصية، ذلك أن الإنسان إذا ما تلقى أجراً على عمله ازدادت همته له، ورغبته فيه، فإذا أعطي مكافأة فوق الأجر المخصص، زاد نشاطه، وعلت همته، وإذا ما ضوعف له الأجر الراتب، بلغ في العطاء غايته، واستنفد في سبيله طاقته، والله تعالى أعطى مقابل العمل أجوراً مضاعفة، ووعد العاملين مكافآت لا حصر لها ولا عدد، فبذلك يتميز الإنسان العامل المسلم (الغيور) عن باقي العاملين، فهو ينظر بعين واحدة غضيضة للدنيا وحوافزها، وينظر بأخرى بصيرة ناضرة إلى الآخرة وعروضها، فتراه يقبل على العمل بدافع وحافز شديدين ..




وليس من الحكمة غض البصر عن بشرية الإنسان، والشعور المستمر بحب الدنيا والمال، ولكن الإنسان مفطور أيضاً على التوحيد، وشخصيته البشرية معجونة بالعبادة، وشعور المراقبة الإلهية متلازم مع الفطرة السليمة، ومن ذلك حبه الخير، وكراهيته الشر، ولذلك كانت الرقابة الشخصية لدى المسلم أعلى من غيره، وتجدها في أعلى مستوياتها لدى المسلم الملتزم بدينه وتعاليم شرعته ..




فالمدير الناجح، هو ذلك الذي يعرف كيف ينمي هذا الوازع، ويبث في نفوس موظفيه العادات الرقابية النفسية، فهي خير له من سنّ القوانين، وفرض العقوبات، ولوائح الجزاءات، وإن كانت الأخيرة لا غنى عنها، لردع ضعف النفس، وانسلال الشيطان، غير أن الحاجة لها ستتقلص إلى حيّز العدم، وهذا دليل النجاح بلا شك ..



أما إتقان العمل، والتفاني في أدائه، فهو مرتبة أعلى، ومنزلة فضلى، يقوم بها من ارتفعت في نفسه بواعث الرقابة، وصارت له سجية وعادة، والناس يصفون الإنسان المتقن لعمله بأنه أمين، ومخلص، ومتفان، ولكننا نصفه بأنه قد استجاب لفطرته، ولبى نداء خالقه، وأعمل عقله وقلبه. والإتقان لا يكون إلا بوازع نفسي أعظم، وهو من نوع خاص يرقى به صاحبه إلى درجة الحب الإلهي، وتتضاعف الرقابة في قلبه إلى مستواها الأرفع، مصداقاً لقوله صلى الله عليه وسلم: "إن الله يحب من أحدكم إذا عمل عملاً أن يتقنه" رواه البيهقي في شعب الإيمان. فالمحبة مطلوبة، وهي أكثر طلباً للخواص من عباد الله تعالى، ومن اختصهم بفضله وعنايته.. ويطول الحديث عن معنى الارتباط المتلازم بين الإدارة والتوحيد ..



ولكن تبقى للحديث بقيه. د. طارق محمد السويدان
__________________
يدا بيد لإصلاح النظام

وقوع الذنب على القلب گوقوع الدهن على الثوب إن لم تعجل غسله وإلا انبسط -- اتبع السيئة الحسنة تمحها


ثلاثه اشياء لا يتم علم العالم إلا بها
قلب تقي...
و فواد ذكي...
و خلق رضي...




رأيتُ لدى كل إنسان منعطفاً حاسماً يقرر مصير حياته.
هذا المنعطف هو لحظة اتخاذه قراراً واضحاً لا رجوع عنه بالتوقّف أو العجز عن تحقيق النجاح.

يتخذ بعض الناس هذا القرار في الخامسة عشرة، ويصل بعضهم إليه في الخمسين، وكثيرٌ منهم لا يصل إليه أبداً

برايان تريسي
رد مع اقتباس
  #3  
قديم October 24, 2009, 02:02 PM
 
الإدارة و التوحيد-ج3-

الإدارة و التوحيد-ج3-دكتور طارق سويدان

ما زال حديثنا مستمراً عن العلاقة الوطيدة بين العقيدة المتوطنة في خبايا النفس، وفن الإدارة والعلوم والمهارات المتعلقة بها، وقد يجد البعض صعوبة في الربط بين المفهومين، وتخفى هذه العلاقة على الكثيرين..


غير أننا بيّنا في الحلقات السابقة مدى التناسق والتناغم العجيبين بينهما، ومدى الارتباط الوثيق الذي يجمعهما، ونتابع اليوم تبيان هذه الحقيقة، وزيادة تأكيدها.. ولنأخذ جانباً آخر من الموضوع، فما هي الإدارة؟ ..


أستطيع أن ألخص الإدارة بأنها (عملية تحسين الأداء مع تقليل الجهد والوقت والتكلفة) ، وهذه مسألة دنيوية في نظر الناس لا علاقة لها بالدين، وقد أوضحنا في حديث سابق أن المؤمن بمراقبته لله عز وجل سيحسن أداءه، ليس خوفاً من رقابة مسؤوليه، بل حرصاً منه على مرضاة ربه. وهنا أضيف معنىً جديداً فأقول: إن تحسين الأداء - وإن كان ذلك مهمة الإنسان - إلا أن المؤمن يقينه بأن لله تعالى الأمر من قبل ومن بعد، وعليه فقد يشاء الإنسان أن يحسن الأداء بأدواته البشرية من تخطيط وجهد وعمل جماعي ورقابة وغيرها من أدوات الإدارة، ولكن الله جل شأنه يدبر الأمر، وقد يشاء أمراً لا يراه الإنسان، بل قد يرى الإنسان فيه الشر (وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ). البقرة216) ..


إذاً من أسس الإدارة في الإسلام أن المؤمن وهو يعمل على تحسين أدائه عليه أن يتذكر دوماً أن النجاح (والنصر) إنما هو من عند الله تعالى، وبالتالي عليه أن يعمل ويبذل الجهد ويخطط بأفضل الأساليب، ولكنه لا يتوكل على هذه الأسباب بل توكله على الله تعالى وحده، فهو بالله ولله ومع الله. وبهذا يبذل المؤمن جهده، ولكنه وفي الوقت نفسه يُسلم الأمر كله لله تعالى، ويعيش راضياً بالنجاح، غير معترض على الفشل، دائم الدعاء بالتوفيق من العليم القدير، ينسب الفضل لله عز وجل، وينسب التقصير لنفسه ..


وهكذا يختلف المؤمن عن غيره من الإداريين الذين يتوكلون على أنفسهم وجهدهم وتخطيطهم، ولا يذكرون فضلاً لله عليهم، فأي فرق عظيم بين الإدارة البشرية وإدارة الموحدين. وبعد ذلك ? عزيزي القارئ ? إذاً ما أراك إلا مقتنعاً بأن التوكل على الله تعالى، أساس وطيد في عالم الإدارة، وركن ركين من أركانها وقواعدها وقوانينها، والإسلام الذي تصطبغ أنت بصبغته، هو الذي يدعوك لتتلقف هذا الفن، وتسبر أغواره وتقف على حقائقه، لأنك به تتقن عملك، وتفرش طريق نجاحك، وتبرهن على طواعيتك وانقيادك لخالقك ومبدعك ..



. وما زال الحديث مستمراً. د. طارق محمد السويدان
__________________
يدا بيد لإصلاح النظام

وقوع الذنب على القلب گوقوع الدهن على الثوب إن لم تعجل غسله وإلا انبسط -- اتبع السيئة الحسنة تمحها


ثلاثه اشياء لا يتم علم العالم إلا بها
قلب تقي...
و فواد ذكي...
و خلق رضي...




رأيتُ لدى كل إنسان منعطفاً حاسماً يقرر مصير حياته.
هذا المنعطف هو لحظة اتخاذه قراراً واضحاً لا رجوع عنه بالتوقّف أو العجز عن تحقيق النجاح.

يتخذ بعض الناس هذا القرار في الخامسة عشرة، ويصل بعضهم إليه في الخمسين، وكثيرٌ منهم لا يصل إليه أبداً

برايان تريسي
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
دمعه على التوحيد AL_ATLAL النصح و التوعيه 21 November 25, 2009 12:15 PM
نواقض التوحيد fayssal82 النصح و التوعيه 2 July 18, 2009 09:22 AM


الساعة الآن 02:59 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر