فيسبوك تويتر RSS


  #1  
قديم October 11, 2009, 07:22 PM
 
الصمت والكلام

من فتح أذنيه لوشاية كان أقرب إلى الزلل والجناية وأبعد عن الحلم والهداية .. ومن تعجل في حكمه على الآخرين ظلم ومن تأن رحم ومن صمت على جور سلم .. ومن جار على محبيه غرم.
ويقول العرب : «العجول مخطئ وإن ملك والمتأني مصيب وإن هلك»، ويقول لقمان : لا تسىء لمن أحسن إليك وإن ظلمك .. ولا تعن على من أنعم عليك وإن هجرك ومن تمام المروءة أن تنسى أن الحق لك.
وأسخف قرار يتخذه الإنسان هو ذلك الذي يبدؤه بالترافع عن نفسه وذكر محاسنه وإغفال مساوئه ومخازيه.. وخير الناس من تذكر أخطاءه قبل أخطاء غيره.
والناس غالبا يرونك بعيون تكشف عيبك.. وفي ذلك تصويب لزلاتك.. ولكن عليك ألا تراها انت بعين تكشف الخزايا فيكثر اعداؤك.. ومن اعتاد رؤية محاسن الناس قبل عيوبهم سلم شرهم.
ومن كثر افتراؤه كثر كلامه.. ومن كثر كلامه قل فعله ومن قل فعله خف عقله.. والصامتون هم أكثر الناس حكمة وليس كل صامت شيطانا اخرس .. فالصمت فضيلة من لا علم له ولا فضيلة.
وفي زمن الحوار تذكر ان علم الجدل والكلام قد استمر اكثر من الف عام فما اصاب الناس من كوارث عبر كل الازمنة إلا زلات ألسنتهم واختلاف آرائهم وتعدد اهدافهم ورغباتهم.. وانحراف سلوكهم.. وبفعل الجدل.. والخلاف وصل العديد من الامم الى قاع المأساة المفجع والاليم.
وقبل ان تحاور احدا وتناقش أي احد هل تساءلت: هل نحن مؤهلون لاقامة حوار عادل ومنصف تستقيم معه الحياة؟ ام نحن كائنات متوحشة منعزلة تضيق الدوائر حولها.. وتضيق بمن حولها؟
وهل نحن مفرغون من كل ما يثير الجدل حول ما نريد ومالا نريد وما يجب ومالا يجب؟ وهل نحن اشقياء بما نعرف ام لاننا لا نعرف؟
وهل احداقنا باتت تضيق بالنن والهدب ونطلب العمى ونستجديه؟ وهل كل ابواب الخيار قد سدت أمامنا واصبحت ممارسة قمع الآراء من السنن الحديثة.. التي لا يستغنى عنها في أي ارض واي مكان؟ وهل من الصواب في حالات كهذه ان تصمت او تتحدث؟
قد يقول البعض : ان الاحياء يملكون حرية التأمل والتفكير والتساؤل والتطلع.. ولهذا لابد ان يتحدثوا ويناقشوا ويتكلموا وبالطبع لابد ان يختلفوا.
وفي هذه المدارات الصعبة والضيقة والمغلقة ايهم الاجدى.. الصمت ام الكلام؟
سؤال ازلي ما زال قائما عبر كل العصور.. ولا يملك الاجابة عنه.. إلا الحكماء والعقلاء..
__________________
كُن صديقاً للحياه وإجعلِ الإيمانَ رايه

وإمضي حُراً في ثبات إنها كُل الحكايه
رد مع اقتباس
  #2  
قديم October 12, 2009, 04:45 AM
 
رد: الصمت والكلام

ومن صمت على جور سلم ..

في زمن صاحب الاعوجاج أمورا عدة..

أصبح الإنسان يصمت..رغم تعرضه للظلم..

فيُطلم أكثر..!

أمر مؤسف


وهل كل ابواب الخيار قد سدت أمامنا واصبحت ممارسة قمع الآراء من السنن الحديثة


نعم من السنن الحديثة كما ذكرت..

لكن قد نجد باباً قد نسيه أحدهم..فنحاول أن نلقي بآرائنا قبل أن يغلق..

وقد يغلق ونحن لم ننته من عرض آر......!


وفي هذه المدارات الصعبة والضيقة والمغلقة ايهم الاجدى.. الصمت ام الكلام؟

سيبقى هذا السؤال..مهما تعددت الإجابات..

لأن العقول التي يمر بها مختلفة فلا سبيل للجزم أيهما الصحيح..

إجابتي..الصمت أفضل..وإن كانت الكتابة كلام ..فأقول إن احتجت للكلام سأكتب..

لكن فكرة أن أتحدث لا تروق لي كثيرا..بغض النظر عن قمع الآراء..

::

جميل ما كان هنا طارق..

و نود أن نعلم أيهما الأجدى بنظرك ..

لك شكري على ما نثرته هنا..

لا تحرمنا مميزك القادم

موفق


__________________
أزح الهم عنها يا الله~

لم يعد قلبي يحتمل ألماً

أقرؤه في عينيها~

كلما نظرت إليها
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كتاب في عيوب النطق والكلام ishgualnoor أرشيف طلبات الكتب 13 March 28, 2012 03:17 AM
كتاب جدد حياتك للغزالي رحمه الله كاملا والكمال لله دمعتي لك كتب الادارة و تطوير الذات 8 December 18, 2010 11:29 AM
* الزهور تتأثر بذكر الله والكلام الطيب * آحسآسي آلمآسي النصح و التوعيه 11 November 3, 2008 01:30 AM
هل في كتب تعلم كيف الجواب والكلام الواضح الطيبات أرشيف طلبات الكتب 2 June 17, 2008 10:27 PM


الساعة الآن 02:02 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر