فيسبوك تويتر RSS


  #1  
قديم October 4, 2009, 03:49 AM
 
Smile الملياردير السعودي

بسم الله الرحمن الرحيم






الرياض - عمر عبدالعزيز


سليمان الراجحي حب التجارة منعه من إكمال تعليمه.. ومشاغله الدنيوية لم تلهه عن آخرته

"الحياة كلها صعبة، فلا يوجد شيء اسمه صعب وآخر غير صعب،
والإنسان الناجح هو الذي يكافح في هذه الحياة.

وقصتي في التجارة طويلة ومليئة بالصعاب، ولم تكن مفروشة بالورود كما يتوقع البعض"،
هكذا بدأ الملياردير السعودي الشهير الشيخ سليمان بن عبد العزيز الراجحي
رواية قصة استمرت قرابة 80 عاما في عالم التجارة.

سليمان الراجحي -الذي احتل المرتبة ال107 عالميا في قائمة "فوربس" لأثرياء العالم، والمرتبة السابعة عربيا بثروة تبلغ 8.4 مليارات دولار-


روى قصة حياته وعمله منذ نعومة أظفاره، ورفضه إكمال تعليمه، وعمله طباخا وحمالا وجامعا لروث الإبل حتى وصل إلى ما وصل إليه الآن.

يقول "لم أكن أُفطر، كنت حمالا لأغراض الناس، وأنتظر الثوب الوحيد حتى يجف لألبسه".

لا شهادة علمية ولا ملبسا فاخرا

لم يحصل الراجحي على تعليم كبير في بداية حياته، فهو لم يحصل على شهادة أكاديمية أكثر من الثانية الابتدائية، ولكنه التحق بمدرسة الحياة الكبيرة وكان فيها تلميذا نجيبا مستمرا في التعلم فيها طيلة حياته، بدأ من الصفر وصار من أثرياء العالم

بدأ من لا شيء، حيث ولد وترعرع فقيرا لا يملك ملبسا فاخرا يرتديه، لم يترك وظيفة إلا عمل بها، ولم يترك بابا من أبواب الرزق الحلال إلا طرقه.


دخل بعض المشاريع وطورها وجعلها من أفضل وأنجح المشاريع المتخصصة في نشاطها، ومنها مصرف الراجحي حيث كان شركة متواضعة، والآن هو من أكبر الشركات المصرفية في المنطقة والعالم، وكذلك الشركة الوطنية للدواجن وإنتاج البيض، حيث تعتبر من أكبر مزارع الدواجن وتفقيس البيض في العالم، وكذلك مشروع تربية الأغنام في الجوف, ومشروع شركة الروبيان الوطنية في الليث، التي تعتبر من أكبر الشركات محليا وعالميا.


تحدث الراجحي في اللقاء الأول ضمن لقاءات برنامج "قدوة"، الذي تقيمه جامعة الأمير سلطان في الرياض أمس، بهدف رصد وتوثيق تجارب الناجحين من كبار رجال الأعمال، عن حياته وكيف بدأ التجارة منذ أن كان في التاسعة من عمره، مكتفيا بدراسة الصف الثاني الابتدائي من التعليم، معرجا على الأعمال البسيطة التي بدأ بها حياته، وعن المراحل الصعبة التي واجهته في أعماله المختلفة في المصرفية الإسلامية والدواجن والزراعة والمشاريع الأخرى، والتي بلغت خسائره في بعضها أكثر من مليار ريال سعودي في بداياتها (الدولار = 3.75 ريالات).


النشأة البسيطة
وعرف نفسه في بداية اللقاء قائلا اسمي سليمان بن عبد العزيز الراجحي، رجل أعمال ومعروف خاصة في تجارة الصيرفة، والدي هو عبد العزيز الراجحي رجل بسيط من أهل زمان، كانت له محاولات في التجارة الزراعة ولكنه لم يستمر فيها، واستقر به الأمر بفتح دكان صغيرا، ثم تطورت الأمور في نهاية التسعينيات الهجرية، فصار تاجرا.




ولد الشيخ سليمان في مدينة البكيرية إحدى مدن منطقة القصيم، وانتقل مع أسرته إلى الرياض بحثا عن الرزق، وعمل في مهن كثيرة بداية من طباخ إلى حداد إلى حمال إلى جامع للحطب وروث الجمال، حسبما يروي وكان عمره وقتها بين السابعة والعشرين.




تعلم الشيخ سليمان في البكيرية معنى الإخلاص والتعاون، "نعم الإخلاص لأنه لا بد من العمل والتعب حتى تحصل على لقمة عيشك، والتعاون لأن كل فرد من أفراد الأسرة له دور كبير في بناء المنزل، فليس معنى أن الولد صغير ألا يعمل، بل كلنا أنا وإخوتي خرجنا للعمل ونحن أطفال، ولكن طفولتنا تختلف عن طفولة اليوم، فطفولتنا لم تتعد عدة أعوام، ثم دخلنا في مجال العمل والحياة، أما أطفال اليوم فيظلون أطفالا لما بعد العشرين".




ويعود الراجحي بالذاكرة إلى الوراء، ويتحدث عن مراحل تطور المملكة قبل وبعد الطفرة النفطية، وقال إن الحياة قديما كانت سهلة وبسيطة من ناحية الشكل، ومن الناحية الاقتصادية كان الكثيرون يعيشون في فقر شديد وليس مثل فقر اليوم.



وعن سبب عدم إكمال تعليمه قال "إخوتي كلهم اهتموا بالتعليم ونجحوا فيه ولكنني كنت طفلا شقيا (بأدب)، فكنت أتغيب عن المدرسة وأتشاجر مع الطلاب، ولا أنتبه للدروس وصار المعلمون يشتكون مني كثيرا، ولم تكن لي رغبة في إكمال التعليم لأنني كنت منشغلا بحب العمل خارج المدرسة، فكنت مشدودا للتجارة منذ طفولتي ولذا لم أكمل تعليمي، ولكنني في المقابل اهتممت بالتجارة وأكملت تعليمي بطرق أخرى".


حمال وطباخ وبائع كيروسين
وروى الراجحي بداياته في التجارة، التي بدأت بشراء الجاز –الكيروسين- حيث لم يكن هناك كهرباء ولا بنزين، وكان يأتي من خارج المملكة ولم تكن هناك مصاف، والجاز كان يأتي في تنكات ثم تعبأ في قوارير، وكان عمره في ذاك الوقت حوالي 10 سنوات، وكان يربح خلال يومين قرشا أو قرشا ونصف، وكان ذلك تقريبا حوالي عام 1356ه، واستمر الحال هكذا فترة في التجارة، ثم تطورت الأمور في التجارة.



وتابع "بدأت أحمل للناس أغراضهم، وإذا أذَن الظهر أقوم برصد أغراض الناس وأراقبها، وكان ذلك مقابل نصف قرش، وكان الريال حوالي 22 قرشا في ذلك الزمن، وكنت أحمل الأغراض في زمبيل وكانت المسافة حوالي كيلو مترا في الحملة من حي إلى حي".



وأضاف أنه عمل بعد ذلك طباخا لإحدى الشركات التي تعمل في مشاريع الدولة، "ولكني لم أستمر طويلا حيث كان يوجد معي في أثناء عملي طباخ يأخذ راتبا أكثر مني، فطلبت زيادة راتبي، ولما رفضوا استقلت واخترت محلا صغيرا، وبدأت أبيع سكرا وقهوة وهيلا وكان هذا عام 1365 هجرية وعمري وقتها 15 عاما، وكانت ثروتي وقتها حوالي 400 ريال، فقررت أن أستفيدَ منها في المواد الغذائية".


ادخار وعدم إسراف
وعن حياته وقتها قال "لم أكن أفطر وكنت أؤخر الغداء، وكان المطعم الذي أمامنا يبيع الخبز بقرش ونصف وفي آخر النهار يخفض من الثمن، فكنت أنتظر حتى يأتي هذا التخفيض وأشتري بدل الرغيف رغيفين ويعتبر لي أكلة واحدة كبيرة، وطوال النهار كنت أشرب الشاهي، وفي يوم الجمعة كنت آكل مع العائلة لحمة رأس وكرشة ومرقة، حيث لم يكن هناك فلوس للإتيان باللحم، وظللت على هذه الحالة 4 أشهر".



في عام 1376 بدأ الشيخ سليمان بالاستقلال بنفسه، وفتح دكانا باسم أخيه صالح وبالمشاركة معه، حيث دفع كل منهما 100 ألف ريال بعد أن بدأت الأموال تجري في أيديهما.

وأشار إلى أن العملات السائدة وقتها كانت هي الريال وكانت قيمته 22 قرشا، وكان من يملك ألف ريال وقتها يعتبر أكبر تاجر.

وكانت العملة بالريال الفرنسي، ثم صارت بالروبية، ثم صارت بالريال السعودي الكبير، ثم جاء الريال العربي السعودي الصغير مثل ربع الريال ونصف الريال والريال.


عند بدايته التجارية الكبيرة، كان الشيخ سليمان مستأجرا منزلا وعنده زوجتان وله أولاد وكان يعمل بجانبه ويسكن معه أيضا أحد أبناء عمه، وكانت مصاريف المنزل في الشهر حوالي عشرة ريالات، وفي عام 1384ه اشترى فيلا في حي الكندرة، وفي عام 1388ه اشترى أرضا في جنوب جدة وبنى فيها الدار التي انتقل للسكن فيها عام 1390ه وظل فيها فترة حتى عاد بعد عدة سنوات إلى الرياض.



زيجاته الأربع
وحكى قصة زيجاته الأربع، وقال "كان عمري وقتها 15 عاما، وكان والدي يعيش مع الزوجة الثانية له وأعيش أنا مع أمي وذات يوم وأنا عائد من العمل طلبت مني أمي أن أطبخ لها وفعلا طبخت لها لحما ومرقوقا وكنت سعيدا جدا في هذا اليوم لأن أمي طلبت مني شيئا وفعلته لها"، "وبعدها بيومين وجدت أمي زعلانة.. وكان أخي صالح في ذلك الوقت يستعد للزواج، ولكن أمي قالت لي لا بد الآن أن تتزوج، وكنت متملكا (عاقد قران) على ابنة عمي، ولكن كان الاتفاق على الزواج بعد عامين أي عام 1367ه -أي بعد سنتين- وذهبت وبعت الدكان وكان صافي ما معي حوالي 1500 ريال وتزوجت، ورجعت للقصيم بعد الزواج ولم يتبقَ معي من الريالات إلا ثلاثة".

وقال "حين وصلت كان أخي صالح يفتح محلا للصرافة -محل صغير- وقال لي إن تكاليف معيشتك على حسابي ومعاشك 30 ريالا في الشهر وعملت معه فترة في الصرافة، وفي عام 1367ه تزوجت ابنة عمي التي كنت خطبتها أولا أي تزوجت الزوجة الثانية".



نشاط الصرافة
وقال الراجحي "منذ عام 1370ه كنت أسافر وحججت، وبدأت أعمل في الصرافة مع الحجاج، أشتري وأبيع عملات للحجاج، وكان يساعدني آل السبيعي، حيث لم يكن عندي محل ولا مكان، وكنت أضع أموالي عند محمد علي السبيعي وأنام عنده، وآكل عنده وأشرب، رغم أنني كنت منافسا له في شغله"، "وكان آل سبيعي محمد وعبد الله يعاملانني بالحسنى، وأنا لا أستطيع أن أوفي جميلهم، ولن أستطيع، ولا أملك الآن إلا الدعاء لهم، وبعد فترة من عملي تزوجت مرة ثالثة ورابعة حسب الشرع، وأنا سعيد في زواجي وبيتي".


وعن أبرز صفاته في العمل قال "إنني أحب عملي كثيرا، وأبدؤه من الساعة السادسة والنصف صباحا، وإذا التزمت بموعد لا بد أن أكون حاضرا قبل هذا الموعد، وذات مرة في سويسرا واعدت رجلا الساعة الثامنة، وتعطلت السيارة، وتأخرت حوالي أربع دقائق، ورفض هذا الرجل أن يستقبلني وشرحت له الوضع فقال هذه عادات".


وأضاف أنه بعد ثلاثة أشهر طلب مني موعدا، وجاء متأخرا عن موعده 10 دقائق، ورفضت أن أستقبله وشرح وضعه، ورغم ذلك لم أقابله، وأنا لا أحب أن أتأخر على أحد ولا أحد يتأخر علي.

وعن كيفية توفيقه بين عمله وبيته على الرغم من كثرة شركاته وزوجاته الأربع وأولاده ومشاغله، قال "أعتقد أن الإنسان يجب عليه تنظيم وقته فلا ينام النهار ويسهر الليل أو يسهر في اجتماعات ليس لها فائدة، ويجب وضع نظام وبرامج، وعندي عائلة طيبة تحترمني وأحترمهم، ونتعامل بود وحب وكرامة وتقدير".


تعامله مع أبنائه
وتحدث الراجحي عن طريقة تعامله مع أبنائه في بيئة العمل، وقال "أعامل أولادي بشكل نظامي، أطالبهم بدوام، وأصرف لهم رواتب، ومن يتغيب يتم الخصم عليه".

ونصح التجار بالأمانة، وقال "يجب على الإنسان أن يرتبط بالله في عمله الدنيوي، وطالب الشباب أن يتعلموا ماذا واجه الآباء من متاعب حياتية وفكرية وغذائية وتربوية، وأن يحذوا حذو آبائهم، وأن يكونوا في خدمة بلادهم لأنها تستحق منهم الجهد وتقدم لهم الكثير".

كما نصح الشباب بعدم انتظار خطاب من الحكومة للتعيين في أي وظيفة، وتعجب ممن ينتظر الخطاب سنوات ولا يعمل حتى يقارب الثلاثين ويعتمد على أهله في تلك الفترة.

وخلال اللقاء قدم الراجحي نصيحته للشباب والشابات المقدمين على العمل التجاري بوضع الهدف الواضح نصب أعينهم والمصداقية في العمل، وحثهم على التفكير بشكل صحيح في طريقة إنفاق الأموال على المستوى الشخصي وعلى مستوى الأعمال، منتقدا طريقة الشباب الحالية في هذا الجانب.

وانتقد مظاهر البذخ في المجتمع السعودي، معتبرا أنها من أسباب الغلاء في السعودية، وركز على مظاهر الفرح المبالغ فيه في الولائم والملابس للزوجات، داعيا إلى الاقتصاد في هذه المظاهر بما لا يجعل المملكة تتفوق على أمريكا وأوروبا مجتمعة في استهلاك الأرز على سبيل المثال.

ومع حرصه ومتابعته أعماله الدنيوية، فإنه لم ينس آخرته من العمل والبذل والعطاء، فشرع في بناء المساجد وتشييد المساكن للفقراء ورعاية الأسر المحتاجة، وتأسيس ما يسمى "صندوق العائلة" وهو عبارة عن صندوق خيري خاص بعائلة "الرواجح"، فضلا عن قيامه بتأسيس مؤسسة خيرية تحمل اسمه تتمثل في تفعيل وتأصيل الأعمال الخيرية بمختلف مشاربها وأنواعها داخل المملكة دون تمييز.







مجلة تتويج مجلة علمية معرفية للتنمية البشرية والإدارية
بدايات ضعيفة قادته للقمة

النشأة والبداية؟

يقول الراجحي نشأت كغيري من الشباب في هذا البلد ولا أمتلك من الشهادات
عدا الشهادة الابتدائية والتجار في ذلك الوقت كانوا لا يملكون أكثر من ألف أو ألفي ريال بمعنى أنه كان هنالك شح مادي، وفي بداية رحلتي عملت حمَّالاً بريال واحد وأنا أعتبر ذلك من باب الرجولة والفخر حتى لا أمد يدي لأحد، ثم بعد ذلك عملت صبياً وكان عملي شهري بريال ثم عملت (رمّاد) أجلب الرماد من المنازل ليخلط مع الطين ويبنى به المساجد ب 10 ريالات وكان أصحاب المنازل يرفضون إعطائي الرماد إلا نظير أن أكنس لهم المطابخ لأنتقل بعد ذلك إلى مهنة الطباخة في قصور الفوطة حتى صرت والحمد لله طباخاً ماهراً، وكانت بداية عملي في الاقتصاد عندما عينني أخي صالح الراجحي موظفاً معه في عام 1965م وكان راتبي في ذلك الوقت 1000 ريال.



كيف بنى الشيخ الراجحي صروحه التجارية؟

بتوفيق من الله كان لديّ برنامج عمل لا أحيد عنه أبداً سواء كان ذلك خلال عملي في الصرافة أو في مجالات الزراعة أو الصناعة أو في مشروع الدواجن فأنا أول من يأتي إلى مكان العمل وآخر من يخرج منه ولابد أن يكون صاحب العمل مهتم بعمله وأول ما أسست شركة الراجحي كنت أخرج من المنزل قبل الفجر والساندوتش في جيبي وأدخل مكتبي قبل الموظفين بساعتين وأبدأ أعمل حتى كونت صروحي التجارية وأرسيت قواعدها أما الآن فصرت أوزع عملي على أولادي وأصبحت بعد أن كنت صاحب العمل صرت دلال أجلب لأولادي الزبائن وكنت أشارك بفكري في كل صغيرة وكبيرة في عملي فمثلاً في مجال العمل الزراعي كان معي دكاترة وآخرين من حملة الماجستير وأنا مؤهلي الأكاديمي شهادة الابتدائي لكني كنت أطرح عليهم بعض الأطروحات لم يدرسونها في تخصصاتهم أطرحها بطريقة عامية منظمة وكانوا يعملون بها ومن ثم توسعت في عملي وشاركت غيري ومثال ذلك مشروع الروبيان الذي أقمته بالتعاون مع شركة محمد عبد الله السبيعي وقال الراجحي إن رأس الإنسان هو كمبيوتر إذا ما استخدمه الإنسان في التفكير الجاد والعمل الدؤوب والعمل قنواته مفتوحة أمام الجميع تنتظر ولوجها.





منعطفات مرّت بك خلال مسيرتك التجارية ؟

العمل التجاري محفوف بالخسائر والأخطاء وأنا خلال مسيرتي تعرضت لأخطاء كثيرة وخسائر جمة ولكني لم أقف عندها مكتوف الأيدي بل عالجت الأخطاء والخسائر واستفدت منها كدروس وعبر والفشل والنجاح متلازمان ومنها على سبيل المثال عمليات الترحيب والهدايا والكرم والضيافة التي كانت تقدم لنا في الخارج لا تتم من أجل الاحتفاء بنا وإنما تضاف لقيمة الصفقة التجارية وأحث رجال الأعمال بتدارك هذه الشكليات وأشدد على عدم التعامل بالمال الحرام لأنه يقود للفشل فالتاجر يجب أن يهتم بالهللة قبل الريال وبالريال قبل الآلف، بالألف قبل المليون ولابد من الأمانة والمصداقية والخوف من الله في كل شيء.




كيف تراقب موظفيك وأعمالك ؟

أي تاجر أو صاحب عمل يجب أن يكون لديه دفتر يسجل فيه يومياً كل ما هو وارد أو منصرف ولا يترك أي شاردة ولا واردة فأنا كنت أعمل في جدة وأول مصرف فتحته كان سنة 1966م كان لديّ محاسب وكنت أسجل كل شيء في الدفتر وبعد فترة طلبت من المحاسب إعداد ميزانية وعندما أعدها المرة الأولى قلت خطأ فراجعها ثانية وأيضاً قلت له خطأ، ولم يعدها صحيحة إلا المرة الثالثة فعرضت عليها ما أعددته من ميزانية فكانت مطابقة تماماً لميزانيتي التي أعددتها. فأنا أتابع عملي بنفسي وأراقب كل شيء بنفسي ومن هنا أعيب على رجال الأعمال السفر والبعد عن مواقع عملهم وتركها للأجانب فإذا كان لابد من السفر فلا مانع أن يكون يوماً أو يومين أو أسبوعاً.


عُرف وقتك بالمصداقية في التعامل أما في الوقت الحالي يشتكي الناس عدم المصداقية ما تعليقكم على ذلك ؟

المصداقية في وقتنا حقيقة كانت موجودة والثقة بين الناس كانت متوفرة بأريحية تامة وكان الناس يأتون بأموالهم إلينا دون معرفة عددها كم ولم نكن نتعامل معهم بأوراق ثبوتية وأضرب لكم مثالاً عن الثقة المتناهية بين الناس عندما كنا نُرسل نقوداً أو ذهباً أنا والأخ السبيعي من جدة إلى المكان الذي نود إيصالها له كنا نربطها في (خيشة) ونعطيها لأي مسافر ونتصل هاتفياً مثلاً بأبي عبد الرحمن نحن أرسلنا نقوداً مع شخص يلبس عقالاً، وفي حقيقة كنا نستحي أن نسأله عن اسمه فكانت الأمانة موجودة وكنا صادقين مع الله وهنا أستشهد بموقف مر بي ذات مرة فقد أرسلت صندوقاً فيه 40.000 جنيه نيجيري وكان الجنيه النيجيري يعادل في ذلك الوقت الجنيه الإسترليني شحنته من جدة إلى بيروت ومنها إلى سويسرا مرّ الصندوق 40 يوماً لم أكن مؤمّن عليه فلم أقلق وكنت متوكلاً على الله وبعد الفترة وصل واستلم كاملاً، أما في الوقت الحالي انعدمت أو كادت أن تنعدم المصداقية وعلى أصحاب النفوس غر الصادقة أن تتوجه إلى الله وتجعل من الأمانة والصدق ديدنها..



كيف يجمع الشيخ سليمان بين العمل والمنزل ؟

ليس من الصعب أن يوازن الإنسان بين عمله ومنزله فأنا والحمد لله وفقت بالزواج من أربع نساء صالحات ساعدوني كثيراً في حملي الكبير والحمد لله عندي أبناء كبار يعملون معي، فالأبناء الكبار وجدوا مني رعاية واهتماماً كبيرين أكثر من جيلي، أما الصغار حقيقة أنا مقصر معهم لظروف العمل ولكني أعطيهم ساعتين في اليومين وأخوانهم الكبار لا يقصرون معهم جزاهم الله خيراً.






البرنامج اليومي للشيخ سليمان الراجحي ؟

ليس لديّ برنامج عمل يومي أنا معكم الآن بالرياض وبعد ساعات إن شاء الله سوف أكون بالقصيم وبرنامجي مرهون بمكان وجود العمل فأينما وجد العمل وجد سليمان الراجحي ولكني أنهض قبل الفجر لأني مربي دجاج..لو كان الأسبوع 9 أيام لقضيتها في العمل فالعمل صحة ونشاط، وقوة وسعادة وهو يُذهب الحزن من النفس فالله أعطانا العقل والعمر فيجب أن نستثمره في الطاعة والعمل في حد ذاته عبادة فيجب أن نحسنها.



مواقف طريفة مرت بك خلال مسيرتك العملية ؟


كنت ذات مرة في بيروت وكان معي ثلاثة ملايين ريال وكنت أتأهب للسفر قطعت تذكرة ب 400 ريال ومعها 20 كيلو وزن مجاناً ولم يكن معي أمتعة فقلت أستغل ذلك، فقمت بشراء بسكويت وشيكولاته للأولاد وركبت التاكسي من الفندق متوجهاً إلى المار مع سائق التاكسي الذي شك أن معي نقود وفي أثناء التحرك ركب معي شخص وبعد قليل ركب شخص آخر وعرفت أنه لم يأخذ اتجاه المطار حينها تيقنت أني وقعت في مصيدة، لكن الله سبحانه وتعالى فتح لي باباً للنجاة لأني صدقت مع الله فسألني سائق التاكسي هل أنت من هذه البلاد قلت له لا، فقال لي لماذا تستعجل الذهاب؟ فقلت له أنا موظف في وزارة الصحة ومريض وحضرت من أجل العلاج والآن أصبح معي 60 ريالاً فقط فشعرت أن السائق تغير وجهه فنزل من كان معه وعندما وصلت المطار سألته عن اسمه وعنوانه، فذكر لي أن اسمه محمد وأنا كنت متيقناً أنه نصاب وحرامي.



الكثير يقول إن الفرص التي أتيحت لكم كانت كبيرة مقارنة بالوقت الحالي ما هي رؤيتكم ؟

من قال هذا الكلام؟ وأنا أعتبر من يقول مثل هذا الكلام فاشل، والعكس تماماً فالفرص اليوم متوفرة أكثر من الماضي، الاقتصاد في تنام كبير والنقود موجودة والتكنولوجيا متطورة والسوق موجود وفرص اليوم أكثر من فرص الأمس، لكن السماء لا تُمطر ذهباً، العمل يحتاج مراقبة ومتابعة لصيقة فأنا كنت لا أعطي أحداً مفتاح مكتبي فأنا الذي افتحه وأنا الذي أغلقه وعندما بدأت التجارة كنت أبيع في اليوم ما قيمته 20 ريالاً ولا أستعجل الربح وفي عام 76م كنت أملك 100.000 ريال ولكن بالعمل والجهد والعزم توسعت التجارة وكثرت الأرباح والتجارة لا تتطلب الاستعجال عليها، ارْضَ ب 10 ريالات إلى أن تتوسع.


تعرض مشروع الوطنية لفشل ما هي الاستراتيجية التي عالجتم بها هذه القضية ؟

الفشل أو الخسارة واردة في أي مرحلة من مراحل المشروع ومشروع الوظنية أسسته مع زوج ابنتي عبد العزيز فقد ساهمت بالمال وهو ساهم بالعمل لكن اتضح أن المشروع كان يخسر والنافق من الدجاج وصل إلى 50% ومن المعروف أن النافق إذا وصلت نسبته 10% يعتبر ذلك خسارة فقمنا بفصل الشركة ودخل معي ابني محمد ثم ذهب وجاء ابني خالد فتكشفت لنا حقائق منها أن الفنيين العاملين بالمشروع يخططون لإفشاله وهذه من الأمور المهمة وحتى نتدارك هذه الخسارة كنت أشرف بنفسي على عمليات التغيير فكانت خسائرنا السنة الأولى 50 مليون ثم 40 مليون في السنة الثانية ثم 30 مليون، ثم 20 مليون في السنة الرابعة إلى أن تلاشت الخسائر تماماً وبدأنا نحقق الأرباح ونحن لا زلنا حتى الآن نطور في المشروع من حيث الاهتمام بتنظيم الحظائر والاهتمام بصحة الدواجن وبعد أسبوعين من الآن سنقيم مناقصة لتغيير بعض الخطوط فبدلاً من أن يحوي المسلخ 500 سيتقلصون إلى 250 عاملاً وهناك أفكاراً كثيرة جميعها تصب من أهداف تطوير الإنتاج.



الشيخ الراجحي لم يكمل دراسته النظامية ونجح في العمل هل تؤيد الشاب عندما يتعثر أكاديمياً أن يتجه للعمل وهل الخبرة تتجاوز العلم في أهميتها؟


الخبرة خط والعلم خط آخر ويمكن أن يلتقي الخطان معاً فإذا وجدت الخبرة والعلم معاً فهذا هو النجاح بعينه وأكثر العباقرة الذين أثروا العلم باختراعاتهم لم يكونوا من حملة الشهادات العالية وأنا لا أنصح الشباب بترك العلم وكذلك ألا تكون الشهادة هي المرجعية بل تكون قاعدة أساسية يعتمد عليها الشباب بل يعمل ويجتهد فإذا اعتمد على الشهادة فقط ربما تزيده غروراً فمهما تكن مرتبة الشهادة صغيرة أم كبيرة يجب أن تدعم بالعمل فأنا أستفيد من أي عامل عندي يأتي بفكرة جيدة والحمد لله عندي 15.000 موظف.


نظرة الراجحي للطاقات الوطنية وما مدى قناعة رجال الأعمال بهم وإحلالهم مكان الأجانب؟


أنا أقول إن شبابنا من أقدر وأقوى وأجدر شباب في العالم، ولكن هنالك ثمة ملاحظة في الشباب السعودي أنهم يفتقدون عنصر عدم الاستقرار في العمل وهذا ما جعلنا نستعين بالأجانب فالشاب يُعَيّن ويستمر فترة شهرين وبعدها يجده يبحث عن عمل في مكان آخر وعندما يجده لا يستأذن من صاحب العمل بل يتركه ويذهب وأقولها بكل صراحة نحن لدينا قدرات وعقول لكن للأسف لا نستغلها وأستشهد هنا بموقف فقد اشتريت جهاز من الأرجنتين لمزرعة الدواجن والجهاز معقد جداً والذي قام بتركيبه مهندس سعودي حديث التخرج استعان فقط بخرائط الجهاز.




هناك إعلان عن كلية طب تبرع بها الشيخ الراجحي فهل هذا توجه لدى الراجحي لفتح قنوات جديدة للعمل الخيري ؟


من الأشياء المهمة عند الإنسان التجديد (العقل والتفكير) فأنا عملت في قنوات استثمارية كثيرة دواجن وصرافة وفي الزراعة ونجحت والحمد لله وفكرت في فتح قنوات جديدة والطب أصبح مهماً جداً في حياة الإنسان وأصبحت الأمراض المستعصية والخطرة تكثر كل يوم فكان لابد من المساهمة ومساعدة بني وطني وفي نيتي أن تكون هذه الكلية نواة لجامعة في المستقبل وأبنائي هم أصحاب الفكرة وهم الذين يتبنون العمل الآن.




هل العمل في المجال العقاري كان السبب الرئيسي وراء ثروتك ؟


أنا عملت في العقار وساهمت في الشركات وعملت في الصناعة وهذه أعتبرها ضريبة للوطن فأين نستثمر أموالنا في الخارج من أجل حفنة أرباح ويستفيد منها الغير وأنا لم أتعمق في التجارة كثيراً عدا تجارة الشاي والأرز وخسرت فيها ولكن الحمد لله توفقت في العقار وفي الصناعة وبذلك أكون قد فتحت قنوات متنوعة للعمل والرزق والحمد لله ساهمت في بناء ثروتي.



من هو التاجر القدوة الداعم لوطنه ومجتمعه في نظر الشيخ سليمان الراجحي ؟


يجب على الإنسان قبل كل شيء أن يفتح صفحة صدق مع الله ويتعامل بحسن وأمانة مع الآخرين وبالتأكيد سوف يفتح الله له أبواب الرزق على أوسعها وإذا مرّ عليك أي موقف يلهمك الله بالرد الشافي أنا كنت في لندن في بنك جارنر هاوس البنك الذي كنت أتعامل معه، الرجل الثاني في البنك قدم لي دعوة للغداء معه وكان معي زوجتي وابن أخي وعندما ألح عليَّ وافقت وقلت له بشرط ألا يكون هناك خمر ولا لحم خنزير وأن تأكل النساء لوحدهن ونحن لوحدنا وزوجة هذا الرجل كانت دكتورة في علم الفلسفة وزوجها من حملة الماجستير في الاقتصاد وفي السيارة قالت لي أود أن أسألك سؤالاً فقلت لها أنا إنسان مسكين فألحت علي فوافقت لها بالسؤال فقالت لي نحن يزورونا خليجيون كثر، سعوديون وكويتيون ومن الإمارات وقطر بأسرهم فهل أنت مسلم وهم غير مسلمين فقلت لها أنا أود أن أسألك سؤالاً قبل الإجابة على سؤالك، فقالت اسأل، قلت لها: لديكم راهبات يرتدين الزي الساتر أنتِ لماذا لا ترتدين مثلهن فقالت لي أنا لا أريد ذلك فقلت لها أنا أولادي لا يريدون ذلك وكان ذلك قبل 32 سنة فما كان منها إلا أن صمتت.
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
السعودي..........بينكم سعودي أصلي الترحيب بالاعضاء الجدد ومناسبات أصدقاء المجلة 6 November 19, 2007 12:59 AM


الساعة الآن 04:36 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر