أبواب

نسر العرب · #1 October 1, 2009, 12:56 AM

أبواب

لقد اخترت هذا العنوان (أبواب) بعد قرائتي لإحدى روايات أحلام مستغانمي والتي تتحدث فيها عن بطل القصة الرسام مستغربة ولعه في رسم الأبواب ، فمعظم رسومات الفنان المعروضة في معرضه هي لأبواب، أبواب مغلقة، وأبواب نصف مفتوحة كأنها تغريك للدخول، وأبواب مفتوحة ، وأخرى شفافة تشي عما خلفها ، وأبواب قديمة متهالكة وأخرى محطمة ، لتكتشف في نهاية القصة بأن سبب ولع هذا الرسام في رسم الأبواب يعود الى حادثة قد رواها لها عن مقتل أخيه ، هذا المواطن الشريف الحر الذي كان يعمل صحفياً ، كان مهدداً من قبل قوى الظلام والارهاب الذين يغتالون الأقلام التي تعري جرائمهم ، والذين لا يريدون للحقيقة أن تصل الى الناس ، ولو كان الثمن دماء بريئة لصحفي أو غيره، المهم عندهم هو أنفسهم ومعتقدهم فقط، وكان هذا الصحفي الذي استشعر الخطر على حياته بحسه الصحفي يدخر المال من مرتبة القليل لكي يوفر مصاريف تصفيح باب بيته حتى لا يقتحمه هؤلاء الإرهابيين ويقتلونه ويؤذون عائلته.
الغريب في الموضوع بأنه بعد انتهاءه من تصفيح الباب اقتحمه هؤلاء القتلة وربما كانوا يراقبونه وتركوه حتى ينتهي من العمل، ليثبتوا له بأن لا شيء ممكن أن يمنعهم من أن يصلوا اليه، فقاموا بتحطيم الباب مستخدمين كل الأدوات الممكنة لهذا الغرض، وقتلوه أمام أسرته، فكان أن تأثر هذا الرسام بحادث مقتل شقيقه وخاصة بعد معرفته بقصة الباب ، ولأن الفنان يجسد عما يدور في خلده وبأحاسيسه ، والصراعات التي تعيش فيى داخله ، فقد جسد كل ما في نفسه في رسم الأبواب .
وأتذكر أغنية جميلة للسيدة فيروز اسمها أبواب تقول كلماتها .....
( أبواب.. أبواب.. شي غرب.. شي صحاب.. شي مسكر وناطر... تا يرجعوا الغياب ) .
نعم الأبواب كثيرة ومتنوعة ، ولكل باب خصوصيته ، وخلف كل باب حكاية ، فكم يا ترى تخفي الأبواب خلفها من أسرار ، وكم نحرص على أن نحكم إغلاق أبوابنا، ولماذا نحرص على فعل ذلك؟ هل هو الشك المستوطن في داخلنا؟... أم هو الخوف من اطلاع أحد على أسرارنا ؟.
هذا مسؤول يتحدث عن سياسة الباب المفتوح ، مع أن باب مكتبه مغلق دائما أمام المراجعين والموظفين ، وكأنه في إغلاقه للباب يغلق معه مسؤوليته عن شكوى يحملها مراجع أو مظلمة لموظف ، ولا يتعدى الأمر أبواب المنازل والمكاتب، فنحن نغلق أبواب عقولنا أمام أي رأي مخالف لرأينا أو معتقدنا ونغلق أبواب عقولنا عن أي انتقاد لأخطائنا ، ونغلق الأبواب المحصنة على ما في نفوسنا حتى لا ننكشف أمام غيرنا ، وحتى لا يظهر ما بداخلنا من جشع ومرض وخيانة وخسة ، وكأننا باغلاقنا هذه الأبواب نمنع نور الحقيقة من الدخول الى أعماق أنفسنا فيعريها ويفضح نوايانا .
وحدها الأبواب التي نراها مفتوحهة هي الأبواب التي ليس خلفها شيء سوى الخواء، وبمجرد أن أصبح شيء خلفها فما أسرع من أن نراها تغلق.
ولكن... الباب الوحيد الذي يبقى مفتوحاً ولا يغلق أبداً هو باب رحمة رب العالمين ... هذا الباب مفتوح لكل إنسان قرر أن يخرج من خلف الأبواب التي أغلقها على نفسه وقرر العودة الى الله... وسيجد بأن رحمة الله سبحانه وتعالى وسعت كل شيء.

نسأل الله الرحمة والمغفرة.... آمين

النسر

22/9/2009

نسر العرب · #2 January 1, 2010, 11:04 PM

اين تعليقاتكم أعزائي

وردة ندية · #3 January 5, 2010, 04:04 PM

ما أسم هذه الرواية

شوقتني لقرأتها

تحليلك كان رائعا في نص أجمل

مشكور أخي

أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع أرسل هذا الموضوع إلى صديق
انواع عرض الموضوع
العرض العادي الانتقال إلى العرض المتطور الانتقال إلى العرض الشجري

المواضيع المتشابهه
الموضوع	كاتب الموضوع	المنتدى	مشاركات	آخر مشاركة
أبواب النار	Łόνεℓч Ġιяℓ	النصح و التوعيه	3	August 3, 2010 03:47 AM
أبواب المدينة ...	عمر العطاري	شعر و نثر	2	August 13, 2009 09:11 PM
أبواب النجاة	بيجو	شعر و نثر	2	February 23, 2009 04:28 PM
×?° أبواب ×?°	MiDDo	المواضيع العامه	8	April 23, 2008 12:07 PM
أبواب تونس	حجازية وكلي فخر	التاريخ	2	April 15, 2008 09:23 AM

أبواب

شعر و نثر