فيسبوك تويتر RSS



العودة   مجلة الإبتسامة > الروايات والقصص > روايات و قصص منشورة ومنقولة

روايات و قصص منشورة ومنقولة تحميل روايات و قصص منوعة لمجموعة مميزة من الكتاب و الكاتبات المنشورة إلكترونيا



إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم September 1, 2009, 09:15 PM
 
Star هديتا عيد ميلاد بقلمي أنس أبو عريش

هديتا عيد ميلاد
إنها أختي حياة ذات السبعة أعوام.
ابتسامتها؟
رقيقة تملأ المكان بهجة وسروراً.
شعرها؟
يا لشعرها الأسود الطويل الذي يفترش كتفيها!
عيناها؟
آه من عينيها الواسعتين الوامضتين.
في تلك الليلة الهادئة ظلت تنتظر أبي الذي وعدها بهدية عيد ميلادها السابع، تلهو بدميتها الصغيرة ممنية نفسها أنه سوف يأتي قبل أن يدركها النعاس وتأوي إلى فراشها. لكن أبي خيب ظنها، فقد اتصل من مكان عمله في مستشفى الشفاء وأخبرنا أنه لن يأتي هذا المساء، لأن المستشفى بحاجة إليه.
كان من الصعب علي أن أتحايل عليها لأجعلها تنام. رحت اخترع لها القصص الخيالية التي تنتهي دائماً بنهايات سعيدة، وغنيت لها أناشيد وأغاني خفيفة. ولكن كل هذه المحاولات كانت مكشوفة بالنسبة لها. أخيرا قلت لها:
" أبي سيشتري لك هديتين بدلاً من واحدة في الصباح."
فنظرت إلي بسخرية الأطفال وقالت:
-" حسنا سأنام..ولكن يكفيك كذبا."
استيقظتُ على صوت أمي التي تعد لنا الإفطار، حياة ما زالت نائمة تحلم بالهديتين. وأبي لم يعد من عمله حتى الآن. في هذه الأثناء دخلت أمي إلى حجرة نومي وقالت لي:
-"اذهب واشتري لنا خبزا." وحذرتني أن أعود بسرعة خوفا من تجدد القصف.
انطلقت باتجاه الفرن فوجدت طابورا طويلا من الناس ينتظرون دورهم. فأدركت على الفور أنني احتاج إلى عدة ساعات كي يصلني الدور. وقلت لنفسي:"فليكن خبز الغداء".
كان السماء في تلك اللحظات غائمة والأمطار على وشك السقوط، فشعرت بالبرد، ورحت انظر من بعيد إلى نار الفرن الموقدة. في هذه اللحظة بالذات رأيت نارا أخرى تسقط من السماء، لم تكن نار الفرن.
الناس يفرون، الطائرات المروحية تحوم في السماء.رفعتُ رأسي، فرأيت طائرة أباتشي بغيضة تحمل معها الموت. بدأت الطائرة تقذف حمما حمراء، وامتلأت الأرض والسماء بالدخان واللهب. فقررت العودة سريعاً إلى البيت.
وبينما كانت المروحية تلقي بما تحمله من قذائف، شققت طريقي صوب المنزل. من بعيد رأيت منزلنا يحترق والناس يحيطون به، تقدمت بخطوات حائرة، ثم انطلقت كالبرق باتجاه المنزل. شققت طريقي من بين الجموع، ما أن وصلت، حتى رأيت الناس يحملونها: وجهها صغير يغطيه الغبار والدم، لم أستطع أن أقوم بأي حركة، مدت يدي المرتعشة إلى وجهها ومسحت الغبار عنه. وقلت لها: أبي في الطريق ومعه هدية عيد الميلاد.

أنس أبو عريش
فلسطين
15 عام
__________________
فلسطيني الهوية
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
عيد ميلاد وردة باشواك شعر و نثر 2 December 30, 2009 03:48 PM
:| ميلاد فرحة |: Mist مقالات الكُتّاب 4 July 25, 2009 12:11 PM
عيد ميلاد نور الهدى نور الترحيب بالاعضاء الجدد ومناسبات أصدقاء المجلة 15 September 28, 2008 03:17 AM


الساعة الآن 01:07 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر