فيسبوك تويتر RSS



العودة   مجلة الإبتسامة > الروايات والقصص > روايات و قصص منشورة ومنقولة

روايات و قصص منشورة ومنقولة تحميل روايات و قصص منوعة لمجموعة مميزة من الكتاب و الكاتبات المنشورة إلكترونيا



إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم August 26, 2009, 04:45 PM
 
Cup قرية ابن السيد






قرية بن السيد: تسميتها نسبة لشيخ زاهد متجول عبر البلاد الاسلامية، عَمَر في اقاليم عدة.بعد ان توفيت زوجته، تركت له ابنا صغيرا تحمل تربيته.


آثر مرافقته معه اينما حل وارتحل، مؤمنا بقضاء الله وقدره ورعايته له ولابنه.شيخنا هذا حافظ للقرآن ومتفقه في الدين،ورع،قانع من ملذات الدنيا، محب للعبادة والاعتكاف... حل الشيخ بهذه المنطقة الشبه جبلية حيث يسكن اناس متفرقين، كل له اراضيه التي يحرثها وقطيع ابقاره واغنامه التي يرعاها ، ودوابه ومجال حياته واسرته.... يجمع هؤلاء منبع الماء الوحيد الذي ينطلق من جوف الجبل، من جب في غار عميق كانه بحيرة تفيض بالماء والحياة، يكنز الغار اسرارا كبيرة ترتبط بها حكايات واساطير تتفاوت في صور خيالها ونسجهابين الطفل الصغير والعجوز المسنة في زاوية من منزل ما من منازل هذه المنطقة المنتشرة على هذا السفح المخضر بالاشجار والحقول....


استقر الشيخ بخيمته وعتاده ودابته، بمسافة من نبع الماء حتى لا يربك الجماعة او يقلق نساءها وهن في اشغال السقي او غسل الصوف او الثياب.... فوق كدية او ربوة بعيدة نوعا ما ، تُرى من سا قية العين خيمة بيضاء، يلعب امامها طفل صغير بهدوء، ولا يظهر الشيخ الا قليلا حينما تخلو العين من الاحياء.تجده نازلا لسقي الماء... لكن ضرورة التعارف والتبادل للمنافع تفرض الاحتكاك مع الناس... حتى الطفل الصغير كان له دور في هذا التواصل مع الناس عبر الالتقاء مع الصبيان وتبادل الاشارة والابتسامة والكلمة واللعب في الحقول الممتدة مع الرؤية.... لم يكن الشيخ ليمنع ابنه من اللعب والمرح... لكن خوفه عليه كان يجعله شديد الحرص على رؤيته امامه، مما يضطر بعض الصبيان للاتيان بالقرب من الخيمة... يحملون اوصافها واوصاف شيخها وطفلها، وصلاته في الصباح والمساء، وكرمه مع الصبيان بعض التين والفواكه اليابسة.... ارتسمت عند الساكنة المتفرقة انطباعات طيبة حوله.. وبدا بعضهم بدرجة كرمهم يرسلون بعض الطعام واللبن... لم يكن الشيخ ليرفض، ولكن دعاءه المتميز وابتسامته بلحيته البيضاء الناصعة وبساطته ،جعلت كبار المنطقة يتقربون اليه لامسين ورعا ودينا واحتراما عند شيخنا. ولم يكن حدسهم ليخذلهم، فقد اكتشفوا شيخا متصوفا، زاهدا،ورعا،متفقها،حافظا للقرآن والحديث والسيرة... فكان ان اصبح شيخنا ضيفا رسميا في كل مناسبة وعيد. ولم تمر ايام حتى انشا لهم كتابا لحفظ القرآن ، جمع له صبيان المنطقة، وخلق لهم دويا كدوي النحل يثير فضول الكبار وحتى جماعات النساء حين المرور بجانب الكتاب والمسجد الجديد الذي اصبح للمنطقة، بعد ان كانوا يؤدون الصلاة في جناح غرفة مفتوحة على فضاء الحقول في احدى منازل احدهم...


اصبح شيخنا الامام و كاتب العقود وموزع الصدقات والزكاة وقاسم التركات ومحل النزاعات المالية والتجارية والاسرية... على العموم اصبح ابا روحيا نموذجيا لم تقربه شبهة ولا سوء نية.... حتى انه رفض عرض الزواج وبقي عصاميا في تنظيف لباسه وطهي طعامه والاعتناء بابنه ما امكن... مرت سنتان ونصف تقريبا، واصبح للمنطقة صيت وشهرة بفضل شيخها الذي كان يهتم كذلك حتى بالعابرين والمسافرين، فيطعمهم ويتكرم عليهم بما زاد على حاجته دائما مع الدعاء والشكر على الحال...


لم ينس الناس في مناطق اخرى ما ذاع من صيته وقصته مع الشاعر الابله المتجول بين القرى، الطالب للصدقات ، والمتغزل بالنساء..حيث كم من امراة تتصدق عليه بسماع بعض أبيات شعرية تملا بها خيالها وانسها في وجودها....


صادف الامر ان شيخنا كان نازلا الى الساقية ومنبع العين والشاعر واقف ينشد ابياته المالوفة على جماعة نسوة في الطريق يرجو تبركهن عليه بما استطاعوا... هرولن لرؤية الشيخ الآتي، وبقي الشاعر المتهور مبتسما للفقيه مكملا ما بداه من اشعار امام الفقيه ربما تعجبه الابيات ويتصدق عليه هو الآخر.اسمع الشيخ ثلاثة ابيات قبل ان يوقفه الشيخ .قال الشاعر:



امتطى الجوادَ لاحق الأبعاد


ليت الهوى أسعد الفؤادَ


اخترق السياج سكن الاسعادَ


صاح الشوق نسيما هائجا


اقتحم حلم الحبيب أشارك الوسادَ


ما لي لا اقتحم الخياما




ابتسم الشيخ واوقفه من المتابعة وطلب منه ان ياتي معه الى القرب من مقامه.وافق الشاعر الابله، استفاد من وجبة طعام ورداء ودعاء الفقيه له واهتمامه به.لكن شرط الفقيه في تكرمه عليه هو ان يحفظ ابياتا شعرية من نظم الفقيه ويرددها في كل حين. شعره المهووس به سيداويه من مجاراة النساء بشعره الذي قد يجر عليه مشاكل بدل رزق وكسوة. انشد له الشيخ هذه الابيات فحفظها عن ظهر قلب، واصبح نشيده بها في كل مكان حل به .ميزته امانته في روايتها.يفتتح دائما قوله:


اسمعوا ما قاله سيدنا الفقيه العالم الكريم والشيخ الجليل وتبركوا بهذه الابيات في كل رجاء لكم عند خالقكم:





يا رب


يا الهي اليك انا تائب


يا رب انا العبد المذنب


دعائي لك عدلك صائب


انت المسؤول وانا السائل


حسابي عندك حب ذاهب


ذنوبي كثيرة مكشوفة


روحي خلقك واهب


قلبي مليء بعشقك


كل خلية حية لك راهب


كل ذرة في الكون تسجد


معبود لك الخلق طالب


اسمك الحي القيوم اله


كل ما ابدعته يسبح يا غالب


انا من ضل الطريق تائه


انت الحق الرحيم انت النائب


عقابك عدل وعفوك رحمة


را اذا نهلت من كلامك الغائب


عفوا اذا خططت بالقلم عذ


عت كل الخلائق ما انت محاسب


بلطفك وعفوك ورحمتك وس


على كل انت مطهر العوائب


على كل انت الرحمن قادر


جلالك اكوان خلقٌ عجائب


وجودك كل ونحن من كلك


تراها ظاهرة سعيدٌ بك راغب


فؤادي مليء سعادة كما















كان دور الشاعر كبيرا في شهرة القرية وشيخها ومجيء الناس اليها....


في صباح يوم مشمس ، خرج الصبي مع اقرانه، وقد بدا في النمو والكبر والعنفوان.. قصدوا النهر الكبير الذي يمر غير بعيد بحوالي الساعة والنصف مشيا على الاقدام.


عاد الاصحاب والاقران ولم يعد الصبي ابن السيد الشيخ.هكذا كانوا يلقبونه... ذهب جمع من الرجال رفقة الشيخ السيد الى مكان سباحته مع اصحابه وظلوا طول ما تبقى من اليوم يبحثون عنه حتى وجدوه مرتطما ببعد اميال بصخرة جانبية تتفرع عنها شجرة دفلى كبيرة... شفتاه ضاغطتان على حرف (باء) كانه نداء ابوة(ابي)،(با)، عينان مغمضتان.. ظلت تلك الباء الصامتة في الضغط على الشفتين ملازمة للشيخ خلال حياته كانها (بني)،(ابني)....


عاد الشيخ حاملا ابنه بين يديه، مغطيا اياه بعمامته البيضاء.ساد جو حزن تلك الليلة والصباح، واجتمع الكل لتشييع الجنازة متاثرين تاثر الشيخ السيد الشيخ وتاثر النساء والاطفال.. لم يروا السيد يدرف الدموع من قبل وهو مبتسم شاكر الله على قضائه وقدره، مُحبا ما احبه الله ومن اراده برفقته.كان هو الذي يواسي الناس ويصبرهم بادعيته وآياته القرآنية.. استاذن في الخلوة للصلاة.لثلاثة ايام لا ينام الا قليلا، ولا ياكل الا قليلا.في الليلة الثالثة جمع ستة من رجال المنطقة وهو يعلم قربهم من الساكنة ومن قلبه.استاذنهم واستسمحهم في مغادرة المنطقة والترحال في بلاد الله التي جعلها لعباده.اراد له الله ان يبحث عن آلاء جديدة واقوام جديدة.. تفهم الجمع ظروف الشيخ السيد النفسية والروحية.وفروا له افضل ما عندهم، دابة يمتطيها ودابة تحمل كل ما يحتاجه ويسافر به.. بعد صلاة الفجر ، والتي أداها إماما بالجمع، ودعهم قبل بزوغ الشمس مرددا من الذكر الحكيم ( كما بدانا اول خلق نعيده) ( كما بدانا اول خلق نعيده)....لااله الا الله محمد رسول الله... لااله الا الله محمد رسول الله....


اين السيد ؟ لقد رحل.وهذا القبر؟ هو لابن السيد. بقيت الذكرى والزيارة والترحم والتذكر للحي والميت مع هذا القبر. فكلما اراد فرد رجلا كان او امراة او طفل تحقيق صفاء روحي من المجتمع وفتن الدنيا جاء مترحما على صاحب القبر داعيا مع الشيخ المسافر... اين السيد ؟ لقد رحل.. وهذا القبر هو لابن السيد.. هكذا تحولت المنطقة والقرية الى تسميتها المالوفة اليوم( قرية ابن السيد).



هذه قصة قريتنا، تختلف عن باقي المناطق في كوننا لم ننسب انفسنا لضريح ولا لشريف.فقط في اقتدائنا بما تربى عليه سكانها على يد هذا الشيخ السيد من حب للدين والخلق النبيل والعبادة والقرآن. فكان ان بقي التشحيع على استقطاب من يعلم ويفقه في الدين ويؤم الناس في المسجد.. ولكن لا نسيان لذكرى نور المكان المنير الفقيه السيد في هذه القرية :قرية(ابن السيد)



في صباح باكر، خرج الشاعر هائما مع ضفاف الوادي،وجبته الصباحية في استقبال اشعة الشمس الاولى،وسماع خرير المياه واصوات الله المنتشر بين الاغصان والشعاب... في كل تفاعل حي مع المحيط تسمع تعليقه "سبحان الله".... لم يعد الشاعر متعلقا بابياته الغزلية،لكن لا زال اللقب يتبعه.. لم يعد المتجول بين الدور والمداشر... لم يعد المشدوه بابتسامات النساء... فقد استقر بالقرية( ابن السيد)،اتخذ عملا يوميا مع فلاحيها.. تزوج احدى اراملها.. اعتكف لمرات بمسجدها.. باشر العناية بقبرابن السيد والحفاظ على خروبته الموفرة لظلاله.. كان مستقبل الزيار،محدثا بالاخبار عن شخصية الشيخ السيد،تاليا لاشعاره واذكاره: يا رب يارب...تحولت نظرة الغزل للنساء الى ابتسامة ايمانية صادقة في العبارة التي ينطق بها بعد كل حديث:سبحان الله،سبحان الله،يارب ،يارب....


في ذلك الصباح،وبعد انتهائه من تغذيته الحسية والروحية،وجد نفسه قريبا من الحقل الذي سيشتغل فيه هذا الصباح، وسيعمل على سقيه... لفت نظره جمع يستريح بجانب دوابه المحملة بالامتعة.. راي عمامة بيضاء دالة على سن صاحبها الذي استدار فبدت لحيته البيضاء كذلك مسترخية على صدره.. وعلامة تسبيح اخضر،قلادة كل عاشق للحب الالهي.. ركز بصره،تحول نبض قلبه،تضاعفت لمحات ابتسامته على محيى وجهه... هرول،قاصدا بادب الجماعة المستريحة. ناداه الشيخ الكبير:السلام على حبيبنا وصديقنا.


من؟ سيدي الشيخ الافضل؟


ارتمى على الشيخ بالعناق والترحاب،قبل يديه،سقط على رجليه.. بكى كاليتيم الذي عاود لقاء ابيه المفقود.... تهيا للسلام على الجماعة...


الحاج العربي.. زوجته"الغالية".هذه زوجتي"فاطمة"، وهذا ابني ذي الثلاث سنوات..


مبروك يا شيخنا الافضل، الحمد لله سيد ابن السيد،مبارك امين،سبحان الله،سبحان الله.. يارب،يارب....


لم ارد الدخول قبل الاستئذان واستيقاظ الجميع...


الاتعلم انها سميت باسمك وبركتك، وان خيرها تضاعف بذكرك؟


الفضل لله رب العالمين.سمعت بكل هذا، ولم ارغب في قطع الصلة بها ،فهم اهلي واحبابي في الله.. لذلك عدت لهم بصهري وابني وكل ما املك، لاكون بينهم، واستريح في ترابهم.. واجعل ابني المصطفى واحدا منهم...


استاذن الشيخ،ذهب بضعة امتار.مد سجادته.ذهب في تواصل روحي عارج ببصره الى السماء، وفي اعماق الارض والقلب والروح... كلما كان التفكير في شيء مستقبلي او شك في تقصير عملي او تعبدي لجا الشيخ للصلاة والدعاء... هكذا رياضته ومعادلته...عاد الشاعر للقرية ذلك الصباح.الكل رآه وتعجب لعودته الباكرة في غير وقتها المعتاد.زف الخبر الجديد بعودة الشيخ من جديد.لم يصدق البعض ما سمع،تريث قبل التاكد، فربما الشاعر اراد العودة لمفاجآته ايام كان هائما،جائلا في البلاد...


بعض شباب القرية اتخذ اتجاه مدخل القرية... بل منهم من استعمل دابته مسرعا الى مكان توقف ركب الشيخ السيد.تضاعف تاكيد الخبر. بعد ثلاث ساعات،ظهر موكب صغير،تتقدمه لحية وعمامة بيضاويتين وقلادة كبيرة خضراء. تلا الشاعر قوله تعالى ( فتقبلها ربها بقبول حسن وانبتها نباتا حسنا،وكفلها زكرياء كلما دخل عليها زكرياء المحراب وجد عندها رزقا.قال يا مريم انى لك هذا،قالت هو من عند الله،ان الله يرزق من يشاء بغير حساب.هنالك دعا زكرياء ربه،قال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة انك سميع العاء.فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب ان الله يبشرك بيحيى مصدقل بكلمة من الله وسيدا وحصورا ونبيئا من الصالحين. قال ربي انى يكون لي غلام وقذ بلغني الكبر وامراتي عاقر.قال كذلك الله يفعل ما يشاء. قال ربي اجعل لي آية.قال آيتك الا تكلم الناس ثلاثة ايام الا رمزا،واذكر ربك كثيرا وسبح بالعشي والابكار).آل عمران.


استدار الجمع اتجاه الشاعر متسائلين:


ماذا تقصد بما تلوته من قرآن؟


لقد عاد الشيخ بابن صغير له، اسمه المصطفى... سبحان الله والحمد لله،سبحان الله والحمد...


تضاعف الذكر والدعاء كانه غيث مطري جاءت به ظلال وسحب موكب الشيخ السيد...



بعد مادبة العشاء،جلس الشيخ وسط جمع القرية، داخل الدار الكبيرة كما يسمونها.زهاء الخمس وعشرين من رجال القرية،جلهم يمثلون اسرها وعائلاتها، باولادها واحفادها ونسائها...:


بسم الله الرحمن الرحيم،والصلاة والسلام على مولانا رسول الله محمد(ص) وعلى آله وصحبه اجمعين،ورحم الله اولياءنا الصالحين ومجاهدينا في كل زمان ومكان... اللهم ارحم والدينا وارحم موتانا وارحم من علمنا،وارحم برحمتك الكاملة الكريمة جميع المسليمن والمسلمات، برحمتك يا ارحم الراحمين يا رب العالمين.


لقد ذهب الكل في خشوع الدعاء،وفي هدوء تام استعدت فيه القلوب لسفر روحي جديد،اشتاقت مع شيخها الجليل له.وفعلا طال الدعاء، وصفت معه القلوب،واغرورقت بعض العيون،وتنهدت وتنفست الصعداء بعض الصدور...


جئتكم احبائي بعد غياب ست سنوات،فارقتكم بالجسد لكن بالقلب دعائي دائما حاضر معكم.فقدت ابنا،لكنكم انتم بديله ابنائي واخواني،اهاي اهل الصفاء في القلوب والكرم والايثار في الكروب.. جمعتم شيم الانبياء والاولياء الصالحين... نزاعاتكم تفرح الملائكة لبساطتها وسهولة تذويبها وحلها...


هذه المرة جئتكم باهل جدد، الحاج العربي الجالس امامي، واهله، وزوجتي الصالحة وما رزقني الله به من ابن بار،رغم كبر سني..لم ارد لابني واهلي من اهل سواكم،انتم اهل الامان والامن والخير والصفاء.. قد تستغربون من تزوجي رغم كبري ورغم عرضكم للموضوع فيما سبق.. لكن اعلموا ان قضاء الله وقدره يتحكم فيما يريد،سبحانه لا اله الا هو العليم الحكيم.التهيء لشيء ووقوعه مثل البذرة التي تكون مجتمعة حتى ياتي فصلها،زمانها،ريحها،لقاحها،شمسها وقمرها،ليلها ونهارها،ترابها وهواؤها... فجاة تنبلج شعيرات،تخترق الاتربة،تخرج لنور الاشعة،تزهر وتثمر،تعانق الكون والخلق والنعمة الالهية في الحياة.. هذه البذرة ساكنة في كل واحد فينا ومنا...


اثنى الجميع على ما سمع، حيى وبارك ودعا بالخير ووطد الاخوة والمحبة.. لم يحتاجوا الى تفاصيل اخرى.. عفة الحياة الشخصية اغناها هذا التشبيه الرائع البليغ الذي بدا به الشيخ عالما واديبا وليس مجرد فقيه متعبد..


هي الحياة تعيش فينا وفي الطبيعة والخلق بقوانين واحدة...


الحاج العربي، صاحب تجارة وخبرة.له اسواق وعلاقات... تجارته مطلوبة في كل مكان، وبركة ربه حاضرة معه... لكنه اراد مرافقتي والعيش بجواركم... قافلته التجارية تمر على بعد اميال من قريتكم ثلاث مرات في السنة على الاقل...وسيصبح لها سوق جديد هو قريتكم... وفاؤكم وصدقكم جعله يفكر في شبابكم لجعلهم امناء على رزقه وامواله.. غالبيتكم يجيدون الزراعة والرعي.عمل اولاد آدم وبركة التاريخ منذ القدم.. اما زوجته الصالحة وزوجتي فهما اختيان،حرفتهما نسج الصوف واثوابه وزرابيه..صناعتهما لرسوم والوان،تجعل الكل يطلب ما سينسج السنة الموالية بدل الآنية... قريتكم قرية خير وبركة،غنمكم صوفه حرير،لن يبقى مجرد حشو للمسانيد والاسرة.. واعلموا ان لا ربح مادي مرتجى،الربح هو قلوبكم والسعادة هي العيش بينكم،يا اهل الكرم والصفاء.... هذا مجيئي عندكم، اردت لروحي ان تستريح بجبالكم، ان تجعلوا لي قبرا مستورا يفرح لسعادتكم واعراسكم وانجابكم وانتجاكم... تترحمون علي بعد موتي بتقواكم وعبادتكم...


اطال الله عمرك يا شيخنا الفاضل.علق صاحب الدار الكبيرة... فضلك عرفت به قريتنا رواجا وهناء،زوارا وتجارة،قبر ابن السيد اصبح يؤمه الناس للتبرك به... حتى الشاعر الذي كنا نتوعده كلما فتح فاه،اصبح ابننا وابرنا وصهرا لنا،وعابدا صالحا هو ابنك كذلك الذي لم تلذه من صلبك يا شيخنا الفاضل...


اطال الله عمرك وعمر الحاضرين واهل القرية وكل المسلمين والصالحين.... بارك الله فيكم اجمعين... ولكن اعلموا انني لم ارد تقديسا لقبر ولا طلب بركة منه،ما تركته فيكم تربية صالحة،واخلاقا فاضلة في القلوب...هي بذور لا يراها احد ولكنها تنتج وتثمر بمحياكم ومعاملاتكم.. واذا مت بينكم لا اريد قبة ولا تقديسا،فالمطلوب الله،والشافي الله،والرازق الله ولااله الا الله محمد رسول الله.......


سبحان الله العظيم،سبحان الله وبحمده.... ردد الجمع مع الشيخ التسبيح لعشرات المرات..حتى اختتم بالحمد لله رب العالمين.


يقول تعالى في كتابه العزيزفي سورة البقرة يسالونك ماذا ينفقون؟قل ما انفقتم من خير فللوالدين والاقربين واليتامى والمساكين وابن السبيل،وما تفعلوا من خير فان الله به عليم.كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم،وعسى ان تحبوا شيئا وهو شر لكم،والله يعلم وانتم لاتعلمون)صدق الله العظيم. ويقول سبحانه في سورة الحج ( يا ايها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون.وجاهدوا في الله حق جهاده،هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة ابيكم ابراهيم هو سماكم المسلمين من قبل ،وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس،فاقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير).


وقول عز من قائل في سورةالبقرة ( وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا)


تسمعون ما صارت اليه البلاد من غزو للفرنسيس بلباس جلدي على الجياد.لقد اخترق الكفار بلاد المسلمين.. والله تعالى يريد لكلمته ان تبقى دائمة، والكفار يريدون اطفاءها ومحاربتها...ان الكفار يخترقون ويزحفون ببطء في البلاد.يستقرون بالمراكز ويستولون على الاراضي ويستغلون الخيرات التي انعم بها الله على عباده المسلمين...


يا اخوتي واحبائي،لم ارد بكلامي هذا تخويفا ولا ترهيبا،فقط تنبيها لتجعلوا حسبانا لما سياتي في السنين..امانة الحفاظ على الدين والامة الاسلامية ملقاة على عاتق كل واحد منا... كنت ذاهبا في طريقي الى الآخرة،عازفا عن الدنيا... ها انا اعود للدنيا بالزواج والانجاب، وكذلك اعود بالجهاد... كنت في جهاد النفس والبدن، ها انا الآن اعود لجهاد الايمان والدين والدفاع عن بلاد المسلمين.قال الحبيب المصطفى عليه افضل الصلاة والسلام.


ردد الجمع: صلى الله عليه وسلم.


قال عليه السلام: من راى منكم منكرا فليغيره بيده،فمن لم يستطع فبلسانه، ومن لم يستطع فبقلبه،وذلك اضعف الايمان.


صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.


سنطلب العمل والتجارة،سنطلب العبادة،سنطلب ذكر الله ولطفه والتقرب اليه وطلب مرضاته.. يقول تعالى في سورة القصص ( وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا واحسن كما احسن الله اليك ولا تبغ الفساد في الارض ان الله لا يحب المفسدين).


سنطلب الجهاد ان كنا قادرين عليه بكل ما نملك...



للغد، اعتكف الشيخ بالمسجد لثلاثة ايام.بقي الضيوف مقيمين بالدار الكبيرة.بعد خروجه من الاعتكاف،طلب بمداد وكتب بخط يده كتبا راسل بها بعضا من شيوخ الزوايا الصوفية القريبين من المنطقة،كما راسل بعضا من شيوخ القبائل واعيانها بمختلف المناطق التي سبق له ان ارتحل وحل بها واقام بين ظهرانيها.


لم يكن زهد الشيخ مرتبطا بالمكان والاعتكاف والعزوف عن الناس،بل هو زهد ارتبط اكثر بالترحال والتجوال في بلاد الله وارضه الواسعة.كان التسبيح والحمد يتجدد مع كل ما يراه جديدا وبديلا. كان التسليم لصاحب الكمال والجلال والقدرة المطلقة يتجدد ويتقوى مع كل افق طريق جديد،وكل شروق وغروب لشمس تحمل غدا بنور جديد..كان زهد الشيخ تربية ارادها لخلق الله،ولمسة يتركها عند كل جماعة في قبيلة او قرية... هي بذوره الايمانية يغرسها ويرعاها،ويعود لسقيها والعناية بها... كان صيت الشيخ قد وصل آفاقا واسعة... كان صيته مناظرات مع اهل العرفان والزهد وطلب القرب من الله في بعض زوايا البلاد.كان شيوخ الزوايا يقيمون مؤسسات وبنايات،وهو يؤمن برسالة لكل صغير وكبير،كل رجل وامراة،كل اسرة وعشيرة...لم يرد ان يجعل علمه وطريقه في القرب من الله وتهذيب النفس وتطهير القلب،لم يرد ان يجعلها دائرة مغلقة لا يسلكها الا المريد الطائع الملتزم، القاهر لبدنه ونفسه.. لا. لقد فكر في رحمة الله (ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء). من ينقذ هذه الارواح المنسية في قمم الجبال، وفي شعاب الوديان؟من يخط طريق الامل والنجاة للغارقين في الياس او في ملذات الحياة؟ من يشفي هذه القلوب المكوية بنار الدنيا قبل الآخرة في المدن والقرى؟ من يقرب المسافة بين العبد وخالقه؟ لا وساطة في الاسلام،ولكن هداية وتنوير مسلك التقرب من الله تعالى،من حبه ونيل رضاه... كم من حاجز بين الاسنان وقلبه؟فمن هو الطبيب؟من هو مزيل الحواجز والكرب والقنوط وامراض النفس والقلب؟


لا اله الا الله،هو القادر على ما يشاء.. هكذا كان ينهي كلامه في كل مناظرة او محاورة.كان يبارك الطريقة،ويرشد الملة،لكنه كذلك يتخذ مسلكه الخاص بين عباد الله داخل المجتمع.. يتذكر ولي الله الشيخ ابي موسى وكيف كان يعيش بين من يعتبرون مدنوسون فيي المجتمع... فقيرا ،في فندق بين عامة الناس.. كيف يطلب الغيث بفقرائها ومنسي نسائها واطفالهت دون اعيانها وقيادها.... فالله يسمع صوت الضعفاء والفقراء والمظلومين....يبتسم للذكرى،يوافق الحكيا،يتابع السيرة بنفس النهج في مد خيوط الامل والقيمة والرعاية للضعيف قبل القوي،والفقير قبل الغني،والصغير قبل الكبير...



تعليم القراءة والكتابة،تحفيظ القرآن،تربية وتهذيب،قدوة من بعيد... هذه مدرسة الشيخ الكبيرة الممتدة عبر كل المناطق التي زارها.لكن هذه المرة،عبر عن نية الاستقرار،ولايكلف الله نفسا الاوسعها.كبر السن،والشعور بعدم القدرة على الترحال والتجوال،سيكون القلم هو السفير،والمرسول والمبلغ الحكيم.فالكلمة لها وقعها وفعلها في القلوب وفي السلوك: (بسم الله الرحمن الرحيم،اقرا باسم ربك الذي خلق ،اقرا وربك الاكرم الذي علم بالقلم،علم الانسان ما لم يعلم ).صدق الله العظيم


بسم الله الرحمن الرحيم


اولياء الله الصالحين،ما على الرسول الاالبلاغ المبين


بلاد المسلمين في خطر غزو مبين،وطرد الكافر اصبح واجبا على كل مسلم امين


يقول الخالق سبحانه وتعالى: (انما المومنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا،وجاهدوا باموالهم وانفسهم في سبيل الله،اولئك هم الصادقون)


وقال الحبيب المصطفى عليه افضل الصلاة والسلام: الا اخبركم بخير الناس؟...رجل ممسك بعنان فرسه في سبيل الله


من قاتل في سبيل الله فواق ناقة وجبت له الجنة.




هذا بلاغ للمومنين لحماية الامة من الكافرين والغزو اللعين.وشهد الله على ذلك،وكنا له راجين في تقوية الهمم ونهوض بالعزم ومحاربة الظلم.


آمين يا رب العالمين.






هكذا تحول المتعبد الناسك الى رافع لراية الجهاد.بعث صهره جنوبا،وبعث الشاعر شمالا.كل واحد منهما له دراية بالطريق.الاول في التجارة والاسواق،والثاني بالشعر داخل هذه الاسواق...التقى الزاهد والشاعر والتاجر... مهمة مشتركة:تجنيد الهمم لمحاربة عزو المستعمر المهدد للدين والبلاد.


ساله رجال القرية عن طريقة مساعدتهم وقيامهم بالمهمة،كان دائما يجيب مع ابتسامة مطمئنة للقلوب والافئدة: عزم ونية،عزم ونية...قل لن يصيبنا الاما كتب الله لنا،يقول التعالى: ( واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم ،وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف اليكم وانتم لا تظلمون).


بعد شهر ونصف تقريبا،عاد المرسولان منبلاد سوس ومراكش والساقية الحمراء.... هي بذرة الجهاد قد زرعها الشيخ في البلاد.متى ستينع وتثمر؟ كان يطرح عليه مثل هذا السؤال او ما معناه،كان جوابه آيات من الذكر الحكيم: ( وما تشاؤون الاان يشاء الله ). ( لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم ).


مع حركة الاستعداد للجهاد،نشطت حركة حياة جديدة،حيوية عمل جديد،فتح ورش النساء في جمع الصوف ونسجه،في تعلم طريقة الزرابي الجديدة والاغطية والالبسة... اصبح الاهتمام بجز الصوف وغسله واعداده.. حتى مراحل انتجه ثوبا او غطاء او بساطا... الغريب انه في ظرف اقل من سنة اصبح لكل بيت منتوج من هذا الورش الجديد يحقق الكفاية ويلبي الحاجة ويدعو لاضافات احتياطية جديدة.. اصبح لهذا المنتوج حمولة ثقافية جهادية ،كانه طقس وواجب في العمل او الاقتناء والشراء...


كان الشيخ يستعمل مستودعا خاصا لبعض ما تنتجه النساء.. لايباع ولا يشترى: هذا لاجل الجهاد....


خلال هذه السنة حطت قافلتان تجاريتان الرحال بالقرية.ولاول مرة خرج بعض شباب القرية للتجارة.عشرة شبان،تقاسموا المشاركة في رحلة حياة جديدة مع القافلتين التجاريتين.احلام وآمال وتوجس من الآتي يذيبه حب الحياة والفسفر والتجوال.


في صباح يوم باكر،سُمع صراخ وبكاء.مات الشيخ صباح يوم جمعة معتكفا بالمسجد قرب منزل اقامته.رحمة الله عليه .اسكنه الله فسيح جناته.يقول تعالى: ( كل نفس ذائقة الموت )..... كان الشاعر المرهف الاحساس هو الاكثر تجلدا وصبرا.كان صاحب نظرة للآتي وليس للفائت.كان جليس الشيخ في تحديثه وحواراته ودروسه.. ردد الآية وذكر بوصية الشيخ بعدم جعل بناية او قبة على قبره.. بجعله في مكان آمن بعيد بضع مسافة على القرية. وصيته بتتبع اخبار الجهاد والاستعداد للدنيا والآخرة بالتقوى..


في يوم عاشوراء، سُمع ركب خيول نازلة من السمالك الجبلية صوب القرية.رجال ملثمون،استقبلهم الشاعر بحفاوة وترحاب..بدا على علم بمجيئهم،على معرفة ببعضهم... فقد ناداهم باسمائهم الشخصية.. انها حركة المقاومة التي اندلعت وبدات ضد المحتل الغازي بضواحي مراكش وسوس وجنوب الصحراء.... كان زعيم حركة المقاومة والجهاد احد مريدي الشيخ خلال تجواله بضع سنين سابقة.. كان احد الذين وصلتهم رسالة الشيخ في الجهاد.. وما العلم الا عمل،لا علم بدون عمل:من عمل بما علم ،علمه اله ما لم يعلم... هكذا كانت دروس واحاديث وتوجيهات الشيخ لمريديه واتباعه المنتشرين عبر رحلة عمره في الزهد والتصوف،وعبر الامكنة التي وصل اليها او زرعت فيها بذور علمه الرباني العرفاني...


رسالة مختصرة في سطورها،طويلة في مشوار تحقيقها وتنفيذها.هي مدرسة التقوى والاستقامة،مدرسة مقاومة امتدت لمحاربة الغازي ..كانت آخر جيوب للمقاومة بقيت صامدة ضد المحتل... لا تنضب ،لا تهدا،لا تنتهي حتى يطرد المحتل...


ادت الجماعة صلاة الظهر،ذهبت للترحم على قبر الشيخ السيد.بعد قراءة الفاتحة والدعاء،انتظرت مجيئ الشاعر بامتعة ومؤونة.كانت زكاة،كانت تمويلا لجهاد ومقاومة.. كانت اغطية والبسة صوفية.. كانت عُشُرا من كل ما تصدقت به القرية..كانت وصية الشيخ السيد المستمرة في دعم الحركة الجهادية... ما نسجته ايدي النساء،ما حُقق منن ارباح في بيعه وفي تجارة صهره..ها هي البذرة تنبت من جديد اشجارا بفروع واغصان.ها هي تلوح مح الرياح،مع ريح المقاومة الساخن الذي انطلق كعاصفة لا تتقف.. ها هي البذرة كلمة تنبت رصاصا يحارب الظلم والاحتلال...





بسم الله الرحمن الرحيم


اولياء الله الصالحين،ما على الرسول الاالبلاغ المبين


بلاد المسلمين في خطر غزو مبين،وطرد الكافر اصبح واجبا على كل مسلم امين


يقول الخالق سبحانه وتعالى: (انما المومنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا،وجاهدوا باموالهم وانفسهم في سبيل الله،اولئك هم الصادقون)


وقال الحبيب المصطفى عليه افضل الصلاة والسلام: الا اخبركم بخير الناس؟...رجل ممسك بعنان فرسه في سبيل الله


من قاتل في سبيل الله فواق ناقة وجبت له الجنة.




هذا بلاغ للمومنين لحماية الامة من الكافرين والغزو اللعين.وشهد الله على ذلك،وكنا له راجين في تقوية الهمم ونهوض بالعزم ومحاربة الظلم.


آمين يا رب العالمين.






قرية ابن السيد، اصبحت متماسكة قوية في منطقة شبه جبلية.تطل جنوبا على وادي درعة بمسافة الساعتين ، تستقبل ريح سوس من الغرب وريح الصحراء من الشرق...قرية ابن السيد،وهبت دماء رجالها لاجل تحرير البلاد،بالعشرة ثم العشرة من رجالها.. رقم دال،منظم،رقم زكاة،رقم عاشوراء،رقم المبشرين بالجنة،رقم جهاد وواجب في الانفاق بالمال والنفس والدم..كلما ازدادت التقوى،ازدادت الاستقامةوازدادت المقاومة..تحية لكل مقاومة.














التعديل الأخير تم بواسطة امامي حسن ; August 26, 2009 الساعة 08:38 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم August 27, 2009, 05:09 PM
 
رد: قرية ابن السيد

مشكور على القصة الرائعة والأروع من رائعة

وأتمنى لك التوفيق والنجاح

أخوك:

سبوكه
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع



الساعة الآن 06:08 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر