الملل تحت المجهر

كثيراً ما تتردد على مسامعنا عبارة
( أنا أشعر بالملل ..) أو ( أنا أشعر بالضيق والاكتئاب ، ولا أعلم ماذا أعمل ..) ..وكثيراً ما يراودنا هذا الشعور بالضيق والضجر , وخاصة عند الشباب ومن كلا الجنسين ، فنحتار ماذا نفعل للقضاء على هذا الشعور السيء ووقت الفراغ الذي يعد أحد الأسباب الرئيسية للملل ..

وأيضاً من أحد الأسباب المؤدية إلى الملل والسأم في الحياة هو الروتين اليومي وعدم التغيير والتجديد في نظام حياتنا ..
فالنفس تحتاج إلى التغيير والترويح من وقت إلى آخر ..
وقد دعانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى ذلك حيث قال :
” روّحوا القلوب ساعةً بعد ساعة , فإن القلوب إذا كلَّتْ عميتْ “


وهذه الحالة النفسية إن تمكنت من الإنسان فهي تقضي على طموحاته وأهدافه في الحياة
وذلك بسبب أن شغله الشاغل أصبح هو التفكير في كيفية خروجه من هذا الملل القاتل
وهنا تكمن الخطورة حيث أن محاولة خروجه من هذا الملل بأي شكل من الأشكال وبطرق سلبية وغير مدروسة وتبتعد كل البعد عن العقل والصواب , حتى يصل الإنسان المتملل إلى حد الإنجراف في تيارات المحرمات والمحظورات
وبذلك تتراكم المعاصي والأخطاء وقد يصل إلى طرق مسدوده يصعب الخروج
منها ك المخدرات في بعض الأحيان , فيخسر بذلك الإنسان عمره وجهده ومستقبله.


هل الملل منتشر من بين الشباب والفتيات وخاصة في العطلة الصيفية أم أن هناك مبالغة في طرح مثل هذه المواضيع ، سنتعرف على ذلك من خلال هذه الدراسة الخاصة لموقع (فيصل الدرمكي ) وكما سنتعرف على وجهات نظر الشباب حول هذا الموضوع من خلال الاستطلاع لأكثر من 350 شخص من عدة دول وثقافات مختلفة .. وأهم النسب والإحصائيات التي حصلنا عليها بعد دراسة متأنية وعميقة
1) هل حصول الانسان على وقت فراغ في حياته نعمة وليست ظاهرة سلبية ، يبتعد فيها الانسان عن عناء العمل وضغوطات الحياة ) ، هل أنت تؤيد أن وجود الملل ووقت الفراغ نعمة وفرصة للراحة أم أنها آفة وظاهرة سلبية ؟
2) ما هو الملل من وجهة نظرك ؟؟ وما هو أسبابه ؟؟ وهل يؤدي الملل إلى الاكتئاب ؟؟
3) كيف تقضي على الملل ؟؟

البداية كانت مع (عبدالله الجويرة من المملكة العربية السعودية 23 عاماً ) حيث يقول : الملل هو حالة تصيب الشخص .. حينما تختفي المتعة من حياته ، سواء في الأعمال التي اعتاد على أن يعملها .. أو في المجالس والمناشط التي اعتاد أن يرتادها ، وهي أيضا .. حالة من الفراغ الداخلي لدى المرء .. يشعر فيها بعدم وجود شاغل لحياته . أسباب الملل .. تختلف من شخص إلى آخر ..لكنها في الطابع العام .. متشابهة ..!إهمها وأولها .. عدم ارتباط قلب العبد بالله عز وجل .. وارتباطه بشيء آخر .. ليس له قدرة على منح السعادة لقلب هذا العبد ..!ومنها .. تكرر النشاط الذي يمارسه الشخص .. وعدم وجود ما هو جديد فيه .. إلى درجة أنه أصبح ‘ ممل ‘ !
ومنها عدم وجود إنتاجية للأعمال التي يمارسها الشخص .. و إذا كان الشخص ممن لا يحاولون كسر الملل بالقيام بأعمال ‘ مضادة ‘ له .. فبالتالي .. قد يصاب المرء بالإكتئاب ، ومن وجهة نظري بأن الملل يقضى عليه بممارسة عمل .. يشعر المرء فيه بالسعادة ..قد يقضي البعض على الملل بممارسة الرياضة المحببة إليه .. ككرة القدم مثلا .. أو البلياردو ..ومنهم من يقضي على الملل بالقراءة .. سواء كانت روايات .. أو كانت كتبا علمية …. المهم .. أنه يجد سعادة فيها ..أيضا من الأشخاص من يقضي على الملل بالطلعات الأخوية .. مع أصدقائه وزملائه ..عني أنا شخصيا .. أقضي على الملل بالجلوس على الكمبيوتر … ومحاولة إظهار هذه الحالة .. عن طريق رسمة أرسمها .. أو عن طريقة خاطرة أكتبها .. أو عن طريق شات .. أو غير ذلك ..!!

ومن ناحيتها قالت ( أم عبدالرحمن من دولة الإمارات 27 عاماً ) :
أن الملل حالة طبيعية يمر بها كل إنسان تختلف هذه الحالة من شخص لآخر بسبب وقت الفراغ وعدم وجود هدف واضح في الحياة ، وكما أن البعد عن ذكر والإعراض عن الله سبحانه وتعالى وعبادته من أهم الأسباب كذلك ، قال تعالى : ” ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً ، ونحشره يوم القيامة أعمى ، قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا ، قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى ” صدق الله العظيم
وأرى أيضاً أن الشخص عليه تنظيم وقته بما يحقق أهدافه ومسؤولياته بعيداً عن الاهتمام بتوافه الأمور ، بحيث أن الملل يؤدي إلى الاكتئاب في بعض الأحيان.
ولكي نقضي على الملل علينا:
1) ملء الفراغا بنشاطات مفيدة
2) تحديد الهدف
3)القيام بالواجبات على الوجه المطلوب
4)الكثر من الذكر والعبادة وطاعة الرحمن وقراءة القرآن الكريم

( يحيى محمد المعمري من سلطنة عمان 26 عاماً ) :
احساس الفرد بالروتين وأنه لا جديد في حياته هو إصابته بحالة الملل ، والأسباب التي يجعل الفرد يعيش معظم أوقاته بحالة من الملل هي عدم وضع خطة لحياته بالإضافة إلى بعده عن طريق العبادة والدين ، ففاقد الشي لا يعطيه ، وخلو الانسان من الايمان يجعله بعيداً عن الطمأنينة وعن السعادة وأنا أرى ذلك هو السبب الرئيسي للملل ، وعادة ما أقضي على الملل بالمشاركة مع أصدقائي في رحلات البر واللعب معهم كرة القدم والذهاب للشاطئ ، و في اعتقادي أن الملل قد لا يصيب الانسان بالاكتئاب فقط وانما حتى باليأس من الحياة .
( جاسم محمد العبدالله من دولة الكويت 23 عاماً ) : الملل هو الشعور الذي يشعر به الانسان عندما يصل إلى قمة الروتين وتكرار الشي من غير تجديد أو تغيير في نمط حياته ، وهو حالة نفسية تحتاج إلى أن يضع الإنسان لنفسه أهدافا لحياته تبعد عنه هذه الحالة النفسية ، فعدم وجود هدف له في هذه الحياة هو من أهم أسباب شعور الانسان بهذا الملل والفراغ في حياته ، وكما أن اعتياده وإدمانه على فعل شي كالجلوس على مشاهدة التلفاز يوميا 5 ساعات أو الادمان على الانترنت من غير تجديد أو إضافة أي نشاط آخر مختلف تخلق له حالة الملل وربما الاكتئاب ، وفي اعتقادي أنه لا بد من الشخص ايجاد أنشطة بديلة ووسائل ترفيهية أخرى تبعد عنه الملل بالاضافة إلى وضعه لأهداف مرحلية قصيرة أو طويلة المدى ، وأنا دائماً ما أمارس الرياضة مع أصحابي وأستغل وقتي في ركوب الخيل وتعلم المهارات الجديدة كالتصميم أو كتابة الشعر ، وكما أنني أجعل نصيبا من وقتي بالجلوس مع الأهل والأقارب لأنه لهم حق علي .
( فاطمة عبدالله علي من مملكة البحرين 21 عاماً ) :
أنا أستغل دائماً وقت فراغي بالقراءة والمطالعة ، وغير ذلك في استخدام الانترنت بزيارة المنتديات والمواقع الالكترونية والتواصل مع صديقاتي من مختلف الدول الخليجية ، وأنا في الحقيقة نادراً ما أشعر بالملل ، وإن أحسست بالملل أستغل وقتي بالجلوس مع أمي وخواتي في البيت وزيارة بنات عمي ، فكل واحد منا يستطيع أن يخلق لنفسه نشاطاً يبتعد فيه عن الروتين والذي أعتبره السبب الرئيسي للملل ، وأنصح كل من يشعر بالملل أن يأتي بنفسه برنامجاً مختلفاً جديداً بعيدا عن ما اعتاد عليه .
أما ( محمد أحمد علي من دولة الامارات 18 عاماً) يقول :
الملل من وجهة نظري، هو عبارة عن أداة تنبيه للشخص، تنبهه بأنه لايوجد جديد في حياته، لا يوجد إبداع في يومه و عمله، و بأن الشخص توقف عن التفكير الإيجابي ، ومن أهم أسبابه الركود و التعرض للروتين اليومي من غير تغير، و عدم محاولة تغير الاوضاع، حيث إذا تعرض الشخص للملل لفتره طويلة، فسيصاب إحباط و اكتئاب و حتى انهيار. ويمكننا من أن نقضي على الملل ب :
1- بتنويع الأنشطة اليومية، و التغير الشامل بين فترة و أخرى
2- استغلال وقت الفراغ بما هو مفيد ، و تعلم ما هو جديد
3- تنظيم الوقت و الاعمال في جدول، بالاضافة الى ترك وقت للراحه و الاسترخاء من دون تخطيط. وأخيراً أحب أن أقول أن الملل كالآلة … نعمة لمن استغله و آفة على من ضيعه

ثانياً : الاستقصاء الذي تم توزيعه :
1) هل تتعرض للملل :
o نعم ، في معظم أوقاتي
o أحيانا
o لا ، أبدا
2) هل يعتبر الملل ( من وجهة نظرك ) :
o ظاهرة
o حالة نفسية
o فرصة للراحة والبعد عن ضغوطات الحياة
o لا أعلم
3) ما هو السبب الرئيسي للملل ؟؟
o وقت الفراغ
o الروتين وعدم التجديد
o البعد عن طاعة الله والمعاصي
o عدم وجود هدف في الحياة
o قلة الأصحاب
o أخرى
4) هل يؤدي الملل إلى الاكتئاب :
o نعم
o أحيانا
o لا
239
32
10
15


مجموع الأشخاص

من خلال عرضنا لنتائج السؤال الأول ، تبين لنا أن نسبة كبيرة من الشباب والفتيات يتعرضون للملل تراوحت النسب بين تعرضهم للملل في معظم أوقاتهم وأحياناً بحيث هناك فقط 2% لا يتعرضون للملل ، وهي نسبة ضئيلة جداً .


جاءت إجابات السؤال الثاني مخيبة للآمال ، حيث أن التعريف الصحيح للملل بأنه حالة نفسية تصيب الإنسان بالضيق والضجر ينتج من تكرار عمل الشيء الروتيني البعيد عن التجديد ، ونلاحظ بأن 84% قالوا بأن الملل ظاهرة ، مما يوحي لنا النظرة السلبية التي يحملها الشباب من أن الملل ظاهرة وواقع منتشر عند الجميع وهذا مما يعطينا بمؤشر خطير نحو هذه الحقيقة .

جاءت النسبة الأكبر نحو وقت الفراغ كالسبب الرئيسي للملل ، في حين أن السبب الذي يليه جاء نحو عدم وجود هدف في الحياة وهو الذي يعتبر السبب الأكثر أهمية ، بحيث أن الشخص الذي يحمل هدفاً في حياته لا يكون لديه وقت فراغ .

اتفقت المجموعة أن الملل يؤدي إلى الإكتئاب ، حيث كانت الأغلبية تقول أحياناً وليس دائماً .

والآن نأتي إلى السؤال الأهم ::

كيف نقضي على الملل ؟؟




كتابة الأهداف على الورق
اكتب أهدافك دائما ولا تكن مثل أولئك الذين يجعلون أهدافهم وأحلامهم في عقلهم وهذا سيؤدي إلى نسيانها، أو عدم التركيز على أهدافنا..
فوائد التسجيل: تذكر البيانات، التنظيم، رؤية الأهداف القريبة، التحفيز، زيادة الإنجاز، وضوح الأمور..
نقطة عمل: كل يوم سجل أهدافك.. ضمن دوائر السعادة الخمسة
وجود رغبة ودوافع لتحقيق هذه الأهداف
الإجابة على لماذا تيسر لنا الإجابة على كيف.. عندما تكون لدينا الرغبة القوية والحقيقية لتحقيق أهدافنا فإننا سنحققها.. ألا تجد ذلك في قلوب الأطفال فهم عندما يرغبون بشيء يحققونه لا محالة.. ألم تلاحظ ذلك عندما فكرت بهدفة بشدة وصابرت وثابرت لتحقيقه ونلته.. كل ذلك يحصل برغباتنا القوية..
أمثله للدوافع : لإرضاء الله، لأني أريده بشدة، لطالما حلمت به، لأنه سيفتح لي أبواب كثيرة، لأني خلقت لأجله، لأني لا أستطيع العيش دونه..
نقطة عمل: اكتب هدفك واكتب شرح عن هذا الهدف وسبب رغبتك في تحقيقه..
عندما تحتار ولا تختار تخصصك أو أهداف حياتك البعيدة فإنك تتوه وتظل مكانك ولا تتقدم لأنك لا تعرف المسير.. اقض وقت وأوقاتاً طويلة لتحسم حيرتك.. اكتب اختياراتك وبعدها احسمها لتسير على هدف واحد.. كذلك عليك أن تغير إذا شعرت وفكرت بعمق أن هذا الهدف ليس بطريقك.. لا تحسب الحياة بعمرك بل احسبها بأهدافك.. خلال 10 سنوات أو أقل تستطيع الوصول لكل أهدافك التي طالما أردتها وحلمت بها فلا تخف من فوات شيء المهم أن تكون سعيد بأهدافك وأن تحقق ما تريده وتنجزه وأن يكون صحيحاً..
نقطة عمل: اكتب الأمور التي تحيرك واجلس جلسة مع نفسك لحسمها نهائياً..
وقفة تأمل !!

لو تذكر الإنسان سبب وجوده في هذه الدنيا وهو عبادة الله … وفكر ولو للحظة واحدة انه قد يفارق هذه الحياة بعد يوم أو ساعة أو دقيقه … لزال الملل وتلاشى … وعرف ان ليس لديه وقت للملل … بل للعمل
فانفض عنك غبار الملل ودع وسوسة الشيطان فليس أمامك وقت طويل لتضيعه … اغتنم ساعات حياتك القليلة الباقية وصحح ما فات … فطول الأمل هو مدخل الشيطان ومن أساليبه في محاربة الإنسان وصده عن سبيل الله. ا
قال صلى الله عليه وسلم ” لا يزال قلب الكبير شابا في اثنتين : في حب الدنيا, وطول الأمل” ا
فمن قصر أمله في الدنيا لا يمل … لأنه سيكون منشغلا بما ينفعه ويرفعه بعد هذه الدنيا القصيره … فلا فراغ لمن بادر بالعمل تلو العمل.ا
أما مجرد الأمل الذي لا يشغل عن الآخره فليس فيه شيئ بل لولا الأمل ما شرع احد في عمل. فالمطلوب منه ما يعين على عمارة الأرض في حدود مرضاة الله. ا
أعماركم تمضي بسوف وربما لاتغنمون سوى عسى ولعلما

همّ المسوف كالمتعلق بالسما أيامكم تمضي عجالا إنما

الحمدلله انك استفدتي منه
اسعدني مروركم الجميل
و كل عام و انتم بخير بعيدا عن الملل