فيسبوك تويتر RSS



العودة   مجلة الإبتسامة > الروايات والقصص > روايات و قصص منشورة ومنقولة

روايات و قصص منشورة ومنقولة تحميل روايات و قصص منوعة لمجموعة مميزة من الكتاب و الكاتبات المنشورة إلكترونيا



إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم August 5, 2009, 11:35 AM
 
الرقصة الأخيرة

الرقصة الأخيرة
في أرض بعيدة لم أستطع أن أحدد موقعها الجغرافي علي خريطة العالم حيث تطلع الشمس علي تلك البقعة الساحرة من جهة الغروب
–(ولا يظن أحدكم بأنه يوم القيامة )- فالناس تغدو وتسعي ويعملون في جد واجتهاد لكي يحصلوا علي لقمة العيش بالكاد وتلك القوانين المشرعة التي أنهكت البنيان الداخلي للمجتمع الذي أطلقت عليه ذلك مجازا فالناس في الطرقات تراهم ثكلى لا حياة فيهم إلا أنهم أجساد تتحرك في صمت ومعاناة فالوجوه أصبحت شاحبة - نعم- فلقد اختارت أن تعيش في ذل وهوان وبالرغم من ذلك فلقد أكمل المسير الذي بدأه لكي يجتاز هذه الصعاب وعيون الصغار من حوله تنظر إليه في حذر يترقبون ما سوف يفعله لهم لكي يظلوا علي قيد الحياة .

وبعد هذا وذاك والقدر قد أصر علي أن يقف أمام أحلامهم فها هو القانون التاسع الذي شرع في أرض الظلمات التي غاب الحق فيها عن الأنظار حتى صار في طي النسيان أو مجرد ذكري وجلس الظلم علي عرش الدولة المختار يأمر و ينهي ، يشرع ويطغي حيث نص هذا القانون علي عقوبة الإعدام لكل من يحاول أن يأخذ حقه من سرايا الحاكم بصورة أو بأخرى فهذه كانت الفاصلة في حياته حيث أبى أن يصمت ويستكين فسار نحو الهدف رافعا راية اليقين بأنه من مات بكرامته أفضل ممن يحيا بدونها
.

كان جل هدفه أن يأتي برغيف من الخبز لكي يطعم الصغار والزوجة تراقب خطواته في حسرة لأنها تعلم جيدا العواقب المنتظرة من هذا المسير ، وبعد الترتيب المحكم والخطوات الثابتة بأنه علي يقين من أمره استطاع أن يأخذ الرغيف من تلك المخازن الملكية التي تحيط بها الأسوار العالية والحراسة المشددة ومن تحتها الأقبية المظلمة التي استخدمها الحاكم خصيصا لدفن شعبه الحيران وهو مازال علي قيد الحياة
.

وبعد تحقق الهدف المنشود والخروج الناجح من خلال هذه المتاريس
…………. ( عذرا لقد انقطعت أحداث هذه الرواية منذ زمن وظللت ابحث عن احد الرواة الذين عاصروا هذه الحقبة لكي استطيع أن أكمل لكم هذا الجزء المنقوص ، أخيرا وبعد


عناء شديد وجدت احد الشيوخ المسنين الناجين من تلك الحقبة لكن مع الأسف لم يحكي لي من حيث توقفت الأحداث
) .

فقال لي
: ((((( وفي السجون المظلمة التي أعدت خصيصا لمن يصدع بكلمة الحق في هذه البلاد التي لم تري النور منذ زمن بعيد ونباح الكلاب الضالة الذي ملأ أرجاء المكان وشق سكون الليل البهيم واستخدمت هذه الكلاب المسعورة في تعذيب الخارجين عن أمر الهاتك بأمر الله ومن بين معدات التعذيب الهائلة التي ملأت أرجاء المكان جلس وحيدا في زنزانته التي تكاد أن تسعه بجدرانها القديمة ظل يئن بصوت منخفض فسمعته من خلف الجدار فتمنيت أن اخترق هذا الجدار لكي أواسيه في محنته فالآلام تسري بجسده بعد ثلاثين يوما من التعذيب وبالرغم من ذلك فلقد صدر عليه الحكم بالإعدام طبقا للقانون التاسع .

وقبل أن يواجه
- المقصلة - تنفيذا للحكم الصادر ضده جاءه رئيس الحرس الملكي قائلا : (أنا لا اعلم لماذا دائما يقف القدر في هذا الوطن إلي جانبكم أيها الرعاع ) رد عليه في هدوء : ( عجبت لأمركم فما تفعلوه بالوطن من أفاعيل وجئت الآن تتحدث باسم الوطن لا تنس أيها القائد انك كنت في يوم من الأيام من هؤلاء الذين قلت عنهم أنهم رعاع ) .

رد القائد في غطرسة
: ( دعك من هذا الهراء لابد أن نطبق نصوص القانون ، هل لك من مطالب قبل التنفيذ ؟ ).

نظر إلي النور الذي يطل عليهم من النافذة و كأنه يستغيث بعدالة السماء ويتمني الأماني علي الله فقال في
"حسرة" : ( نعم أريد أن ارقص مع زوجتي ) ارتسمت علامات الدهشة علي وجوه الحاضرين ولقد تمنيت أن يغرس هذا المطلب في قلوبهم الرحمة فيمتنعوا عن التنفيذ لكن دون جدوى فلقد اقتنعوا بتحطيم أحلام الشعب المسكين وبعد فترة ليست بالقليلة جاءت الزوجة إلي القبو وهي منهكة من عناء الطريق نظرت إليه في حسرة (وكأنها تقول له : ألم أقل لك أنه ليس لنا طاقة بهم ؟)

ومررت بأصابعها علي جبينه و طبعت علي جبينه قبلة حارة عرفت في مثل تلك الاحداث بقبلة الوداع وبدئوا معا في الرقص و هم في غاية السعادة والابتسامة مرسومة علي الوجوه الحاضرة حتي قائد الحرس و أذناب الحاكم الحاضرين وبالرغم من عدم وجود
الألحان النازفة التي تناسب مثل هذه المواقف الختامية والفاصلة كانت الرقصة رائعة بالفعل وظل يرقص ويرقص إلي أن سمعنا صوت المقصلة
)))))

عندها تنهد الشيخ قائلا
: وهكذا طويت الصفحة الأليمة من صفحات هذه البلدة ويبقي لنا في الذاكرة عبرة منها .
-
شكرت الشيخ الكبير علي هذه المساعدة وعندما توجهت إلي خارج المنزل تذكرت أمرا هاما فالتفت إليه قائلا : ولكن اخبرني إذن كيف عرفت هذا الجزء الضائع من هذه القصة ؟؟!

نظر إلي وهو متردد في الإجابة علي السؤال وكأنما يخبأ سرا من الأسرار لا يريد أن يطلع عليه أحد وبدأت أنفاسه تتقطع ووجهه صار في شدة الحمرة والعرق يتدفق من علي جبينه وكأن ملك الموت قد نزل عليه وأراد أن يقبض روحه فنزلت دمعه حارة علي جبينه وأطرق رأسه إلي الأرض قائلا
: أنا الذي قمت بتنفيذ الإعدام .

رد مع اقتباس
  #2  
قديم August 5, 2009, 11:37 AM
 
رد: الرقصة الأخيرة

سياسية إجتماعية ةتظهر الجانب المأساوي في حياة شعوب المشرق
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)



المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
(((الرقصة الأخيرة))))......قصة حب قصيرة.....روميو وجولييت.....أتمنى رأيكم بصراحة tamahome روايات و قصص منشورة ومنقولة 29 December 14, 2009 09:42 PM
لحظاتي الأخيرة الروح الهادئة بوح الاعضاء 6 October 29, 2008 10:49 PM
الرساله الأخيرة................... الماسه حساسه كلام من القلب للقلب 11 May 23, 2008 05:16 PM


الساعة الآن 01:01 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر