فن الاستماع

فن الاستماع
باسم الله الرحمن الرحيم :

أهمية الاستماع

ليس غريبا أن يتعجب المهتم باللغة العربية عندما يتدبر آيات القرآن الكريم ،فيرى أن القرآن يركز على طاقة السمع

ويجعلها الأولى بين قوى الادراك والفهم التي أودعها الله في الانسان، حيث يقول عز وجل :

-< ان السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا >الاسراء 36.

-<ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم>البقرة 19 ..

-<ان الله كان سميعا بصيرا>النساء.

-< ليس كمثله شيء وهو السميع البصير> الشورى 110.

بهذا التكرار،يذكر القرآن الكريم السمع مقدما على البصر في أكثر من سبعة وعشرين موقعا ،وهذا يؤكد أن طاقة

السمع أدق وأرهف وأرقى من طاقة البصر.وهذا يؤكده علم التشرح الآن .فالأم تستطيع أن تميز صوت بكاء طفلها من

بين زحام هائل من الأصوات المتداخلة .واذا كانت هذه الطاقة بهذا القدر من القوة والرهافة والحساسية والدقة ،وجب

علينا بعد شكر الله وتقدير نعمه علينا ،أن نعتني بها وندرب أطفالنا وتلامذتنا على استخدامها بكفاءة في حياتهم

التربوية والثقافية والاجتماعية .

ان الاستماع عامل هام في عملية الاتصال ،فلقد لعب دائما دورا هاما في عملية التعليم والتعلم على مر العصور .فلا

جدال أن أهم أهداف تدريس اللغة هو التدريب والسيطرة على فنونها الأربعة ،وهي : الاستماع –الكلام (تعبير،خطاب

،حديث، نقاش....)—القراءة --والكتابة.

فالطفل يبدأ بعد الولادة بعدة أيام في التعرف على الأصوات المحيطة به ،وفي نهاية عامه الأول تقريبا ،يبدأ في نطق

الكلمات .ومع بداية التعلم في المدرسة ،يستخدم حصيلة الأصوات المسموعة لديه في التعرف على الكلمات

،والتمييز بين أصوات الكلمات المكتوبة ،فيقرأ ويكتب .وعلى هذا فالاستماع لا غنى عنه لظهور الكلام والقراءة

والكتابة .فالطفل الذي يولد أصما ،أو يفقد القدرة على الاستماع في سن مبكرة ،يفقد بالتالي القدرة على

الكلام .وبالتالي يمكن ترتيب فنون اللغة حسب نموها ووجودها الزمني كالتالي : 1-الاستماع 2-الكلام 3-القراءة 4-

الكتابة .

وقد نجد من يقول : ان الاستماع ينمو لدى الانسان بطرقة تلقائية مادام له أذنان ،فهو كالمشي والكلام . وهذا القياس

خاطئ .فالطفل في حاجة الى من يعلمه الكلام رغم أن له فما ،وبحاجة الى من يدربه على المشي رغم أن له رجلين

،وكذلك هو بحاجة الى من يدربه على مهارات الاستماع رغم أن له أذنين .

طبيعة عملية الاستماع :


هناك فروق جوهرية بين السماع والاستماع والانصات (الاصغاء)، فالسماع هو مجرد استقبال الأذن لذبذبات صوتية من

مصدر معين دون اعارتها انتباها مقصودا ،كسماع صوت طائرة ،أو صوت القطار .فالسماع –اذن-عملية بسيطة تعتمد

على فزيولوجية الأذن وقدرتها على التقاط هذه الذبذبات الصوتية ،وهو أمر لا يتعلمه الانسان لانه لا يحتاج الى تعلمه.

أما الاستماع فهو فن يشتمل على عمليات معقدة .لانه ليس مجرد < سماع >،انه عملية يعطي فيها المستمع

اهتماما خاصا ، وانتباها مقصودا لما تتلقاه أذنه من الأصوات .فهو –اذن-ادراك وفهم وتحليل وتفسير وتطبيق ونقد

وتقويم .

أما الانصات ( أو الاصغاء) ،فالفرق بينه وبين الاستماع هو في الدرجة وليس في طبيعة الأداء ، فالانصات هو تركيز

الانتباه على ما يسمعه الانسان من أجل تحقيق هدف معين ، وهو استماع مستمر غير متقطع ( كالانصراف عن

الاستماع لخطيب لبعض الوقت ......).

قال تبارك وتعالى في كتابه العزيز :<< واذا قرئ القرآن فاستمعوا له وانصتوا لعلكم ترحمون >> الأعراف 204.


أهداف ومهارات الاستماع في مرحلة التعليم الابتدائي :


 يتعرف المستمع على الأصواتالمختلفة في البيئة .
 يميز الصفات المتعلقة بالأصوات مثل (هادئ ،مرتفع......)
 يحدد مصدر الصوت.
 يميز بين النغمات الصوتية .
 يحاكي الأصوات المختلفة في الطبيعة .
 ينطق الحروف والكلمات والجمل المسموعة نطقا صحيحا .
 يستكمل الفراغات في الجمل المنطوقة بكلمات ملائمة .
 يكون جملا مفيدة من مجموعة من الكلمات المعطاة له شفويا .
 يضع الكلمة في معان مختلفة بتغير حركاتها .
 يميزالتشابهات والاختلافات في بداية أوفي وسط أو في نهاية الكلمات .
 يذكر كلمات تبدأ بنفس الحرف المعطى له شفويا .
 يقوم بحركة أو يمثل الأداء على حسب الكلمة المنطوقة .
 يميز بين الرموز الصوتية المتقاربة في الشكل والنطق .
 يكون كلمة من مجموعة من أصوات الحروف .
 يذكر كلمات على نفس وزن كلمة منطوقة.
 يعيد سرد قصة حكيت له .
 يصف الشخصيات التي ورد ذكرها في القصة التي حكيت له .
 يجيب عن أسئلة تتعلق بقصة مسموعة أو موضوع معين مسموع.
 ينفذ عدة تعليمات شفهية (منطوقة ).
 يربط الأصوات بالصور .
 يذكر كلمات تدل على أصوات (رنين، صياح ....).
 يذكر عنوانا مناسبا لقصة رويت له .
 يلخص قصة بسيطة حكيت له في جملة أو جملتين.
 يستخلص الأفكار الرئيسية من الموضوع المتحدث عنه .
 يستمع الى بعض البرامج الاذاعية ثم يتحدث عن أهم أفكارها .
 يتوصل الى المعنى من الكلام المتحدث به .
 يستخلص معنى الكلمة من سياق الجملة .
 يتعرف على أهداف المتكلم .
 يفرق بين الأحكام الشخصية للمتكلم والحقائق .
 يستمع الى موضوع أو خبر ويقومه .
 يصف مشاعر المتحدث أو الممثل .

وأخيرا يجب الاعتراف بأن هذه السطور لا تفي بتناول جميع الجوانب التربوية والعلمية

واللغوية والتعليمية المتعلقة بالاستماع ،ولكن يمكن اعتبارها أرضية لتناول موضوع حساس ومهم في العديد من

جوانب حياتنا ،ولتبادل الخبرات والتجارب في هذا المجال ....

والسلام عليكم ورحمة الله ......

__________________
أيا عبد كم يراك الله عاصيا *** حريصا على الدنيا وللموت ناسيا [/SIZE]