فيسبوك تويتر RSS



العودة   مجلة الإبتسامة > قسم الاعضاء > طلبات الاعضاء > محاضرات مقياس علم الاجتماع

طلبات الاعضاء اطلب ما تشاء- بشرط ذكر المطلوب في عنوان الموضوع - وستجد من يلبي طلبك بأسرع وقت بدون تسجيل

الموضوع: محاضرات مقياس علم الاجتماع الرد على الموضوع
اسم العضو الخاص بك: اضغط هنا للدخول
سؤال عشوائي
العنوان:
  
الرسالة:
Trackback:
Send Trackbacks to (Separate multiple URLs with spaces) :
أيقونات المشاركة
يمكنك إختيار أيقونة من القائمة التالية:
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
   

الخيارات الإضافية
الخيارات المتنوعة

عرض العنوان (الأحدث أولاً)
December 31, 2017 05:17 PM
غير مسجل
محاضرات مقياس علم الاجتماع

لجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية


جامعة عبد الحميد مهري قسنطينة 2


كلية العلوم الإنسانية و العلوم الاجتماعية


قسم علم الاجتماع





محاضرة المدخل إلى علم الاجتماع


لطلاب السنة أولى

التعليم القاعدي المشترك
-


-
ميدان العلوم الإنسانية و العلوم الاجتماعية
-





الدكتورة: بغريش ياسمينة








-
السنة الجامعية 2014
2015






الوحدات الأساسية


مدخل تمهيدي حول مفهوم علم الاجتماع


أولا: التعريف بعلم الاجتماع


ثانيا: تاريخ علم الاجتماع )من الفكر الاجتماعي إلى علم الاجتماع(


ثالثا: موضوع علم الاجتماع


رابعا: رواد علم الاجتماع


1-
ابن خلدون


2-
أوجست كونت


3-
دوركايم


4-
كارل ماركس


5-
ماكس فيبر


خامسا: المداخل النظرية الكبرى في علم الاجتماع


1-
المدخل الخلدوني )الإسلامي(


2-
المدخل الوضعي )النظرية الوظيفية، النظرية البنيوية، نظرية الفعل(


3-
المدخل الماركسي )النظرية الماركسية، النظرية الماركسية المحدثة(


سادسا: مجالات علم الاجتماع


سابعا: علم الاجتماع و المنهج العلمي


ثامنا: مفاهيم أساسية في علم الاجتماع:



)الجماعة

الجماعة الاجتماعية

العمليات الاجتماعية

الفرد

الشخصية

الفعل الاجتماعي و التفاعل
الاجتماعي

النظم

الأنساق

السمات

الرموز

التغير الاجتماعي

التطور و النمو

الحراك
الاجتماعي

المركز و الدور ...(


تاسعا:علاقة علم الاجتماع بالعلوم الأخرى:


العلوم الطبية

الهندسة المعمارية

العلوم السياسية

العلوم القانونية

العلوم الإدارية


توصيف المقرر


وصف المقرر


هذا المقرر معد لطلبة السنة أولى جذع مشترك كلية العلوم الإنسانية و العلوم الاجتماعية، ويهدف إلى إعطاء
الطلبة فكرة عامة عن علم الاجتماع واهتماماته ومجالاته وفروعه ونظرياته و صلته بالعلوم الأخرى، و التعرف
على أبرز الرواد المؤسسين لهذا العلم، و على بعض المفاهيم ذات الصلة بعلم الاجتماع، كما يسعى هذا المقرر
إلى
التعريف بمفهوم الجماعات الإنسانية الاجتماعية وأشكالها، وتعريف الطلبة
بأهم العمليات والنظم
الاجتماعية التي تشكل بنية المجتمع كالنظام الأسري والاقتصادي والسياسي والتربوي، والتعريف بمفهوم
التنشئة الاجتماعية
و الثقافة و الشخصية و غيرها.



ملاحظة


المطلوب من الطلبة: التوسع في البحث من خلال حصص الأعمال الموجهة بانجاز البحوث المطلوبة منهم
لاكتساب مهارات القراءة و البحث و التحليل و التعليل خاصة فيما يتعلق بماهية علم الاجتماع و حياة الرواد و
نظريات علم الاجتماع و مجالاته و غيرها.












تعريف علم الاجتماع


تمهيد :
-


العديد من الباحثين و المختصين في المجال، ينبغي قبلا أن بينه تقديم تعريف علم الاجتماع كما البدء في قبل
نتعرف على مكونات الوجود و هي كتالي:


1-
الوجود المادي: يتمثل في)الأرض وتضاريسها والطقس ببرودته وحرارته والمياه ببحورها وأنهارها(

2-
الوجود العضوي: ويتمثل في)النباتات بأنواعها والحيوانات بأشكالها والحشرات والكائنات الدقيقة(

3-
الوجود الاجتماعي: و يتمثل في البشر وما يصدر عنهم من أفعال و تفاعلات و علاقات بقيم ومعايير تكسب
الحياة الاجتماعية دوامها و استقرارها.

- وقد طور العلم الحديث علوما لدراسة كل مكون فمثلا:ً


-
الوجود المادي يدرسه علوم مثل: علم الجيولوجيا وعلوم التربة وعلوم البحار.

-
والوجود العضوي تدرسه علوم مثل: علم الأحياء وعلم التشريح وعلم وظائف الأعضاء.

فكان من الطبيعي و الضروري أن تظهر علوم لدراسة الوجود الاجتماعي للبشر و هنا ظهرت العلوم الاجتماعية
مثل علم الاقتصاد وعلم الاجتماع وعلم السياسة وعلم النفس.

و بالتالي فنحن بحاجة اكبر للبحث عن ماهية هذا العلم و نطرح التساؤل التالي:


ماهو علم الاجتماع؟


للإجابة على هذا السؤال ينبغي ان ندرك ما يلي:


-
أن علم الاجتماع هو أحد العلوم الاجتماعية مثل " علم النفس , علم الاقتصاد "

-
يهتم بدراسة المجتمع .

-
يقوم بدراسة المجتمع دراسة وصفية، تحليلية، تفسيرية وبأسلوب ومنهج علمي.

-
له قوانينه وطرائقه العلمية.

-
له دور في حل المشكلات الاجتماعية.

-
له تأثيره المتميز في تكيف الأفراد مع الظروف التي تحيط بهم ومساعدتهم على معرفة أدوارهم الاجتماعية.

-
يتكون بتفاعل الأفراد مع بعضهم البعض في بيئة اجتماعية وثقافية محددة بحيث يصبح لهم سلوك اجتماعي
مختلف عن الآخرين.



-
يتناول في دراساته جوانب عديدة مثل )العمليات الاجتماعية، الثقافة، التغير، البناء الاجتماعي، العلاقات
الاجتماعية، دراسة المجتمعات وتركيبها وخصائصها وتطورها ووظائفها ومشاكلها(

أستخلص أن:


يدرس أيضا ، سواء بشكل مجموعات أو مجتمعات، و فراد علم الاجتماع هو دراسة الحياة الاجتماعية للأ
السلوكات و التفاعلات الاجتماعية، كما يهتم بالقواعد والعمليات الاجتماعية التي تربط وتفصل الناس ليس فقط
كأفراد، لكن كجماعات ومجموعات.


تعاريف مختلفة لعلم الاجتماع:


الاجتماع بأنه: "دراسة وصفية تفسيرية مقارنة للمجتمعات علم يعُرف معجم مصطلحات العلوم الاجتماعية
الإنسانية، كما تبدو في الزمان والمكان؛ للتوصلُّ إلى قوانين التطورُّ، التي تخضع لها هذه المجتمعات الإنسانية
في ت ق دمُّهِ ا وت غ يرُّهِ ا.

معجم المعاني الجامع
-
علم الاجتماع: )علوم الاجتماع( علم يبحث في نشوء الجماعات : معجم عربي عربي
الإنسانيةّ ونمُوُهّا وطبيعتهِا وقوانينهِا ونظُمُهِا.


يشكل حقلا جامعا لعدة اهتمامات من تحليل عملية الاتصالات القصيرة بين الأفراد المجهولين في بالتالي فهو و
الشارع إلى دراسة العمليات الاجتماعية العالمية بشكل عام.


و في تعريف علم الاجتماع هو: العلم الذي يدرس المجتمع من أجل التعرف على القوانين الحاكمة لنظامه وتغيره
ومشكلاته


و يمكن تصنيف هذه القواعد والقوانين إلي ثلاثة أنواع:


-
منها المتصلة بالظروف والعوامل التي تجعل المجتمع له شكل معين وتجعله يميل إلي الاستقرار والتنظيم.


-
ومنها التي تتصل بالظروف والعوامل التي تجعل المجتمع ينتقل من حال إلي حال ويتغير على المدى القصير
أو الطويل .


-
و أخيرا، ما يطرأ على المجتمع من مشكلات اجتماعية، وذلك للمساعدة في حلها أو الوقاية من آثارها.



ومثال على ذلك: إذا نظرنا إلي الأسرة فسوف تجد أنها مكونة من زوج وزوجه وأبناء وقد تعيش هذه الأسرة
بمفردها أو مع أسرة العم أو الأعمام داخل بيت كبير يعيش فيه الجد أو الجدة أيضا.


ويطلق علم الاجتماع على الأسرة صغيرة الحجم المكونة من الزوج والزوجة والأبناء الأسرة النووية
ويطلق على الأسرة الكبيرة التي يعيش فيها أجيال مختلفة الأسرة الممتدة.


و الأسرة هي التي تقوم بتنشئة الأبناء والبنات، تحقق الأمن والاطمئنان والسعادة، وهذه الأدوار والوظائف هي
التي تحقق لها الاستقرار والثبات.


ولكن الأسرة تتغير أيضا فقد كانت الأسرة في الماضي تقوم بوظائف الإنتاج والتعليم، وكانت الأدوار فيها تقوم
على السيطرة الأبوية ولكن مع تغير ظروف الحياة تميل الأسر الكبيرة أي الممتدة إلي أن تتحول إلي اسر
صغيرة أي نووية، ويميل الأفراد إلي ممارسة الأدوار بطريقة ديمقراطية، والأسرة قد تتعرض لمشكلات في
حالة انحراف احد أفرادها، وقد تتفكك من خلال الانفصال أو الطلاق.


أستخلص أن:


كل هذه المتعلقات يهتم بها علم الاجتماع و يدرسها بالوصف و التحليل و التفسير


إشكالية التعريف الموحد:


نلاحظ أن هناك مشكلة تتعلق بمسألة الاتفاق على وضع تعريف واحد محدد ودقيق لعلم الاجتماع


و الحقيقة أن هذا الأمر مرده إلى نتيجة مجموعة من العوامل والمؤثرات المختلفة أهمها:


-
تنوع تراث علم الاجتماع منذ أواخر القرن 19 حتى الوقت الراهن.

-
اختلاف العلماء حول طبيعة المحور والموضوع الأساسي الذي يقوم عليه علم الاجتماع .

-
اختلاف الاتجاه الأيديولوجي* والفكري الذي يعتنقه الآخرين.




* الأيديولوجية هي ناتج عملية تكوين فكري عام يفسر الطبيعة والمجتمع والفرد ويطبق عليها بصفة دائمة
وتتشكل أيديولوجية كل جماعة ببيئتها الجغرافية والاجتماعية ونواحي نشاطها






لماذا ندرس علم الاجتماع؟


و إذا ما رغبنا في الإجابة على السؤال المطروح لماذا ندرس علم الاجتماع، فهذا مرده إلى أن علم الاجتماع
بطبيعته مصدر للتنوير يعود علينا بثلاث فوائد على الأقل:


-
زيادة معارفنا بالعالم الذي نعيش فيه، عبر صياغة أحكام ومواقف موضوعية أكثر، فمجرد الانتماء إلى
مجتمع ما، لا يكفي لمعرفة خصائصه و خباياه، بينما علم الاجتماع بدراسته لمختلف الظواهر و المظاهر التي
تكتنف المجتمع و وصفه و تحليله و تفسيره للواقع الاجتماعي بكل سلبياته و ايجابياته، من شأنه أن يساهم في
تشكيل رؤية نقدية لدينا حول العالم والمجتمع الذي نعيش فيه.


-
التنوير الذاتي، بزيادة معرفتنا بذواتنا وتعميق فهمنا لأنفسنا، فكلما زادت معرفتنا بالتأثيرات الكامنة وراء
أفعالنا وخياراتنا وتعمق فهمنا لأساليب عمل المجتمع الذي نعيش فيه، تعززت مقدرتنا على التحكم والتأثير في
مستقبلنا.

-
تنوير من في أيديهم السلطة )السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية، الدينية، الثقافية...( ومساعدتهم على طرح
الأسئلة المناسبة واختيار المقاربات الناجعة في تسييرهم شؤون المجتمع، فالسياسات والخطط التي لا تنطلق من
وعي مباشر بمسارات حياة الناس الذين تستهدفهم لا تتوفر على أي فرصة للنجاح.

نستخلص أن:


هناك ثلاث أنواع أو تصنيفات لتعريفات لعلم الاجتماع:


-
التعريف حسب وجهة نظر العلماء.


-
التعريف حسب المداخل الهامة لعلم الاجتماع.


-
التعريف حسب الموضوعات والقضايا.

و يمكن تفصيلها على النحو التالي:


أوجست كونت: هو العلم الذي يهتم بدراسة المجتمع مهمته دراسة الظواهر الاجتماعية دراسة وضعية علمية
والكشف عن العلاقة بين الظواهر المختلفة.



أميل دور كايم: هو العلم الذي يهتم بدراسة البناء* الاجتماعي وما به من مؤسسات، كما أكد على دراسة الظواهر
الاجتماعية وأنماط الحياة والمشكلات.


ماكس فيبر: هو العلم الذي يحاول الوصول إلى فهم تفسيري للفعل الاجتماعي .


سوروكين: هو العلم الذي يدرس الخصائص العامة المشتركة بين أنواع الظواهر الاجتماعية.


)مثل علاقة الظواهر الدينية بالظواهر الاقتصادية (


هربرت سبنسر: هو العلم الذي يصف ويفسر نشأة وتطور النظم الاجتماعية ) مثل الأسر(.


كما يقوم علم الاجتماع بعمل مقارنات متعددة بين المجتمعات على اختلاف أنواعها لمعرفة تطورها.
مثل) مجتمعات بدائية

ريفية

بدوية

حضرية (


نستخلص أن:


على الرغم من اتفاق علماء الاجتماع على دراسة المجتمع إلا أنهم اختلفوا حول موضوع الاهتمام و الدراسة.


فالبعض يرى أن علم الاجتماع يركز على دراسة التنظيمات الاجتماعية أو البناء الاجتماعي.


فيما يرى البعض الآخر أن علم الاجتماع يركز على دراسة الظواهر الاجتماعية والثقافية والأفعال أو النظم
الاجتماعية، غير أن هذه الاختلافات ما بين العلماء تثري العلم ولا تضره.





البناء: هو الجماعات الاجتماعية المستمرة والمكونة للبيئة الاجتماعية المحيطة بنا ) كالأسرة ، المدرسة(
























ثانيا:ً تاريخ علم الاجتماع


-
من الفكر الاجتماعي إلى علم الاجتماع
-



بدأ تفكير الإنسان في الحياة الاجتماعية منذ بدأ يفكر في نفسه لان وجوده ووجود المجتمع الإنساني متلازمان
معا، ومن هنا فالحديث عن نشأة علم الاجتماع وتطوره، مرتبط بتاريخ الفكر الاجتماعي عبر مراحل التالية:


المرحلة التمهيدية: و سنخصصها للحضارات القديمة حيث كان منهاجها في الحكم و العيش تمهيدا للفكر
الاجتماعي الذي ما يزال أسلوبا منتهجا في دول و مجتمعات كثيرة إلى يومنا هذا و منها:


الحضارات القديمة: خضعت مختلف المجتمعات التاريخية القديمة للتطور الحضاري، وانتقلت في هذا السلم من
حياة الترحال وعدم الاستقرار إلى حياة الاستقرار والتنظيم الاجتماعي، واستفادة من الخبرات الاجتماعية وتقدم
النواحي التكنولوجية الفتية وخلفت آثارا حضارية مادية وكانت لها فلسفة اجتماعية وكونية وعرفت تقسيم العمل
والتخصص الاجتماعي، وظهور الوعي بالفكر السياسي ونشأة الوحدة الاجتماعية الكبيرة للمجتمع المحلي في
صورة قرية أو مدينة ويمتاز البناء الاجتماعي في هذه المرحلة بوضوح نظام التدرج الطبقي واستناد النظام
السياسي والاقتصادي على أساس ديني ويعتبر هذا البناء الاجتماعي في مستواه العام، مرآة للمثل الاجتماعية
التي يرتضيها المجتمع كأهداف غائية في العلاقات الإنسانية .


الحضارة الفرعونية: إذا حللنا النظام السائد في مصر الفرعونية فنلاحظ أن البناء الاجتماعي لها كان يرتكز على
تقسيم طبقي في قمة هذا البناء الطبقي يقوم الفراعنة لا باعتبارهم مجرد حكاما سياسيين أو رؤساء للدولة ولكن
باعتبارهم آلهة لذلك فإنهم كانوا ا يجمعون في آن واحد بين السلطات الدنيوية والأخروية يلي هذه الطبقة طبقة
الكهنة الذين يستمدون قداسة أعمالهم في المعبد وتفانيهم في خدمتهم لفرعون باعتباره إلآها، ثم تأتي طبقة الجيش
وهم القائمون على حراسة الأماكن المقدسة ثم تليها طبقة الحرفيين والشيء الهام في هذا النظام هو الارتكاز على
النظام الديني، و قد أثبتت الوثائق التاريخية التي عثر عليها علماء الآثار أن الفكر الاجتماعي الفرعوني قد وعى
بفكرة الملكية باعتبارها إحدى الحقوق القدسية الإلهية فممتلكات المعابد من الأموال التي لا يجوز ملكيتها ملكية
فردية، فالإله هو صاحب الملك والتصرف والكهنة هم من يقومون بخدمة الإله أما بالنسبة للأفكار القانونية،
ويعتبر الفكر الاجتماعي الفرعوني باكورة التفكير الاجتماعي العلمي لأنه يعكس أول مرحلة من مراحل النضج
والوعي السياسي كان له فائدته التاريخية للإنسانية عامة.



الحضارة الصينية: تنازع الفكر الاجتماعي الصيني القديم عدة تيارات متنافسة لعل أهمها الكونفوشيوسية
والقانونية والتاوية والموتستية، نأخذ على سبيل المثال الكونفوشيوسية حيث يعتبر الحكيم كونفوشيوس مؤسس
أول مدرسة اجتماعية في الحضارات الشرقية القديمة أسهمت في كثير من الدراسات الاجتماعية والسياسية
والأخلاقية وكانت لها أثارها العميقة في الحياة الفكرية والعلمية للصين قبل الثورة الشيوعية المعاصرة لان أراء
كونفوشيسي ارتكزت على تمجيد النظام الإقطاعي واتخاذه أساسا للبناء الاجتماعي والتنظيم الاقتصادي
والسياسي، فالمجتمع في نظر كونفوشيس لابد أن يكون مجتمعا طبقيا يضع في الاعتبار الأول صيانة حق الملكية
وهي رد فعل عنيف ضد ما انتشر في أيام كونفوشيوس من أراء فوضوية أدت إلى انتشار حالة من الاضطراب
وعدم الطمأنينة وكان لا بد من مواجهتها بإقرار سياسة اجتماعية وإصلاحية هدفها إحياء التقاليد على أساس
تدعيم النظام الطبقي الصيني القديم حيث كان يجلس في قمة الهرم الإمبراطور وأسرته ثم يليه الأحرار فالنبلاء
والإشراف ثم في آخر درج السلم الاجتماعي عامة الشعب، و من التقاليد الراسخة لدى الصينيين في فكرهم
الاجتماعي القديم أن يحفظوا للأباطرة مكانتهم الدينية وأحقيتهم السلطوية لان العناية الإلهية فوضتهم بمهام
مناصبهم نظرا لمواهبهم وقدراتهم العقلية ومواقفهم الخيرة وهم يظلون في مراكزهم طالما ظلوا متمسكين
بالقانون الأسمى إذن فلسفة كونفوشيوس ترى أن النظام الاجتماعي الناجح هو الذي يقوم على أساس ديني و أن
العلاقات لاجتماعية لابد أن تستمد من الإله الأعظم أما التخطيط التربوي والنظام التعليمي هو الطريق الوحيد
إلى الفضيلة.


الحضارة اليونانية :يزعم كثير من مؤرخي الفكر اليوناني إن أول من وجه الفكر الإنساني المنظم لشؤون
الإنسان الاجتماعية هو الفيلسوف الإغريقي سقراط الذي ينتمي إليه عادة الفكر الإنساني لأنه أول من أقر التأمل
الفلسفي في الطبيعة ونادي للمعرفة المحضة الخالية من شوائب الميتافيزيقا حيث يعتبر أول من انزل الفلسفة من
السماء إلى الأرض.


إن الفكر الاجتماعي الإغريقي الطوباوي )المثالي( عند أفلاطون انطوى على تصورات ذهنية وتطلعات مثالية
حيث يرى أفلاطون أن المدينة في إبعادها ليست إلا تجسيدا للمجتمع الكبير، على أن هذا لا يعني بحال من
الأحوال أن التراث الفكري الاجتماعي اليوناني كان يخلو في هذه المرحلة من تحليل دقيق لمظاهر الحياة
الاجتماعية فمثلا التدرج الهرمي البنائي حيث صور أفلاطون المدينة الفاضلة وكأنها ارتكزت على ثلاثة طبقات
متدرجة هرميا لكل طبقة وظائفها المتخصصة، طبقة الحكام تتولى سياسة أمور الدولة العليا ثم يليها طبقة الجند
التي تقوم بواجب حماية مصالح الطبقة الحاكمة ثم طبقة العمال من فلاحين وصناعيين تعمل توفير حاجيات


الشعب، ولبيان إسهام الفلسفة اليونانية في نشأة وتطور علم الاجتماع يكفي أن نلقي نظرة سريعة على فيلسوفين
عظيمين تأثرت بهما مجتمعات غربية وشرقية هما أفلاطون تلميذ سقراط والمقدم الحقيقي لفكره، وأرسطو
طاليس الذي وإن تأثر بهذين الاثنين إلا أنه استطاع أن يقدم للعالم فلسفة خاصة به:


أ
-
أفلاطون 428 ق.م و 347 ق.م( مؤسس الجامعة الأفلاطونية هي أول جامعة في العالم، وقد ضمن أهم
أفكاره الاجتماعية في كتابه: "الجمهورية" الذي حاول من خلاله أن يقدم تصوره لمدينة فاضلة خالية من كل
الشرور والآثام ومتحلية في المقابل بكل الفضائل الإنسانية كما تصورها، و يرى أنه كي تكون المدينة فاضلة
ها العدالة والمساواة وتسود فيها الفضيلة وهو ما لا سبيل إلى تحقيقه إلا إذا التزمت كل طبقة من يتعين أن تظل الطبقات الاجتماعية الثلاث بأدوارها وفضائلها، و المدينة الفاضلة يجب أن يتولى الحكم فيها الفلاسفة باعتبارهم
الأعلم بمواطن الحكمة والفضيلة والأقدر على سياسة الشعب وفق قيم العدالة والمساواة بينما يتعين على طبقة
الصناع والفلاحين، أن تقوم بوظيفة تأمين المجتمع وضمان حياة طبقتي الحكام والجند من أجل ألا تنشغل عن
الحكم والدفاع عن المجتمع.


كان أفلاطون أول من قال بأن المجتمع مكون من أنظمة متصلة الواحدة بالأخرى. وهذه الأنظمة هي النظام
السياسي والأسري والديني والعسكري والاقتصادي، كما أنه يعتقد بأن أي تغيير يطرأ على أحد هذه الأنظمة لا
بد أن ينعكس على بقية أنظمة المجتمع والمجتمع يمكن تشبيهه بالكائن الحيواني الحي من حيث البناء والوظيفة
والتحول من نمط إلى نمط آخر . و أوضح أفلاطون العلاقة بين الفرد والدولة بقوله إن رئيس الدولة ينبغي أن
يكون خبيرا بالفلسفة ويجب أن يضحي بنفسه من أجل خدمة المجتمع كما قال بأنه لا يمكن تحقيق أهداف المجتمع
دون قيام الفرد بالتفاني في خدمة مجتمعه.


العدالة لا يمكن أن تتحقق في المجتمع دون اعتماده على مبدأ تقسيم العمل والتخصص فيه، إذ أن كل فرد من
أفراد الطبقات الثلاث يجب أن يؤدي العمل المؤهل عليه من الناحية الوراثية وعدم التدخل في شؤون الآخرين،
كما ينبغي على كل طبقة القيام بعملها الخاص دون تدخلها بمهام ومسؤوليات الطبقات الأخرى.


الجماعة أهم من الفرد حسب أفلاطون لأن الجماعة تأتي قبل الأفراد لذا ينبغي على الفرد التضحية من أجل
تحقيق طموحاتها وأهدافها".


ب
-
أرسطو طاليس ) 384 ق. م . 323 ق. م(: تتلمذ على يد أفلاطون غير أن كتاباته اتسمت بالواقعية
والوضعية أكثر منه، أهم أفكاره الاجتماعية أوردها في كتاب "السياسة" و تتجلى في تأكيده على أن الإنسان


مدني بالطبع، وأنه يستحيل أن يعيش بمعزل عن المجتمع، وأن الدولة إنما وجدت لتنظم حياة الناس في المجتمع
وتشرف عليهم وتطبق القوانين بغرض تحقيق العدالة والمساواة، كما أن أرسطو أقر الأسرة التي نفاها أفلاطون
عن طبقتي الحكام والجند بل إنه قد اعتبر الأسرة أول خلية اجتماعية وأول اجتماع تدعو إليه الطبيعة، وأن الحياة
الإنسانية لا يمكن أن تتحقق على وجه صحيح إلا في الأسرة التي وظيفتها القيام بإشباع الحاجات اليومية عند
أفرادها.


وإذا كان أفلاطون قد وضع أسسه للمجتمع الفاضل فإن أرسطو هو الآخر لم يغفل ذلك حيث إنه "ذهب إلى أن
المجتمع هو أرقى صور الحياة السياسية، أما المركبات السياسية المترامية الأطراف كالإمبراطورية مثلا، فهي
مركبات غير متجانسة يستحيل عليها تحقيق الغاية من الاجتماع الإنساني وهي توفير سعادة المواطنين.


والمجتمع الفاضل بنظره هو المجتمع الذي يستطيع أن يوفر ويجلب السعادة لأبنائه، إن أهم ما يمكن أن يخلص
إليه الباحث وهو يدرس الفكر الاجتماعي لفلاسفة اليونان هو حقيقة أن أرسطو قد استطاع أكثر من غيره أن
يدرس أهم المسائل التي درسها علم الاجتماع فيما بعد غير أن ذلك لم يتم بشكل مستقل بل باعتبار هذه
الموضوعات مدخلا لنظرية الدولة.


الحضارة الإسلامية: و قد بدأت من القرن 7 إلى حدود القرن 14 ، حيث ظهرت البذور الأولى التي زرعها
المفكرون العرب في توضيح حاجة الأفراد إلى الاجتماع والعيش سوية من أهم رواد هذه المرحلة نذكر:


أ
-
-
الجاحظ ) 776
869 ( الذي اعتبر تأصل حاجة الاجتماع في طبع الفرد من أجل المحافظة على وجوده
وتعايشه، ولما كان المجتمع العربي قائما على صلة الأرحام والأنساب فان هذه الحاجة تكون وظيفتها ربط أبناء
النسب الواحد وتعمل على تكاتفهم وتزيد من تقدمهم وتطورهم الاجتماعي.


ب
-
-
الفارابي ) 874
950 (: و هو صاحب كتاب )أراء أهل المدينة الفاضلة ( وكتاب )السياسات الدينية( حاول
التوفيق بين الفلسفة الاجتماعية واليونانية والإسلامية


وقد تحدث عن المدينة الفاضلة وهي المدينة التي يتعاون أفرادها مع بعضهم بهدف تحقيق العدالة و المساواة، و
من أهم وظائف المدينة الفاضلة قضية )الرئاسة( على اعتبار أن الرئيس أو الحاكم هو منبع السلطة العليا وهو
المثل الأعلى الذي تتحقق في شخصيته جميع معاني الكمال وهو مصدر حياة المدينة ودعامة نظامها



ج
-
-
ابن خلدون) 1332
1406 (: هو المؤسس الفعلي لعلم الاجتماع وفلسفة التاريخ، وقد ارجع حاجة الإنسان
إلى الاجتماع والتعاون من اجل البقاء مؤكدا ضرورة وجود وازع يجمع بينهم ويدافع عنهم لصد الاعتداءات
الخارجية ومنع الظلم الذي يقع عليهم ألا وهو الملك، كما قدم إسهامات جليلة لتطوير الفكر الاجتماعي منها:


-
الدراسة التاريخية للمجتمع مشيرا إلى أن المجتمع يمر بمراحل تاريخية متباينة.


-
قسم المجتمعات إلى أنواع مختلفة وفقا لدرجة تقدمها الحضاري والاقتصادي والفني.


-
الحركة الاجتماعية في دورة مستمرة وتؤدي وظيفتها بشكل آلي ودائم لا ينقطع.


-
أن الاجتماع الإنساني ضروري لان الإنسان مدني بطبعه


البوادر الأولى لتأسيس علم الاجتماع: و بدأت قي مطلع القرن 15 و هي ما يعرف بمرحلة القوانين أو المرحلة
الوضعية، اتسمت بتأثرها بالعلوم الطبيعية ومعارضتها للفلسفة الغيبية بغية الوصول إلى وضع قوانين ترشد و
تقود الظواهر والوقائع الاجتماعية مستخدمة التفسيرات العقلية، ومنهج الملاحظة المنظمة في دراسة الواقع
الاجتماعي، و منهج المقارنة لمعرفة ايجابيات وسلبيات وظائف وأنشطة أقسام المجتمع ودرجة تطوره وتمدنه
مطالبة بوحدة الفكر الإنساني والالتزام بالمثل العليا بهدف تحسين أوضاع المجتمع حسب قوانين و أطر يضعها
علم الاجتماع من أجل إعادة تنظيم المجتمع وبنائه وفق أسس وقواعد علمية ومن هنا جاء عدم إيمانها بالحقائق
المطلقة والقوانين الثابتة مقلدة العلوم الطبيعية متناسية أن العناصر البشرية وعلاقتها بعضها ببعض لا تشبه
علاقة العناصر الكيماوية، فعلاقة الفرد بالأسرة لا تشبه علاقة الأوكسجين مع الهيدروجين مثلا، ومن أبرز
مفكري هذه المرحلة:


أ
-

فيكو جيوفاني باتيستا ) 1668
1744 ( و هو عالم إيطالي، لم يوضح حاجة الفرد للاجتماع كما فعل
المفكرون العرب، إنما أوضح ثلاث مراحل تطورية يمر من خلالها المجتمع الإنساني هي :


-
المرحلة الدينية: أي عهد الإله وخوف الإنسان من مستقبله المجهول الذي يدفعه إلى تصوير الآلهة في أشكال
رمزية يخاف منها ويحيطها بالخرافات والأساطير.



-
المرحلة البطولية: التي ينظر الناس خلالها إلى بعض رؤساء الأسر الكبيرة والملوك على إنهم أنصاف آلهة،
وفي هذه المرحلة يتحرر الإنسان من سيطرة الدين وينتقل إلى سيطرة الإنسان )الملك أو الزعيم( وتظهر مبادئ
الفلسفة والآداب والفنون.


-
المرحلة الإنسانية:التي تسود فيها المدنية والنظم الديمقراطية ويكون دور الدين في المجتمع أخلاقيا فقط
وتختفي الفروق الطبيعية والامتيازات الاجتماعية.


ب
-

فولتير فرانسوا ماري أرويه) 1694
1778 (: و هو عالم فرنسي، عرف عنه دفاعه المستميت عن
الإصلاح الاجتماعي بالرغم من القوانين الصارمة و العقوبات القاسية التي يتعرض لها كل من يحاول خرق هذه
القوانين، و على اعتبار أنه واحد من الذين برعوا في فن المجادلة و المناظرات، فلطالما أحسن استغلال أعماله
لانتقاد الكنيسة الكاثوليكية و المؤسسات الاجتماعية الفرنسية في عصره.


ج
-
عصر التنوير: يعتبر القرن 18 عصر الأنوار، من بين فلاسفة التنوير نجد مونتيسكيو، روسو، كانط هؤلاء
المفكرين وضعوا العقل فوق كل اعتبار، و أوكلوا له سلطة مطلقة تتجاوز حتى سلطة المقدس )سلطة رجال
الدين والكتب المقدسة(، بالنسبة لهم الإنسان يجب أن يكون مركز المعرفة ومصدرها، كما تظهره مقولة كانط
"فلتكن لديك الشجاعة والجرأة لتستخدم فكرك"، هذا التوجه العقلاني خلق في المجتمعات الأوربية انجذابا
قويا نحو العلم والمعرفة، ليكون عصر التنوير مناسبة لظهور العلموية* والفلسفة الوضعية*، حيث تركت
أعمالهم و أفكارهم بصمتها الواضحة على الثورة الأمريكية و الفرنسية.


كما ميز فولتير بين مرحلتين من تطور المجتمع الإنساني:


-
مرحلة الفطرة: التي افترضت خضوع الإنسان إلى قوانين العقل الصادرة عن الخليقة والطبع البشري.


-
مرحلة القوانين: تسودها القوانين العادلة للمحافظة علىى بقىاء الإنسىان فىي الحيىاة و المسىاواة والإخىاء واحتىرام
العادات والتقاليد والقواعد الاجتماعية.


ولا يتم انتقال المجتمع من المرحلة الأولى إلى الثانية بسهولة حيث هناك معوقات اجتماعية أهمها الفروق
الطبيعية وتباين الملكية وتنوع وتصارع الأجناس البشرية والاضطهاد الديني.


نشأة وتطور علم الاجتماع في الوطن العربي:



كانت بداية دخول علم الاجتماع إلى الوطن العربي عن طريق الجامعات والكليات )على الرغم من نشوئه على
يد المفكر العربي ابن خلدون( إلا انه منذ دخوله وحتى عام 1950 قد جلب معه معظم أدبيات ودراسات
ونظريات ومناهج علم الاجتماع الغربي ومن خمسينات حتى ستينات القرن الماضي انتقل إلى مرحلة جديدة
وهي النسخ، أي تقليد نتاجات الدراسات الغربية، سواء على نطاق البحث أو الموضوع من قبل الباحثين
الاجتماعيين العرب، وفي مرحلة السبعينات انتبه الباحثون العرب إلى ضرورة دراسة واقعهم برؤية تمثل
مجتمعهم العربي وبدون أدوات غربية، و في سنوات الثمانينات ظهرت الدعوة القومية لبعض الدارسين
والباحثين الاجتماعيين العرب الملتزمين بالموضوعية والواعين بمصيرهم القومي فاهتموا بطرح وتحليل مشاكل
وظواهر مجتمعهم العربي الأكبر أكثر من مجتمعاتهم الإقليمية.


و قد تكون مرحلة التسعينات متضمنة اختبارات لنظريات ودراسات وأفكار غربية من خلال البيئة العربية
والعقلية العربية وتقويمها ونقدها بشكل موضوعي غير متحيز أو إن الاجتماعيين العرب لن يقبلوا كل ما يأتي
من الغرب في ميدان علم الاجتماع بل ما يفيد مجتمعهم ومستقبله أو ما يتناسب مع مرحلته التطورية وأخيرا بعد
التأكد من نتائج الاختبارات والانتقادات

سوف تظهر أفكار جديدة ومبتكرة أو متفاعلة تمثل العقلية العربية
والطموح العلمي المنطلق من البيئة القومية ومن ثم تتفاعل مع محاولات مماثلة أو مشابهة في مجتمعات نامية
مثل مجتمعات أمريكا اللاتينية أو بعض مجتمعات آسيا مثل الهند وباكستان وبنجلادش وغيرها.


ذلك الإيمان بالقوة الكبيرة للعلم وقدرته على حل كل مشاكل الإنسانية، هي ك نزعة تقوم على هي العلموية *
اعتقاد فلسفي يؤكد أن العلم يتيح لنا معرفة كلية للأشياء الموجودة في الكون، وهي كافية لتحقيق الطموح
الإنساني.


عقيدة فلسفية طورها أوغست كونت والتي تعتبر أن المعرفة الوحيدة )أو (Positivisme) * الوضعية
السبيل الوحيد للمعرفة( هي ملاحظة الوقائع والتجربة العلمية





أهم التطورات الاقتصادية و الاجتماعية و الإيديولوجية التي واكبت ظهور علم الاجتماع الغربي:

النظام الإقطاعي: عاشت أوروبا في ظل هذا النظام عصور عدة، حيث كان المجتمع ينقسم لطبقتين أساسيتين هما
طبقة الإقطاعيين الذين يملكون جميع الأراضي الزراعية وطبقة دنيا من فلاحين وعمال وكانوا يمثلون النسبة


الكبرى من المجتمع

كما وجدت عدة طبقات أخرى كالأرستقراطية والنبلاء وطبقة التجار ورجال الدين

المعرفة السائدة فيه ، معرفه لاهوتية ميتافيزيقية قدمت عن طريق الكنيسة ، والسبب في ذلك أن معظم القساوسة
ورجال الدين كانوا من الإقطاعيين الذين أرادوا ثبات الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية فقدموا للمجتمع معرفة
ثابتة هي المعرفة اللاهوتية، كانت المدينة مدينة تحكمها الصفوة و تعيش فيها، و هي الأقلية التي تتحكم في
القرارات السياسية والاقتصادية بشكل ديكتاتوري.


مرحلة التحول: حيث كون التجار ثروات طائلة فاقت ثروات القساوسة وملاك الأراضي فبعد أن كانوا يسموا
بحثالة البروليتاريا أصبح الكل يتودد إليهم، و باشروا باستثمار أموالهم في بناء المصانع على أطراف المدن،
وكونوا طبقة سميت بالطبقة البرجوازية.


الانقلاب الصناعي )بدايات تشكل النظام الرأسمالي العالمي(: حيث أرادت الطبقة البرجوازية قلب النظام
الإقطاعي إلى نظام صناعي رأسمالي، وكان الحل هو تغيير الفكر السائد، ومواجهة الفكر الكنسي اللاهوتي
أرواح شريرة بجسمه فيرد عليها العلماء مرض الإنسان لوجود فمثلا الكنيسة تقول ي ، بتقديم معرفة علمية حقيقية
يمرض الإنسان لوجود اختلال بيولوجي أو كيميائي في الجسم عن طريق مسببات مادية، وكان أن احتضنت
الطبقة البرجوازية العلماء، فالعلوم التي تخدم الصناعة والنظام الرأسمالي هي التي تطورت تطور جذري.


و هنا ظهر علم الاجتماع الغربي كوليد للنظام الرأسمالي، و من نتائج هذه المرحلة نذكر:

تحول المركز الاجتماعي للإنتاج: حيث كانت القرية هي المركز الأساسي للإنتاج وذلك لارتباط النظام الإقطاعي
خذ المدينة مركزا له، اجتماعيا جديدا ات بالإنتاج الزراعي، ولكن بانفجار الثورة الصناعية أصبح هناك نظاما وكان ذلك بشكل طبيعي لأن الطبقة البرجوازية من سكان المدن أساسا والبرجوازية هي التي قادت الانقلاب
الصناعي، كما تطورت نظم المصانع الحديثة في المدينة وأصبحت المدينة مركز جذب لقوى العمل الموجودة في
الريف.


تحرير قوى العمل: من الشعارات الفلسفية التي قامت عليها الرأسمالية تحرير قوى العمل بمعنى تحرير حركتها
التي كانت مقيده تحرير حركة الانتقال بوجه عام.



و قد أدت حرية حركة الانتقال )انتقال قوى العمل وانتقال التجارة( إلى زيادة عدد الهجرات بصورة كبيرة من
الريف إلى المدن، وظهور خصائص جديدة للمدنين فبعد أن كانت المدينة مدينة صغيرة أصبحت مدينة طبيعية
طبقية بها العديد من الطبقات الجديدة كطبقة البروليتاريا أي الطبقة العاملة الصناعية.

ظهور العديد من المشكلات الاجتماعية: كنتيجة لفيض قوة العمل مثل انخفاض الأجور، زيادة ساعات العمل،
خروج النساء والأطفال للعمل، انتشار مظاهر البؤس و التخلف في المدينة نتيجة تكدس الأفواج العاملة
المتدهورة في مناطق معينة .


أيضا، ظهور طبقات جديدة في المدينة كالبرجوازية والبروليتاريا واتسام العلاقة منذ البداية بالتوتر وذلك لأن
الطبقة البرجوازية تسعى لاستغلال جهود العمال من خلال الأجور المنخفضة من ناحية وزيادة ساعات العمل
سابقا على أخرى رغبة في الثراء السريع وتحقيق مركز اجتماعي مسيطر حيث كان ينظر لهذه الطبقة من ناحية
أنها لا تتمتع بأي أصل اجتماعي بحكم هامشيتها وعزلتها في النظام القديم وبحكم تكونها من فئات محتقره
كالبروتستنت واليهود، حيث كانت النظرة لهذه الطبقة أنهم محدثو غنى أو أغنياء جدد صعدوا من قاع المجتمع
لقمته وليس لهم هم إلا زيادة ثرواتهم بصرف النظر عن المعايير الأخلاقية.

بالإضافة إلى ظهور أشكال جديدة من الملكية، حيث كانت الملكية في النظام الإقطاعي هي ملكية أراضى
زراعية، ولكن مع سيطرة النظام الرأسمالي ظهرت الملكية الرأسمالية أي ملكية رأس المال الثابت )كالمصانع
والآلات( ورأس المال الصغير )المصرفي والمالي(، و قد نظر بعض المفكرين لهذا الشكل من الملكية نظره
دلت على أنه نتيجة للجشع والاستغلال واللاأخلاقية.





















ثالثا: موضوع علم الاجتماع

كما ساق و أشرنا إليه، يعرف معجم مصطلحات العلوم الاجتماعية، علم الاجتماع بأنه: "دراسة وصفية تفسيرية
مقارنة للمجتمعات الإنسانية، كما تبدو في الزمان والمكان، للتوصل إلى قوانين التطور، التي تخضع لها هذه
المجتمعات الإنسانية في تقدمها وتغيرها "، ويحدد علماء الاجتماع موضوع علمهم، بالظواهر الاجتماعية، التي
تظهر نتيجة لتجمع الناس معا،ً وتفاعلهم مع بعضهم بعضا،ً ودخولهم في علاقات متبادلة، وتكوين ما يطلق عليه
الثقافة المشتركة، حيث يتفق الناس على أساليب معينة في التعبير عن أفكارهم، كما أنهم يتفقون على قيم محددة،
وأساليب معينة، في الاقتصاد، والحكم، والأخلاق، وغيرها.

و تبدأ الظواهر الاجتماعية بالتفاعل بين شخصين أو أكثر، والدخول في علاقات اجتماعية، وحينما تدوم هذه
العلاقات وتستمر تشكل جماعات اجتماعية، وتعد الجماعات الاجتماعية من المواضيع الأساسية التي يدرسها علم
الاجتماع.


كما يدرس علم الاجتماع، العمليات الاجتماعية، كالصراع، والتعاون، والتنافس، والتوافق، والترتيب الطبقي،
والحراك الاجتماعي و أيضا الثقافة التي تعرف بأنها: "الكل الذي يتألف من قوالب التفكير، والعمل في مجتمع
معين، كما يهتم بالتغير في الثقافة وفي البناء الاجتماعي، إضافة إلى النظم الاجتماعية، وهي الأساليب المقننة
والمقررة للسلوك الاجتماعي.


وتدل مؤلفات علم الاجتماع، وأيضا ، وكذلك الشخصية، وهي العامل الذي يشكل الثقافة، ويتشكل من خلالها
اهتمامات علماء الاجتماع البارزين، على أن الموضوعات الأساسية هي باختصار كما يلي:

الثقافة والمجتمع
-
ومناهج البحث في العلوم الاجتماعية

الوحدات الأولية للحياة الاجتماعية وتشمل الأفعال الاجتماعية والعلاقات الاجتماعية.


شخصية الفرد
-
الجماعات
-
المجتمعات المحلية"الحضرية والريفية"
-
الروابط والتنظيمات، السكان، المجتمع.


المؤسسات الاجتماعية الأساسية وتشمل: الأسرة، الاقتصاد، السياسة، القانون، الدين، التعليم، الرعاية
الاجتماعية، المؤسسات التعبيرية والجمالية.



العمليات الاجتماعية الأساسية و تشمل: التمايز والطبقات، التعاون والتلاؤم والتماثل، الاتصال، الصراع
الاجتماعي، الضبط الاجتماعي، الانحراف "الجريمة والانتحار... "، التكامل الاجتماعي، التغير الاجتماعي.


علم الاجتماع وبقية العلوم الاجتماعية )الاقتصاد، علم السياسة، الأنثروبولوجيا، علم النفس...( يشتركون في
موضوع واحد للدراسة والبحث، و هو المجتمع والإنسان. لكن ما يميز علم الاجتماع عن بقية العلوم الاجتماعية
هو مقاربته وطريقة تناوله لموضوع الدراسة هذا، إنه يأخذ من كل العلوم الاجتماعية قصد تكوين تصور ورؤية
شاملين حول ما يدرس.


فالباحث في علم الاقتصاد يدرس الاقتصاد )جزء( في المجتمع )الكل(، والباحث في علم السياسة يدرس السياسة
)الجزء( في المجتمع )الكل(، الأنثروبولوجي يدرس الثقافة )الجزء( في المجتمع )الكل(، وعلى نفس المنوال
يقوم عالم النفس، عالم التربية والمؤرخ بدراسة أجزاء معينة )شخصية الإنسان، التربية والمدرسة، الأحداث
والوقائع الماضية( من الكل الذي هو المجتمع والحياة الاجتماعية، أما الباحث في علم الاجتماع
-
وعلى خلاف
البقية
-
ي والسياسي والثقافي موضوع دراسته هو الكُل أي المجتمع. إذن فمجال الدراسة لديه يشمل: الاقتصاد
والنفسي والتربوي والتاريخي...الخ، أي يشمل كل ما يحدث في المجتمع.


علم الاجتماع كمشروع معرفي هو مشروع شديد التعقيد، لأن موضوعه الأساسي هو سلوكاتنا وأفعالنا ككائنات
اجتماعية. ومن هنا فإن النطاق القابل للدراسة فيه يتسم بالاتساع و التنوع، إذ يبدأ من تفاصيل حياتنا اليومية
)الأحاديث واللقاءات العابرة بين الناس( إلى أن يصل لدراسة الآليات الاجتماعية العالمية )العولمة وحوار
الثقافات(.


إن معطيات حياتنا اليومية في المجتمع تتأثر تأثرا كبيرا بوقائع اقتصادية سياسية ثقافية نفسية وتاريخية. لذا فإن
فهم هذه المعطيات الحياتية الخاصة بكل من الأفراد والجماعات، لا بد وأن يمر عبر فهم وتحليل للسياقات
الكبرى )الاقتصادية، التاريخية، السياسية، الثقافية، الدينية...( التي تحدث داخل المجتمع. و هذا هو جوهر
الدراسة السوسيولوجية.


فالتفكير بطريقة سوسيولوجية، هو تبني لمقاربة تتسم بالاتساع والشمولية، نظرة تتضمن كافة أبعاد الواقع
الاجتماعي، على عالم الاجتماع أن يكون قادرا على التحرر من الظروف الشخصية و أن يضع الأمور في سياق
أوسع، إنه ارتقاء من نظرة شخصية تنظر في نفس الاتجاه ومن زاوية واحدة، إلى نظرة أوسع تشمل كل


اتجاهات وزوايا الظاهرة المدروسة، إن التفكير السوسيولوجي في جانب كبير منه يعتمد على "الخيال
السوسيولوجي". )اختطاف و اغتصاب هارون و إبراهيم(


مثال: الخيال السوسيولوجي يتطلب في المقام الأول أن ننأى بأنفسنا عن المجريات الروتينية، ليتسنى لنا إلقاء
نظرة جديدة عليها، أنظر على سبيل المثال إلى تناولنا فنجانا من القهوة، ما الذي يمثله هذا الموقف من ناحية علم
الاجتماع؟ هذا الموقف الذي لا يبدو في الظاهر مثيرا للاهتمام.


أولا: يمكن القول أن القهوة ليست مجرد شراب منعش أو منبه، بل لها قيمة رمزية باعتبارها جزءا من أنشطتنا
الاجتماعية اليومية، والطقوس التي تصاحب احتساء القهوة أهم من استهلاكنا لها، فنجان القهوة هو علامة فارقة
في الروتين اليومي، فاحتساء القهوة كتناول الطعام هو مناسبة للتفاعل الاجتماعي وممارسة الطقوس.


ثانيا: تعتبر القهوة نوع من العقاقير، تحتوي على الكافيين الذي يحفز الدماغ، لذا نجد الكثير من الناس يحرصون
على احتساء القهوة سعيا وراء جرعة يومية من هذا المنبه )الكافيين(، وتعاطي القهوة يؤدي إلى تعود الجسم
عليها، و بالتالي الإدمان عليها، محتسي القهوة هو إذن مدمن!! لكن رغم هذا أكثر الناس لا يعتبرون من يتعاط
القهوة مدمنا، في حين أنهم يعتبرون الذي يتعاط عقاقير أخرى )المخدرات( مدمنا، إنها مفارقة غريبة، يهتم
عالم الاجتماع بدراستها للإحاطة بمعانيها: هل الإدمان مفهوم طبي أم اجتماعي؟ ما هي المعايير التي تجعل من
عقار ما مخدرا؟ هل هي معايير واعتبارات طبية أو اجتماعية، أم الاثنين معا؟ ... إلحاح مثل هذه الأسئلة
وأهميتها يتزايد إذا ما عرفنا مثلا، أن بعض المجتمعات تتساهل وتتسامح مع استهلاك الكوكايين أو الماريخوانا،
كما هو الحال مع بعض الطوائف الدينية في الهند أو في جامايكا.


ثالثا: الشخص الذي يتناول القهوة يدخل في شبكة معقدة من العلاقات الاجتماعية والاقتصادية التي تمتد إلى
أنحاء أخرى من العالم، القهوة هي أحد المنتجات التي تربط بين الناس في أغني البلدان وأفقرها، فهي تستهلك
بكميات هائلة في المجتمعات الغنية ولكنها تزرع وتنتج في المجتمعات الفقيرة )إفريقيا وأمريكا اللاتينية(، القهوة
تحتل المرتبة الثانية بعد النفط باعتبارها السلعة الأكثر تبادلا في التجارة العالمية.


رابعا: فعل شراء القهوة واحتساءها يدخل ضمن منظومة ثقافية للاستهلاك وطريقة في العيش، تناول القهوة
منتشر بين سكان الجزء الغربي من الكرة الأرضية، في حين أن سكان الجزء الشرقي يفضلون عليها الشاي.
فالقرارات التي يتخذها المستهلكون حول نوع القهوة ومصادر إنتاجها )بتفضيل ماركة معينة على حساب أخرى(
يمثل خيارات لأسلوب الحياة.



خامسا: تعتبر القهوة واحدة من المنتجات التي توجد في صلب السجالات الراهنة حول العولمة، التجارة الدولية،
مع انتشار القهوة وتزايد شعبيتها، أصبحت منتوجا "مسُيسّا". ، وحماية البيئة حقوق الإنسان )عمالة الأطفال(


إن هذا المثال حول "تناول فنجان القهوة" وعلى بساطته، يبين لنا أن وراء كل
-
واجهة اجتماعية
-
سلوك بسيط
أو معقد يقوم به الفرد أو الجماعة، هناك دائما اعتبارات سوسيولوجية في الخلفية )اجتماعية اقتصادية ثقافية
سياسية فكرية....(. عدم رؤيتنا لها لا يعني أنها غير موجودة أو غير مؤثرة، الخيال السوسيولوجي يتيح لنا
إدراك أن الكثير من الأحداث والظواهر والسلوكات الاجتماعية إنما تعكس قضايا أوسع، أهم أعقد بكثير.


البطالة مثلا لها أبعاد عدة، بعد اقتصادي مرتبط بقانون العرض والطلب في سوق العمل. بعد سياسي يتمثل في
سياسات التشغيل )خلق مناصب شغل( لدى الحكومة والأحزاب السياسية. بعد اجتماعي خاص بآليات التضامن
والتعاون الاجتماعيين للحد من الآثار السلبية للبطالة. بعد نفسي يتعلق بالآثار النفسية للبطالة على الشخص الذي
يعاني منها. بعد ثقافي حول ما يمثله العمل في ثقافة المجتمع ...الخ.


إذن، فهم واقع البطالة لن يتحقق إلا إذا ما أخذنا بعين الاعتبار كافة هذه الأبعاد.

































رابعأ:ً رواد علم الاجتماع:


أ
-
ابن خلدون: ولد ابن خلدون في تونس شمال إفريقيا استقرت عائلته في شمال إفريقيا و اسبانيا لهذا، تعلم
القرآن و حفظة بالقراءات السبع، درس النحو و الشعر القانون و ما إلى ذلك، و بهذه العلوم دخل الخدمة المدنية
في عمر عشرين سنة ككاتب لسلطان فاس المغربي، هاجر ابن خلدون لاسبانيا و أصبح سفيرا من ملك غرناطة
إلى ملك قشتاله بعدد ذلك في عام 1360 رجع ابن خلدون إلى شمال إفريقيا حيث أصبح وزيرا للجزائر و
للتنويه كل المناصب السياسية في هذه المنطقة من العلم تعد مناطق رئيسية في عام 1375 تقاعد ابن خلدون و
-
بين عامي 1378
1375 كتب مقدمته و التي تعتبر جزء من سبعة أجزاء من العمل.

في نهاية 1378 رجع ابن خلدون إلى تونس حيث يدرس و يحاضر، قبل أن يقرر الحج إلى مكة و خلال
رحلته توقف في القاهرة حيث استقبل بحفاوة و أصبح يدرس الدروس الدينية و بعد ذلك عين قاضي القضاة في
مصر، و في عام 1400 ولاه سلطان دمشق وظيفة قاضي المالكية التي كانت مهددة من التتار و أثناء عودته
من هذه المهمة عين مرة أخرى قاضي المالكية في مصر حتى مماته في 1406


يعتبر كتاب ابن خلدون في التاريخ عملا ضخما ينم عن ذكاء مفرط و الذي يخدم نظرية التاريخ الإسلامي في
القرن 14 و المقدمة كانت تعريف لبقية العمل و مقارنة أول سبع أجزاء من هذا العمل.


كما يعتبر المفكر العربي ابن خلدون المؤسس الفعلي لعلم الاجتماع لأنه كان السباق في دراسة المواضيع التي
تعتبر المحور الرئيسي لعلم الاجتماع من بينها:


-
أول من أطلق اسم علم العمران والاجتماع البشري على دراسة الظواهر الاجتماعية والطبيعية البشرية.

-
أوضح الطبيعة البشرية بشكل متكامل ولم يفصل بين مكوناتها على خلاف الآخرين من علماء الاجتماع
الغربيين.

-
درس الحياة الاجتماعية في بيئتها وحضارتها.

-
فصل دراسة الظواهر الاجتماعية عن الظواهر التاريخية.


-
ميز بين مجتمع البدو والحضر بشكل دقيق.


-
وضع قانون تطور الأمم من خلال ثلاث مراحل وربطها بالتحديد محددا لكل مرحلة أربعين عاما.

-
اعتمد طريقة عملية )المشاهدة( في استخلاص نظرياته الاجتماعية.


-
أوغست كونت ) 1798
1857 (: عالم اجتماع وفيلسوف اجتماعي فرنسي، أعطى لعلم الاجتماع الاسم الذي
يعرف به اليوم، نادى بضرورة بناء النظريات العلمية المبنية على الملاحظة، إلا أن كتاباته كانت على جانب
عظيم من التأمل الفلسفي، ويعد هو نفسه الأب الشرعي والمؤسس للفلسفة الوضعية.


ولد في مدينة مونبلييه. وتخرج، من مدرسة البوليتكنيك، ثم عمل سكرتيرا عند الفيلسوف سان سيمون الذي كان
لأفكاره أثر كبير على نظرياته التي عرضها فيما بعد في أهم مؤلفاته مثل محاضرات في الفلسفة الوضعية و
و نظام في السياسة الوضعية.

إذ اتسمت هذه الفترة التي عاصرها كونت بالحروب والاضطرابات السياسية والاجتماعية المتعددة، من الحروب
النابليونية إلى الصراع بين الليبراليين و الجمهوريين وبين الملكيين و المحافظين فضلا عن الصراع بين العمال
و أرباب العمل.


كل ذلك قاد كونت إلى التفكير بوضع علم للمجتمع أو دين للإنسانية يجنبها النزاعات السياسية ويحقق لها السلام
الاجتماعي، وإشارته إلى هذا واضحة في كتابه "محاضرات في الفلسفة الوضعية" إذ يقول "إن هدف فلسفتي هو
إعادة تنظيم المجتمع".


يرى كونت أن الفكر البشري قد مر خلال تطوره التاريخي بحالات ثلاث: المرحلةاللاهوتية التي تعلل الأشياء
والظواهر بكائنات وقوى غيبية، والمرحلة الميتافيزيقية التي تعتمد على الإدراك المجرد، والمرحلة الوضعية
التي يتوقف فيها الفكر عن تعليل الظواهر بالرجوع إلى المبادئ الأولى ويكتفي باكتشاف قوانين علاقات الأشياء
عن طريق الملاحظة والتجربة الحسية، ويعتبر كونت أن العلم الذي يتفق مع المرحلة الوضعية ويساعد على فهم
الإنسان ويستوعب جميع العلوم التي سبقته هو "علم الاجتماع.


و يرى كونت أنه إذا كانت الغاية هي تنظيم المجتمعات الحديثة على قاعدة العلم فإن علم الاجتماع هو الذي يسهم
في ذلك لأنه علم كلي، يدرس المجتمع برمته في جميع مظاهره ومقوماته.



و الحقيقة الوضعية تنطلق من إعطاء الأولوية للكل على الجزء لأن "الوحدة هي النمط الطبيعي للوجود
الإنساني"، وإن كل جزء من النظام الاجتماعي يؤثر على غيره من الأجزاء، و أن هناك حالة من الترابط بين
النظام السياسي والمؤسسات السياسية من جهة وبين الحالة العامة للحضارة، لهذا فإن كونت يخضع السياسة
للأخلاق، فالأخلاق الوضعية تقوم على " تقديم الاجتماعي على الفردي" أي على انتصار الإنسانية ودمج الفرد
في المجتمع، فلا شيء أكثر غرابة على فكر كونت من الحقوق الفردية.


و يقول بهذا الصدد: إن الوضعية لا تقر حقا آخر غير حق القيام بالواجب ولا تقر واجبا غير واجبات الكل تجاه
الكل، لأنها تنطلق دائما من وجهة نظر اجتماعية ولا يمكن لها أن تقبل بمفهوم الحق الفردي، فكل حق فردي هو
عبثي بقدر ما هو غير أخلاقي.


و يرى كونت أنه يوجد بين الفرد والإنسانية جماعات وسيطة هي الأسرة والوطن، ويعطي أهمية كبيرة للأسرة
والمرأة على وجه الخصوص في التنشئة الأخلاقية، فالأسرة هي الوسيط بين الفرد والوطن، و الوطن هو همزة
الوصل بين الأسرة والإنسانية، إلا أن فكر كونت لا يدعو إلى المساواة على الصعيد السياسي، بل إنه يؤمن بدور
النخب ويقيم تمييزا حادا بين الجماهير والاختصاصيين والحكام وينيط أمر تحديد الأهداف والوسائل بالمختصين
بالعلوم السياسية وحدهم، إذ يقول "الجماهير تطلب والصحافيون يقترحون والحكام ينفذون، وما لم تكن هذه
الوظائف متميزة فإن الالتباس والتعسف سيسودان المجتمع إلى درجة كبيرة".


و هكذا فإن غاية السياسة عند كونت هي أن يصبح كل مواطن موظف اجتماعيا خاضعا للسلطة بصورة تامة.


القضايا الأسٍاسية التي عالجها أوجست كونت


الاسم المستخدم الآن إلا الاجتماع علم هو الذي أعطى : على الرغم من أن أوجست كونت علم الاجتماع : أولا أنه قد كرس جهده للدعوة إلى العلم أكثر من اهتمامه بموضوع العلم، فلقد كان كونت ينظر إلى العلوم على أنها
إما عملية تطبيقية أو نظرية، أو أنها علوم وضعية ملموسة وأخرى مجردة حيث تهتم الأولى بالظواهر الملموسة
وتعالجها، بينما الثانية تنشغل باكتشاف القوانين الطبيعية التي تحكم هذه الظواهر وتحدد وجودها وتتابعها،
وتشكل العلوم النظرية المجردة سلسلة أو سلما تعتمد فيه كل حلقة عليا على الحلقات التي تسبقها ، وتحتل
الرياضات قاعدة السلم لأنها تهتم بالجوانب المجردة لجميع الظواهر يليها في الترتيب الميكانيكا والتي خلط


كونت بينها وبين الفلك ثم الفيزياء والكيمياء فالبيولوجيا و فوق كل ذلك يتربع العلم الجديد أو الفيزياء الاجتماعية
أو علم الاجتماع.


لقد كان المناخ الذي يسيطر على فرنسا في أعقاب الثورة الفرنسية مهيئا لبلورة أفكار كونت، حيث ظهرت
مشكلات إصلاح المجتمع وإعادة تنظيمه بعد الثورة الفرنسية ولقد كان من وجهة نظره أن الفوضى التي يعيش
فيها المجتمع ليست راجعة فقط إلى أسباب سياسية بل كذلك إلى أسباب عقلية أو إلى طرق التفكير، فالمجتمع كي
يستمر ويتقدم ليس في حاجة إلى انسجام في المصالح المادية والمنافع المتبادلة فحسب بل في حاجة كذلك إلى
اتفاق عقلي.

ولقد كانت الفوضى في رأيه راجعة إلى وجود أسلوبين متناقضين للتفكير ، التفكير العقلي والذي من خلاله يتم
تناول الظواهر الكونية والطبيعية والبيولوجية وثانيهما التفكير الديني الميتافيزيقي والذي يتناول الظواهر التي
تتعلق بالإنسان والمجتمع ، ولقد أدت هذه الفوضى إلى فساد في الأخلاق والسلوك ، وللقضاء على هذه الفوضى
عرض كونت ثلاثة تصورات هي:


أ
-
التوفيق بين التفكير الوضعي والميتافيزيقي.


ب
-
أن نجعل المنهج الديني )الإيديولوجي( والميتافيزيقي منهجا عاما تخضع له جميع العقول والعلوم.
ج -أن نعمم المنهج الوضعي فنجعل منه منهجا كليا يشمل جميع ظواهر الكون، فبالنسبة للوسيلة الأولى لا يمكن
تحقيقها علميا، لأن المنهجين متناقضين فالمنهج الأول نسبي والثاني مطلق فغاية الأول كشف القوانين العلمية
وهدف الثاني وضع مبادئ فلسفية لا سبيل إلى تصورها.

أما الوسيلة الثانية فهي قد تحقق الوحدة العقلية المنشودة ولكن هذا الوضع يتطلب القضاء على الحقائق الوضعية
التي توصل إليها علماء مثل جاليليو وديكارت وبيكون ونيوتن، و بالتالي هل نستطيع أن نحكم على القوانين
الطبيعية التي حكمت على المراحل السابقة بالفساد ونمنعها من أن تحدث النتيجة نفسها مرة أخرى فكأننا نعيد
الفوضى من جديد ونهدم المجتمع من حيث نريد له الإصلاح والتقدم.


وأخيرا لا يبقى إلا الاتجاه الثالث وهو أن نقبل التفكير الوضعي منهجا كليا عاما ونقضي على ما بقى من مظاهر
التفكير الميتافيزيقي وهذا المنهج لا يمكن أن يتحقق إلا في ظل شرطين أساسيين:


1-
أن تكون هذه الظواهر خاضعة لقوانين ولا تسير وفق الأهواء والمصادفات.



2-
أن يستطيع الأفراد الوقوف على هذه القوانين لكي يفهموا الظواهر.


لهذا كان لا بد من ظهور علم يعالج الفوضى وتنطبق عليه هذه الشروط وهو ما أسماه بالفيزياء الاجتماعية أو
علم الاجتماع.


ولقد قسم كونت موضوعات هذا العلم إلى قسمين هما:


أ
-
الاستاتيكا الاجتماعية.
ب
-
الديناميكا الاجتماعية.


ولقد كان في تصوره أن هذين القسمين يصوران البناء التنظيمي لهذا المجتمع وكذا مبادئ التغير الاجتماعي له،
فالاستاتيكا تشمل الطبيعة الاجتماعية ) الدين والفن والأسرة والملكية والتنظيم الاجتماعي والطبيعة البشرية
)الغرائز والعواطف والعقل والذكاء( بينما تشمل الديناميكا الاجتماعية قوانين التغير الاجتماعي والعوامل
المرتبطة به )طريقة الحياة، نمو السكان ومستوى التطور الاجتماعي والفكري ( ورأى كونت أن هذا البناء ككل
يتقدم خلال مراحل التطور الثلاث نحو المرحلة الوضعية.


وسنتناول الاستاتيكا والديناميكا الاجتماعية بالتفصيل في الآتي:


تعني الاستقرار حيث تهتم بالشروط الضرورية لوجود المجتمع الإنساني ومن ثم : الاجتماعية الاستاتيكا أولا :
فإن التركيز يكون أساسا على النظام العام، فدراسة النظام العام هي دراسة لعوامل التوازن والانسجام في بيئة
المجتمع، تلك العوامل التي أطلق عليها كونت مصطلح الاتساق العام، و يعني به التساند والاعتماد المتبادل بين
الظواهر موضوع البحث أو هو الارتباط الضروري القائم بين عناصر المجتمع ومكوناته الرئيسية، والدراسة
الاستاتيكية للنظام الاجتماعي تشبه ما اصطلح على تسميته بلغة علم الاجتماع المعاصر بالبناء الاجتماعي.


ولقد توصل كونت في تحليله الاستاتيكي إلى أن المجتمع يتكون من ثلاثة وحدات أو عناصر أساسية هي الفرد
والأسرة والدولة، غير أن الفرد لا يعتبر عنصرا اجتماعيا فالقوة الاجتماعية مستمدة في حقيقتها من تضامن
الأفراد واتحادهم ومشاركتهم في العمل وتوزيع الوظائف فيما بينهم، أما القوة الفردية الخالصة فلا تبدو إلا في
قوته الطبيعية ولكن ليست لهذه القوة أية قيمة إذا كان الفرد وحيدا أعزل من الأساليب والوسائل التي تذلل له
متاعب الحياة، و لا قيمة كذلك لقوة الفرد العقلية والأخلاقية فالأولى لا تظهر إلا بمشاركة غيرها من القوى


واتحادها ببعضها، و الثانية في نظره وليدة الضمير الجمعي والتضامن الأخلاقي في المجتمع، وهذا يعني أن
الفردية الخالصة لا تمثل شيئا في الحياة الاجتماعية.


ف عر ي و ، جسم التركيب الجمعي وهي ثمرة من ثمرات الحياة الاجتماعية الأسرة هي أول خلية في و تعتبر
كونت الأسرة بأنها " اتحاد ذو طبيعة أخلاقية فالحب و الاحترام المتبادل و المشاركات الوجدانية الموجودة بين
أفراد هذا المجتمع الصغير و تربية الأطفال والنزعة الدينية التي يغرسها الأبوان في أولادهم، و الحقوق
والواجبات المترتبة لكل عضو في الأسرة قبل، كل هذه الأمور ترجع في طبيعتها إلى وظيفة الأسرة الأخلاقية.


و قد كان كونت ينظر إلى المجتمع على أنه وحدة حية ومركب معقد أهم مظاهره التعاون والتضامن ولذلك فهو
ذو طبيعة عقلية، وأما وظيفته الأخلاقية فإنها تابعة للوظيفة العقلية ولاحقة بها ومترتبة عليها، و يرى أن مبدأ
التعاون والتضامن هو الذي يسيطر على المجتمع ويحكمه ويسمى لدى بعض المفكرين المحدثين تقسيم العمل.


ولقد انتهى كونت في دراسة الاستاتيكا الاجتماعية إلى " قانون التضامن" والذي يطلق عليه " قانون التضامن
الاجتماعي المادي والروحي"، و ملخص هذا القانون أن مظاهر الحياة الاجتماعية تتضامن بعضها مع بعض و
تنسجم فيما بينها، شأنها في ذلك شأن جسم الإنسان الذي يختص كل عضو منه بأداء وظيفة معينة، وكما أن
الوظائف الحيوية كلها تعمل بصفة تلقائية لحفظ المركب الحيوي والحرص على سلامته كذلك نظم المجتمع
وعناصره تعمل متضامنة لتحقيق استقرار الحياة الاجتماعية ودوام بقائها.


ويرى كونت أن مبدأ التضامن الاجتماعي لا يمكن أن يتحقق بصورة كاملة إلا إذا وجه المسئولون عنايتهم إلى
إصلاح ثلاثة نظم اجتماعية أساسية وهي نظام التربية والتعليم ونظام الأسرة والنظام السياسي في الدولة.


فنظام التعليم من شأنه أن يحارب الغرائز الفطرية ويهذب المشاعر الإنسانية، أما النظام السياسي فهو يقاوم ما
ينشأ في محيط المجتمع من تصادم بين مصالح الهيئات الاجتماعية ومن نزاع بين الطبقات حول مشاكل الإنتاج
وكيفية توزيعه .


ولإصلاح نظام التربية والتعليم أكد كونت أن المجتمع يحتاج إلى نظام من التربية العصرية يحل محل دراسة
على حقائق العلوم الوظيفية الجزئية ثم على معرفة أولا هذا النظام لابد أن يقوم و ، الآداب والنظريات المجردة
أسس علمية تنحوا بالنشء بعيدا عن الجمود والعقم النظري ويؤهل الأفراد للمشاركة بصورة إيجابية فيما يتطلبه
المجتمع من وظائف جديدة، و يجب أن يكون للإعداد المهني معاهد جديدة خاصة، كما قسم مراحل التعليم إلى
ثلاثة مراحل، ابتدائية وإعدادية وعالية وظيفتها إعداد الشباب لمواجهة حياتهم العملية.



كما تناول الإصلاح الأسري، و يلاحظ أن تصوره مستمد من المذهب الكاثوليكي حيث يركز بصفة خاصة على
الوظيفة الأخلاقية والتربوية، وبالنسبة لإصلاح النظام السياسي تعرض كونت لوظيفة الحكومة وحللها وقرر أن
هذه الوظيفة ليست سهلة الأداء وليست مقصورة فقط على تنظيم الأمن و استتبابه أو ضمان سلامة الشعب،
وليست كما كان يقال عنها في القرن 18 أنها شر لابد منه بل بالعكس فالحكومة هي أولى الوظائف الاجتماعية
وأهمها وهي دليل على مبلغ تقدم المجتمع وهذا التقدم مرهون بنظام هذه الهيئة ومبلغ انقياد الأفراد لها ومدى
سلطتها عليهم فوظيفة الحكومة في نظره تقوم على مبدأ التضامن في المجتمع والحرص على وحدته.



: تدور دراسات كونت في الديناميكا الاجتماعية حول نظريتين أساسيتين هما : الاجتماعية الديناميكا : ثانيا

أ. نظرية في تطور المجتمعات )قانون المراحل الثلاثة(.


ب . نظرية في تقدم الإنسانية.


أ
-
نظرية التقدم: يرى كونت أن التقدم الاجتماعي لابد وأن يكون خاضعا لقوانين ولعل هذه الفكرة كانت غائبة
عن أذهان المفكرين السابقين الذين درسوا الحركات الاجتماعية بوصفها ذبذبات أو اضطرابات وهو يرى أن
انتقال الإنسانية من مرحلة إلى أخرى يكون عادة مصحوبا بتقدم أو تحسن يبدو في مظهرين:


1) التقدم المادي.
)


2) التقدم في الطبيعة الإنسانية.
)


والتقدم المادي يكون أوضح وأسرع حركة وأسهل تحقيقا، أما التقدم في الطبيعة الإنسانية فيكون واضحا في
الطبيعة البيولوجية والعقلية، وهو يرى أن الجانب العقلي من التقدم جانب أساسي وظاهر فالتاريخ يحكمه
ويوجهه نمو الأفكار.


ويرى كذلك أن الإنسان يبدو غالبا مشغولا بإشباع حاجاته المادية ولذلك فإن التقدم يكون واضحا وظاهرا بالفعل
في مجال السيطرة على قوى الطبيعة كما يصر على أن النمو العقلي يؤدي إلى النمو المادي.


وتمثل الديناميكا الاجتماعية ما يعرف الآن في علم الاجتماع باسم التغير الاجتماعي.


2 قانون المراحل الثلاثة: يؤمن كونت بالتقدم أي التحول إلى المجتمع المثالي كغيره من فلاسفة عصره،
وعلى الرغم من ذلك فهو يصر على أن هذا المجتمع لن يتحقق بالثورة السياسية بل عن طريق التطبيق علم


أخلاقي جديد وهذا العلم أسماه علم الاجتماع، و لهذا أصبح كونت معروفا بأنه الأب المؤسس لعلم الاجتماع، و
الذي سيستخدم المنهج العلمي الوضعي من خلال الملاحظة والتجريب والمقارنة من أجل فهم نظام ما، و قد
تناول كونت كل مرحلة من هذه المراحل بصورة أكثر تفصيلا:


أ
-
المرحلة اللاهوتية: حيث يعتقد الناس أن الموضوعات الجامدة )التي لا حياة فيها( هي موضوعات حية ولقد
مرت هذه النظرية العامة نفسها بثلاث مراحل:


1- -
التي تنظر إلى كل موضوع على أن له إرادته الخاصة.


2- -
التي تعتقد أن الكثير من الإرادات السماوية تفرض نفسها على الموضوعات.


3- -
التي تعتقد بوجود إله واحد يفرض نفسه على الموضوعات.


و عموما فإن المرحلة اللاهوتية تتميز بسيطرة اللاهوت على النظام ويتسم الأفراد بالبدائية حيث يعتقدون
بالخرافات وتعتبر العبودية والعسكرية من السمات الرئيسية لهذه الفترة.


ب
-
المرحلة الميتافيزقية: وهي الفترة التي حدث فيها تفسير للسببية بلغة القوى المجردة، حيث تحل الأسباب
والقوى التجريدية محل الإرادات وتسود فكرة وجود كيان عظيم واحد هو الطبيعة.


ج
-
المرحلة الوضعية أو الإيجابية: و تتميز هذه المرحلة بالإيجابية، حيث يحل العلم محل الخرافات، كما يطور
البشر عملية التفسير بالمصطلحات العملية الطبيعية والقوانين العلمية و يصبح من الممكن التحكم في الأحداث
الإنسانية، و يعتقد كونت أن المدنية الأوروبية قد وصلت إلى المرحلة الوضعية من التحكم في الظروف الطبيعية
وأصبحت على حافة الوضعية فيما يتعلق بالعلاقات الاجتماعية.


ولا تظهر كل مرحلة من المراحل السابقة صورة محددة من النمو العقلي فقط، بل إن لكل مرحلة تطور مادي
مماثل، ففي المرحلة اللاهوتية تسود الحياة العسكرية وفي المرحلة الميتافيزيقية تسود الأشكال القانونية أما
المرحلة الوضعية فهي مرحلة المجتمع الصناعي، وهكذا يتمسك كونت بأن التطور التاريخي يكشف عن حركة
متوافقة للأفكار والمؤسسات.


، و تتلخص قواعد المنهج عند كونت في الملاحظة والتجربة والمنهج المقارن : رابعا:ً منهج البحث عند كونت
أيضا ما يسميه كونت بالمنهج التاريخي وسنتعرض في الآتي لكل منها:



1-
الملاحظة: المقصود بالملاحظة ليس مجرد الإدراك المباشر للظواهر و إنما دراسة العادات، التقاليد، الآثار،
الفنون و تحليل و مقارنة اللغات و الوثائق و الخبرات التاريخية و دراسة التشريعات و النظم السياسية و
الاقتصادية وما إليها.


لأن الفرد يشارك فيها بدرجة أو بأخرى، لذا أيضا والملاحظة الاجتماعية ليست سهلة وذلك لطبيعة تداخلها و
يجب النظر إلى الحقائق الاجتماعية على أنها موضوعات منعزلة عنا وخارجة عن ذواتنا، و منفصلة عن
شعورنا، حتى نستطيع أن نصل إلى نتائج أقرب إلى حقائق الأمور، و هو يرى أن الملاحظة أو استخدام الحواس
الفيزيائية يمكن تنفيذها بنجاح إذا وجهت عن طريق نظرية.


2-
التجربة: يقصد بها التجربة الاجتماعية حيث يمكن مقارنة ظاهرتين متشابهتين أو مختلفتين في جانب معين.


3-
المنهج المقارن: وهو يرى أن المقارنة الاجتماعية بالمعنى الصحيح تقوم على مقارنة المجتمعات الإنسانية
بعضها ببعض للوقوف على أوجه الشبه وأوجه التباين بينها.


4-
المنهج التاريخي: و يسميه كونت بالمنهج السامي و يقصد به المنهج الذي يكشف عن القوانين الأساسية التي
تحكم التطور الاجتماعي للجنس البشري باعتباره وحدة واحدة تنتقل من مرحلة إلى أخرى أرقى منها.


و لقد ميز كونت علم الاجتماع بإصراره على أن الاستقصاءات السوسيولوجية لابد أن تعتمد على المناهج
الوضعية أو الموضوعية في الملاحظة والتجريب والمقارنة المميزة للعلوم الطبيعية، و أن تطبيق المعرفة العلمية
جديرة بأن تقدم أكبر تقدم في المجتمع الإنساني، ولقد جاهد كونت للدفاع عن الوضعية في دراسة المجتمع، إلا
أنه لم يمارس عمليا ما كان ينادى به، و لم يقم بدراسات يستخدم فيها طرق البحث الاجتماعي.


ج
-
-
كارل ماركس ) 1818
و ا ، عالم اقتصاد، عالم اجتماع، مؤرخ يا كارل ماركس فيلسوفا، سياس كان : (1883
مفكرا، و من غير الممكن حصره في ميدان علمي واحد، وهو أحد المساهمين الأساسيين في نشأة علم الاجتماع.


عايش ماركس ميلاد المجتمع الرأسمالي، شهد نمو المصانع وتوسع الإنتاج وما نجم عنهما من مظاهر التفاوت
وعدم المساواة، كما يرى أن هناك عنصرين جديدين أساسيين أتى بهما نظام الإنتاج الرأسمالي:


1-
رأس المال: و هو مجموع الأصول والموجودات، بما فيها المال والمعدات وحتى المصانع التي يجري
استخدامها أو استثمارها لإنتاج أصول جديدة في المستقبل، و يسمي هذه العملية "تراكم رأس المال"، رأس المال
في النظام الرأسمالي هو في يد فئة قليلة يسميهم ماركس بالرأسماليين والذين ينتمون اجتماعيا لطبقة البرجوازية.



2-
ثانيا: العمل بأجر: ويشير إلى قطاع العمال الذين لا يملكون وسائل الإنتاج ولا وسائل العيش، يملكون فقط
قوة عملهم، لذا فهم مضطرون إلى أن يطلبوا الاستخدام من أرباب رأس المال )الرأسماليين/البرجوازيين( مقابل
أجر، و يشكل العمال غالبية أفراد المجتمع، ولأنهم يشتركون في طريقة الكسب )الأجر وليس الملكية( ولديهم
نفس المصالح فهم يعتبرون الطبقة الثانية التي يتكون منها المجتمع: طبقة العمال أو البروليتاريا.


القول بالحتمية المادية / الاقتصادية: بالنسبة لماركس كل مجتمع يتكون من عنصرين أو بنيتين: "بنية تحتية
-
مادية
-
اقتصادية" من جهة، وبنية "فوقية
-
لامادية
-
اجتماعية" من جهة أخرى.


البنية التحتية تجمع القواعد التقنية والاقتصادية للمجتمع، والبنية الفوقية تشمل على النظام والمؤسسات السياسية
الاجتماعية القانونية الفلسفية الثقافية الشفوية والدينية للمجتمع.


في منظومة الفهم والتحليل الماركسية، البنية التحتية )النظام الاقتصادي، نظام الإنتاج، نمط ملكية رأس المال(
هي من تحدد البنية الفوقية )نوع النظام السياسي والاجتماعي، نوع الثقافة والأفكار والمعتقدات والمواقف(.
بعبارة أخرى المجال الاقتصادي يحتل مكانة مركزية في فهم الظواهر السياسية الإنسانية والاجتماعية.


مقولات ماركسية


-
من يملك يسيطر: من يملك رأس المال )المال، المصنع، الآلات...( يسيطر ويتحكم في من لا يملكه، هي
سيطرة لا تقتصر فقط على المجال الاقتصادي/المادي بل تتجاوزه إلى سيطرة اجتماعية سياسية ثقافية
وأيديولوجية.


-
فكر الطبقة المسيطرة هو في كل الأزمان الفكر المسيطر في العالم.


-
في الأسرة، الرجل يلعب دور البرجوازي والمرأة دور البروليتاري.


-
هناك طريقة واحدة فقط لقتل الرأسمالية، الضرائب ثم الضرائب ولا شيء غير الضرائب.


-
الأفكار ما هي إلا أشياء مادية منقولة ومترجمة في عقل الإنسان.


-
ليس وعي الناس هو من يحدد وجودهم، بل إن طبيعة وجودهم هي من تحدد نوع وعيهم.


-
إنتاج الأفكار والتمثلات مرتبط أساسا بالنشاطات والتبادلات المادية بين البشر، إنها لغة الحياة الواقعية.



-
الملكية الخاصة جعلت منا أغبياء ومحدودي العقل، إلى حد اعتقادنا بأننا لا نحوز الأشياء إلا إذا ملكناها.


الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج تميز المجتمع الذي ينقسم بين من هم ملاك للوسائل المستعملة في تصنيع السلع
والخدمات )الرأسماليين في النظام الرأسمالي(، وبين من لا يملكون لا الآلات ولا المصانع ولا الأموال، يملكون
فقط قوة العمل التي يبيعونها للأوائل )الرأسماليين( مقابل اجر، إنهم العمال.


الطبقات الاجتماعية في صلب التحليل: تحليلات ماركس انصبت على دراسة المجتمعات الطبقية )خاصة
المجتمعات الرأسمالية(، التي تنفرد بالملكية الخاصة لوسائل الإنتاج، بالنسبة له المواجهة بين الطبقات
الاجتماعية )الصراع الطبقي( يعتبر محرك أساسي للتاريخ، و بالتالي للتغير الاجتماعي.


التعارض بين الطبقات الاجتماعية هو أحد الخصائص الأساسية للمجتمع الرأسمالي، يفرق ماركس بين طبقتين
اجتماعيتين: طبقة الرأسماليين )البرجوازية( وطبقة العمال )البروليتاريا(، هاتان الطبقان تدافعان عن مصالح
متعارضة، لكي تحافظ كل واحدة على مصالحها وتحميها أو تثمنها فهي مجبرة على الدخول في مواجهة
صراعية مع الطبقة الأخرى، هذا الصراع الطبقي يؤدي حسب ماركس إلى ثورة تكرس ديكتاتورية وحكم
البروليتاريا أو المجتمع الاشتراكي، الذي وبعد مدة يترك المجال لمجتمع بدون طبقات: المجتمع الشيوعي.


من ما سبق، واضح جدا المكانة المركزية التي يوليها ماركس للصراعات الاجتماعية، فهي عامل تغيير وتجديد
اجتماعيين وليست مؤشر فوضى اجتماعية )كما يرى دوركايم(.


إميل دوركايم ) 1858 1917 (: ولد إميل دور كايم في مدينة إيبينال بمقاطعة لورين في الجنوب الشرقي من
فرنسا من أسرة يهودية ، و بعد أن استكمل دراساته بمدرسة المعلمين العليا بباريس سافر إلى ألمانيا حيث درس
الاقتصاد و الفولكور و الأنثروبولوجيا الثقافية ثم عين أستاذا بجامعة بوردو عام 1887 م والتحق بجامعة
باريس عام 1902 م ، وقد أسس الحولية الاجتماعية عام 1896 م و التي ظلت لسنوات عديدة الدورية الأساسية
للفكر السوسيولوجي و البحث في فرنسا، و لقد أقر دوركايم تتلمذه على يد كونت و أخذ عنه تأكيده الوضعي
للاتجاه الامبيريقي و أهمية الجماعة في تحديد السلوك الإنساني .


و كان على دور كايم أن يختار لنفسه طريقا وسط هذه الظروف التي تميزت بانهيار المجتمع الفرنسي عام
1870 ، و مع شعور الفرنسيين بالإهانة من جراء الهزيمة في الحرب مع ألمانيا في عامي 1870 1871 ، كان
شغل دور كايم هو إعادة بناء المجتمع من خلال إعادة بناء التماسك الأخلاقي فيه و من هناك كان اهتمام دور
كايم بالنظام العام القائم على التضامن بنوعيه و الذي يستمد استقراره من سلطة الضمير الجمعي .



و قد حاول دور كايم أن ينقي الوضعية و يخلصها من الشوائب الفلسفية و اليوتوبية التي أضفاها عليها كونت و
قد تجلى ذلك فيما يلي :


1 ظهر الاهتمام بالدراسات المقارنة و يتضح هذا في دراسته لتقسيم العمل و الانتحار و الدين بينما اختفت أو
ضعفت النزعة التطورية في أعماله.


2 معارضة النزعة التنبؤية اليوتوبية، حيث ذهب دور كايم إلى أن العلم لم يصل إلى مرحلة من النضج بحيث
يمكن أن يتنبأ بالمستقبل، كما أنه لم يعر أهمية للتقدم و ركز على النظام، على العكس من أوجست كونت و بهذا
يكون دور كايم قد أجهض النظرة التطورية للوضعية و قلب مفهومها عن الماضي رأسا على عقب.


3 أضفى دوركايم طابع العلمانية على العلم و درس الدين كظاهرة اجتماعية مثل كل الظواهر في المجتمع
على العكس من كونت وسان سيمون و الذين ربطا علم الاجتماع بالدين إلى درجة أنهما اعتبراه ديانة جديدة
للإنسانية .


4 نحا دوركايم بالوضعية منحا علميا فبذل قصارى جهده لتحديد موضوع و منهج علم الاجتماع، فحدد
خصائص الظاهرة الاجتماعية و ركز على الموضوعية و العلمية في دراسة الظواهر الاجتماعية إلى درجة أنه
ذهب إلى أننا يجب أن نعتبرها أشياء خارجية منفصلة عن شعورنا الذاتي و أنه يجب على الباحث أن يتحرر من
كل فكرة سابقة عن الظاهرة كي لا يقع في أسر أفكاره الخاصة.


و لدوركايم إسهامات عديدة في علم الاجتماع حيث ألف أربع مؤلفات رئيسية منها:


تقسيم العمل الاجتماعي
-
الصورة الأولية للحياة الدينية

الانتحار
-
قواعد المنهج في علم الاجتماع .


و في هذه الكتب الأربعة يثبت إميل دوركايم وجهة نظره البسيطة في أن أساس الحياة الاجتماعية ليس في
الاقتصاد كما يقول ماركس و لكن في القيم الروحية، و أن هدف المجتمع الذي يجب أن يتحقق هو الوصول إلى
حالة الإجماع، و أن كل مظاهر الاضطراب أو التفكك أو المشكلات الاجتماعية مرجعها ليس العوامل أو
الظروف الاقتصادية أو الاجتماعية و لكن في انعدام الإجماع، أي أن حل كل أزمات النظام الرأسمالي إنما يتمثل
في تحقيق الإجماع على القيم بين جميع المواطنين .



أهم العوامل التي شكلت فكر دور كايم : يبدو أن أهم عامل هو الديانة التي ينتمي إليها و هي اليهودية، فما
و هذا ما لفت نظر ، جعلهم أكثر تضامنا و تكاتفا تعرض له اليهود عبر التاريخ و في أكثر من منطقة جغرافية،
دوركايم و جعل دراساته تنصب حور محور التضامن الاجتماعي .


كما كان للثورة الفرنسية و اعتناق البعض للفكر الماركسي أثر كبير على دوركايم في تشكيل نظرياته و بلورة
أفكاره.
و مع انهيار المجتمع الفرنسي عام 1870 جراء الهزيمة ، كان شغل دور كايم الشاغل هو إعادة بناء المجتمع من
خلال بناء التماسك الأخلاقي فيه ، و من هنا كان اهتمام دوركايم بالنظام العام القائم على التضامن بنوعيه و
الذي يستمد استقراره من سلطة الضمير الجمعي، كما تأثر بأفكار سان سيمون و عمل على تطوير الجانب
المحافظ الذي آمن به سان سيمون و دعا إليه و تأثر كذلك بأفكار أوجست كونت و عمل على تمحيصها و
انتقادها و تطويرها.


أما الفكر الماركسي فقد كان له أثره البالغ على دوركايم حتى ذهب البعض إلى أن كل أعماله ما هي إلا محاولة
لإقامة نموذج للمجتمع يعارض نموذج ماركس الاشتراكي .


الإسهامات المنهجية و النظرية لدوركايم: يرى دوركايم أن كل مظاهر الاضطراب أو التفكك أو المشكلات
الاجتماعية مرجعها ليس للعوامل أو الظروف الاقتصادية أو الاجتماعية و لكن انعدام الإجماع، أي أن حل كل
أزمات النظام الرأسمالي إنما يتمثل في تحقيق الاجتماع على القيم بين جميع المواطنين.


أولا : دراسة الظواهر الاجتماعية: يوصف جوهر منهج دوركايم بأنه نزعة سوسيولوجية واقعية بمعنى أنه قد
واقعا اجتماعيا مطلقا بدلا من الفرد، و يرجع ذلك إلى أن دوركايم يقرر أن الظواهر الاجتماعية لا منح الجماعة
يمكن إرجاعها إلى ظواهر فردية .


ل وسيلة أو كل أسلوب للتصرف تمارس فرضا أو إجبارا خارجيا ك و الظواهر الاجتماعية كما يقول دوركايم :
على الفرد، أو كل وسيلة للتصرف تتصف بالعمومية في مجتمع ما، و هي توجد في نفس الوقت مستقلة بذاتها .


فقد وجد دوركايم ظواهر معينة في الحياة الاجتماعية يتعذر تفسيرها في ضوء التحليل السيكولوجي أو الطبيعي
فهناك أنماطا من السلوك و التفكير و التصور تتميز بأنها خارجة عن الفرد، كما تتمتع بقوة وقهر، و قد عرف
دوركايم الظاهرة الاجتماعية عن طريق تحديد خصائصها المميزة لها عن غيرها من الظواهر فهي:



أ
-
تلقائية: أي أن الظواهر الاجتماعية لم يخلقها فرد بل هي موجودة قبل أن يولد الأفراد، فنحن نولد و نجد أمامنا
. أردنا و علينا أن نخضع لنظمه العامة و الخاصة مجتمعا كاملا معدا من قبل لا نستطيع أن نغيره إذا


ب
-
جبرية: معناها أن الظواهر الاجتماعية ملزمة للأفراد و الجماعات على السواء و قد وضع المجتمع الجزاء
لكل من ينحرف بسلوكه عما اقتضته طبيعة الحياة الاجتماعية و نظم المجتمع الذي يعيش فيه.


ج
-
لها صفة العمومية: و معناها أن الظواهر الاجتماعية عامة لا توجد في مكان دون آخر و لذلك يمكن أن
نطبق مقياس العمومية في اكتشاف الحقائق الاجتماعية التي يمكن أن ترقى إلى مرتبة الظواهر و بالتالي فإن علم
الاجتماع لا يهتم إلا بالظواهر ذات الصفة العمومية.


د
-
خارجية: معناها أن الظواهر الاجتماعية بما لها من الخواص السابقة مستقلة عن الأفراد بحيث يمكن
ملاحظتها منفصلة عن الحياة الفردية، أي يمكن دراستها دراسة موضوعية على أنها أشياء.


و قد شرح دوركايم كيف تكون الظواهر الاجتماعية خارجة عن الفرد بقوله:


حين أقوم بالتزاماتي كأخ أو أب أو حين أو في بتعاقداتي فإنني أقوم بواجبات لم أحددها أنا بنفسي أو لم تحددها
. أفعالي و لكنها محددة لي سلفا في القانون و في العرف و في العادات الجمعية


لقد كان اهتمام دوركايم في كل مؤلفاته منصبا على دراسة العلاقة : التضامن الآلي و التضامن العضوي ثانيا:
بين الأخلاقيات من حيث مصادرها و أشكالها و بين طبيعة الروابط الاجتماعية.


و رأى دوركايم في كتابه تقسيم العمل أن التنظيم الاجتماعي قد تطور من حالة التماسك أو التضامن الآلي إلى
حالة من التماسك العضوي و لا يمكن ملاحظة أي من النوعين من التماسك ملاحظة مباشرة و لكن يمكن
التعرف عليهما عن طريق مؤشرات معينة تتمثل في نوع الجزاءات التي توقع على مخالفي القواعد الأخلاقية .


و الجزاءات في نظر دوركايم تنبعث من العقل أو الضمير الجمعي أو من المعتقدات و المشاعر المشتركة بين
. الجمعي المواطنين في نفس المجتمع فأي فعل يعتبر إجراميا حين يتعارض مع مبادئ الضمير


و التماسك الآلي يوجد في المجتمع الذي يتصف بإحساس قوي و عام بالضمير الجمعي، فأي فعل ضد شخص ما
يعتبر مضادا لكل الناس في المجتمع و في مثل هذا المجتمع البدائي توقع الجزاءات بطريقة آلية أي دون تفكير
ويسود مثل هذا المجتمع ما أسماه دوركايم بالقانون القمعي في هذا المجتمع البدائي نجد أن الناس متشابهون في


أفكارهم و في وجهات نظرهم لما لديهم من قيم و خبرات مشتركة فإنهم يصبحون جميعا كرجل واحد و لهم عقل
واحد و بذلك يتحقق التماسك الاجتماعي بينهم و لكن هذا التماسك هو تماسك آلي أو طبيعي.


أما في المجتمعات الحديثة ) أي المجتمع الصناعي الرأسمالي ( فإن الأمر يختلف عن ذلك تماما، فأفراد المجتمع
يختلفون في كثير من النواحي مثل الخبرات التي يمرون بها و تنشئتهم الاجتماعية و تدريبهم ... و يسود في هذا
المجتمع ما يسمى بالتماسك العضوي و هذا التماسك العضوي يصاحب التقسيم المعقد في العمل الذي تتصف به
المجتمعات الصناعية، فالتماسك في هذه المجتمعات لا ينشأ عن التشابه بين الناس و لكنه على العكس من ذلك
ينشأ نتيجة الاعتماد المتبادل.


و قد لاحظ دوركايم حين قارن بين المجتمعات القديمة و المجتمعات الأكثر تطورا، أن الأولى يسودها التضامن
الآلي أما الثانية فيسود فيها تضامن عضوي .


ثالثا: تقسيم العمل: يعد كتاب دوركايم تقسيم العمل الاجتماعي 1893 و الذي كان أول أعماله السوسيولوجية
دراسة كلاسيكية للتضامن العضوي، فقد عالج في القسم الأول من الكتاب الظواهر الاجتماعية بوجه عام
. قسيم العمل في المجتمع و الذي اعتبره متغيرا مستقلا باعتبارها نتائج مصاحبة لت


و يرى دوركايم أن التماسك العضوي إنما هو ناتج لتقسيم العمل الأكثر تقدما، و لكن تقسيم العمل في حد ذاته
ليس كما يرى علماء الاقتصاد نتيجة لعوامل اقتصادية و لا نتيجة رغبة الأفراد في أن يزيدوا من طاقاتهم
الإنتاجية و في أن يحسنوا الإنتاج أو يحسنوا من أساليب حياتهم، و لكن تقسيم العمل يرجع في رأي دوركايم إلى
ما أسماه بالكثافة الدينامية أو الكثافة الأخلاقية، و يعني بها تلك الحالة من التفاعل المكثف بين الناس و الناتج عن
زيادة عدد الأفراد الذين تهيأ لهم فرص الاتصال بعضهم ببعض بدرجة تجعلهم قادرين على التفاعل مع بعضهم،
وبالتالي يمكن القول حسب دوركايم أن التقدم في عملية تقسيم العمل إنما يتناسب تناسبا طرديا مع الكثافة
الدينامية أو الكثافة الأخلاقية بمعنى أن مصدر تقسيم العمل المتقدم إنما يكمن في القيم الثقافية التي يتضمنها
الضمير الجمعي لأعضاء مجتمع ما قائم بالفعل .


رابعا: الضمير الجمعي: كان كتاب قواعد المنهج في علم الاجتماع 1895 العمل الرئيسي الثاني لدور كايم، و
و يؤكد دوركايم أنه ينتج عن تجمع عقول الأفراد و التحامها، نوع ، جديدا للضمير الجمعي الذي قدم فيه تصورا
من الوحدة السيكولوجية تتميز عن الأفراد ذاتهم، و أن الجماعة تمارس أنماطا من التفكير و الشعور و السلوك
مختلفة تماما عن الأفراد الذين يكونونها، و هذا هو الذي يجعل من الضروري أن يبدأ تحليل سلوك الجماعة


بدراسة ظواهر جمعية بدلا من دراسة الأفراد، كما تمارس الظواهر الجمعية ضغطا قويا على الأفراد بحيث
تصبح السمات العامة المميزة لأعضاء الجماعة نتيجة مترتبة عن هذا الضغط.


خامسا: دراسة دور كايم للانتحار: تعتبر دراسة دوركايم الشهيرة عن الانتحار من أهم الدراسات التي عكست
مدى اهتمامات هذا العالم بتحليل مشكلة اجتماعية بالغة الأهمية، و التي زادت معدلاتها نتيجة لوجود التفكك
الاجتماعي و تناقص عمليات التضامن أو التكامل الاجتماعي، و الخلل بالقواعد المعيارية )الأنومية( أو العلاقات
التي تربط الفرد بالجماعة أو التنظيمات المجتمعية التي ينتمي إليها.


فجاءت الثلاث أنواع المميزة للانتحار في المجتمع بعد دراسة تحليلية لدور كايم استخدم فيها الإحصاءات لتكشف
عن أن مظاهر الانتحار زادت نتيجة لوجود ظواهر مرضية في المجتمع و نتيجة لعدم التكيف من قبل الأفراد
داخل الجماعات و البناءات التنظيمية التي ينتمون إليها سواء من شدة الانتماء الشديد أو التفكك و البعد النهائي
عن قواعد المجتمع و معاييره و قيم أخلاقه، بل و ربطها بكثير من الأمراض الاجتماعية و الخلل الذي أصاب
البناء الاجتماعي، أيضا نتيجة زيادة المجتمع من حيث السكان و الحجم و زيادة نمو التصنيع و تقسيم العمل .


و قد يبدو الانتحار لأول وهلة أنه ظاهرة فردية، يمكن تفسيرها في ضوء اصطلاحات علم النفس، و لكن
دوركايم لاحظ أنه نسب الانتحار تختلف من جماعة لأخرى .


و تقوم الافتراضات الأساسية عند دور كايم في تفسير الانتحار على أن التكامل الاجتماعي يؤثر في احتمالات
حدوث الانتحار، و قد بين أن تعميمه النظري هذا يمكن أن يفسر الحقائق الكثيرة المعروفة عن نسب الانتحار.


و للانتحار حسب دوركايم أنماط متعددة أهمها:


رضية أو الكافية في حياة الجماعة، فالفرد و هو الذي يرجع إلى مشاركة الفرد غير الم : الانتحار الأناني 1
نفسه قليل القيمة، و لكن الذي يعطي وجوده أهمية و هدفا، و هو ما يستمده من المشاركة في حياة الجماعة، و
لذلك فالفرد الذي يعزف أو ينأ بجانبه عن الجماعات الاجتماعية ذات التكامل القوي و الذي يتابع أهدافه
الشخصية و حسب، يكون معرضا أكثر من غيره لأن يقهره السأم و الضجر، و من ثم لا يجد سببا لاستمراره
فيلجأ إلى الانتحار .


2 الانتحار الغيري: و هو الانتحار الذي يرجع إلى شدة اندماج الفرد في الجماعة حتى أنه يفقد فرديته و يفسر
يصبح مستعدا أن يضحي بحياته من أجل الفرد بالواجب إزاء جماعته حتى هذا الاندماج نفسيا بشدة شعور


الجماعة إذا كانت التضحية ضرورية، و يوجد هذا النوع من الانتحار حسب دوركايم في المجتمعات التي تتميز
بالتضامن الآلي.


3 النمط القدري: النمط القدري و هو نمط لم يناقشه دور كايم بالقدر الكافي من التفصيل و الإيضاح و اكتفى
بالإشارة إلى أنه يقع نتيجة للإفراط في التنظيم .


4 الانتحار اللامعياري" الأنومي": ظهر مصطلح " الأنومي " في اللغة الانجليزية منذ عام 1591 م ثم ذاع
استخدامه في اللغة الفرنسية في القرن السابع عشر في ميدان علم اللاهوت، و كان يقصد به إهمال القانون، و
بخاصة القانون الإلهي، و قد كان إميل دور كايم أول من أدخل هذا المصطلح في علم الاجتماع في دراسته
الشهيرة عن الانتحار حيث تحدث عن الانتحار اللامعياري باعتباره واحدا من بين أشكال أخرى للانتحار تزايد
انتشارها في المجتمع الحديث.


و يستخدم المصطلح بمعاني ثلاثة مختلفة:


1 التفكك الشخصي و بخاصة هذا النوع الذي يؤدي إلى وجود من لا قانون له و من يفتقد التوجيه الرشيد و
ذلك دون الإشارة إلى مبلغ تماسك البناء الاجتماعي أو طابع المعايير السائدة فيه .


2 الموقف الاجتماعي الذي يشهد صراعا بين المعايير و بين الجهود التي يبذلها الفرد للامتثال لها.


3 الموقف الاجتماعي الذي تنعدم فيه المعايير نتيجة لتغيرات اجتماعية و ثقافية تقلب التوقعات السلوكية العادية
للفرد.


و يحدث هذا النوع من الانتحار في تلك الحالات التي يتهتك فيها النسيج الاجتماعي على حد تعبير دور كايم، و
بالتالي تنشأ حالة من اللامعيارية أو انعدام المعايير في المجتمع و حالة انعدام المعايير في المجتمع أو حالة
الاضطراب المعياري ينجم عن أي خلل في التوازن سواء كان هذا الخلل في التوازن مؤديا إلى نتائج إيجابية أو
سلبية.


فأي تغييرات مفاجئة في النظام الاجتماعي تؤدي إلى حالة من اللامعيارية أو التفكك الاجتماعي فمثلا الكساد
الاقتصادي أو الرخاء الاقتصادي، حالتان تمثلان تغيرا مفاجئا في النظام الاجتماعي، يترتب عليها درجة من
اللامعيارية تؤدي إلى زيادة معدل الانتحار في المجتمع .



و يمكن القول أن الإنسان في حالته الطبيعية أو البدائية لا يقع في أزمة الأنومي، لأن حاجاته الأساسية تكون
حاجات فيزيقية محدودة بمستويات إشباع طبيعية، و لكن حاجات الإنسان الاجتماعية و الطموحات و التطلعات
التي يخلقها المجتمع الصناعي و يكسبها الإنسان من خلال نشأته و حياته في مثل هذه المجتمعات التي تسبب
الأنومي، لأن تحديد مستويات إشباع هذه الحاجات و وسائل هذا الإشباع يتم بواسطة المجتمع .


و يفترض دور كايم أن مجتمعات ما قبل الرأسمالية الصناعية تكون أكثر استقرارا و تماسكا، حين يكون هناك
انسجام بين الأهداف التي تتطلع إليها كل طبقة، و الفرص البنائية و الوسائل المشروعة التي يتيحها لها المجتمع
لبلوغ تلك الأهداف، و يشعر كل فرد داخل جماعة بالتقدير الذي يحتاج إليه، و من ثم لا يشعر بالمهانة إذا كان
يشغل إحدى المراتب الدنيا في المجتمع ، كما أنه لا يستاء من وضعه الاجتماعي لسببين، أولها أنه يأخذه كأمر
واقع مقبول وثانيهما أنه يحقق ذاته داخل جماعته الأولية فلا يشعر بالدونية في مواجهة الآخرين .


أما في المجتمع الصناعي، فإن المجتمع يفشل في تحديد الأهداف و وسائل بلوغها، بحيث ينسجم مع الإمكانيات
المتاحة للأفراد على مختلف أوضاعهم الطبقية، و تحظى في نفس الوقت بالقبول و التقدير الاجتماعي، كما
أصبحت الثروة و القوة و النفوذ أهدافا في حد ذاتها و أصبح الناس عاجزين عن تحقيق المكانة الاجتماعية التي
يطمحون فيها و يسعون إليها ، لأنهم لا يملكون الوسائل المقبولة اجتماعيا لبلوغها .


و لذلك ينهمك الناس في صراع مع القيم و المعايير الاجتماعية السائدة و يسعون للتحايل عليها، مما يؤدي إلى
انهيار النظام المعياري في المجتمع، تلك الحالة التي أطلق عليها دور كايم كلمة أنومي، و التي تشير إلى حالة
اجتماعية لا تخضع فيها رغبات الفرد للمعايير العامة.


أهم نتائج دراسة الانتحار: إن محور تحليل دور كايم في دراسته للانتحار هو الفكرة القائلة أن هناك تناسبا
عكسيا بين التكامل الديني والعائلي و السياسي للفرد و ميله للانتحار، و كلما كان المجتمع متكاملا بقوة فإنه يبقي
الأفراد تحت سيطرته و يمنعهم من التخلص الإرادي من أنفسهم على أساس أنه يوجد في كل مجتمع متماسك
تفاعل مستمر خاص بالأفكار و المشاعر شيء أشبه بدعم معنوي مشترك من شأنه أن يقود الفرد ليشارك في
الحياة الاجتماعية .


و يرى دور كايم أن:


1 الكاثوليكية تؤدي إلى تكامل اجتماعي أكثر مما تؤدي إليه البروتستنتينية التي تتميز بالطابع الفردي.



2 أن شعور اليهود بالاضطهاد المزعوم يجعلهم يرتبطون ارتباطا قويا بعضهم مع البعض.


3 أن المتزوجين يرتبطون بروابط توحدهم و تؤلف بينهم أكثر من العزاب.


4 أن وحدة المجتمع تكون أعظم في أوقات الشدة و الحروب بعكس الحال في أيام السلام.


5 أن التكامل الاجتماعي يكون أقوى في المناطق الريفية إذا قورن بالتكامل في المدينة و المناطق الحضرية


كل ذلك و غيره من النتائج يبدو أنها تشير في نفس الوقت إلى أن التضامن الآلي أقوى من التضامن العضوي في
تخفيف حالات الانتحار.


سادسا
-
التفسير الاجتماعي للدين: يمثل كتاب " الصور الأولية للحياة الدينية " 1912 م آخر أعمال دوركايم
الهامة ففيه حاول أن يطبق تحليله لقوى الجمعية أو الجماعية في دراسته للدين في أكثر مظاهره أولوية.


و هو يقرر ومنذ البداية أنه في هذا الكتاب سوف يحاول أن يدرس أكثر الديانات المعروفة لنا بدائية و بساطة، و
هي تلك التي نجدها في مجتمع لا يتجاوزه أي مجتمع آخر في بساطة تنظيمه، و قد وقع اختياره على إحدى
القبائل الاسترالية التي تسمى الأرونتا ، وقد أخذ التوتمية كما تسود فيها باعتبارها أكثر صور الدين بساطة، و
تشير التوتمية إلى اعتقاد داخلي في قوة غيبية أو مقدسة أو في مبدأ يحدد مجموعة من الجزاءات يتم تطبيقها على
كل من يحاول انتهاك المحرمات، ويعمل في الوقت ذاته على دعم المسؤوليات الأخلاقية في المجتمع.


و يرمز التوتم سواء كان حيوانا أو نباتا أو شيئا طبيعيا إلى هذا المبدأ التوتمي المقدس من ناحية و إلى الجماعة
من ناحية أخرى، و لقد درس دوركايم النشاطات الاجتماعية للأرونتا فلاحظ أن حياتهم تنقسم قسمة عادلة بين
جانبين :


الأول علماني يتصل بانقسام العشيرة إلى مجموعات صغيرة من الأفراد يمارسون حياتهم الخاصة سعيا وراء
قضاء مطالبهم و حاجاتهم، أما الجانب الثاني فيتمثل في التجمعات الدورية المقدسة للعشيرة التي تعمل على
تنظيمها و تحقيق سيادة الجماعة و قد يصاحب هذا التجمع انتهاك بعض المحرمات.


و يؤكد دور كايم أن فكرة الدين و عاطفته تتحققان من خلال هذه النشاطات الجماعية، فالجماعة هي المصدر
الأساسي أو السبب الكافي لظهور الدين، ذلك أن أفكارنا و ممارساتنا الدينية ترمز إلى الجماعة الاجتماعية و هذا


هو الذي يجعل التمييز بين ما هو مقدس و علماني تمييزا يتسم بالعمومية و يؤدي وظائف جوهرية في الحياة
الاجتماعية بوجه عام .


و يرى دور كايم أن الحياة الجمعية هي مصدر الدين و هي تحدد موضوعه.


يمكن القول أن دور كايم كان موضوعيا إلى حد كبير في دراسته هذه و كان يمكن لنا قبول أفكاره هذه لو آمنا بأن
جميع الأديان هي أديان وضعية من وضع الجماعة و لكننا نعلم أن هناك أديان سماوية منزلة من قبل الرحمن عز
وجل فلا يمكن أن يكون للجماعة الاجتماعية إلا قبولها و العمل بمقتضاها، و الانصياع لأوامرها و تطبيق
الجزاءات الشرعية التي جاءت بها داخل الجماعة التي تؤمن بهذا الدين أو ذاك.


سابعا
-
التربية : جاءت نسبة كبيرة من تصورات دوركايم في علم اجتماع التربية في كتابه المميز عن " التربية
و علم الاجتماع " الذي نشر عام 1956 ، و تصور فيه أن التربية شيء اجتماعي و أنها تغير المجتمع ككل، كما
أنها تعد بمثابة الوسط الاجتماعي الذي يحدد الأفكار و المثل و القيم، كما أن المجتمع لا يستطيع أن يبقى إلا
عندما يحدث نوع من التجانس بين أعضاءه، و تعتبر التربية هي الوسيلة التي تعزز بقائه و وجوده ، كما تعتبر
التربية جزءا أساسيا من متطلبات الحياة الجمعية.


و عرف دوركايم التربية بأنها التأثير الذي يمارس بواسطة الأجيال الراشدة على الأجيال الصغيرة الذين لم
يتأهلوا بعد للحياة الاجتماعية، كما أن التربية تهدف إلى تنشئة و تطوير الأطفال فيزيقيا و فكريا و أخلاقيا و تعد
مطلبا أساسيا إلى المجتمع السياسي ككل، كما نلاحظ أن دوركايم يستخدم مفهوم التأثير أو النفوذ الذي تقوم به
التربية في المجتمع، أو الوظيفة الاجتماعية لعملية التربية، خاصة و أن التربية هي التي تعد الأفراد إلى مرحلة
الحياة الاجتماعية، و يقصد بالتربية بأنها تعني مجموعة القيم و العادات و التقاليد و المعايير التي تحدد نوعية
الحياة الاجتماعية.


كما تعد قضية التنشئة إحدى القضايا الهامة التي وضحها بعد عرضه لقضية التربية من ناحية المعنى و المفهوم
و علاقتها بالحياة الاجتماعية للأفراد و المجتمع ككل، فالتنشئة تعتبر جزء أساسيا من عملية التربية ذاتها التي
تؤهل الأطفال أو الصغار لاكتساب العادات و التقاليد و السلوكيات و نسق القيم و المعايير من الأجيال الرشيدة أو
الكبار و من خلال الأسرة و المؤسسات الاجتماعية الأخرى.


كما أن التنشئة الاجتماعية تسهم في استمرارية وجود المجتمع و الحياة الجمعية و بقائها، كما تعمل على توفير
درجة كافية من التجانس بين الأفراد و الجماعات التي تكون المجتمع ذاته.



يتضح مما سبق مدى تنوع و تعدد اهتمامات هذا العالم، و نؤكد بالضرورة على أن الهدف الأول من تحليلات
دور كايم هي سعيه من أجل تفسير المجتمع الذي عاش فيه و معرفة التغيرات التي حدثت على بناءاته
ومؤسساته التنظيمية و الاجتماعية، ولقد انعكست أهمية هذه الكتابات في ضوء تأكيده المستمر على استخدام
التحليل السوسيولوجي في دراسة حقائق المجتمع، تلك الحقائق التي اعتبرها في منهجيته المعروفة على أنها
أشياء يجب دراستها دراسة واقعية حتى يتعرف على حقيقة العوامل المتداخلة في تشكيلها و من أجل تفسيرها
بصورة علمية .


و من ناحية أخرى تميزت تحليلات دور كايم باهتمامه بالمدخل البنائي الوظيفي، بالإضافة إلى استخدامه المنهج
التاريخي المقارن في دراسته للظواهر الاجتماعية، و ربطه للقضايا و المشاكل الاجتماعية التي حاول أن
يعالجها و يقدم حلولا لها في دراسته للمجتمع الحديث.


هكذا ظهرت كتاباته عميقة و مركزة و ذات بعد تحليلي يمثل دراسته للعلاقة التي تربط بين الفرد و المجتمع، و
محاولته للتعرف على دور الدولة، و وظائف السلطة في المجتمع و فكرته حول التضامن الاجتماعي و تقسيم
العمل، و دراسته للجماعات المهنية و النقابات العمالية، و تحليله للأفكار السياسية مثل الشيوعية و الاشتراكية و
الصراع الطبقي.


و توضح اهتمامات دور كايم للقضايا نزعته الليبرالية المحافظة و مدى حرصه الشديد على الحفاظ على القواعد
المعيارية و الأخلاقية و التي ظهرت في معظم كتاباته مثل تحليله لمفهوم الآنومي، و فكرته حول التضامن
تفكك الاجتماعي و تفشي روح الاجتماعي تلك النزعة التي تكشف أيضا عن قلقه خوفه من مظاهر التصدع و ال
الفردية و الأنانية و التهديد الشامل للبناءات و التنظيمات و المؤسسات الاجتماعية نظرا لزيادة التحول نحو
التصنيع و ما صاحبه من نتائج مثل تقسيم العمل و زيادة التخصص و التحول في العلاقات الاجتماعية من
التضامن العضوي إلى ما أسماه بالتضامن الآلي و عدم التكامل الاجتماعي.


و الواقع أن كتابات دوركايم و تحليلاته لم تظهر من فراغ بل لقد تأثر كثيرا بالمناخ الفكري و الثقافي و
الاجتماعي الذي كان سائدا في العصر الذي عاش فيه، فجاءت أفكاره وليدة ظروف ذلك العصر.


-
ماكس فيبر ) 1864
1920 (: ولد ماكس فيبر بألمانيا عام 1864 في عائلة بروتستانتية
ثرية كبيرة، و كان
والده أحد أهم الأعضاء في الحزب القومي الليبرالي وهو حزب المثقفين والطبقة البورجوازية و بالتالي فقد نشأ
في بيت علم وسياسة وفكر، و شب فيبر على قراءة كتب كبار المفكرين من أمثال ماركس و نيتشه و هيغل


وغيرهما وهو نما شغفه بالتاريخ والفلسفة، وعلم اللاهوت، والجماليات، الخ، ثم واصل دروسه في كلية الحقوق
والاقتصاد، وحضرّ أطروحته الجامعية عن المجتمعات التجارية في القرون الوسطى.



تعرض لانهيار النفسي عانى منه في عام 1898 أدى إلى انسحابه من التدريس الأكاديمي، إلا أن ذلك لم يؤثر
على تدفق كتاباته، حيث قدم مجموعة كبيرة منها حول الفكرة الموحدة لديه كانت التركيز على العلاقة المتبادلة
بين التشكيلات القانونية والسياسية والثقافية في جانب، والنشاط الاقتصادي في الجانب الآخر، و في عام
1904 أسس ماكس ويبر مجلة كان لها دور في تطوير نظريات علم الاجتماع لاحقا، بعنوان أرشيفات العلوم
الاجتماعية والعلوم السياسية، كما شارك عام 1910 في تأسيس الرابطة الألمانية لعلم الاجتماع، و أصبح أحد
كبار المؤسسين أمثال كارل ماركس، إميل دوركهايم، و أوغيست كونت.





وهو من وضع تعريف البيروقراطية، وعمله الأكثر شهرة هو كتاب "الأخلاق البروتستانتية وروح الرأسمالية"
كما درس فيبر جميع الأديان و يرى أن الأخلاق البروستنتانتية أخلاق مثالية ومنها استقى النموذج المثالي
للبيروقراطية والدي يتميز بالعقلانية و الرشادة ومن الصعب تطبيقه في الواقع ولو طبق في التنظيم لوصل
لأعلى درجات الرشادة.


وقد اشتهر ماكس ويبر بأنه أحد المفكرين الذين انهمكوا في تحليل ظاهرة الحداثة وكيفية نشوئها وتشكلها
وسيطرتها على المجتمعات الصناعية المتقدمة.


فيبر مفاهيمه الاجتماعية الأساسيةّ على خلفية نظرته قد بنى ل : مفاهيم ماكس فيبر الاجتماعيةّ الأساسيةّ أولا:ً
هي: و للواقعة الاجتماعية، التّي يرى أنهّا تحدث في إطار ثلاث مستويات مختلفة


أ
-
المستوى الأول:
حد، وهنا سوف يسعى أي النشّاط أو الفعل الذّي يقوم به فرد وا ، هو مستوى الفعل الفردي
"فيبر" إلى فهم المعنى المقصود الذّي أراده الفاعل من هذا الفعل أو البواعث الكامنة خلف قيامه بهذا النشّاط.


ب
-
المستوى الثاني:
هو مستوى العلاقة الاجتماعية، التي تجري بين فاعلين أو أكثر في إطار الحياة الاجتماعية
داخل مجتمع ما.



ج
-
المستوى الثالث:
هو مستوى الترّابطات أو النظّام الاجتماعي، الذّي ينبغي أن يعكس الأبعاد المعقدة
لمستويات الواقعة الاجتماعية داخل المجتمع.



وهذه المستويات الثلاث هي التي تحكم البناء المفهومي للنظرية الاجتماعية الفيبرية.



للسوّسيولوجية الفهميةّ "بوصفها يبدأ فيبر مفاهيمه بتعريفه : لمفهوم الأول: المفاهيم السوّسيولوجية التحليلية ا
ذلك العلم الذي ينبغي أن يفهم معنى الفعل الاجتماعي، وبالتالي يفسر سببيا حدوثه وبواعثه ومؤثراته"
و بهذا
- علم خاص بالفعل الإنساني فإن السوّسيولوجية عند فيبر، هي المعنى
لا يريد الاجتماعي، أي العلم الثقّافي الذي
أن يفهم قصد وبواعث الفاعل من قيامه بفعله فقط، بل يريد كذلك أن يفسر بصورة سببية مترابطة الأسس التي
تكمن خلف قيام الفاعل بفعله أو نشاطه.


: هو ذلك السلّوك أو النشّاط الذّي يمكن أن ننسب إليه قصد أو معنى ذاتي لتبرير المفهوم الثاّني: الفعل الإنساني
ما قام به الفاعل من نشاط.


من ، الباب من غير أن يقصد ذلك فتُحِ أن يستند إلى الباب، فوضع يده على المقبض، فإذا ا شخصا م ن فمثلا لو أ
وجهة نظر فيبر فإن هذا النشّاط ليس فعل إنساني، لأن الفاعل لم يعن أو لم يقصد من حركته تلك فتح الباب، بل
لكن من جهة أخرى فإن المراقب لا يستطيع أن ينكر بأن عملا قد أنُجز بالفعل و كان هدفه فقط أن يستند عليه، و
هو فتح الباب، فكيف لا ندع هذا النشاط بفعل إنساني؟


كأن يريد شخص ما أن يركن سيارته في الموقف المخصص لها، حسب فيبر ، مثالا آخر من الحياة العملية
ا يجعل من هذا السلوك فعل لأن شرط ربطه بمعنى ذاتي للفاعل المعنى المقصود هو ركن السياّرة، وهذا م
ولكن ماذا يحدث لو أن هذا الساّئق أثناء محاولته ركن السيّاّرة في مكانها ألحق ضرراً بالسيارة المجاورة ، متحقق
من غير أن يقصد فعل ذلك؟ حسب فيبر إن هذا السلوك ليس فعل، لأننا لا يمكن أن نربطه بقصد الفاعل، على
و ، الرغم من حدوث نتيجة واضحة عنه، الفاعل قصده أن يركن السيّاّرة لا أن يلحق الضرر بالسيارة المجاورة
لكن القانوني مثلا لا يستطيع أن ينظر إلى هذا السلّوك على أنه ليس فعل كما يريد فيبر، بل هو في هذه الحالة
ه بالسيارة الأخرى، فرغم أن السلّوك الذي قام به لا يمكن أن يجُرِّم الساّئق ويلزمه بأن يعالج الضرّر الذّي ألحق
نربطه بقصده

كما يقول فيبر
-
لأنه ليس المعنى الذاتي الذي أراده من فعله، إلا أنه من وجهة نظر العلوم
لبشري وبالتالي فإن التعريف الذي يورده فيبر في تحديد السلّوك ا ، القانونية )فعل إنساني( يتحمل صاحبه تبعاته
الذي يمكن أن نطلق عليه صفة )فعل إنساني( لا يستطيع أن يشمل جميع أنواع الفعل الإنساني حقيقة،ً بل طائفة
محددة منها فقط، وهي تلك التي تحقق فيها شرط ربط الفعل بالمعنى الذي قصده الفاعل.



صوصيةّ تميزه عن غيره من الأفعال، هو أحد أنواع الفعل الإنساني، وله خ المفهوم الثاّلث: الفعل الاجتماعي:
وهو يعتبر الأساس الذي تقوم عليه "السوسيولوجية الفيبرية"، ففي الوقت الذي رأينا فيه فيبر يعرف الأول على
إذا ، "يكون الفعل اجتماعياً لفاعل، فإن فيبر يعرف الثاني بقوله أنه سلوك أو نشاط يرتبط بمعنى ذاتي خاص با
تعلق معناه المقصود من قبل فاعله أو فاعليه بسلوك الآخرين، الذين يوجهون حدوثه".


إذا الفعل الاجتماعي هو الذي يتوجه بسلوك الغير، ويرتبط بمعنى مشترك معه، فمثلا:ً إذا قمت بفتح نافذة
فعلا الحجرة لكي يدخل الهواء النقّي، فإن هذا السلّوك هو فعل إنساني، له معنى ذاتي مقصود للفاعل، ولكنه ليس
اجتماعياً، وكذلك الحال إذا أردت أن أرُوح عن نفسي، فأخذت أدُندن وأنا جالس وحدي في غرفتي، فإن هذا
الفعل ليس اجتماعي، ولكن لو أنني كنت أشاهد مباراة كرة القدم مع مجموعة من الأصدقاء، وأخذنا ننشد سوياً
ك يمكن أن يسمى: فعل اجتماعي، لأنه ارتبط بسلوك أناشيد حماسيةّ لتشجيع الفريق في الملعب، فإن هذا السلّو
هو استجابة أو متأثر ومتوجهّ بسلوك الآخر، وبالتالي فإنه لأن سلوكي هنا ، الآخرين، الذين وجهوا سلوكي
سيكون فعلا اجتماعياً.



يحددها فيبر على النحّو التالي: و أنواع الفعل الاجتماعي: ثانيا:ً


"الفعل الاجتماعي: يمكن أن يتوجه بمؤثر آخر حاضر أو ماض أو منتظر في المستقبل، و يمكن أن يكون هذا
الآخر

أو الآخرين
-
معروف أو غير معروف".



- إذاً الفاعل الآخر الذي يوجه سلوكي فيجعل منه فعلا اجتماعياً، قد يكون موجود أمامي حاضر
على سبيل
المثال
-
أحد الناّجين من مجازر القتلة، فتنساب الدمّوع من عندما أجلس بصمت وهدوء في قاعة يتكلم فيها
وقد يكون أحد أقربائي المتوفين فأبكي لأجله، . ولكن قد يكون الباعث لهذا السلّوك مؤثر قديم كأن أتذكر عيني
الباعث مستقبلي، كأن أتذكر واجب تسديد مبالغ طائلة للدائنين في نهاية العام فأصاب بالحزن وأرثي لحالي.


فإن هذا الباعث الذي يؤثر في فعلي قد يكون واحد أو متعدد، معروف أو غير معروف، مثلا عندما أذهب وكذلك
لكي أظهر بمظهر لائق أمام زبائني في المتجر الذي أعمل به، فإن ، للحلاق، وأطلب منه أن يهذب شعري
اجتماعي، خضع لتوجيه العديد المؤثر في سلوكي هو متعدد وغير معروف، وبالتالي فإن هذا السلّوك هو فعل
من الناس الذين يزورون متجري، وهم زبائن متوقعين، وليس بالضرورة أن يكونوا معروفين بالنسبة لي



ولكن بالمقابل لو قمت بنفس الفعل، وهو الذهّاب إلى الحلاق كما ذكرنا، بدافع أنه سيكون لدي لقاء مع خطيبتي
وأبهى هندام، فإن فعلي هذا سيكون فعلا اجتماعياً وقد خضع لتوجيه فرد غداً، وأحب أن تراني على أحسن حال،
واحد ومعروف بالنسبة لي و هو الخطيبة.



هي: وجود أربعة أنواع، هي بمثابة أنماط مثالية للفعل الاجتماعي فيبر يفترض : أنماط الفعل الاجتماعي ثالث:ً


1-
بساط كل فعل اجتماعي يقوم به الفاعل بتحديد السبّل وهو ب : النمط المثالي للفعل الموجه بأهداف عقلية
والشرّوط الصحّيحة التّي تمكنّه من بلوغ هدفه بصورة عقلانيةّ، فهو يدرك علاقة الترّابط بين السبّب والنتّيجة،
فمثلا من أراد أن يشتري سيارة جديدة، فعليه أن يحسب حسابه أن عليه العمل بجد لجمع المبلغ المطلوب، ثم
يه متابعة العروض التّي تقُدمِّها وكالات السيّاّرات، ثم عليه أن يحددِّ ما يريد شرائه في حدود إمكانياته المالية، عل
وهكذا عليه أن يحسب كل خطوة بصورة عقلانية، ويتخذ الإجراءات الماديةّ للوصل إلى هدفه أو غايته. وهذا
ال النشّاط الاقتصادي والتقني. النوّع من الأفعال الاجتماعية أغلب ما يكون في مج


2-
النمط المثالي للفعل الموجه بالقيم: هو كل فعل ذو طابع اجتماعي يقوم به الفاعل على خلفية توجهه بقيمة
يقُدمِ شخص ما بالتعاون مع مجموعة كأن ، أخلاقية أو بتعاليم دين أو مذهب ما، وذلك بصورة عقلانية محسوبة
ما على تأسيس جمعية خيرية تجمع التبرعات لفقراء طائفة أو دين أو مجتمع يربطهم به علاقات مشتركة.


3-
النمط المثالي للفعل الموجه بالعواطف: هو جميع الأفعال التي يكون الباعث الموجه لها، نابع من العاطفة،
ها في مظروف فمثلا عندما يقوم أحدهم بنظم قصيدة من الشعر ووضع ، سواء أكانت عاطفة إيجابية أم سلبية
والدفع به إلى فتاة تعلق بها قلبه، فالباعث هنا هو عاطفة الحب، أو على نحو سلبي، عندما يقوم أحدهم بدافع
عاطفة الكره، بعدم دعوة شخص ما إلى مناسبة سعيدة خاصة به.



4-
النمط المثالي للفعل الموجه بالتقاليد: هو من الأفعال المنتشرة في المجتمع على نطاق واسع، هو كل فعل
رتدي الرجل لباسه التقليدي فمثلا عندما ي ، به على خلفية التوجه بالتقاليد والعادات الخاصة قوم اجتماعي ن
كالبرنوس و الجلابة و غيرها، هو فعل موجه بتقاليده المحلية، أو أن تقوم الفتاة باستخدام الحناء لرسم الزخارف
و الأوشمة على الكفين في المناسبات السعيدة كيوم الزواج، و هكذا هو كل فعل نتأثر به بتقاليدنا وعاداتنا.


من جهة ثانية، فإن فيبر يتحدث عن فعل اجتماعي يمكن أن يتوجه بعدة بواعث في آن واحد، فمثلا لو أخذنا حالة
)أستاذ جامعي يمتنع عن التدخين(، ثم يتبين لنا أنه أقدم على هذا الامتناع لعدة بواعث هي:



1-
، فهذا هو النوع الأول من أنماط الفعل. الصحة كما أثبتت الأبحاث الطبّية : لأن التدخين مضر ب باعث عقلي


2-
باعث قيمي: لأنه أستاذ جامعي فهو يريد أن يحقق في شخصه مفهوم القدوة لطلبته، لذلك فقد عدل عن
التدخين، وهذا هو النوع الثاني من أنماط الفعل.


3-
باعث عاطفي: لأن التدخين قد يضر بعائلته، وحبه لها يدفعه لتجنب إلحاق الضرر بهم، لذلك ترك هذا الفعل
السيئ، وهذا هو النوع الثالث من أنماط الفعل.


4-
باعث تقليدي: التقاليد الأكاديمية لا تعتبر أن وجود أستاذ جامعي مدخن شيء مألوف، بل هي لا ترحب بمثل
ليد العمل الأكاديمي أقلع عن التدخين، وهذا هو النمط الرابع من الأفعال. هذا الفعل، لذلك تماشياً مع تقا


لذا ، كان يؤمن بالفرد وبدوره ككائن نشيط بمعزل عن مجتمعه : الفرد والدين والدولة بحسب ماكس فيبر رابعا:ً
جتماعي مكانة احتل مصطلح الفعل الا ، و عمل على تفسير الظواهر الاجتماعية انطلاقا من النشاطات الفردية
فالفرد يحتل عنده الأسبقية في الدراسة على المجتمع المكونَّ بدوره من عدد من ، أساسية في الفكر الفيبري
. عاقلة بكل أفعالها ونشاطاتها وسلوكاتها الأفراد، لكونه كائنا واعيا وذات


نظام السياسي عند فيبر الذي ربطه بوجود الدولة التي تحتكر استخدام العنف، علما بأن هذه إن مبدأ القوة أساس ال
المقاربة ظهرت قبله، لكن السوسيولوجي الألماني عمل على تطويرها وتحدث عن العنف الشرعي.


لتعريف الدولة الحديثة عند ماكس فيبر تحدث عن ثلاثة معايير: القدرة، السيطرة، التنظيم، و مع تشديده على أن
الدولة هي التجمع الوحيد الذي يحتكر ممارسة القوة الشرعية، نجده يقيم تمييزا بين القوة والسيطرة، فرأى أن .» وجود القوة هو جوهر العمل السياسي «


كما وضع فيبر ثلاثة نماذج لشرعية السيطرة كاريزمية وتقليدية وعقلانية، وعارض مبدأ توزيع السلطات، رأى
هذا التوزيع غير ملائم ويعرقل مهمة رئيس الدولة، فطالب بالحد من سلطة البرلمان لأنه أراد إعطاء المزيد أن اتهامه بأنه من دعاة الديكتاتورية، خصوصا أن نظريته ودراساته إلى الحاكم الواحد، ما أدى إلى من الصلاحيات
حول «الشخصية الكاريزمية « » عب الألماني الذي سيستقبل في ما بعد السلطة الأشهر كانت بمثابة تهيؤّ نفسي للش
في التاريخ الحديث: هتلر.






خامسا

المداخل النظرية الكبرى في علم الاجتماع: يذكر علماء الاجتماع أن التيارات الفكرية التي صاحبت
ظهور هذا العلم ونشأته، لا تزال تؤثر في توجهه النظري حتى الآن، والحقيقة أن مختلف النظريات في هذا العلم
تصب في اتجاهين أساسيين، يتميز كل منهما برؤية خاصة للواقع الاجتماعي: اتجاه محافظ، واتجاه رافض
وثوري، والنظريات عبارة عن طرق مختلفة لإدراك الحقائق الاجتماعية وتفسيرها، وتعرف النظرية بأنها:
"مجموعة مبادئ وتعريفات مترابطة، تفيد في تنظيم جوانب مختارة من العالم الأمبيريقي على نحو منسق
ومنتظم "، فهي تتكون من قضايا مترابطة منطقيا وقابلة للتحقق الواقعي، وتنطوي على دعاوى وبديهيات
أساسية، وتعد النظرية مسألة أساسية في العلم، و يرى المطلعون في ميدان النظرية، أن البحث دون سند من
العبث، وذلك لأن النظرية في علم الاجتماع مستمدة أصلا من نظري، ليس إلا نوع من نظرية، أو دون اتجاه
و في ما يلي لنظر العقلي المجرد ا نتائج دراسة عملية، أجريت فعلا في الواقع الاجتماعي، وليست مستمدة من
عرض لأهم النظريات أو المدارس النظرية الكبرى في علم الاجتماع:


أ
-
المدخل الخلدوني أو الإسلامي: علم الاجتماع هو علم قديم النشأة، يمتد في جذوره إلى ابن خلدون الذي أرسى
الدعائم الأولى لعلم الاجتماع وأعطاه اسم علم العمران البشري، وقد أشار ابن خلدون إلى أن سابقيه لم يكتبوا في
هذا الميدان الذي يعد بتقديره أهم معيار لصحة الأخبار، و بفرض أنهم فعلوا ذلك، فإن كتاباتهم لم تصل إليه،
ويشير إلى ذلك في مقدمته بقوله و كأن هذا علم مستقل بذاته: فإنه ذو موضوع وهو العمران البشري والاجتماع
الإنساني، وذو مسائل: وهي بيان ما يلحقه من العوارض والأحوال لذاته واحدة بعد أخرى، و كأن ابن خلدون قد
وعى أنه أسس بعمله هذا علما جديدا عظيم الأهمية حين قال في مقدمته "وأعلم أن الكلام في هذا الغرض
مستحدث الصنعة غريب النزعة غزير الفائدة.

و علم العمران عند ابن خلدون يتفرع إلى ميادين متعددة، فبعض ما كتبه قد تناول ميدان علم الاجتماع السياسي
حينما أشار إلى الدولة وضرورتها و قيامها، كما تناول بالدراسة ما يسمى في هذه الأيام علم الاجتماع الاقتصادي
فبحث فيه الصنائع وأشكال كسب الرزق وقوانين حصول الازدهار والضمور الاقتصاديين، كما درس العلوم و
الآداب والفنون من الناحية الاجتماعية، أي إنه تناول ما يسمى اليوم علم الاجتماع الثقافي.

النظريات و المبادئ الاجتماعية التي صاغها ابن خلدون: عالج ابن خلدون العديد من القضايا الاجتماعية و أقر
الكثير من المبادئ و المسلمات في علم الاجتماع نذكر منها:



أولا: المجتمع: أوضح ابن خلدون أن الظواهر الاجتماعية تظهر للضرورة الطبيعية و ليست مهيمنة كالظواهر
الطبيعية و أن الظواهر الاجتماعية لا تتأثر بالظواهر الطبيعية فحسب بل تتأثر كذلك بظواهر اجتماعية من
بيئتها، و بدأ ابن خلدون في هذا الصدد في دراسة العوامل التي ترجع إلى نشأة الحياة الاجتماعية وهي في نظره
ثلاثة عوامل:


*-
ضرورة اقتصادية لان الفرد لا يستطيع أن يحصل على حاجاته إلا بالإنتاج.

*-
ضرورة دفاعية: لان الصراع الدائم بين البشر و الحيوانات أدى إلى الاجتماع و التعاون.


*-
ضرورة اجتماعية: فالإنسان مزود بشعور فطري تلقائي يدفعه إلى الاستئناس بأخيه الإنسان، و ميل الفرد و
رغبته الملحة في تحقيق فكرة الجمعية من أجل دفع عدوان الناس عن بعضهم البعض.


ومتى نشأ المجتمع على هذه الصورة يكون مسرحا لطائفتين من الظواهر:


أ
-
الظواهر الطبيعية: و المجتمع لا يخلقها و لا ينشئها ولكنه يجدها مستقلة عنه بطبيعتها فتؤثر فيه و يؤثر فيها و
يخضع لنتائجها و يكيف نفسه تبعا لمؤثراتها و يرجع أهم هذه الظواهر إلى الوسط الطبيعي الذي يحيط بالمجتمع
من بيئة وعوامل مناخيه.


ب
-
الظواهر الاجتماعية: و المجتمع بصدد هذه الظواهر يوجدها وينشئها، وقد فطن ابن خلدون إلى أن هذه
الظواهر لا توجد منفصلة بل تكون كل متماسك الأجزاء وهي على أنواع منها الظواهر السياسية والاقتصادية و
الأخلاقية و التربوية.


* يرى أن الظواهر الاجتماعية لا تتأثر بالظواهر الطبيعية فحسب بل تتأثر كذلك بظواهر اجتماعيه من بيئتها.

* و أن النظام الاجتماعي يدار بالجماعات ولا يمكن أن يكون حسب أهواء الأفراد.



* درس أيضا الظواهر الاجتماعية في حالة استقرارها وتطورها.


* الظواهر الاجتماعية المتشابهة تظهر في مجتمعات متشابهة ويرجع ذلك إلى الاختلافات في المجتمعات و
اختلاف الزمن بمعنى أن الظاهرة الاجتماعية نسبية تتأثر بالزمان و المكان.



* المجتمع في النهاية يموت وقد تحصل بعض الأحداث تؤخر هذا الموت.


* أن القوانين التي تصدر من السلوك الإنساني هي إنسانية وليست بيولوجية أو نفسية.


* اعتبر ابن خلدون أن العصبية القبلية قاعدة تقود إلى تشكل المجتمع.


* من أكثر المسببات التي تؤدي إلى القبلية هو الدين، و لقوة العصبية والدعوة الدينية علاقة وثيقة، و يؤكد ابن
خلدون أن الدعوة الدينية بدون عصبيه لا تتم.

* ذكر ابن خلدون أن للبيئة والتضاريس والمناخ والغذاء تأثير كبير على السلوك الاجتماعي مثل الغنى الاجتماعي.

* و أن التماسك الاجتماعي يعود إلى صفات شخصية غير اجتماعية.

ابن خلدون لم يقرر حتمية تأثير العوامل الطبيعية كالمناخ، الغذاء و الأرض، و ذكر تأثيرها على أخلاق البشر
كان فقط لتوضيح الفوارق بين الحضر والبدو، فأبحاث ابن خلدون في تأثير المناخ والخصب والجدب ووسائل
كسب العيش كانت تهدف إلى بيان أسباب وعوامل الفروق بين البدو والحضر، و دراسة هذه الفروق
لم تكن هي
الأخرى غاية في ذاتها وإنما كانت مقدمه لشرح ما يهمه بالدرجة الأولى وهو نشوء الدول وسقوطها.


يمكن إجمالها مختصرة فيما يلي: ثانيا:ً التغير الاجتماعي :


* ذكر ابن خلدون أن الحياة الاجتماعية متغيرة و غير ثابتة.

* و أن الطبائع العمرانية ليست طبائع جامدة بشكل نهائي بل إنها تتبدل في مجموعها بفعل طبيعة عمرانية
أخرى نتيجة تغير أحوال الأمم و الأجيال و العصور و ذلك لان أحوال العالم و الأمم لا تدوم على وتيرة واحدة،
و مبدأ التغير هذا هو نفسه مبدأ التطور وهو يعني التقدم كما يعني التراجع.


* عاش ابن خلدون في عصر ابرز سماته انه الانحطاط و التقهقر، و لم يرى في ذلك عقابا إلهيا ولا قدرا مكتوبا
بل انه كان يرى فيه نتيجة تطور حتمي اقتضته الطبائع العمرانية وفرضه سير التاريخ فالتطور التاريخي إذن
تطور ذاتي لا دخل لرغبات الناس فيه.


* ذكر ابن خلدون أن الحياة الاجتماعية غير ثابتة فهي تتغير و تتطور فعندما يظهر الضعف في مجتمع يلاحظ
التغير الاجتماعي، الذي يحدث فقط كنتيجة للعلاقة بين اختلاف الناس و طبقاتهم و نتيجة طبيعية للمحاكاة و
الاختلاط، و قد حدد ابن خلدون أربع مستويات للتطور الاجتماعي و هي:

1 -
تشكل العصبة القبلية بالالتحام و النسب.


2 -
مرحلة الملك و تركيز السلطة في يد شخص يعتمد على قوة تماسك العصبة.


3 -
فساد يوصف بالبذخ و التنافر و التباعد بين الحكام و عامة الشعب و اضمحلال الاقتصاد.

4 -
المجتمع يموت بالاعتداء عليه من الداخل أو من الخارج.


- ثالثا علم الاجتماع السياسي: مفهوم العصبية كان المفتاح لنظرية ابن خلدون إلى المجتمع و نظرية الاجتماع
السياسي تحت مفهوم العصبية الاجتماعية، و ذكر أن الظروف الطبيعية للمجتمع تحتم علية القتال إما لأجل
الغنائم أو اكتساب قوة و لكن العدائية تجعل الحياة الاجتماعية مستحيلة إلا إذا حكمت بقانون، هذا القانون يصدر
من شخص مهيب يفرضها على المجتمع أو عن طريق العصبية القبلية.


تجدر الإشارة إلى أن جميع نظريات ابن خلدون عن الدولة و الملك و منهجية الاقتصاد و السياسة تقوم كلها على
أساس واضح تماما فالغاية من الملك و جميع وظائفه تنتهي
عند ابن خلدون إلى شيء واحد هو حماية الملكية
الخاصة، البشر إذا اجتمعوا دعت الضرورة إلى المعاملة و التصادم و مد كل واحد منهم
يده إلى حاجاته يأخذها
من صاحبه و استحالة بقاؤهم بدون حاكم يزح بعضهم عن بعض.


و في كل طور من أطوار الحياة الاجتماعية مهما يكن جوهرها و ظروفها التاريخية لابد من تنظيم سياسي يقوم
قوة العصبة أو على سطوة الدولة.


و أن العصبية أساس التنظيم السياسي للمجتمع و أساس النفوذ السياسي و الولاية ترتفع فقط بالعصبية، و حينما
تستقر تقل الحاجة إلى العصبية و النظام.


- رابعا الاقتصاد و المجتمع: توصل ابن خلدون إلى أن علم الاقتصاد يقف منفصلا عن فلسفة الأخلاق و أن
القوانين التي تسيطر على الاقتصاد كانت منفصلة عن القيم المعنوية للقضاء، و من المبادئ الاقتصادية
الصحيحة أو القوانين التي تعرف عليها ابن خلدون:


* أن الإنتاج هو مصدر الثراء و ليس التبادل التجاري.


* أن المعادن كالذهب و الفضة لا تنم عن الثراء ولكن كانت ذات قيمة مادية.


* الذهب و الفضة و المعادن الثمينة تحصل عليها الدول من خلال التبادل التجاري الخارجي و أن الدول المنتجة
للذهب ليست بالضرورة دول غنية

* كلما زاد التحضر قل الاهتمام بالزراعة.


* تقسيم العمل يعزز العصبية القبلية.


* عارض ابن خلدون العبودية و اعتبر هذا النوع استغلال اقتصادي.


- خامسا المنهج الاجتماعي: يؤكد ابن خلدون أن العلوم مرتبطة بعضها ببعض فنحن لا ندرس الرياضيات أو
القواعد أو المنطق لمجرد دراستها ولكن لفهم باقي العلوم مثل القانون و الفيزياء، جميع المعرفة تنصب لفهم
العلوم، فمثلا لا يمكننا أن نفهم الفلك بدون فهم الفيزياء.

ب
-
المدخل الوضعي: و يمكن تناوله من خلال ما يلي:


1-
النظرية الوظيفية: الوظيفة كما ذكرها العلماء الوظيفيون هي الدور الذي يلعبه الجزء في الكل أي النظام في
البناء الاجتماعي الشامل، أي أن درجة الاستمرار في البناء هي التي تحقق وحدته وكيانه ولا يمكن أن تتم إلا
بأداء وظيفة هذا البناء، أي الديناميكية المتمثلة في الدور الذي يلعبه كل نظام أو نسق في داخل البناء، فالوظيفة
في البناء هي التي تحقق هذا التساند والتكامل بين أجزائه بحيث يفقد النسق أو البناء الاجتماعي معناه المتكامل لو
انتزع من نظام ما.



أما راد كليف براون فيرى أن فكرة الوظيفة التي تطبق على النظم الاجتماعية تقوم على المماثلة بين الحياة
الاجتماعية والحياة البيولوجية فالوظيفة هي الدور الذي يؤديه أي نشاط جزئي في النشاط الكلي الذي ينتمي إليه،
و تكون وظيفة أي نظام اجتماعي هي الدور الذي يلعبه في البناء الاجتماعي الذي يتألف من الأفراد الذين
يرتبطون ببعضهم البعض في كل واحد متماسك عن طريق علاقات اجتماعية محددة.


ومن التعريفات الشهيرة للوظيفة ذلك الذي قدمه ميرتون حيث قال : إنها تلك النتائج أو الآثار التي يمكن
ملاحظتها والتي تؤدي إلى تحقيق التكيف والتوافق في نسق معين.


و الوظيفة قد تكون ظاهرة أو كامنة، أي ليس بالضرورة أن يكون لكل ظاهرة وظيفة أو وظائف واضحة أو
مقصودة، و يعتبر بارسونز مفهوم الوظيفة أساسيا لفهم أي نسق من الأنساق الاجتماعية، فالوظيفة تمثل النتيجة
المنطقية لمفهوم النسق فهي توضح طبيعته وتعمل على تكيفه مع بيئته.


ورغم تعدد أراء العلماء حول مفهوم الوظيفية إلا أنهم يجمعون فيما بينهم على بعض القضايا التي تشكل في
جملتها الصياغة النظرية للوظيفية في علم الاجتماع وقد حصر " فان دن برج " هذه المفاهيم في القضايا التالية:


1-
النظرة الكلية للمجتمع باعتباره نسقا يحتوي على مجموعة من الأجزاء المتكاملة.


2-
رغم أن التكامل لا يكون تاما على الإطلاق إلا أن الأنساق الاجتماعية تخضع لحالة من التوازن الديناميكي.
3-
أن التوازن والانحرافات والقصور الوظيفي يمكن أن يقوم داخل النسق.


4-
يحدث التغير بصفة تدريجية تلائميه.


5-
يأتي التغير من 3 مصادر هي تلاؤم النسق وتكيفه والنمو الناتج عن الاختلاف الوظيفي و التجديد والإبداع.
6-
العامل الأساسي في خلق التكامل الاجتماعي يتمثل في الاتفاق على القيم.


و تنتمي ظاهرة تبادل الهدايا إلى نسق التبادل ويعتبر التبادل من المواضيع الأساسية في العلاقات الاقتصادية
سواء في المجتمعات البدائية أو في المجتمعات الحديثة، و بما أن تبادل الهدايا ظاهرة من الظواهر الاجتماعية
المنتشرة في جميع المجتمعات تقريبا فهي إذن مهمة لمعرفة جوانب النظام الاقتصادي في أي مجتمع وعلاقة هذا
النظام بغيره من الأنظمة، فالهدية تقوم بوظيفة اجتماعية هي توطيد العلاقات الاجتماعية وتكوين الصداقات
وتنتمي في الوقت ذاته إلى البناء الاجتماعي الشامل في أي مجتمع، فظاهرة الهدية لا يمكن دراستها منفصلة عن
باقي النظم الاجتماعية من سياسية و دينية واقتصادية و قرابية وغيرها.



ومن الجدير القول أن الاتجاه الوظيفي " يمكن أن يساعدنا على إلقاء الضوء على الوظيفة الاجتماعية لظاهرة
تبادل الهدايا في تحقيق المزيد من التماسك الاجتماعي وفيما تتمتع به من خاصية الإلزام، فأي عادة اجتماعية
يمارسها الناس بصورة جماعية لابد أن يكون لها وظيفة تقوم بها و إلا لما وجدت هذه الظاهرة " فالعادات
الاجتماعية ولتكن تقديم الهدايا في عيد الأم أو للزوجة في المناسبات الأسرية أو لأفراد الأسرة في حالات الزواج
له آثار في المجتمع وتتمثل هذه الآثار في تعزيز الترابط بين أفراد المجتمع وتقوية التماسك الاجتماعي، فالأثر
الذي تمارسه هذه العادات الاجتماعية ناشئ عن وجود هذه الصور من أشكال السلوك الاجتماعي وهذا الأثر هو
الوظيفة التي يؤديها السلوك الاجتماعي في المجتمع.


و من رواد هذا الاتجاه نذكر الانجليزي مالينوفسكي برابيس لابار الذي يعتبر أبا للوظيفية النظرية في
السوسيولوجيا و الانتروبولوجيا، فقد اعتمد التحليل الوظيفي كرد فعل على النظرية التطورية حيت اعتبرها غير
علمية ولا موضوعية لأنها تعزل العادات والتقاليد عن واقعها الاجتماعي.


تشكل وظيفية مالينوفسكي أول محاولة لبناء منهجية علمية تعتمد على الملاحظة وتحليل المجتمعات التقليدية من
اجل الإقلاع على الحقيقة المعاشة وكذا تفسير الظواهر الاجتماعية بطريقة عقلانية، فهو أول من اعتمد البحث
الميداني لدراسة ثقافة الشعوب البدائية باعتماد تقنية الملاحظة بالمشاركة والتي تعني أن يخرج الباحث إلى عين
المكان ويشارك حياة المجتمع الذي يدرسه بحيث اقتنع أن كل مجتمع يتميز عن الأخر بثقافته الخاصة والمتميزة،
و أن كل ثقافة تشكل كلا منسجما، و ما يشكل هده الخصوصية هو ما يربط بين عناصرها من علاقات كما يفسر
كل عنصر ثقافي بانتمائه إلى نسق شمولي أي بالرجوع إلى الواقع الاجتماعي والثقافي.


2-
النظرية البنيوية: البنيوية منهج فكري نقدي مادي ملحد غامض، يذهب إلى أن كل ظاهرة إنسانية كانت أم
أدبية تشكل بنية، لا يمكن دراستها إلا بعد تحليلها إلى عناصرها المؤلفة منها، ويتم ذلك دون تدخل فكر المحلل أو
عقيدته الخاصة ونقطة الارتكاز في هذا المنهج هي الوثيقة، فالبنية و ليس الإطار هي محل الدراسة، والبنية
تكفي بذاتها ولا يتطلب إدراكها اللجوء إلى أي عنصر من العناصر الغريبة عنها، و البنيوية بهذه المثابة تجد
أساسها في الفلسفة الوضعية لدى كونت و هي فلسفة لا تؤمن إلا بالظواهر الحسية.


و قد برز كلا من كلود ليفي ستراوس ولوي التوسير و أكدا على أن جميع الأبحاث المتعلقة بالمجتمع مهما
اختلفت تؤدي إلى بنيويات، وذلك أن المجموعات الاجتماعية تفرض نفسها من حيث أنها مجموع وهي منضبطة
. ذاتيا،ً وذلك للضوابط المفروضة من قبل الجماعة



الوظيفية البنيوية :إن أكبر مساهمة جاء بها بارسونز في علم الاجتماع هي تركيزه في التحليل السوسيولوجي
على المجتمع ككل، و يرى بارسونز أن هذا التركيز يساعد عالم الاجتماع على تفادي الاهتمام بدراسة مواضيع
معزولة مثل جنوح الأحداث أو المشاكل العائلية، و يعتقد انه يجب دراسة تلك القضايا في إطار عمل النسق
الاجتماعي ككل، فعندما نرى جزئية في المجتمع فإننا سنحاول تفسيرها وليس العكس بان نفسر المجتمع من
خلال جزيئاته، و يتشابه بارسونز مع كارل ماركس في هذه النقطة بالذات أي أن كلا منهما يركز تحليله على
المجتمع ككل، و بالتالي فبارسونز يتبنى منهج كارل ماركس الذي انطلق من الكل لتحليل الجزئيات.


فتحليل بارسونز يفيد بان تركيبة المجتمع الأمريكي تتكون من فئات بيضاء وسوداء وآسيوية و أمريكية لاتينية،
و مداخيل مختلفة أغنياء، فقراء، متوسطو الدخل ومتدينون و فئات عمرية مختلفة كهول، شيوخ، أطفال، و
يتساءل بارسونز: كيف تستطيع هذه الفئات المتباينة أن تتضامن مع بعضها بطريقة متناسقة نسبيا دون أن يذهب
كل في طريقة بحيث تكون النتيجة الصراع الخطير ؟.

هذا التساؤل يطرح في واقع الأمر قضية التآلف عند دوركايم أو ما يعرف بالتضامن الآلي في المجتمعات البدائية
والتضامن العضوي في المجتمعات الحديثة، هذا هو ما يشدد عليه بارسونز الذي يؤكد انه رغم التباينات
والاختلافات و الفروقات فان المجتمع يؤمن لنفسه الاستقرار وبالتالي ينبغي ألا نتخوف من تنوع التركيبة
المجتمعية، فثمة نوع من الاندماج الذي يتكون من أجزاء تترابط بفعل عوامل اللغة مثلا، فاللغة الإنجليزية هي
اللغة الرسمية وكل شخص يحضر إلى الولايات المتحدة عليه واجب تعلم اللغة الإنجليزية.

3 –
المدخل الماركسي: و نستعرضه من خلال الماركسية الكلاسيكية و الماركسية المحدثة:


أ
-
النظرية الماركسية: تقوم الماركسية
-
بوصفها نظرية في علم الاجتماع
-
على مسلمتين أساسيتين هما:

1-
أن العامل الاقتصادي هو المحدد الأساسي لبناء المجتمع وتطوره، فعلاقات الإنتاج في أي مجتمع هي التي
تحكم وتحدد كافة مظاهر الحياة فيه، أي البناء الفوقي من سياسة، قانون، دين، فلسفة، أدب، علم و أخلاق.

2-
النظر إلى العالم بما فيه المجتمع، من خلال الإطار الجدلي: الموضوع ونقيض الموضوع، والمركب منها،
معا،ً خرجنا ببعض وهو إطار مستمر لا يتوقف، ويقول تيماشيف: "إذا ركبّنا المسلمتين الأساسيتين لماركس
النتائج، فكل نسق من الإنتاج يبدأ بحالة إثبات، حيث يكون أكثر النظم الممكنة كفاءة في ذلك الوقت، لكنه متى
عزز اجتماعيا يصبح عقبة أمام تطبيق الاختراعات التكنولوجية، والإفادة من الأسواق الحديثة، والمواد الخام،


عند هذه المرحلة، فالنظام المعزز اجتماعيا ينبغي القضاء عليه بواسطة ثورة ولا يمكن للتطور التاريخي أن يقف
اجتماعية، تخلق نظاما جديدا لإنتاج مركب من القديم والجديد.

ب
-
الماركسية المحدثة: هي تلك النظرية والآراء التي ظهرت بعد الماركسية الكلاسيكية لغرض الحفاظ على
الإرث الماركسي الذي بدأ في التلاشي نتيجة سقوط المعسكر الشرقي وفقدانه للعديد من الدويلات التي كانت
تحت سيطرة الاتحاد السوفيتي هذا من جهة، و من جهة أخرى عدم تحقق تنبؤ كارل ماركس بسقوط الرأسمالية
التي سيحل محلها الاشتراكية ثم الشيوعية، بل أعقب ذلك انتشار سريع للرأسمالية في شتى أصقاع المعمورة…و
قد حافظت الماركسية المحدثة على مضمون الماركسية التقليدية مع تعديل طفيف في معنى الصراع الذي كان
يقصد به ماركس انقلاب الطبقة الكادحة على أرباب العمل أو أصحاب السلطة الذين يمتلكون وسائل الإنتاج من
اجل أن تصبح هذه الوسائل ملكا لجميع الإفراد. أما الماركسيون المحدثون فيرون أن الصراع في طياته يحمل
مضمون احترام للنظام و السلطة واعتبار الصراع أداة للتغير والتحديث.

1-
عوامل ظهور الماركسية المحدثة: و يمكن إيجازها فيما يلي:


أ
-
تحديث أفكار الماركسية الكلاسيكية التصويرية التي اتخذت من الصراع مدخلا وظيفيا للعديد من الظواهر
الاجتماعية و الثقافية و الاقتصادية المتغيرة.


ب
-
ظهور عدد من العلماء الشبان الغربيين الذين انبهروا بنظرية الصراع، لكنهم اعتبروها أداة للتغير و
التحديث لا كما نظر إليها ماركس لأن الصراع في داخله يحمل احترام للنظام و السلطة مثل الانسجام.


ج
-
أراد أنصار الماركسية أن يقوم علم الاجتماع و يطور ذاته عن طريق دراسته لعناصر الصراع و التغير
مركزين على التوفيق بين الماركسية التقليدية التي تركز على الصراع، و الوظيفية البنائية التي تركز على
التوازن النسقي.


د
-
حرص أنصار الماركسية على تطبيق نظرية الصراع و تصنيفها إلى اتجاهين هما:


1-
اتجاه ينظر إلى المجتمع على أنه نسق معياري و يركز على العوامل الاجتماعية.


2-
اتجاه طبيعي يسعى لتفسير الصراع بالاهتمام بالأسباب الاجتماعية و الثقافية الكامنة التي بسببها يظهر
الصراع.



علم الاجتماع وتتعدد تبعا لنوع المتغيرات الاجتماعية المتنوعة جالات تتحدد م سادسا: مجالات علم الاجتماع:
والمتداخلة معها، و يزداد التخصص في مجال علم الاجتماع، نتيجة الجهود المبذولة في تحليل أطر معينة
لبعض الظواهر، إضافة إلى تفاعلها وحركتها ضمن المنظومة الاجتماعية، و هذا عرض لبعض الميادين:


1-
علم الاجتماع البدوي: يدرس هذا الفرع النظم الاجتماعية السائدة في المجتمعات البدوية أو المجتمعات التي
تعيش على الرعي و الترحال، ويعد ابن خلدون أول باحث في علم الاجتماع البدوي إذ يتحدث في مقدمته عن
فيصف حياة البدو بما فيها من خشونة العيش، والاقتصار على الضروريات » العمران البدوي والأمم الوحشية «
وقد ذكرنا أن البدو هم المقتصرون « : في معيشتهم، وعجزهم عن تحصيل الضروريات، و في جملة ما يقوله
على الضروري في أحوالهم، العاجزون عما فوقه وأن أهل البدو وإن كانوا مقبلين على الدنيا فلا أنه في المقدار
الضروري لا في الترف ولا في شيء من أسباب الشهوات واللذات ودواعيها... وإن أهل البدو أقرب إلى الخير
.» من أهل الحضر


وقد بحث الكثير من علماء الاجتماع المعاصرين في حياة كثير من الشعوب والقبائل البدوية و لا تزال الجهود
مستمرة في دراسة القبائل البدوية ومسائل توطينها في حياة اجتماعية مستقرة.


2-
علم الاجتماع الحضري: يبحث علم الاجتماع الحضري تأثير حياة المدينة
-
الحضر
-
في أنماط السلوك
والعلاقات والنظم الاجتماعية، و طرق تفاعلها في الحياة المدنية، و يدرس الحياة الحضرية كظاهرة اجتماعية،
، سكانية ، جغرافية ، عوامل طبيعية نتيجة تنشأ عفوا،ً بل تركيبها و الوظائف التي تؤديها، فالمدينة لا ، نموها
اجتماعية، سياسية، اقتصادية، دينية و ثقافية.


3-
علم الاجتماع التربوي: و يهتم ببحث الوسائل التربوية التي تؤدي إلى نمو أفضل للشخصية، لأن التربية هي
عملية التنشئة الاجتماعية، لذا فإن علم الاجتماع التربوي يبحث في وسائل تطبيع الأفراد بحضارة مجتمعهم، و
ظاهرة اجتماعية تدرس في ضوء تأثيرها في الظواهر الاجتماعية الأخرى من سياسية واقتصادية ك التربية أساسا وبيئية وتشريعية، وتأثيرها في المتغيرات الاجتماعية الأخرى من خلال عمليات التفاعل الاجتماعي.


4-
علم الاجتماع الجنائي: يتناول البحث في علم الاجتماع الجنائي أسباب الجريمة والانحراف والعوامل
الاجتماعية الممهدة لهما، وأيضا نسبة تواتر الجريمة وتعدد أساليبها وأشكالها، باختلاف المجتمعات وتباين النظم


و باختلاف أحوال الأفراد المعيشية، أي الظروف التي تمهد للجريمة، كما يهتم بنمط التفاعلات في البيئة
الاجتماعية، و تفسير على أسباب و أشكال الجريمة ودوافعها و أيضا أثر الجريمة في المجتمع.


5-
علم الاجتماع الديني: يتناول علم الاجتماع الديني بالتقصي والتحليل النظم والتيارات الدينية السائدة في
المجتمعات الإنسانية على اختلاف العصور، واختلاف البيئة الاجتماعية لمجتمع ما في نمط معيشته أو في طبيعة
العلاقات الاجتماعية فيه على السواء، و لأن علم الاجتماع الديني يرى في المجتمع العوامل التي تحدد شكل
يخلو منها أي ارتباطها مع الدين بصفته ظاهرة لا تباين أثر العوامل الاجتماعية، و ب هتم الأديان ووظائفها، فإنه ي
مجتمع،كما يهتم بدراسة شعائر المناسبات المرتبطة بالدين، وتأثير البيئة الاجتماعية فيها واختلافها بين
المجتمعات و العصور، مثل اختلاف عادات الأعياد والزواج والوفاة والحداد.


6-
علم الاجتماع الريفي: يهتم علماء الاجتماع الريفي بدراسة العلاقات الاجتماعية القائمة في الجماعة الإنسانية
التي تعيش في بيئة ريفية، و يبحث في خصائص المجتمعات الريفية من حيث نمط المعيشة أو نظام الإنتاج
السائد بوصفه أكثر بدائية، كما يعنى بتحليل العلاقات الاجتماعية الأولية، والرباط العائلي، و يحدد السمات
والمميزات التي تميز المجتمعات الريفية من المجتمعات الحضرية، كما يعمل على إبراز الصفات المحلية لهذا
المجتمع من عوامل وتفاعلات اجتماعية، و يدرس أسس البنيان الاجتماعي الريفي، و ما يسود فيه من علاقات
اجتماعية، وما يحكمه من متغيرات بنيوية اجتماعية، ومن نظم وعادات ترتبط بالزراعة والصناعة الأولية، و
يهتم بالعوامل التي تساعد على تنمية المجتمع الريفي، و إسهامه في الدخل القومي و العوامل التي تدفع الريفيين
للهجرة إلى المدينة، والوسائل الكفيلة بالحد من هذه الهجرة.


7-
علم الاجتماعي السياسي: يهتم علم الاجتماع السياسي بأثر المتغيرات الاجتماعية في تكوين بنية السلطة
السياسية وتطور أنظمة الحكم في المجتمع، فالنظم الاجتماعية من وجهة نظر علم الاجتماع السياسي ليست إلا
عوامل متغيرة أو مسببات، أما أمور السياسة وشؤونها فهي عوامل تابعة تتأثر بالعوامل الاجتماعية وتتغير
بتغيرها، كما يعنى بتوضيح المشكلات التي تتعلق بالحياة السياسية مثل الحرية وعلاقتها بالدولة، السلطة،
الديمقراطية السياسية، الثورة و الرأي العام، كما يبحث في علاقات الإنتاج ومكانتها في نشوء ظاهرة الاغتراب
و أثرها في إبراز تفكك المجتمع إلى طبقات في المجتمعات البرجوازية والرأسمالية، ومكانة الدولة في حماية
مصالح الطبقة الاجتماعية المسيطرة اقتصاديا.ً



8-
علم الاجتماع الصناعي: يعنى علم الاجتماع الصناعي بالبناء الاجتماعي للتنظيمات الصناعية و بالعلاقات
الاجتماعية في محيط الصناعة وتنظيماتها، والطبيعة الاجتماعية للعمل والظواهر الاجتماعية المرتبطة بها
كالفراغ والتقاعد والبطالة، ويحلل البناء الحرفي والمهني، ويبحث كل حرفة وكل مهنة بحثا اجتماعيا شاملا متكاملا،ً ويتقصى علاقات البناء الحرفي والمهني بالبناء الاجتماعي العام.


9-
علم اجتماع العائلة: يتناول علم اجتماع العائلة بالدراسة والتحليل خصائص الأسرة والوظائف التي تؤديها
والعوامل التي تتأثر بها وتؤثر فيها، و دور العائلة في تنظيم علاقات الأفراد في المحيط الأسري، ويبحث في
النظم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي تساعد على استمرار تركيب العائلة وتطورها، كما يهتم بدراسة
أسباب التفكك الأسري في المجتمعات الصناعية و ما إلى ذلك.


10-
علم الاجتماع القانوني: يعنى علم الاجتماع القانوني بدراسة القانون والنظم القانونية و العلاقات الموجودة
بين القانون والحقائق الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والنفسية، كما يعد من أهم ميادين علم الاجتماع التي
تحظى في العصر الحديث بعناية فائقة لدى كثير من القانونيين والاجتماعيين على حد سواء.


11-
علم اجتماع المعرفة: يبحث علم اجتماع المعرفة في صحة التراكيب الفكرية السائدة في المجتمع، و
تفسيرها وربطها بالمعلومات التي توصل إليها علماء الاجتماع بالتجريب، و ربطها بالظروف والمتغيرات
الاجتماعية، كما يبحث في الأفكار والوقائع والمعايير السائدة في المجتمع والعوامل التي أدت إلى وجودها، و
مدى مطابقة هذه الأفكار لمنطق التطور التاريخي في المجتمع.















سابعا
-
المنهج العلمي في علم الاجتماع: هناك مناهج للبحث يستخدمها علماء الاجتماع، ويتوقف استخدامها
على الباحث و طبيعة البحث و الإمكانات المتوفرة و درجة الدقة المطلوبة و أغراض البحث، و لعل من أكثر
الطرق المنهجية شيوعا في الدراسات الاجتماعية، المنهج التاريخي المقارن، والتجريبي، والمنهج الوصفي
وغيرها، مما قد تقتصر فيه النتائج على الوصف، أو تتعدى ذلك إلى التحليل والتفسير وقد لا يكتفي الباحث بأحد
هذه المناهج، بل يتعدى إلى المزج بينها، و فيما يلي نبذة عن هذه المناهج:


1-
المنهج التاريخي: يستخدم علماء الاجتماع المنهج التاريخي، عند دراستهم للتغير الذي يطرأ على شبكة
العلاقات الاجتماعية و تطور النظم الاجتماعية و التحول في المفاهيم والقيم الاجتماعية، و دراسة أصول
الثقافات و تطورها و انتشارها، و المقارنة بين الثقافات والنظم، فمعرفة تاريخ المجتمع ضرورية لفهم واقعه، و
قد صاحب المنهج التاريخي نشأة علم الاجتماع، فكان في البداية تطوريا يميل إلى تحديد المراحل التطورية
عامة، من أهم مصادر و تعد الوثائق سواء شخصية، رسمية، أ ، و عند كونت الحال معات الإنسانية، كما هو للمجت
المعرفة الاجتماعية، كالتاريخ الاقتصادي، السياسي، الديني، التربوي، السكاني وغيرها.

2-
المنهج الوصفي: يعد المنهج الوصفي من أكثر مناهج البحث الاجتماعي ملائمة للواقع الاجتماعي
وخصائصه، و هو الخطوة الأولى نحو تحقيق الفهم الصحيح لهذا الواقع، إذ من خلاله نتمكن من الإحاطة بكل
أبعاد هذا الواقع، محددة على خريطة تصف وتصور بكل دقة كافة ظواهره وسماته.

و قد واكب المنهج الوصفي نشأة علم الاجتماع، و ارتبطت نشأته بحركة المسح الاجتماعي في إنجلترا، أو منهج
دراسة الحالة، ونشأة الدراسات الأنثروبولوجية.

3-
المنهج التجريبي: التجريب جزء من المنهج العلمي، فالعلم يسعى إلى صياغة النظريات التي تختبر الفروض
التي تتألف منها، وتتحقق من مدى صحتها، و التجربة ببساطة هي الطريقة التي تختبر بها صحة الفرض
العلمي، فالتجريب هو القدرة على توفير كافة الظروف، التي من شأنها أن تجعل ظاهرة معينة ممكنة الحدوث في
الإطار الذي رسمه الباحث وحده بنفسه، و التجريب يبدأ بتساؤل يوجهه الباحث مثل: هل يرتبط ارتفاع المستوى
الاقتصادي للفرد بإقباله على التعليم؟ أو هل هناك علاقة بين الدين والسلوك الاقتصادي؟، أو بين التنشئة
الاجتماعية وانحراف الأحداث؟ ومن الواضح أن الإجابة على هذه التساؤلات، تقتضي إتباع أسلوب منظم لجمع
البراهين والأدلة، والتحكم في مختلف العوامل التي يمكن أن تؤثر في الظاهرة موضوع البحث، و الوصول إلى
و يعتمد تصميم إدراك للعلاقات بين الأسباب والنتائج.


البحث التجريبي على عدة خطوات هي تحديد المشكلة، صياغة الفروض التي تمس المشكلة، تحديد المتغير
المستقل و المتغير التابع، و تحديد الشروط الضرورية للضبط والتحكم، و الوسائل المتبعة في إجراء التجربة.
ومع صعوبة تطبيق هذا المنهج في العلوم الاجتماعية، إلا أنه و تم اعتماده و استطاع أن يغزو علم الاجتماع
والعلوم الاجتماعية، تحت تأثير النجاح الذي حققه في العلوم الطبيعية.

4-
المنهج المقارن: يطبق المنهج المقارن في علم الاجتماع بكافة فروعه ومجالات دراسته، ذلك أن أي بحث
وقد استعان به أغلب علماء الاجتماع قديما وحديثا،ً و ، مقارنة ما إجراء في علم الاجتماع لا يخلو من الحاجة إلى
يمكن ذكر المجالات الرئيسة في علم الاجتماع التي يمكن أن تخضع للبحث المقارن فيما يلي:

أ
-
دراسة أوجه التشابه والاختلاف، بين الأنماط الرئيسة للسلوك الاجتماعي.

ب
-
دراسة نمو وتطور أنماط الشخصية، والاتجاهات النفسية والاجتماعية في مجتمعات، وثقافات متعددة، مثل
أبحاث الثقافة و الشخصية و دراسات الطابع القومي.


ج
-
دراسة النماذج المختلفة من التنظيمات مثل التنظيمات السياسية والصناعية.

د
-
دراسة النظم الاجتماعية في مجتمعات مختلفة، مثل دراسة معايير الزواج والأسرة والقرابة، أو دراسة
المعتقدات الدينية، و دراسة العمليات والتطورات التي تطرأ على النظم الاجتماعية مثل التحضر.

ه
-
. لة وعادة ما تتم المقارنة بين المجتمعات وفقا للنمط الرئيس السائد للنظم ام تحليل مجتمعات ك





















ثامنا
-
المفاهيم الأساسية في علم الاجتماع: يزخر علم الاجتماع بالمفاهيم و المصطلحات نذكر منها:


أولا المجتمع: جماعات من البشر تعيش على قطعة محددة من الأرض لفترة طويلة من الزمن تسمح بإقامة
علاقات مستمرة ومستقرة مع تحقيق درجة من الاكتفاء الذاتي.


1-
مقومات المجتمع:


أ
-
الأرض محددة


ب
-
البشر أي السكان


ج
-
الاستمرار في الزمن أي علاقات تاريخية


د
-
الحد الأدنى من الاكتفاء الذاتي


2-
تصنيف المجتمعات:


أ تصنيف ثنائي: أي ريف وحضر مجتمع صناعي وزراعي


ب
-
تصنيف تطوري: مجتمع بدائي

عبودي

إقطاعي

شيوعي

رأسمالي.


ج
-
تصنيف مقارن: أي على أساس مؤشرات عن أعداد السكان في مجتمعات مختلفة.


2-
الثقافة: لها معنى ضيق وهي أصناف من الفكر والفن والأدب ولها معنى واسع وهي تشير إلى مخططات
الحياة التي يكتسبها الإنسان بوصفة عضو في المجتمع أو هي ارث المجتمع من العادات والتقاليد وطرق الحياة
التي يتبعها الفرد لسد حاجاته ولكي نفهم الثقافة لابد من التفرقة بين عدة مفاهيم، التميز بين الثقافة المادية والثقافة
المعنوية فالمادية كل ما هو ملموس مثل الملابس وأدوات الطعام والمعنوية تشير إلى كل ما يتصل بالرموز
والعادات والتقاليد التميز بين الثقافة العامة والثقافة الفرعية : فالعامة هي كل ما يشترك فيه أفراد المجتمع بشكل
عام والفرعية هي ثقافة جماعة معينة مثل ثقافة الريف والحضر أو الرجال والنساء، التميز بين الثقافة المثالية
والواقعية خصائص الثقافة:


أ
-
العمومية :فالثقافة عامة يشترك فيها كل إفراد المجتمع


ب
-
الاكتساب بالتعلم : فالطفل لا يولد حامل للثقافة وإنما يكتسبها بالتعلم



ج
-
الرمزية: تصب الفلسفة في الوعاء الرمزي داخل المجتمع ألا وهو اللغة


د
-
التجريد: رغم إن الثقافة تمارس في الحياة اليومية إلا أنها لها بناء مجرد في ذهن الأفراد


3 -
البناء الاجتماعي: العلاقات المستقرة والثابتة عبر الزمن التي يدخل فيها الفرد كالأسرة وفهم البناء
الاجتماعي يتطلب فهم:


أ
-
المكانة : و هي الموقع الذي يشغله الفرد في البناء الاجتماعي ويتحدد في ضوء تقييم المجتمع للإفراد


ب
-
الدور: و يعنى الجانب السلوكي للمكانة اى ما يجب أن يقوم بة الفرد لتحقيق هذه المكانة


4 -
النظام الاجتماعي: هو مجموعة الأدوار الاجتماعية المنظمة التي تتصل بمجال معين من مجالات الحياة
الاجتماعية والتي تخضع لمعايير وقواعد اجتماعية ثابتة كالأسرة والعمل ودور العبادة


5 -
العمليات الاجتماعية: هي مجموعة التغيرات والتفاعلات التي تؤدى إلى ظهور نمط متكرر من السلوك
والتي تخلق حركة دينامكية تضع المجتمع في حالة تغيير مستمر وهي تشير إلى حالة حركة وتدافع وانتقال
المجتمع من حالة إلى حالة خصائصها في حالة تغير أو دينامكية

لابد أن يترتب عليها نمط متكرر من السلوك
-
ترتبط بالنمط العام للتغيير في المجتمع

تدل على حالة التشكيل في المجتمع )تشكيل الأفعال والنظم والوحدات
الاجتماعية( تصنيف العمليات الاجتماعية:


1-
عمليات تتصل بالتفاعل بين الأفراد أي التجاذب والتنافر بين الأفراد


2-
عمليا ت مجتمعية عامة وهي العمليات الكبرى التي تنقل المجتمع من حالة إلى أخرى مثل تحول المجتمع
الريفي إلى حضر أو المجتمع الزراعي إلى صناعي


3-
عمليات تتصل بنقل الثقافة مثل التنشئة الاجتماعية عبر الأسرة والمؤسسات التعليمية


6-
النسق الاجتماعي: أي مجموعة العناصر المتفاعلة التي يحقق كل منها وظيفة في المنظومة العمة للنسق
ويشكل النسق وحدة في بناء كلى ويمكن أن نطلق على مجموعة من وحدات السلوك نسق إذا توافرت فيه
الشروط الآتية:


أ
-
وجود مكونات أو عناصر



ب
-
وجود وظائف واضحة لهذه المكونات


ج
-
وجود تفاعل بينها


د
-
وجود معايير أو قوانين


ه
-
وجود بيئة خارجية يتعايش معها النسق ويؤدى وظيفته


بعض المفاهيم التي تساعدنا على الفهم:


1-
مفهوم الفعل الاجتماعي: هو أي ممارسة سلوكية تتجه نحو تحقيق هدف معين في ضوء قاعدة سلوكية يقرها
المجتمع وباستخدام وسيلة مشروعة


2-
الفاعل و الآخر: الفاعل هو الشخص الذي يقوم بالسلوك والآخر هو الذي يستقبل السلوك وهو الذي يكون
التفاعل الاجتماعي


3-
الموقف الاجتماعي :هو الإطار الاجتماعي الذي يظهر فيه التفاعل ويضم سلسلة من التفاعلات تتصل
بموضوع معين مثل أن نناقش موضوع أو عيد ميلاد


4-
العلاقات الاجتماعية : وهناك نوعين من التفاعلات:


أ
-
التفاعلات العابرة أو اللحظية أو المؤقتة: وهي التي تحدث لفترة عابرة من الزمن وقد تكون تلقائية وغير
منظمة مثل تجمع الحشود لركوب القطار وهناك تفاعلات عابرة منظمة مثل تجمع الطلاب في قاعة الدرس
ب
-
التفاعلات الدائمة والمستمرة :هي التفاعلات التي تتم بين مجموعة من الأفراد يعرفون بعضهم بعضا
ويتفاعلون بشكل يومي مثل تفاعلات الأسرة والعمل.















تاسعا: علاقة علم الاجتماع بالعلوم الأخرى: من المجالات التي يتشاركها علم الاجتماع مع غيره من العلوم
نذكر على سبيل المثال لا الحصر:

1-
علاقته بعلم الاقتصاد: يعتبر الإنتاج والتوزيع في مقدمة اهتمامات علم الاقتصاد لذلك يصب اهتمامه على
علاقات ومتغيرات اقتصادية خالصة كالعلاقة بين العرض والطلب وارتفاع الأسعار وهبوطها… الخ. ولكن
ذلك أعطاه قدرة على معالجة ظواهره بطريقة منظمة وحدد أن بالرغم من تضييق مجال علم الاقتصاد إلا مصالحه ومقاييسه ومبادئه الأساسية بدقة متناهية، بل أن قدرة هذا العلم على تحويل النظرية الاقتصادية إلى
بالرغم من ذلك فان التشابه بين علمي و ، التطبيق العملي جعله مساهما أساسيا في رسم السياسات العامة
الاقتصاد والاجتماع نجده في طابع التفكير، فالاقتصادي كالاجتماعي يهتم بالعلاقات بين الأجزاء والسيطرة
والتبادل والمتغيرات، ويستعين بالطرق الرياضية في تحليل بياناته


2-
علاقته بعلم السياسة: نجد أن علم الاجتماع يهتم بدراسة كافة جوانب المجتمع بينما علم السياسة يكرس
لمتبادلة فالأول يولي اهتماما كبيرا بالعلاقات ا ، معظم اهتماماته لدراسة القوة المتجسدة في التنظيمات الرسمية
بين مجموعة النظم بما في ذلك الحكومة، بينما الثاني يهتم بالعمليات الداخلية كالتي تحدث داخل الحكومة مثلا،ً
أما يهتم علم السياسة بالإدارة العامة، أي كيفية جعل التنظيمات الحكومية فعالة، " ن ذلك بقوله: إ وقد عبرَّ ليبست
علم الاجتماع السياسي فيعنى بالبيروقراطية، وعلى الأخص مشكلاتها الداخلية"، و مع ذلك فان علم الاجتماع
بعض العلماء السياسيين بدأوا يولون اهتماما ن السياسي يشترك مع علم السياسة في كثير من الموضوعات بل إ
خاصا بالدراسات السلوكية ويمزجون بين التحليل السياسي والتحليل السوسيولوجي.


3-
علاقته بعلم التاريخ: إن تتبع التاريخ للأحداث التي وقعت، هو في حد ذاته ترتيب وتضيق للسلوك عبر
الزمن، و بينما يولي المؤرخون اهتماماتهم نحو دراسة الماضي ويتجنبون البحث عن اكتشاف الأسباب، فان
علماء الاجتماع يهتمون بالبحث عن العلاقات المتبادلة بين الأحداث التي وقعت وأسبابها، و يذهب علم الاجتماع
تاريخ الشعوب، و المؤرخون لا يهتمون كثيرا بالأحداث العادية التي تتخذ في بعيدا في دراسة ما هو حقيقي
، بينما هي محور سرة كالعلاقة بين الرجل والمرأة شكلا نظاميا كالملكية أو العلاقات الاجتماعية داخل الأ
كولتن و ، الاختلافات لم تمنع بعض المؤرخين أمثال روستو فتزيف اهتمامات علم الاجتماع، إلا أن هذه
الأعراف والنظم الاجتماعية الهامة، و لقد بوركهارت من أن يكتبوا تاريخا اجتماعيا يعالج الأنماط الاجتماعية و


ال في كان ابن خلدون واضحا في تعريفه لعلم التاريخ عندما ربط الحاضر والماضي بطبيعة العمران والأحو
، إذ يوقفنا على أحوال الماضيين من الأمم في أخلاقهم. هادفا الاجتماع الإنساني، وجعل منه علما

يعُرفَّ علم النفس بأنه علم دراسة العقل أو العمليات العقلية وبالتالي فهو يتناول قدرات العقل علاقته بعلم النفس:
على إدراك الأحاسيس ومنحها معاني معينة ثم الاستجابة لهذه الأحاسيس العقلية كالإدراك والتعرف والتعلم، كما
يهتم بدراسة المشاعر والعواطف والدوافع والحوافز ودورها في تحديد نمط الشخصية، و بينما يعد مفهوم
المجتمع أو النسق الاجتماعي محور علماء الاجتماع، فان مفهوم الشخصية محور علماء النفس الذين يعنون
بالجوانب السيكولوجية أكثر من الجوانب الفسيولوجية، و بهذا فان علم النفس يحاول تفسير السلوك كما يبدو في
شخصية الفرد من خلال وظائف أعضائه وجهازه النفسي وخبراته الشخصية، وعلى العكس يحاول علم
الاجتماع فهم السلوك كما يبدو في المجتمع وكما يتحدد من خلال بعض العوامل مثل عدد السكان والثقافة
والتنظيم الاجتماعي، و يلتقي علمي النفس والاجتماع في علم النفس الاجتماعي الذي يهتم من الوجهة
السيكولوجية الخالصة بتناول الوسائل التي من خلالها تخضع الشخصية أو السلوك للخصائص الاجتماعية أو
الوضع الاجتماعي الذي يشغله، ومن الوجهة السوسيولوجي في توضيح مدى تأثير الخصائص السيكولوجية لكل
فرد أو مجموعة معينة من الأفراد على طابع العملية الاجتماعية.












اهتمامات علماء الاجتماع الأوروبي والأمريكي: ينطوي الجدول التالي على مقارنة بين اهتمامات علماء الاجتماع الأوروبيين مع نظراءهم في أمريكا.

علماء الاجتماع الأوروبي

علماء الاجتماع الأمريكي

هنري سيمون، أوجست كونت، أميل دور كايم، كارل ماركس، ماكس فيبر.

جورج ميد، بارسونز، رو برت بارك، وليم اجبرن

اهتموا بدراسة المجتمع الإنساني، الطبقات الاجتماعية، الصراعات الحضارات،


المدينة، المؤسسات، القوانين و السلطة.

اهتموا بالجماعات العرقية التي تمثل مشكلة اجتماعية على الحياة الاجتماعية الأمريكية.

أهتم بطرح مفاهيم اجتماعية مترادفة مثل ) التضامن العضوي / الآلي (


) المجتمع العام / المحلي(

اهتموا بالانحرافات السلوكية كالمخدرات، و جنوح الأحداث، السلوكيات الشاذة.

استخدم الأسلوب الوصفي والتفسيري للكشف عن الظواهر


لمعرفة أثر الثقافة في توجيهاها.

استخدموا المنهج الإحصائي والوصفي الكمي.

أهتم بموقع ومكانة الفرد / والمشكلات الثابتة والدائمة الوقوع.

اهتموا بالحركات النسوية والدفاع عن حقوق المرأة

استخدم نظريات بعيدة المدى تدرس المجتمع وليس الفرد والجماعات الصغيرة.




استخدموا النظريات قريبة المدى التي تدرس سلوك الفرد والجماعات الصغيرة والأسرة


والعصابات والأنشطة الترفيهية.

يهتم بتنظير )الحضارة و المدينة والثقافة والتطور والتغير والصراع الطبقي(.

اهتمت بالعولمة الجديدة ومقارنتها بالقديمة، و بتأثير وسائل الاتصال السريعة والإعلام


على علاقات الناس فيما بينهم.




المراجع التي يمكن للطلبة الاعتماد عليها


الرقم


عنوان المرجع


اسم المؤلف


دار النشر


سنة النشر


ملاحضات


1


النظرية في علم الاجتماع


السيد عبد العاطي السيد


دار المعرفة الجامعية،الإسكندرية


2000





2


تاريخ الفكر الاجتماعي


السيد الحسينى، أحمد زايد، على ليلة


دار قطري بن الفجاءة، الدوحة


1987





3


النظرية في علم الاجتماع


أحمد سمير نعيم


دار المعارف، القاهرة


1985





4


قاموس علم الاجتماع


الجوهري عبد الهادي


المكتب الجامعي الحديث، الإسكندرية


1998





5


تاريخ الفكر الاجتماعي


الجوهري عبد الهادي


مكتبة نهضة الشرف، القاهرة


1991





6


تاريخ الفكر الاجتماعي والمدارس الاجتماعية


حسن شحاته سعفان


دار النهضة العربية، القاهرة


1975





7


النظريات المعاصرة في علم الاجتماع


حكمت عرابي


مكتبة الخريجي، الرياض


1991





8


قواعد المنهج في علم الاجتماع


دور كايم، ترجمة محمود قاسم


مكتبة النهضة المصرية


1961





9


التفكير الاجتماعي: نشأته وتطوره


زيدان عبد الباقي


دار الغريب للطباعة، القاهرة


1981








10


علم الاجتماع بين الاتجاهات الكلاسيكية و النقدية


زايد أحمد


دار المعارف، القاهرة 1984


1984


الطبعة 2


11


قاموس علم الاجتماع


غيث محمد عاطف


دار المعرفة الجامعية، الإسكندرية


1999





12


تاريخ النظرية في علم الاجتماع


غيث محمد عاطف


دار المعرفة الجامعية، الإسكندرية


1987





13


تاريخ الفكر الاجتماعي، دار


غريب سيد احمد


دار المعرفة الجامعية، الإسكندرية


2004


الطبعة 2


14


تاريخ الفكر الاجتماعي


محمد أحمد بيومى


دار المعرفة الجامعية، الإسكندرية


2003





15


تاريخ الفكر الاجتماعي


محمد علي محمد


دار المعرفة الجامعية،القاهرة


2005





16


علم الاجتماع ومدارسه


مصطفى الخشاب


مكتبة الأنجلو القاهرة


1983





17


المختصر في تاريخ الفكر الاجتماعي


محمود أبو زيد


دار غريب للطباعة و النشر، القاهرة


1999





19


نظرية علم الاجتماع طبيعتها و تطورها


نيقولا تيماشيف


دار المعرفة الجامعية، الإسكندرية


1993





20


نظرية علم الاجتماع المعاصر


مصطفى خلف عبد الجواد


دار المسيرة للنشر و التوزيع و الطباعة
-
الأردن


2009


طبعة 1


21


الاتجاهات الأساسية في علم الاجتماع


رابح كعباش


مخبر علم اجتماع الاتصال جامعة قسنطينة


2007


طبعة 2





22


النظرية الاجتماعية جذورها التاريخية و روادها


ياس خضير البياتي


الجامعة المفتوحة طرابلس
-
ليبيا


2002





23


نظريات معاصرة في علم الاجتماع


معن خليل عمر


دار الشروق للنشر و التوزيع الأردن


2005





24


النظرية المعاصرة في علم الاجتماع


محمد عبد الكريم الحوراني


دار مجدلاوي للنشر و التوزيع الأردن


2007





25


المداخل النظرية لعلم الاجتماع


غني ناصر حسين القريشي


دار صفاء للنشر و التوزيع الأردن


2011





26


علم الاجتماع و الثنائيات النظرية


علي غربي


مخبر علم اجتماع الاتصال جامعة قسنطينة


2007





27


مبادئ في منهجية العلوم الاجتماعية و الإنسانية


صالح بن نوار


مخبر علم اجتماع الاتصال جامعة قسنطينة


2012





28


اتجاهات نظرية في علم الاجتماع


عبد الباسط عبد المعطي


دار المعرفة الجامعية الإسكندرية


1999





29


النظرية المعاصرة في علم الاجتماع


عبد الباسط عبد المعطي


دار المعرفة الجامعية، الإسكندرية


1986





30


النظريات الاجتماعية المعاصرة


عدلي علي أبوطاحون


المكتب الجامعي الحديث الإسكندرية


///////





31


عبد الله محمد عبد الرحمن


النظرية السوسيولوجية المعاصرة


دار المعرفة الجامعية، القاهرة


2003





32


تاريخ النظرية في علم الاجتماع


محمد عاطف غيث


دار المعارف الجامعية الإسكندرية


1984








33


قضايا علم الاجتماع المعاصر


علي عبد الرزاق جلبي


دار النهضة العربية للطباعة والنشر


1984





34


النظرية الاجتماعية المعصرة


علي ليلة


دار المعارف القاهرة


1983





35


قضايا علم الاجتماع المعاصر


قباري محمد إسماعيل


منشأة المعارف
-
القاهرة


1971





36


الموقف النظري في علم الاجتماع


محمد عاطف غيث


دار المعارف الجامعية الإسكندرية


1980





37


دراسات تكاملية في النظرية الاجتماعية


أحمد الخشاب


مكتبة النهضة المصرية


1970





38


النظرية الاجتماعية المعاصرة و الواقع العربي


أحمد زايد


مجلة المستقبل العربي عدد 6


1996





39


اعترافات علماء الاجتماع


أحمد زايد


المنتدى الإسلامي/ لندن


1993





40


علم الاجتماع المعاصر ثنائية النظرية و المنهج


دليو فضيل


مخبر علم اجتماع الاتصال، جامعة قسنطينة


2004





41



محاضرات مقياس علم الاجتماع


خرشي زين الدين


ecosetif.com-z.kharchi@univ








42


محاضرة المدخل إلى علم الاجتماع


www.kau.edu.sa

تعليمات المشاركة
تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 01:44 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر