مجلة الإبتسامة

مجلة الإبتسامة (https://www.ibtesamah.com/)
-   علم البرمجة اللغوية والعصبية NLP وإدارة الذات (https://www.ibtesamah.com/forumdisplay-f_49.html)
-   -   مداواه النفوس (https://www.ibtesamah.com/showthread-t_146882.html)

اثير-الشوق November 4, 2009 11:23 AM

مداواه النفوس
 
[IMG]file:///C:/********s%20and%20Settings/xp/My%20********s/My%20Pictures/2024.jpg[/IMG]

هذا الكتاب اسمه : (الأخلاق والسير في مداواة النفوس) أو (مداواة النفوس)


يقول في مقدمة كتابه :
.. جمعت في كتابي هذا معاني كثيرة ،أفادنيها واهب التمييز تعالى بمرور الأيام وتعاقب الأحوال ، بما منحني عز وجل منالتهمم بتصاريف الزمان ، والإشراف على أحواله ، حتى أنفقت في ذلك أكثر عمري ، وآثرتتقييد ذلك بالمطالعة له ، والفكرة فيه على جميع اللذات التي تميل إليها أكثر النفوس، وعلى الازدياد من فضول المال ، وزممت كل ما سبرت من ذلك بهذا الكتاب ، لينفع اللهتعالى به من يشاء من عباده ممن يصل إليه بما أتعبت فيه نفسي ، وأجهدتها فيه ، وأطلتفيه فكري ، فيأخذه عفواً ، وأهديته إليه هنيئاً ، فيكون ذلك أفضل له من كنوز المال، وعقد الأملاك ، إذا تدبره ويسره الله تعالى لاستعماله ، وأنا راج في ذلك من اللهتعالى أعظم الأجر لنيتي في نفع عباده ، وإصلاح ما فسد من أخلاقهم ، ومداواة عللنفوسهم ، وبالله أستعين .اه

وعزمت أن أنتقي من هذا الكتاب ما استحسنه معنصيحتي للجميع بقراءته كاملا ، فهو بحر مليء بالدرر .. لا غنى للمسلم عنه .


والآن وقت الشروع في المقصود :
قال رحمه الله ص 2 :

إذا تعقبت الأمور كلها فسدت عليك ، وانتهيت في آخر فكرتكباضمحلال جميع أحوال الدنيا ، إلى أن الحقيقة إنما هي العمل للآخرة فقط ، لأن كلأمل ظفرت به فعقباه حزن ،

إما بذهابه عنك ،

وإما بذهابك عنه ،

ولا بد من أحد هذين الشيئين ،

إلا العمل لله عز وجل ؛ فعقباه علىكل حال سرور في عاجل وآجل،

أما العاجل فقلة الهم بما يهتم به الناس ، وإنكبه معظم من الصديق والعدو ،

وأما في الآجل فالجنة.

و قال :

لا تبذل نفسك إلا فيما هو أعلى منها ، وليس ذلك إلا في ذات الله عز وجل فيدعاء إلى حق ، وفي حماية الحريم ، وفي دفع هوان لم يوجبه عليك خالقك تعالى ، وفينصر مظلوم.

وباذل نفسه في عَرَض دنيا ، كبائع الياقوت بالحصى!

لامروءة لمن لا دين له.

العاقل لا يرى لنفسه ثمناً إلا الجنة.

العقل والراحة هو اطراح المبالاة بكلام الناس ، واستعمال المبالاة بكلامالخالق عز وجل بل هذا باب العقل ، والراحة كلها.

من قدر أنه يسلم من طعنالناس وعيبهم فهو مجنون.

من حقق النظر، وراض نفسه على السكون إلى الحقائقوإن آلمتها في أول صدمة كان اغتباطه بذم الناس إياه أشد وأكثر من اغتباطه بمدحهمإياه ؛ لأن مدحهم إياه ، إن كان بحق وبلغه مدحهم له = أسرى ذلك فيه العجب = فأفسدبذلك فضائله .

وإن كان بباطل فبلغه فَسَرَّه ، فقد صار مسروراً بالكذب ،وهذا نقص شديد.

وأما ذم الناس إياه ، فإن كان بحق فبلغه ، فربما كان ذلكسبباً إلى تجنبه ما يعاب عليه ، وهذا حظ عظيم ، لا يزهد فيه إلا ناقص .

وإنكان بباطل وبلغه فصبر = اكتسب فضلاً زائداً بالحلم والصبر ، وكان مع ذلك غانماً ؛لأنه يأخذ حسنات من ذمه بالباطل = فيحظى بها في دار الجزاء ، أحوج ما يكون إلىالنجاة بأعمالٍ لم يتعب فيها ، ولا تكلفها ، وهذا حظ عظيم لا يزهد فيه إلا مجنون.

وأما إن لم يبلغه مدح الناس إياه ، فكلامهم ، وسكوتهم سواء ، وليس كذلكذمهم إياه ؛ لأنه غانم للأجر على كل حال بلغه ذمهم ، أو لم يبلغه.

ولولاقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الثناء الحسن ذلك عاجل بشرى المؤمن = لوجب أنيرغب العاقل في الذم بالباطل ، أكثر من رغبته في المدح بالحق ، ولكن إذا جاء هذاالقول ، فإنما تكون البشرى بالحق لا بالباطل ، فإنما تجب البشرى بما في الممدوح لابنفس المدح.
ليسبين الفضائل والرذائل، ولا بين الطاعات والمعاصي إلا نفار النفس ، وأنسها فقط.

فالسعيد من أنست نفسه بالفضائل والطاعات ، ونفر من الرذائل والمعاصي ،والشقي من أنست نفسه بالرذائل والمعاصي ، ونفرت من الفضائل والطاعات ، وليس هاهناإلا صنع الله تعالى وحفظه.

طالب الآخرة ليفوز في الآخرة متشبه بالملائكة،

وطالب الشر متشبه بالشياطين،

وطالب الصوت والغلبة متشبه بالسباع،

وطالب اللذات متشبه بالبهائم،

فالعاقل لا يغتبط بصفه يفوقه فيها سبع أو بهيمة أو جماد ،

وإنما يغتبط بتقدمه في الفضيلة التي أبانه الله تعالى بها عن السباعوالبهائم والجمادات، وهي: التمييز الذي يشارك فيه الملائكة.

فمن سر بشجاعتهالتي يضعها في غير موضعها لله عز وجل فليعلم أن النمر أجرأ منهن وأن الأسد والذئبوالفيل أشجع منه ،

ومن سر بقوة جسمه، فليعلم أن البغل والثور والفيل أقوىمنه جسماً ،

ومن سر بحمله الأثقال ، فليعلم أن الحمار أحمل منه ،

ومن سر بسرعة عدوه ، فليعلم أن الكلب والأرنب أسرع عدواً منه ،

ومنسر بحسن صوته، فليعلم أن كثيراً من الطير أحسن صوتاً منه، وأن أصوات المزامير ألذوأطرب من صوته، فأي فخر وأي سرور في ما تكون فيه هذه البهائم متقدمة عليه.

رأيت أكثر الناس إلا من عصم الله تعالى وقليل ما هم يتعجلون الشقاءوالهم والتعب لأنفسهم في الدنيا، ويحتقبون عظيم الإثم الموجب للنار في الآخرة بمالا يحظون معه بنفع أصلاً ! : من نيات خبيثة يضبون [أي: يضمرون] عليها من تمنيالغلاء المهلك للناس وللصغار ، ومن لا ذنب له ،

وتمني أشد البلاء لمنيكرهونه ، وقد علموا يقيناً أن تلك النيات الفاسدة لا تعجل لهم شيئاً مما يتمنونهأو يوجب كونه.

وإنهم لو صفوا نياتهم وحسنوها ، لتعجلوا الراحة لأنفسهم ،وتفرغوا بذلك لمصالح أمورهم ، ولا قتنوا بذلك عظيم الأجر في المعاد ، من غير أنيؤخر ذلك شيئاً مما يريدونه ، أو يمنع كونه.

فأي غبن أعظم من هذه الحالالتي نبهنا عليها ، وأي سعد أعظم من التي دعونا إليها?


العلم

لو لم يكن من فضل العلم إلا أن الجهال يهابونك ويجلونك ، وأن العلماءيحبونك ويكرمونك = لكان ذلك سبباً إلى وجوب طلبه ، فكيف بسائر فضائله في الدنياوالآخرة ؟!

ولو لم يكن من نقص الجهل ، إلا أن صاحبه يحسد العلماء ، ويغبطنظراءه من الجهال = لكان ذلك سبباً إلى وجوب الفرار عنه ، فكيف بسائر رذائله فيالدنيا والآخرة ؟!

لو لم يكن من فائدة العلم والاشتغال به ، إلا أنه يقطعالمشتغل به عن الوساوس المضنية ، ومطارح الآمال التي لا تفيد غير الهم ، وكفايةالأفكار المؤلمة للنفس ، لكان ذلك أعظم داع إليه ، فكيف وله من الفضائل ما يطولذكره ؟!

ومن أقلها ما ذكرنا مما يحصل عليه طالب العلم،

وفي مثلهأتعب ضعفاء الملوك أنفسهم ؛ فتشاغلوا عما ذكرنا بالشطرنج ، والنرد ، والخمر ،والأغاني ، وركض الدواب في طلب الصيد ، وسائر الفضول التي تعود بالمضرة في الدنياوالآخرة ، وأما فائدة ، فلا فائدة .

من شغل نفسه بأدنى العلوم وترك أعلاهاوهو قادر عليه = كان كزارع الذرة في الأرض التي يجود فيها البر ، وكغارس الشَّعراء [شجرة من الحمض] حيث يزكو النخل والزيتون.

نشر العلم عند من ليس من أهلهمفسد لهم ، كإطعامك العسل والحلواء من به احتراق وحمى ، أو كتشميمك المسك والعنبرلمن به صداع من احتدام الصفراء.

الباخل بالعلم ، ألأم من الباخل بالمال ؛لأن الباخل بالمال أشفق من فناء ما بيده ، والباخل بالعلم بخل بما لا يفنى علىالنفقة ، ولايفارقه مع البذل.

أجل العلوم ما قربك من خالقك تعالى ، وما أعانك علىالوصول إلى رضاه.

انظر في المال والحال والصحة إلى من دونك ، وانظر فيالدين والعلم والفضائل إلى من فوقك.

من أراد خير الآخرة ، وحكمةالدنيا ، وعدل السيرة ، والاحتواء على محاسن الأخلاق كلها ، واستحقاق الفضائلبأسرها = فليقتد بمحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وليستعمل أخلاقه ، وسيره ماأمكنه ، أعاننا الله على الاتساء به ، بمنّه آمين.

غاظني أهل الجهل مرتينمن عمري:

أحدهما: بكلامهم فيما لا يحسنونه أيام جهلي،

والثاني: بسكوتهم عن الكلام بحضرتي ، فهم أبداً ساكتون عما ينفعهم ، ناطقون فيما يضرهم.

وسرني أهل العلم مرتين من عمري:

أحدهما: بتعليمي أيام جهلي،

والثاني بمذاكرتي أيام عملي.

من فضل العلم والزهد في الدنيا ،أنهما لا يؤتيهما الله عز وجل إلا أهلهما ومستحقهما ،

ومن نقص علو أحوالالدنيا من المال والصوت ، أن أكثر ما يقعان في غير أهلهما وفيمن لا يستحقهما.

وان طلب الفضائل لم يساير إلا أهلها ، ولم يرافق في تلك الطريق إلا أكرمصديق من أهل المواساة ، والبر ، والصدق ، وكرم العشيرة ، والصبر ، والوفاء ،والأمانة ، والحلم ، وصفاء الضمائر ، وصحة المودة.

ومن طلب الجاه والمالواللذات ، لم يساير إلا أمثال الكلاب الكلبة ، والثعالب الخلبة ، ولم يرافق في تلكالطريق إلا كل عدو المعتقد ، خبيث الطبيعة.

منفعة العلم في استعمال الفضائلعظيمة ، وهو أنه يعلم حسن الفضائل = فيأتيها ولو في الندرة.

ويعلم قبحالرذائل = فيجتنبها ولو في الندرة .

ويسمع الثناء الحسن = فيرغب في مثله ،والثناء الرديء = فينفر منه ، فعلى هذه المقدمات يجب أن يكون للعلم حصة في كل فضيلة، وللجهل حصة في كل رذيلة .


ولا يأتي الفضائل ممن لم يتعلم العلم إلاصافي الطبع جداً ، فاضل التركيب ، وهذه منزلة خص بها النبيون عليهم الصلاة والسلام؛ لأن الله تعالى علمهم الخير كله ، دون أن يتعلموه من الناس.

وقد رأيت منغمار العامة من يجري من الاعتدال ، وحميد الأخلاق إلى ما لا يتقدمه فيه حكيم عالمرائض لنفسه ، ولكنه قليل جداً.

ورأيت ممن طالع العلوم ، وعرف عهود الأنبياءعليهم السلام ، ووصايا الحكماء ، وهو لا يتقدمه في خبث السيرة ، وفساد العلانيةوالسريرة شرار الخلق ، وهذا كثير جداً ، فعلمت أنهما مواهب ، وحرمان من الله تعالى.

احرص على أن توصف بسلامة الجانب ، وتحفظ من أن توصف بالدهاء = فيكثرالمتحفظون منك ، حتى ربما أضر ذلك بك ، وربما قتلك.

وطّن نفسك على ما تكره = يقل همك إذا أتاك ، ويعظم سرورك ، ويتضاعف إذا أتاك ما تحب مما لم تكن قدّرته.

إذا تكاثرت الهموم سقطت كلها.

طوبى لمن علم من عيوب نفسه أكثر مما يعلم الناس منها.

.الصبر على الجفاء
00000000000000
الصبر على الجفاء ينقسم ثلاثةأقسام:

فصبر عمن يقدر عليك ولا تقدر عليه ،

وصبر عمن تقدر عليه ولايقدر عليك ،

وصبر عمن لا تقدر عليه ولا يقدر عليك ؛

فالأول = ذلومهانة وليس من الفضائل.

والرأي لمن خشي ما هو أشد مما يصبر عليه: المتاركةوالمباعدة.

والثاني: فضل وبر: وهو الحلم على الحقيقة ، وهو الذي يوصف بهالفضلاء.

والثالث ينقسم قسمين:

إما أن يكون الجفاء ممن لم يقع منهإلا على سبيل الغلط ، ويعلم قبح ما أتى به ، ويندم عليه = فالصبر عليه فضل وفرض ،وهو حلم على الحقيقة.

وأما من كان لا يدري مقدار نفسه ، ويظن أن لها حقاًيستطيل به ، فلا يندم على ما سلف منه = فالصبر عليه ذل للصابر ، وإفساد للمصبورعليه ؛ لأنه يزيد استشراء ، والمقارضة له سخف ، والصواب إعلامه بأنه كان ممكناً أنينتصر منه ، وإنه إنما ترك ذلك استرذالاً له فقط ، وصيانة عن مراجعته ولا يزاد علىذلك.

وأما جفاء السفلة فليس جزاؤه إلا النكال وحده.

من جالس الناسلم يعدم هماً يؤلم نفسه ، وإنما يندم عليه في معاده ، وغيظاً ينضج كبده ، وذلاًينكس همته، فما الظن بعد بمن خالطهم وداخلهم ?

والعز والراحة والسروروالسلامة في الانفراد عنهم ، ولكن أجعلهم كالنار تدفأ بها ، ولا تخالطها.

لولم يكن في مجالسة الناس إلا عيبان لكفيا ،

أحدهما: الاسترسال عند الأنسبالأسرار المهلكة القاتلة ، التي لولا المجالسة لم يبح بها البائح.

والثاني: مواقعة الغلبة المهلكة في الآخرة ، فلا سبيل إلى السلامة من هاتينالبليتين إلا بالإنفراد عن المجالسةجملة.
00000000000000000000000000000

لا تحقر شيئاً من عمل غد أن تحققهبأن تعجله اليوم ؛ وإن قل ، فإن من قليل الأعمال يجتمع كثيرها ، وربما أعجز أمرهاعند ذلك = فيبطل الكل.

لا تحقر شيئاً مما ترجو به تثقيل ميزانك يوم البعث إنتعجله الآن ؛ وإن قل ، فإنه يحط عنك كثيراً، لو اجتمع لقذف بك فيالنار.

الوجع والفقر والنكبة والخوف ، لا يحس أذاها إلا من كان فيها ، ولايعلمه من كان خارجاً عنها.

وفساد الرأي ، والعار ، والإثم لا يعلم قبحهاإلا من كان خارجاً عنها ، وليس يراه من كان داخلاً فيها.

الأمن والصحةوالغنى، لا يعرف حقها إلا من كان خارجاً عنها ، وليس يعرف حقها من كانفيها.

وجودة الرأي والفضائل وعمل الآخرة ، لا يعرف فضلها إلا من كان منأهلها ، ولا يعرفه من لم يكن منأهلها.

0000000000000000000000000000000000000000000

وأول من يمقت شاهد الزور من شهد له به ،

وأول من تهون الزانية في عينه ، الذي يزني بها.

كثرة المال ترغب ،وقلته تقنع.

كثرة وقوع العين على الشخص يسهل أمرهويهونه.



اتمنى الفايده للجميع ودمتم.
منقوول

amar 2 November 4, 2009 02:45 PM

رد: مداواه النفوس
 
مشكوره اخ اثير- الشوق على مشاركتك
في انتظار جديدك

vollyman November 5, 2009 12:39 AM

رد: مداواه النفوس
 
مشكور اخي العزيز موضوعك رائع
ننتظر جديدك


الساعة الآن 04:25 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر