مجلة الإبتسامة - فنُ الكلام ..فنُ الإصغاء ..فنُ الرد

للكلام فنٌ وللإصغاء فنٌ وللرد فنٌ

ففن الكلام بصياغة المعنى بجميل المبنى وطيب الفحوى

وان كل دالة تقود لمدلولها بانسياب منظوم

وتسلسل معقول فلا إطنابٌ ممل أو اقتضابٌ مخل

فيجد قارئه أو مستمعه حلاوة القراءة والاستمتاع

ونداوة المعنى والإيقاع .. فتنتشي روحُه وتتسامى

بالمعاني ويبتهج عقلُه باتساق المحتوي وما حوا .

عندئذ يعتلي الإصغاءُ مراتب الفنون لبلوغ الغاية

فتُجند له الحواسُ بإيقاعات متوالية متتالية فالسمع

والبصر والذوق واللمس والشم .. جندٌ من جنود الإصغاء

و إذا أُحكم بيان الكلام استوجب الإصغاء حتى

نتلمس المعاني ونتذوق حلاوتها ونشتم روائحها

الذكية وكأن بنا نراها تمشي بخطاها بيننا

فنعانقها ونسمع ونستمتع بأنفاسها وعندئذ

يستوجب جمال الرد .

والردُ أصداءُ النفوس .. مقتبسٌ من أسرارها

إعتمل بدواخلها وإختمر بصفاء الكلام ..

فتجلى رونقه بحسن الإصغاء لدوال المعاني

وبلاغة ألفاظها وبيانها .

وأجمل الرد ما لزم الإحسان ونشأ عن خلق قويم وإدراك

وسع المردود .. وما لازم الحق حين فارقه الآخرون

واستنطق عفة القول وتهذيبه . وحسنُ الرد يأتيك كنسمة

تستريح له الدواخلُ ويستحوذ على الجوارح .

أخيرًا .. قال الشاعر :--

(ليكن لديك لسائلٍ فرجٌ * أو لم يكن.. فليحسن الردُ)

‏11‏/04‏/2009‏ 01:44:01 ص