مجلة الإبتسامة

مجلة الإبتسامة (https://www.ibtesamah.com/)
-   كتب منوعه و أخرى (https://www.ibtesamah.com/forumdisplay-f_280.html)
-   -   تحميل من وجع القلب ، للكاتب الكبير محمود عوض ، حصريات مجلة الابتسامة ، pdf (https://www.ibtesamah.com/showthread-t_436260.html)

معرفتي June 10, 2014 02:10 AM

تحميل من وجع القلب ، للكاتب الكبير محمود عوض ، حصريات مجلة الابتسامة ، pdf
 
تحميل من وجع القلب ، للكاتب الكبير محمود عوض ، حصريات مجلة الابتسامة ، pdf
تحميل من وجع القلب ، للكاتب الكبير محمود عوض ، حصريات مجلة الابتسامة ، pdf


https://up.ibtesama.com/upfiles/n9v57341.gif

من وجع القلب
محمود عوض

https://up.ibtesama.com/upfiles/j5b57056.gif

تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها


https://up.ibtesama.com/upfiles/j5b57056.gif

تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها


https://up.ibtesama.com/upfiles/j5b57056.gif

تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها


https://up.ibtesama.com/upfiles/j5b57056.gif

ما هو الفن؟ ما هى السياسة؟ ما هو العلم؟ ما هى التكنولوجيا؟ ماهو الأدب؟ ماهى الموسيقى؟ ماهو الدستور؟ ماهى الإيديولوجيا؟ ثم..ماذا تعنى خلاصة التاريخ؟ و.. ما هى الحياة؟ إنها أسئلة جوهرية .. وإجاباتها متعددة. والكاتب الكبير محمود عروض، بأسلوبه الفريد المتجدد والمتميز يطرح فى هذا الكتاب إجاباته الخاصة. أحيانا من خلال شخصية أحيانا من خلال قضية. أحيانا من خلال معنى. ودائما من خلال فكرة. وبين وقت وآخر من خلال تجربة ومعاناة شخصية. كلنا مثلا نرى النجوم.. خصوصا النجوم تحت الأضواء.لكن قلم الكاتب الكبير محمود عوض وحده يخترق لنا الأسوار ليحلل نفوس النجوم فيما وراء الأضواء وبريق الشهرة. ومن النجوم إلى الناس العاديين.. بل وحتى إلى "حسن" فى القفص .
وهذا الكتاب هو أيضا دفتر أحوال نفسية وعقلية لقلم محمود عوض عبر الزمن .. وهو الكاتب الذي سجلت مواقع على شبكة الإنترنت وإحصائيات دار المعارف أن كتبه الأكثر انتشارا .. خصوصا بين الشباب .
إنه كتاب ممتع للقاريء الذي يعرف أهمية فهم الحياة وقضاياها الكبرى .. ومعنى الرحيل في منتصف جملة موسيقية .

نبذة عن المؤلف

الكاتب الكبير محمود عوض أحد أعمدة الصحافة المصرية في دار أخبار اليوم ولقبه إحسان عبد القدوس بـ"عندليب الصحافة" وتميز أسلوبه بالبساطة والرشاقة والانحياز لهموم المواطن العادي‏,‏ كما التزم بتوجه قومي عربي‏ وكان من المقربين من الثلاثي الغنائي المصري الكبير أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ ، كما كان مقربا من الصحفيين المصريين على أمين ومصطفى أمين وعمل بصحيفة "أخبار اليوم" التي أسساها عام 1944.وألف عوض كتابين شهيرين هما "أم كلثوم التي لا يعرفها أحد" و"عبد الوهاب الذي لا يعرفه أحد" كما كان من نخبة الكتاب المختارين فى كبريات الصحف العربية مثل الحياة اللندنية والرياض السعودية والاتحاد الإماراتية، وكتب للإذاعة المسلسل الوحيد الذى قدمه عبد الحليم حافظ وهو "أرجوك لا تفهمنى بسرعة".
وأذاعت إذاعة "الشرق الأوسط" المصرية هذا المسلسل في اكتوبر أول عام 1973، خلال شهر رمضان، وهو المسلسل الاذاعي الوحيد الذي قام عبدالحليم حافظ ببطولته، وصاحبت ذلك حينها ضجة إعلامية كبيرةوعمل الراحل بالكتابة السياسية فى عدد من الصحف المصرية أيضا وألف كتابا عن هزيمة عام 1967 بعنوان "ممنوع من التداول" كما ألف كتابا بعنوان " وعليكم السلام" وكتابا بعنوان "متمردون لوجه الله"
وكان الفقيد قد وافته المنية واكتشفت جثته بعد يومين بالصدفة لأنه يعيش بمفرده
واكتشفت الوفاة بالصدفة حيث كان للفقيد مقال فى صحيفة اليوم السابع, وهو ما جعل الجريدة تتصل به أكثر من مرة ولم تتلق رداً مما جعلهم يشعرون بالقلق عليه .
وأرسلت الجريدة من يطمئن عليه فى بيته ولكنه لم يجيب, فاتصلوا بشقيقه الذى حضر على الفور وأحضروا الشرطة, واكتشفوا وفاته من يومين
قد كان عوض خلال عقود القرن الماضي مركز دائرة واسعة لنجوم السياسة والصحافة والفن، تمتع بعلاقات مميزة مع صانعي القرار في تلك المرحلة وتولى مناصب قيادية صحفية نجح فيها، منها الفترة التي تولى فيها رئاسة تحرير صحيفة "الأحرار" المعارضة في أوج توهجها
وكانت مقالاته وموضوعاته تنشر بانتظام في صحيفة "أخبار اليوم" عندما كانت توزع أكثر من مليون نسخة في عهد مصطفى أمين، وله العديد من الكتب التي زينت المكتبة العربية السياسية والانسانية.
وتميز عوض بصداقة مع المطرب الراحل عبدالحليم حافظ، جعلته ينفرد بالكثير من أسراره وتفاصيل حياته
وتعكس حالة الوفاة لكاتب كبير دون أن يعلم به أحد، صورة غير جيدة للمشهد الاعلامي والصحفي في مصر .

التحميل

أتمنى لكم قراءة ممتعة


تحميل من وجع القلب ، للكاتب الكبير محمود عوض ، حصريات مجلة الابتسامة ، pdf
تحميل من وجع القلب ، للكاتب الكبير محمود عوض ، حصريات مجلة الابتسامة ، pdf

معرفتي June 10, 2014 02:15 AM

رد: تحميل من وجع القلب ، للكاتب الكبير محمود عوض ، حصريات مجلة الابتسامة ، pdf
 

محمود عوض في كتابه الجديد «من وجع القلب»: أحلام كثيرة وانكسارات حزينة.. وقضايا تخترق حاجز الزمن

سعيد الشحات ١٨/ ٣/ ٢٠٠٧


لو قلت كل كلمات الإعجاب في حق الكاتب الصحفي الكبير محمود عوض وفي حق كتابه الجديد «من وجع القلب»، فليسمح لي بأن أقول الكثير من كلمات العتاب علي تلك العودة المتأخرة إلي القراء، صحيح أنه اتحفنا قبل شهور بكتابه المهم والممتع «بالعربي الجريح»، ويتواصل الآن بكتاب «من وجع القلب»، إلا أن القارئ الذي أحبه وأدمن كتاباته يتمني طلة منتظمة منه، كما كانت منذ سنوات،
وقبل أن يتسبب في قطعها البعض ، وحتي يتحقق ذلك، نقول إن محمود عوض في «من وجع القلب» - الصادر عن دار المعارف - يفتح عدسة الكاميرا علي أكثر من مشهد في مصر، مشهد يعطيه عنوان «أفكار ومعاني»، ويتناول فيه شخصيات أثرت في وجداننا وهي الرائعة سعاد حسني، والفذ موسيقياً وإنسانياً بليغ حمدي، والعبقري أنتوني كوين،
ومشهد آخر يعطيه عنوان «شخصيات وصور»، ويتحدث فيه عن شخصيات تركت بصماتها في مجالات العلم والفكر، علي الرغم من أن الأضواء لم تعرف الطريق إليها، ومن هؤلاء الدكتور حامد ربيع الأستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية والذي رحل منذ سنوات بعد أن قدم لمئات التلاميذ العديد من المؤلفات المهمة والرائدة في الفكر السياسي.
والدكتور إبراهيم حلمي عبدالرحمن السكرتير العام المساعد لمنظمة الأمم المتحدة في مرحلة الستينيات، والدكتور أحمد مصطفي مدير المركز القومي للبحوث عام ١٩٦٨، الذي ألف كتباً علمية تم تدريسها في جامعات عالمية، والدكتور محمد عبدالمقصود النادي الذي شغل من قبل رئاسة قسم الطبيعة النووية بكلية العلوم جامعة القاهرة، وقال لمحمود عوض قبل ما يقرب من ٤٠ عاماً كلمات قيمة هي: «مع أن الدول النامية هي الأكثر فقراً بين دول العالم.. إلا أنها هي الأكثر حاجة لبحوث الطاقة الذرية..
هذه هي المعادلة الصعبة - بل الصعبة جداً - التي يجب أن نتوصل إلي حل لها»، ومن مجال الطاقة النووية إلي القانون وفلسفته، يسلط محمود عوض كاميرته علي الدكتور ثروت أنيس الأسيوطي مؤلف كتاب «نشأة المذاهب الفلسفية وتطورها» والذي أحدث ضجة علمية في معظم الدوائر القانونية الكبري في العالم.. ويختتم عوض هذا المشهد بصورة رائعة عن «حسن» الشمبانزي الذي اشترته حديقة الحيوان بالجيزة بواسطة متعهد من ألمانيا الغربية ليتفرج عليه الناس.
وينتقل محمود عوض إلي المشهد الثالث بعنوان «قضايا»، ويشمل عدداً من المقالات الطويلة والعميقة عن قضايا مثل «حب مصر»، و«الدستور»، و«الأحزاب السياسية»، و«الأيديولوجيا»، و«فن الحب».
وينتهي الكتاب بالمشهد الرابع ويحمل عنوان «إسلاميات»، هذا العنوان الجامع في حديثه عن النبي محمد، وعمر بن الخطاب، وخالد بن الوليد..، وتدهشك تلك القدرة الفائقة من محمود عوض وهو يكتب في هذا المجال، كما لو كان فقيهاً متمكناً، لكنه الفقيه المستنير الذي يقوم عظماء دينه وحضارته في أجمل وأجل وأسهل وأعمق صورهم.
ولأن كل المشاهد التي تضمنها هذا الكتاب الجميل تحتاج إلي عروض خاصة.. نستأذن المؤلف في أن نقدم ما تيسر منه، مع التأكيد علي أن الباقي لا يقل جمالاً وجاذبية وأهمية.
.......
بليغ حمدي.. الرحيل في منتصف جملة موسيقية
كان بليغ حمدي مشواراً امتزج فيه الأمل بالألم، الحلم بالانكسار، التوهج بالملل، هو مجموعة تناقضات، لكنه الشخصية الجديرة بالحب والتقدير والاحترام، كان بليغ وعوض صديقين، وهي الصداقة التي منحت للاثنين عمراً من الحلم والطموح والتوهج والحزن والفرح، والرؤية من كاتب مبدع لفنان مبدع، يقول عوض: «أعطي بليغ موسيقاه وألحانه لكثيرين في مصر والعالم العربي». ويضيف: «كان يسعي إلي الصوت الموهوب الجديد بأكثر من العكس» ويزيد: «بليغ لم يكن شيئاً إلا إذا تحمس، إنه يتحمس لصوت، لفكرة، لنغمة، لجملة موسيقية، فيها المتعة أحياناً، والشوق أحياناً، والألم أحياناً، وحبه لمصر دائماً».
لم يكن حب بليغ لمصر كلمات إنشائية، أو «بخة» إعلامية، أو زفة كدابين، وإنما هي فعل، وفعل، وفعل، ومجموعة هذه الأفعال يشير محمود عوض إلي البعض منها.. في أعقاب كارثة يونيو ١٩٦٧، وهي الكارثة التي أعد لها الكثيرون كما يقول عوض: «برقيات العزاء.. بل طريقة الدفن»، خرج بليغ بموسيقاه وصوت شادية وكلمات محمد حمزة بأغنية.. تعبئ مشاعر المصريين، وتشحذ همتهم جميعاً وهي: «يا حبيبتي يا مصر»، وفي حرب ٦ أكتوبر ١٩٧٣، يختفي من بين المجموعة التي كانت تسجل للإذاعة مسلسل «أرجوك لا تفهمني بسرعة»،
ومن بينهم مؤلف المسلسل محمود عوض، ليسجل أغنيات مثل «باسم الله» بصوت المجموعة، و«علي الربابة»، لوردة، وكل ذلك بلا أجر، ويكشف عوض في هذه الأجواء عن الخلاف بين بليغ وعبدالحليم حول تقديم أغنية عن أنور السادات بمناسبة الحرب، كان المطلب لعبدالحليم، والرفض من بليغ، واحتكم الأثنان لعوض الذي ينقل رد بليغ: «يا حليم أنا تحت أمرك، قل لي هانغني لمصر، للجيش، للشارع، للناس، تحت أمرك، لن نغني لحاكم مهما علا شأنه أبداً».
واصل بليغ كلماته بتدفق ويذكرها عوض: «يا حليم هذه حرب مؤجلة منذ ثلاث سنوات.. حرب خاضها نفس الجيش الذي قام بحرب الاستنزاف، وبحماية نفس الحائط الصاروخي الذي كان جاهزاً منذ ٣ سنوات.. هل نسميها إذن حرب جمال عبدالناصر؟».
يجيب بليغ: «إنني أرفض ذلك أيضاً.. فنحن جميعاً تحملنا التضحيات من أجل هذه الحرب، وشهداؤها خيط واحد متصل منذ معركة «رأس العش» وإغراق المدمرة إيلات.. يا حليم افهمني»، أما محمود عوض الذي لعب دور الحكم بين صديقيه فنصح عبدالحليم: «اترك بليغ علي راحته»، بعدها غني عبدالحليم «عاش اللي قال» لحن بليغ وكلمات حمزة واعتبره عوض «حلاً وسطاً بين تلقائية ورومانسية بليغ، ورغبات عبدالحليم».
لم تكن مصر قطعة من بليغ، وإنما هي بالدقة كل كيانه، يعطي بإخلاص دون أن ينتظر المقابل، ورغم ذلك نسيته مصر الرسمية حين منحت ألقاباً وجوائز وتكريمات لكل من يستحق ولا يستحق تحت عباءة ذكري حرب أكتوبر، وأثار ذلك غضب محمود عوض فكتب في ١٦ أكتوبر عام ١٩٧٦ متسائلاً، ورغم التجاهل لم يغضب بليغ لأن «مصر بالنسبة لبليغ هي الناس البسطاء، كل الناس، إنهم كل جائزته، وهم أيضاً سر عذابه».
لماذا أصبح الناس الذين حلم لهم بليغ حمدي هم سر عذابه؟.. الإجابة تأتي من القضية الشهيرة التي حدثت في بيت بليغ حيث غافلت واحدة من الضيوف الحاضرين، وانتحرت من الشرفة الخلفية للبيت، يقول عوض: «دارت عجلة الإثارة الصحفية بكل قوتها لكي تدين بليغ حمدي من قبل أي محاكمة. بحيث أنه في اللحظة التي تجري فيها المحاكمة القضائية، سيكون بليغ قد جري اغتياله معنوياً بالكامل»،
أما من حيث بليغ نفسه فيصفه عوض: «بدأ يتحول إلي كاريكاتير، إنه ينكمش نفسياً يوماً بعد يوم داخل ذاته، مرتاعاً من حجم هذا التشفي الغامض»، ويتساءل عوض بعد كل ما سمعه من شائعات سُربت في شكل معلومات حول ما حدث، وتذهب إلي أن بليغ كما لو أنه عاش لأهوائه وملذاته: «كيف وجد بليغ الوقت ليلحن ٣٠٠٠ أغنية؟ منها إحدي عشرة أغنية لأم كلثوا أكبر عملاق غنائي في تاريخ العرب؟
أصبح الجميع بعد القضية، كما يقول عوض: «يستحلون لأنفسهم أن يصبحوا قضاة»، ولأن الناس «كانوا حلم بليغ»، والآن «أصبحوا قضاته، تولدت المأساة التي دفعته إلي السفر لفرنسا وبقائه فيها ٥ سنوات، وفي باريس أصبحت «وطأة الغربة مرضه المستجد بقسوة»، ولما عاد بعد أن أنصفه القضاء بالبراءة، أصبح كما يقول عوض: «شيخا أو ظلاً، أو خيالاً من ماض، متوهج وحاضر لم يكتمل، وعلي حد تعبير محمد الموجي فإن بليغ كان مملوءاً بالموسيقي، الشجن، والوحدة والغربة والعذاب والفوضي والألم والموسيقي».
سعاد حسني.. ضحية زوزو وآكلي لحوم البشر
يري محمود عوض أن العلاقة بين النجوم والأضواء مركبة ومعقدة، وحين تبدأ تفتح معها الكثير من المحطات الدرامية التي قد تنتهي بفواجع. كما في حالة الفنانة سعاد حسني التي اختلطت في رحيلها المأساة بالملهاة.
يقول عوض إن أهم ما لصق بسعاد حسني في أي عمل فني أنها كانت «تسرق الكاميرا»، لكن التعبير الدقيق الصحيح هو أن الكاميرا هي التي كانت تسرق سعاد حسني، ويضيف: إن كاميرا التصوير تحالفت مع وجهها منذ بدايتها الأولي في فيلمها الأول سنة ١٩٥٩، واستمر هذا التحالف ٣٠ سنة متواصلة، وبعدها ترددت الكاميرا بعض الشيء فتحولت رحلة سعاد الفنية من السعادة إلي الشقاء ومن النظر إلي الكاميرا كحليف مؤكد إلي التشكك فيها كخصم محتمل، فأي نوع لهذه الخصومة القاسية؟
سؤال يقفز إلي الذهن ونحن نتابع هذه القضية عبر صفحات الكتاب، ونجد إجابته في مواقف مختلفة يحكي عنها محمود عوض، فأم كلثوم مثلاً، قالت له قبل أن ترحل بعامين تقريباً، وبالتحديد بعد تسجيل أغنية «حكم علينا الهوي»: «لو قررت الاعتزال فهذا معناه نهايتي، لا أستطيع، لا أستطيع، إنني أحسب عمري بعدد مرات وقوفي علي المسرح»، وإذا كان هذا الحسم من أم كلثوم المغلف بالتخوف يمكن أخذه في خانة رفض «حتمية» الغروب مع تقدم السن، فإننا نجد قوانين تبدو مشتركة في مسيرة النجوم عامه لكنها مع سعاد لها مقاسات مختلفة.
يشير إليها عوض بقوله: «في نجومية سعاد حسني السينمائية اشتعل قانون السوق لصالحها طوال معظم مشوارها» وفي سنواتها «كان الزمن بخيلاً وسخياً، حليفاً وعدواً دافعاً لها وسيفاً عليها، كان الزمن حليفاً منذ أن اكتشفها عبدالرحمن الخميسي ورعاها ولعبت وهي في الـ١٧ دور البطولة لفيلم حسن ونعيمة»، ومع إصرارها علي التعليم وسباقها مع الزمن لعبت بطولة أفلام بعضها عادي وبعضها مميز، وكان الزمن في كل هذا يدخرها كما يقول عوض لدور عمرها في بطولة فيلم «خلي بالك من زوزو».
لا يحسب عوض دور زوزو بالنسبة لسعاد حسني كدور فني برعت فيه في فيلم سينمائي، وإنما هو أكثر من ذلك، هو عندها كما «زوربا» عند أنتوني كوين، وجد كوين في زوربا تركيبته النفسية، وما طمح أن يكون عليه فعلاً من حب الحياة والناس والطبيعة والتواضع في المطالب، أما سعاد فتحولت عند جمهورها وفي قرارة نفسها إلي «زوزو» التي أخذت من الناس شلال حب، عشقت هي زوزو، وأصبحت مرجعيتها، مثلما عشق كوين «زوربا»
وصارع بعده ليقنع جمهوره بأنه إلي جوار «زوربا» يمكن أن يعبر عن شخصيات أخري، وعلي الرغم من هذا التقارب بين الحالتين، فإن محمود عوض يري أن مشكلة سعاد أكثر تعقيداً، فهي تمثل وتغني وترقص وبالتالي عليها أن تحتفظ بجمالها ولياقتها، لكن الزمن لم يكن محايداً في ذلك، فقد استجد المرض الذي زاد من وزنها، وأضعف لياقتها، وكلما نظرت في مرآتها بحثا عن زوزو تصبح أبعد، ومن هنا جاء شيء آخر هو الاكتئاب.. الاكتئاب الذي أصبحت فيه ماضياً بلا مستقبل، والأسوأ كما يقول عوض: «أنها تصرفت علي هذا الأساس»،
ويضيف: «لقد تلبست نوعاً خاصاً من النجومية، والدور تلبسها، هي «زوزو»، لأنها في حينها كانت في أكبر لياقتها النفسية والبدنية، جمهورها تفاعل معها أيضاً، لأنه محتاج إلي «زوزو»، بعد قليل تحولت المسألة إلي أن كليهما أصبح سجين الآخر، هي سجينة لجمهورها، - جمهور زوزو - والجمهور نفسه لم يستوعب أن «زوزو» نفسها فكرة وحلم، قد تجسده سعاد حسني في فترة، لكن غيرها يجسده في فترة تالية».
يصل عوض بعد طرح هذا التداخل الذي حكمه عنصرا السوق والزمن إلي دراما النهايات من مقدماتها إلي نهاياتها.. يقول: لا الجمهور خفض توقعاته من سعاد حسني، ولا هي أيضاً عدلت من توقعاتها من الجمهور، هناك حقيقة تعلوهما معاً عنوانها الزمن، وربما يحسب لسعاد حسني أنها جربت الخروج إلي جمهورها بشيء مختلف عن «زوزو»، ففوجئت بالفشل، حاولت أيضاً أن تنسحب سعياً إلي أن تعيد ضبط أوضاعها في مواجهة الخصمين الطارئين: الزمن والمرض، فواجهها خصم جديد، هو «جماعة آكلي اللحوم البشرية»،.. وهي الجماعة التي تجسد حقدها في موقفين،
الأول يتمثل في استنطاقها كذباً وهي في الغربة تخضع للعلاج بأنها تزوجت سراً من عبدالحليم حافظ، أما الواقعة الثانية فهي الكذبة السوداء التي أطلقتها أقلام متوحشة بأنها تعيش في لندن هائمة علي وجهها غير واعية بتصرفاتها، تلتهم فضلات الطعام والمشروبات بشراهة، أما السلالة الأكثر انحطاطاً من آكلة لحوم البشر فكانت بعد رحيلها وقالت أنها تعاني من الشبق.
.. ولما كانت روح الجماعة.. لم يكن حب مصر مشكلة
في أي إطار نري مصر؟ وبأي منظار نحبها؟
يطرح محمود عوض السؤالين تحت عنوان «إنها مشكلة أن نحب مصر»، ويجتهد في تقديم إجابة شافية عليهما مسلحاً في ذلك بحقائق التاريخ، واجتهادات لمؤرخين، وأحداث السياسة، والاقتراب من التكوين النفسي والاجتماعي للشخصية المصرية، ويطرح عوض أسئلة شائكة وجريئة تشغل النخب السياسية والثقافية منذ سنوات طويلة مثل.. هل المصرية هي الشعور بمركبات النقص؟.. هل هي الشخص الفهلوي؟..
هل هي العبقرية في المكان، كما يحللها الدكتور جمال حمدان؟، هل مليئة بالمضحكات كما قال الشاعر العربي الكبير المتنبي؟، ومع محاولة عوض لتلمس الإجابات عن هذه الأسئلة، وأسئلة أخري يطرحها هو نفسه، يصل إلي القول بأن الفترة الطويلة الممتدة في تاريخنا تراكمت علينا أحداث ومصائب تركت كل منها بصمات لا تنمحي في تكويننا النفسي والثقافي، ويعد الصمت هو أبرز هذه البصمات،
واختاره المصري كفضيلة تلح عليه بدلاً من الدخول مع السلطان في مواجهة مكشوفة، ويغوص عوض في تحليل هذا الأسلوب ومسبباته التي تعد الجغرافيا، والمجتمع الزراعي، والنيل، الدوافع الرئيسية له، وأكسب هذا الأمر الشخصية المصرية سمات منها أنه محافظ، ومتدين، ومنعزل في حياته الخاصة، ويشك في نوايا الآخرين، كما أن الظلم قدره، والجنس ملهاته، والسماء ملجؤه، والدين حصته، والحياة الأخري عزاؤه.
ويري عوض أنه رغم كل هذه السمات التي تبدو سلبية في بعض جوانبها إلا أن «الحالات التي كان يتطابق فيها طموح الحكام في مصر مع مصالحها، كان هذا الفلاح الصغير يرتفع إلي أعلي نقطة في السماء»..
ويدلل محمود عوض علي هذا الرأي الراجح ببعض الأحداث التاريخية، لكنه يطرح في نفس الوقت ما يسميه «المتناقضات» التي شكلت مصر والتي تتزامن مع تلاقي طموح الحاكم بمصالح مصر، وتؤثر بالسلب عليها وضمن هذه المتناقضات الانقياد الأعمي للماضي الذي يحذر منه عوض.. ولكن ماذا بعد أن نتخلص من الانقياد الأعمي للماضي؟
هذا السؤال يطرحه قارئ هذه الدراسة المهمة والتي يتضمنها الكتاب ليجد إجابته فيما قاله ابن خلدون، بأن «روح الجماعة شرط لنهضة الأمم وقوتها»، ويحدد محمود عوض ثلاث حالات تاريخية مصرية توفر فيها هذا الشرط، وبالتالي كان حب مصر حقيقياً، وتمثلت الحالة الأولي في قرار تأميم قناة السويس عام ١٩٥٦،
وهو القرار الذي أعاد به عبدالناصر لمصر أملاً مؤجلاً، كما أنه القرار الذي نجح بفضل حسن التخطيط، ودقة الحساب من القيادة السياسية ومن الفريق الذي باشر ويحب إدارة تشغيل القناة بعد أن ظن العالم أن مصر ستفشل في هذه المهمة في حالة سحب العاملين الأجانب بعد قرار التأميم مباشرة، أما الحالة الثانية فهي تحويل حلم بناء السد العالي إلي حقيقه،
هذا الحلم الذي خاضت من أجله مصر الكثير، ونجح بفضل حسن اختيار فريق يمتلك الخبرة والمعرفة بقيادة المهندس محمد صدقي سليمان، والذي رأي وفريقه أنهم لا ينفذون شيئاً خارقاً ولا استثنائياً وإنما فقط هم يقومون بواجبهم نحو مصر، أما الحالة الثالثة فهي التالية لحرب ١٩٦٧، وهي حرب الاستنزاف تلك الحرب التي يقول عنها محمود عوض: «أحس الجندي أن مصر تعطيه دوراً لكي يلعبه، وتحدياً لكي يواجهه، بحيث إنه كان يحقق في سنة ما استبعده عدوه في خمسين».


مقال منشور بجريدة المصري اليوم



wadhaf June 13, 2014 08:49 PM

رد: تحميل من وجع القلب ، للكاتب الكبير محمود عوض ، حصريات مجلة الابتسامة ، pdf
 
مشكوريـــــن


الساعة الآن 06:24 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر