مجلة الإبتسامة

مجلة الإبتسامة (https://www.ibtesamah.com/)
-   طلبات الاعضاء (https://www.ibtesamah.com/forumdisplay-f_217.html)
-   -   مسرحيه الدرس ليوجين يونسكو (https://www.ibtesamah.com/showthread-t_149401.html)

mora man November 12, 2009 07:21 PM

مسرحيه الدرس ليوجين يونسكو
 
أريد مسرحيه الدرس للكاتب الفرنسى يوجين يونسكو النص الأصلى مترجم إلى العربيه

lovebeam November 13, 2009 05:19 PM

رد: مسرحيه الدرس ليوجين يونسكو
 
المسرحية الكوميدية: الدرس
تأليف: يوجين يونسكو
نقلها إلى العامية العراقية: حكمت الحاج

[إلى المستشرق الروماني د. جورج غريغوري: شكرا لما تلقيته منك من دعم وعون في سبيل إنجاز هذا العمل، من حيث التوفر على المصادر ومقابلة النص على الأصل الفرنسي مع مقارنته بالترجمة الإنكليزية، ومن ثم نشره في كتاب مستقل. وستبقى هذه الجهود محل اعتبار وتقدير دائمين.]

الشخصيات:
1_ الأستاذ: في الخامسة والأربعين.
2_ التلميذة: في الثامنة عشرة.
3_ الأخت: في الستين.

المنظر:
[غرفة الاستقبال في منزل الأستاذ، والتي هي في الوقت نفسه غرفة مطالعة وغرفة طعام. باختصار، الأستاذ في حوالي الخامسة والأربعين، وضعه المادي غير جيد لكنه يخفي ذلك جاهدا. إلى يسار المسرح باب يؤدي إلى سلم. وفي الجزء الخلفي للمسرح باب آخر يفتح على مجاز في البيت. في المقدمة، إلى اليسار قليلا نرى نافذة عليها ستائر بسيطة وخارجها، على عتبة النافذة، مزهريات صغيرة فيها زهور عادية، في البعيد، يمكن رؤية منازل بسقوف حمراء منخفضة، إنها المدينة الصغيرة، أو جزء من ضاحية في العاصمة. السماء رمادية مشوبة باللون الأزرق. إلى اليمين بوفية بسيطة. المائدة التي تستعمل أيضا كمكتب، تتوسط الحجرة. توجد ثلاث كراس حول المائدة وكرسيان على جانبي النافذة. الحيطان مغطاة بورق فاتح بضعة رفوف تحمل كتبا. عندما يرفع الستار نرى المسرح خاليا، ولكنه لن يبقى كذلك لفترة طويلة. يدق جرس الباب ويسمع صوت نسائي خارج المسرح. إنها أخت الأستاذ، وهي التي ربته بعد وفاة أمه المبكرة، وهي في الستين من عمرها، وغير متزوجة].
صوت: إجيت.. إجيت.. [ تسمع الأخت وهي تهبط بعض السلالم مهرولة وعندئذ تظهر امرأة ذات بنية قوية رغم كبر عمرها. وجهها أحمر وتضع على رأسها منديل رأس. تدخل وكأنها لفحة ريح تصفق وراءها الباب اليمين وتجفف يدها بصدريتها وتهرول نحو الباب اليسار بينما تسمع دقة جرس الباب ثانية].
الأخت: زين .. زين .. إجيت ، إش دعوه. [تفتح الباب. التلميذة بنت التسعة عشر ربيعا. فستانها رمادي ذو بُنيقة (ياخة) بيضاء، وتحت إبطها محفظة كتب]
الأخت: تفضلي عيني.
التلميذة: صباح الخير.
الأخت: صباح الخير.
التلميذة: الأستاذ موجود؟
الأخت: أنتي جايه على مود الدرس؟
التلميذة: نعم خاله.
الأخت: اتفضلي عيني، اتفضلي استريحي حتى دا أقول له.
التلميذة: شكرا يا خاله.
[ تجلس إلى المائدة في مواجهة الجمهور ظهرها إلى الباب الأيمن الذي تخرج منه الأخت مسرعة وهي تنادي]
الأخت: يا أستاذ، يا حضرة.. البنية وصلت.
[ يسمع صوت الأستاذ الحاد]
صوت: فد دقيقه. هسه جاي.
[الأخت تخرج. التلميذة - كأية فتاة مهذبة - تبقى ساكنة تنتظر، واضعة ساقيها إلى الخلف تحت الكرسي ومحفظة الكتب على ركبتيها. نظرة، أو اثنتين في أنحاء الغرفة، إلى الأثاث والسقف أيضا، وعندئذ تخرج دفترا صغيرا من محفظتها وتقلب صفحاته وتقف قليلا عند إحدى الصفحات كما لو كانت تستعد لامتحان وتأخذ نظرة أخيرة إلى دفترها، تبدو مؤدبة، فتاة ذات تربية حسنة ولكنها مرحة ونشيطة وذات طبيعة "أريحية"، ابتسامتها وضاءة. ومع استمرار المسرحية نجد أن مظهرها العام وحركاتها سوف تفقد نشاطها تدريجيا، سوف تكتئب، إنها ستتحول من كونها مرحة وسعيدة إلى حالة من الكآبة وألغم. وبعد البداية المليئة بالحيوية، سوف تصبح أكثر وأكثر متعبة وراغبة في النوم. وقرب نهاية المسرحية لا بد أن تنطبع تعبيراتها بالعصبية الواضحة، وسوف يظهر عليها ذلك من طريقة كلامها، لسانها سيصبح ثقيلا، الكلمات تؤلمها عندما تفكر فيها وتؤلمها عندما تقولها، تبدو وكأنها قد أصيبت بشلل لسبب غامض، كما لو كانت قد أصيبت بالخرس. في البداية تشتد عزيمتها إلى حد أنها تصبح عدائية، ثم تصبح بعد ذلك أكثر استسلاما، بينما لا تزيد عن كونها شيئا رخوا ساكنا بلا حياة بين يدي الأستاذ حتى أنه عندما يقول كلامه الأخير، لا تتأثر التلميذة بل تصبح بلا إحساس، قواها العصبية عاطلة عن العمل، وتظل حبيسة في وجه جامد، عيناها فقط هي التي تستطيع أن تعبر عن صدمتها ورعبها غير القابلين للوصف، وهذه التنقلات من حالة إلى أخرى يجب أن تؤدى بدرجات متفاوتة بطيئة بحيث لا يحس بها المشاهد.
يدخل الأستاذ، وهو رجل ضئيل الحجم وعلى وجهه لحية يشوبها البياض، يلبس نظارة سميكة وطاقية رأس سوداء "عرقجين" وروب أسود طويل وبنطلون وحذاء أسودين. ياخته بيضاء ورباط عنقه أسود. الأستاذ مؤدب بشكل مبالغ فيه. خجول جدا. الخجل يغلب على صوته. مستقيم جدا. متصنع جدا. يفرك يديه ببعضهما البعض باستمرار. نرى الآن، ونرى فيما بعد، نظرة شهوانية سريعة تلمع في عينيه. مع استمرار المسرحية سوف يختفي الجمود ببطء، ونظرة عينيه الشهوانية سوف تتأجج في إصرار وتظهر فيها شعلة داعرة نهمة تبدو في البداية غير مهددة لأحد. ثقة الأستاذ في نفسه سوف تتزايد فيصبح ذو عزيمة، عدائي ومتسلط، حتى يستطيع أن يفعل ما يريده مع تلميذته، التي تصبح لعبة بين يديه، وصوت الأستاذ أيضا يجب أن يتحول من الحدة والنعومة في البداية، إلى الارتفاع والخشونة والغلظة، إلى صوت ملئ بالقوة، صوت ساحق وجهوري. وفي النهاية، صوت التلميذة بعد أن كان صافيا جدا ورنانا في أول العرض، سوف ينخفض إلى درجة لا تكاد تسمع. وأينما وجدت في النص علامات تنقيط، فإن الأستاذ يستطيع أن يُتأتئ قليلا
]
الأستاذ: صباح الخير، أهلا وسهلا.. حضرتج التلميذة الجديدة؟
[تستدير التلميذة برشاقة وبساطة تليقان بفتاة شابة. تقف وتتجه إلى الأستاذ وهي تمد يديها]
التلميذة: نعم أستاذ، صباح الخير أستاذ، مثل ما دا تشوف أستاذ، إجيت على الموعد أستاذ،
بالضبط أستاذ، ما اتأخرت أستاذ.
الأستاذ: عال جدا، طيب ، شكرا، وآني جدا متأسف لأني خليتج تنتظرين شويه، وما أعرف
اشلون أعتذرلج، الحقيقة جنت دا أكمل.. يعني.. مثل ما تعرفين.. كلش متأسف.. أرجو
المعذرة.
التلميذة: العفو أستاذ، ماصار شي، آني اللي آسفه.
الأستاذ: لا آني اللي آسف .. خوما تعبتي وأنتي تدورين على البيت، لو اندليتي بسرعة؟
التلميذة: لا أبدأ، أصلا أول ما سألت دلوني، كل الناس هنا يعرفوك.
الأستاذ: اي نعم، احنه صار لنا أكثر من ثلاثين سنه هنا، أظن أنتو ما صارلكم هوايه هنا؟ التلميذة: لا أستاذ.
الأستاذ: عجبتج؟
التلميذة: كلش عجبتني، مدينة حلوة فعلا، كلشي بيهه، حدايق، مدارس، دكاكين، محلات،
شوارع.
الأستاذ: بالضبط، طبعا، كلامج مضبوط جدا. ومثل ما تعرفين آني ما عشت بأي مكان غير
بغداد.
التلميذة: تعجبك أستاذ؟
الأستاذ: في الحقيقة والواقع.. ما أكدر.. ما أعرف.. أقصد..
التلميذة: بس أنت تعرفها ل بغداد؟
الأستاذ: يعني، أعرفها طبعا، بس، يعني، زين تسمحيلي. ممكن تقوليلي بغداد هسه عاصمة من؟ التلميذة: بغداد عاصمة العراق؟
الأستاذ: عظيم، طبعا. ممتاز. رائع. هذا شي عظيم فعلا، مبروك يا آنسة، أكدرأقول مبروك من
كل قلبي، جغرافية العراق بين ايديج، والعواصم، لا، العواصم كلها تعرفيها، يا سلام..
التلميذة: آني لسه ما عرفتها كلها.. الموضوع مو سهل أستاذ.. صعب ينحفظون، لازم أدرخهم
درخ.
الأستاذ: كلشي راح يجي بوقته. اطمئني يا آنسة. من رخصتج شوية صبر. بهدوء راح تشوفين..
كل شي راح يجي بوقته...ألجو حلو.. ها.. لو يمكن لا موحلو؟ على أية حال ، ليش
موحلو؟ على الأقل الدنيا ما دا تمطر.
التلميذة: [بفرح طفولي غامر] ياي.. جان يصير فد شي يخبل، المطر بالصيف.. ياي..
الأستاذ: أرجو المعذرة آنسة، ردت أقول ها الشكل.. بس.. راح تتعلمين أن الواحد لازم يكون
مستعد لكل شي.
التلميذة: طبعا أستاذ.
الأستاذ: بهاي الدنيا يا عزيزتي، الواحد ما ممكن يتأكد من كل شي.
التلميذة: الثلج يسقط في الشتاء، الشتاء احد الفصول الأربعة، والفصول الأربعة هي: أل.... الأستاذ: إي .. ياللا .. إي ...
التلميذة: ألربيع، الصيف، وال... وال...
الأستاذ: كلمة تبدي مثل الخروف، ياللا..
التلميذة: آه ..إي .. الخريف، الخريف..
الأستاذ: صحيح جدا يا آنسة، إجابة ممتازة فعلا. عظيمة. إنتي عظيمة. أنا متأكد انه إنتي راح
تكونين تلميذة ممتازة، إنتي ده تتقدمين بسرعة، إنتي ذكية، ومبين عليج انه عندج
معلومات زينه، وذاكرتج قويه.
التلميذة: أعرف ألواجب البيتي زين، مو أستاذ؟
الأستاذ: فعلا يا آنسة، أكدر أقول تقريبا.. بس كلشي يجي بوقته، وعلى كل حال، هذه بداية جيدة،
وراح يجي يوم تعرفين بيه كل ما ينطوج إياه بالواجب البيتي، وانتي مغمضة عيونج
مثلي. التلميذة: هذا كلش صعب.
الأستاذ: مو كلش، لا تكولين كلش. مجرد شويه جهد، شويه عزيمة، يا آنسه، وراح تشوفين شلون
راح كل شي يجي بوقته. أنطيج كرنتي. على ضمانتي.
التلميذة: أوه، يا ريت يا أستاذ، ما تدري آني اشكد مشتاقه للمعرفه، وشكد ماما وبابا يريدوني
أكمل دراستي وشكد رايديني أتخصص. يقولون إن الثقافه العامه بأيامنا هاذي ما تكفي
أبدأ.
الأستاذ: يا آنسه، والدج ووالدتج على حق. لازم تكملين دراستج، وعذرا إذا قلت، يعني بس هذا
فعلا ضروري ينقال، الحياة صارت معقده جدا.
التلميذة: ووصارت تعقّد جدا. طبعا آني حظي كلش زين لأنه بابا وماما زينين وياي وراح
يساعدوني بشغلي حتى اكدر أحصل على أعلى الدرجات، بس مع ذلك..
الأستاذ: وطبعا إنتي حبيتي تسجلين عندي دروس خصوصية.
التلميذة: وبأسرع ما يمكن، حتى أبتدي أحضّر ل شهادة الدكتوراه اللي راح آخذها في ثلاث
أسابيع.
الأستاذ: راح نشوف هسه. تسمحيلي أسألج: إنتي خلص حصّلتي على شهادة الإعدادية؟
التلميذة: نعم أستاذ. بالعلمي وبالأدبي والتجاري والزراعي وبكل شي.
الأستاذ: أوه، بس هذا يعتبر فد تقدم كبير بالنسبة لعمرج .. طيب.. يا دكتوراه رايده تتخصصين
بيها؟
التلميذة: بابا رايدني أتخصص بكل الدكتوراهات، إذا كان هذا ممكن أستاذ.
الأستاذ: كل الدكتوراهات؟ إنتي شجاعة جدا يا آنسه، إنتي "سباعية" وإني لازم أهني وحده مثلج
بكل حرارة.. طيب.. راح نحاول يا آنسة، وراح أبذل كل جهدي على مودج ، بالإضافه
إلى هذا إنتي عندج معلومات زينه فعلا ، وأيضا إنتي بعدج زغيره.
التلميذة: [بغنج ودلال] أوه.. لا.. أستاذ لا تقول..
الأستاذ: ممتاز جدا.. ياللا ما عندنا وقت نضيعه إذا سمحتي يا آنسة، نبدي هسه.
التلميذة: العفو أستاذ، لا تعتذرلي أرجوك آني همينه أريد أبدي.
الأستاذ: زين، تفضلي أخذي ذاك الكرسي اللي هناك، وإذا ماجان عندج مانع، راح آخذ الكرسي
اللي كبالج.
التلميذة: طبعا أستاذ، طبعا، اتفضل.
الأستاذ: شكرا يا آنسه.
[يجلسان إلى المائدة متواجهين وجانباهما إلى المتفرجين].
الأستاذ: اه .. ياللا .. جبتي وياج الكتب والملازم؟
[تخرج التلميذة كتبا وكراريس من محفظتها]
التلميذة: نعم أستاذ، طبعا أستاذ، جبت كل اللي إحنا نحتاجه.
الأستاذ: عظيم، هذا شي عظيم يا آنسة.. لعد من رخصتج خلي نبتدي.
التلميذة: إي نعم أستاذ، آني مستعده وحاضرتلك.
الأستاذ: [لمعة في عينيه تتبدد بسرعة] مستعدة وحاضرة لي؟ أنا اللي متحضرلج يا آنسة.. أقصد
أنا تحت أمرج.
التلميذة: أوه... في الحقيقة، أستاذ..
الأستاذ: زين، لعد إذا إنتي.. أ.أ.. لعد إحنا .. يعني أريد أقول.. آني راح أبدي أنطيج فد امتحان
زغير بالشغلات اللي انتي ماخذتها وهذا راح ينطيني فد فكره عن الاتجاه اللي راح نمشي
عليه بالمستقبل... أوكيه؟
التلميذة: أوكيه.
الأستاذ: قابليتج شكد على الجمع؟
التلميذة: مو كلش أستاذ. الجمع عندي مخربط.
الأستاذ: عال.. لعد خلي نشوف.
[يفرك يديه ببعضهما، تدخل الأخت، ويبدو إن هذا يضايق الأستاذ. تتجه الأخت إلى البوفيه، تبحث عن شئ ما بداخله، وتتمهل].
الأستاذ: زين يا آنسة.. شنو رأيج نسوي شكم عملية حسابية، من رخصتج يعني؟
التلميذة: طبعا أستاذ، على عيني، ماكو أحسن منه.
الأستاذ: هو صحيح فد علم جديد وعصري، واذا جينا للدقة، فآني أعتبره مذهب أكثر منه علم.
ونكدر نقول هو علاج، يعني.. [إلى الأخت] ها، ما خلّصتي؟
الأخت: نعم، خلصت، لكيت الماعون اللي جنت أدور عليه، وهاي آني طالعه.
الأستاذ: بسرعة من فضلج، ارجعي للمطبخ.
الأخت: حاضر، آني طالعة [تهمّ بالخروج] بس أرجوك دير بالك لا تتنرفز.
الأستاذ: لا تصيرين ساذجه أختي العزيزة.. ما تخافين.
الأخت: كل مره هيجي تقول.
الأستاذ: ماكو داعي ل هاي التلميحات اللي ما لها أي أساس. أكدر أسيطر على نفسي.. آني مو
زغير.
الأخت: اي موعلى مود أنت مو زغير آني دا أحجي. ألأحسن انه ما تبتدي ويه الأنسه بدرس
الحساب. الحساب أبد ما نفع أحد، بس يتعبك ويضايقك، خويه.
الأستاذ: آني كبرت على ها المسائل.. على أي حال، انتي شعليج؟ هاي شؤوني الخاصة وآني
أعرف ش دا أسوي.. ثم انتي ما الج حق تدخلين هنا.
الأخت: زين يابه زين.. بس مو ترجع وتقول ليش ما نبهتك؟
الأستاذ: ما أريد تنبيهات منج.
الأخت: زين لعد سوي اللي يعجبك. [تخرج]
الأستاذ: كلش متأسف على ها القطع. يا آنسه لازم تعرفين أنه هاي المسكينه أختي دائما خايفه لا
أأذي نفسي، خطيه تقلق على صحتي بشكل مستمر.
ألتلميذه: مو مهم أستاذ.. هاي تريد تبين اخلاصها ل حضرتك. لازم تحبك هوايه.
الأستاذ: اي صحيح، بس هي أتطوخها بعض المرات. [مكملا حديثه] زين، نرجع لموضوعنا،
وين جنا ووين وصلنا؟
التلميذة: آني وياك أستاذ.
الأستاذ: [ممازحا] أشو دا أشوفج كاعده لعد؟
التلميذة: [تفهم الإشارة] غير مثلك أستاذ !
الأستاذ: زين زين.. ناخذ شويه حساب.
التلميذة: ماكو مانع أستاذ.
الأستاذ: طيب، إذا ماكو مانع، ممكن تقوليلي...
التلميذة: أستاذ، لا تقوللي أشياء سهلة. أريد الصعبات.. روح للصعب أستاذ.
الأستاذ: واحد زائد واحد يساوي شكد؟
التلميذة: واحد زائد واحد يساوي اثنين.
الأستاذ: [مذهولا من براعة تلميذته] عظيم فعلا. إنتي كلش متقدمة بدروسج وما راح تتعبين غير
شويه بس حتى تنجحين بكل امتحانات الكفاءات والدكتوراهات.
التلميذة: أنا سعيدة جدا بها الحجي أستاذ، خصوصا انه طالع منك.
الأستاذ: نمشي شويه.. اثنين زائد واحد يساوي؟
التلميذة: اتلاثه.
الأستاذ: ثلاثه زائد واحد؟
التلميذة: أربعه.
الأستاذ: أربعه زائد واحد؟
التلميذة: خمسه.
الأستاذ: خمسه زائد واحد؟
التلميذة: سته.
الأستاذ: سته زائد واحد؟
التلميذة: سبعه.
الأستاذ: سبعه زائد واحد؟
التلميذة: ثمانيه.
الأستاذ: سبعه زائد واحد؟
التلميذة: همينه ثمانيه.
الأستاذ: إجابه ممتازه. سبعة زائد واحد؟
التلميذة: ثمانيه همينه.
الأستاذ: ممتاز. مضبوط. سبعة زائد واحد؟
التلميذة: ثمانيه، رابع مره. وأحيانا تسعه.
الأستاذ: رائع. إنتي رائعه. مبروك يا آنسه، ماكو داعي نكمل. إنتي كلش ممتازه بالجمع. وهسه
نجرب الطرح. ممكن تقوليلي إذا ما جان عندج مانع، اذا نقّصنا ثلاثه من أربعه شكد
يبقى؟ التلميذة: اتلاثه ننقصها من أربعه؟ يعني ثلاثه ناقص أربعه؟
الأستاذ: لا.. أربعه ناقص اتلاثه؟
التلميذة: أربعه ناقص اثلاثه؟ أربعه ناقص ثلاثه. أربعه ناقص ثلاثه.
الأستاذ: إي ياللا. أربعه ناقص ثلاثه يساوي شكد؟
التلميذة: يساوي.. يساوي.. يساوي سبعه.
الأستاذ: آني آسف جدا إذا قلتلج انه هذا مو صحيح.. أربعه ناقص ثلاثه لا يساوي سبعه.. انتي دا
تخربطين. هاذيج أربعه زائد ثلاثه يساوي سبعه.. إنتبهي.. لكن، أربعة ناقص ثلاثه
يساوي... إحنا ما نريد نجمع، هذا سؤال في الطرح، إحنا نريد نطرح.
التلميذة: نطرح، نطرح..
الأستاذ: نريد نطرح.
التلميذة: [تجاهد لكي تفهم] إي دا أفتهم.
الأستاذ: أربعه ناقص ثلاثه يساوي؟
التلميذة: أربعه؟
الأستاذ: لا يا آنسه، غلط.
التلميذة: إذن ثلاثه؟
الأستاذ: غلط أيضا، وداعتج ما تصير ، لو تصير بعيني بس ايش أسوي ما تصير ثلاثه..
التلميذة: أربعه ناقص ثلاثه، أربعه ناقص ثلاثه أعتقد ما يصيرون عشره، مو؟
الأستاذ: لا يا آنسه، ما يصير. ما لازم تعتمدين على التخمين، هاي مو حزوره، لازم تفهمين شنو
القضيه. إنتي فاهمه أصلا شنو هو الموضوع؟
التلميذة: طبعا أستاذ ، وإلا ليش جيت عندك؟
الأستاذ: عال العال. ياللا خلينا نحاول نحسب. ياللا احسبي وياي.
التلميذة: نعم أستاذ، واحد.. اثنين.. ثلاثه...
الأستاذ: عال. دا تعرفين تعدين زين؟ كلش زين. تكدرين تعدين إلى أي رقم؟
التلميذة: أكدر أعد إلى ما لا نهايه.
الأستاذ: مستحيل؟
التلميذة: اذن لحد سطاعش .
الأستاذ: هذا كافي جدا، لازم الواحد يعرف حدوده. عدي عيني عدي أروحلج فدوه.
التلميذة: واحد.. اثنين... وبعد الأثنين يجي ثلاثه.. أربعه.
الأستاذ: أوقفي هنا. بس. كافي. قوليلي يا رقم هو الأكبر؟ الثلاثه لو الاربعه؟
التلميذة: التلاثه لو الاربعه، ياهو الأكبر؟ الرقم الأكبر من بين ثلاثه وأربعه؟ أكبر؟ شلون أكبر؟
الأستاذ: أكو أرقام أصغر من غيرها، والأرقام الأكبر يكون بيها وحدات أكثر من اللي بالأرقام
الأصغر.
التلميذة: من اللي بالأرقام الأصغر؟
الأستاذ: طبعا، لعد شنو؟ إلا اذا كانت الأرقام الصغيره مكونه من وحدات أصغر. إذا كانت
الوحدات صغيرة جدا، تكون عندنا وحدات أكثر في الأرقام الصغيرة أكثر من اللي في
الأرقام الكبيرة. هذا طبعا إذا ما جانن الاثنين من نفس الوحدات.
التلميذة: بهاي الحالة، الأرقام الزغيره ممكن تكون أكبر من الأرقام ألجبيره.
الأستاذ: نعم، كلش زين، بس لازم ما ندخل بها الموضوع لأنه راح ياخذنا بعيد. آني بس جنت
رايدج تعرفين انه هناك أشياء غير الأرقام. بعد المقاييس عدنه المجاميع، وأيضا عدنه
المجموعات والأكوام، أكوام الأشياء، مثل البط، والخضيري والجزر والشلغم والملوك
والرؤساء إلخ، إلخ. وحتى نبسط الموضوع، نفرض إن الأرقام اللي دا نحجي عليها هي
من نفس النوع، وهذا يعني إن الأرقام الأكبر هيه اللي بيها الوحدات الأكثر، مع الافتراض
انه كل الوحدات أيضا هي من نفس النوع.
التلميذة: الرقم اللي بيه أكثر هو الأكبر. هسه افتهمت أستاذ انت دا تساوي النوعيه بالكميه.
الأستاذ: هذا من الناحية النظريه البحته يا آنسه. لا تديرين بال لهذا الموضوع.احنا ناخذ مثال
ونفكر بيه تبعا للحاله اللي عدنه، والأستتناجات العامه تجي بعدين .عدنه الرقم أربعه
والرقم ثلاثه، كل واحد بيه عدد من نفس الوحدات، إذن ياهو الرقم، أو، يا رقم هو
الأكبر؟ الرقم الأصغر لو الرقم الأكبر؟
التلميذة: آني كلش آسفه أستاذ.. بس أحب توضح لي شنو قصدك بالرقم الأكبر؟ هل هو الرقم اللي
أقل بالصغر، من الرقم الثاني؟
الأستاذ: هو هذا يا آنسه، بالضبط، انتي فهمتي بشكل صحيح جدا.
التلميذة: اذن لازم يكون أربعه.
الأستاذ: أربعه شنو؟ أكبر لو أصغر من ثلاثه؟
التلميذة: أصغر .. لأ .. أكبر ..
الأستاذ: جواب ممتاز. كم وحده ضايعة بين الثلاثه والاربعه؟ أو إذا قلنا على طريقتج، بين
الاربعه والثلاثه؟
التلميذة: ماكو يا أستاذ أي وحدات بين الثلاثه والأربعه، الاربعه رأسا تجي ورا الثلاثه، ما أكو
شي أبدا بين الثلاثه والاربعه.
الأستاذ: يظهر اني ما دا أكدر أتواصل وياج بوضوح، وهاي قطعا غلطتي آني.آني ما دا أكدر
أكون مفهوم. آني ما جنت واضح من البدايه بشكل كافي.
التلميذة: أوه.. لا يا أستاذ، الغلطة طبعا غلطتي آني.
الأستاذ: إسمعي. هاي ثلاث عودان شخاط. وهذا واحد آخر. صاروا أربعه. هسه، ديري بالج.
عدنه أربع عودان شخاط، اخذت منهن وحده، شكد بقوا؟
[طبعا، لا أعواد كبريت ولا أي أدوات ترى. يقوم الأستاذ من على المائدة وسيكتب على سبورة وهمية بطباشير وهمي، الخ..]
التلميذة: بقوا خمسة. إذا كان ثلاثه زائد واحد يساوي أربعه، إذن، أربعة زائد واحد يساوي خمسه. الأستاذ: لأ .. غلط .. غلط جدا. انتي عندج ميل واضح للجمع، عندج ميول جمعيه. لكن الواحد
لازم همينه يطرح خو مو بس يجمع. الجمع وحده ما يكفي، الطرح أيضا ضروري،
هاي هيه الحياة ها الشكل، الفلسفة، العلم، التقدم، الحضارة.
التلميذة: نعم أستاذ.
الأستاذ: نرجع للعودان مالتنا. عدنه اهنا أربعه. وتكدرين تشوفين أنه هومما أربعة فعلا ، أوكيه.
اخذت عود واحد منهن، شلنه عود واحد، شكد الباقي؟
التلميذة : ماأكدر أعرف أستاذ.
الأستاذ: ياللا.. فكري شويه، حقج، هيه مو سهله، أعرف هذا، انتي عندج الذكاء الكافي
حتى تسوين المجهود العقلي المطلوب، وتكدرين تفهمين.. ها؟
التلميذة: ما مبين أستاذ. ألصدك، ما أعرف.
الأستاذ: أوكيه، ما يخالف، خلينا ناخذ أمثله أبسط. إذا جان عندج خشمين، وآني جيت وشلعت
واحد، شكد يبقى؟
التلميذة: كل شي ما يبقى.
الأستاذ: شنو قصدج كل شي ما يبقى؟
التلميذة: نعم لأنه أني هسه عندي خشم واحد بس، ولو حضرتك شلعتها، أقصد، شلعته، ما راح
يبقى عندي ولا خشم.
الأستاذ: انتي مافهمتي المثال مالتي بالضبط. افرضي انه عندج اذن واحده.
التلميذة: اي، وبعدين؟
الأستاذ: اجيب آني ولزكتلج اذن أخرى, شكد صارعندج هنا؟
التلميذة: اثنين، غير؟
الأستاذ: ولزكتلج بعد واحده، شكد صار؟
التلميذة: تلاث اذانات.
الأستاذ: اخذنا واحده منهن، شكم واحده بقتلج؟
التلميذة: اثنين غير؟
الأستاذ: عال جدا. اخذنا بعد واحده، الباقي شكد؟
التلميذة: اثنين.
الأستاذ: لأ.. شوفي عزيزتي، انتي عندج اذانات اثنين، اخذت آني واحده، اكلت آني واحده, الباقي
شكد؟
التلميذة: اثنين.
الأستاذ: دا أقوللج، أكلت واحده منهن.. أكلت واحده..
التلميذة: اثنين.
الأستاذ: واحده.
التلميذة: اثنين.
الأستاذ: واحده.
التلميذة: اثنين.
الأستاذ: واحده.
التلميذة: اثنين.
الأستاذ: واحده.
التلميذة: اثنين.
الأستاذ: واحده.
التلميذة: اثنين.
الأستاذ: لأ .. لأ .. لأ.. مو معقوله ها الشكل ! أبدا.. المثال مالتي مو... مو.. مقنع يعني ! اسمعي. التلميذة: نعم أستاذ.
الأستاذ: عندج.. أ.. أ.. عندج.. أ.. أ...
التلميذة: عشر أصابع.
الأستاذ: عال.. عندج عشر أصابع.. وبعدين؟
التلميذة: نعم أستاذ.
الأستاذ: شكد يبقى عندج لوجان عندج خمسه بس منهن؟
التلميذة: أستاذ يبقى عندي عشره أستاذ.
الأستاذ: لأ.. غلط.. غلط..
التلميذة : بس هذا لازم يصير أستاذ.
الأستاذ: دا أقول لج إْنتي غلطانه.
التلميذة : انته هسه قلتلي عندي عشر...
الأستاذ: بس رأسا وراها قتلج انتي عندج خمسه بس. خمسه فقط.
التلميذة: بس أني ما عندي خمسه، عندي عشره!
الأستاذ: طيب، نشوف بغير طريقه. حتى نكدر نطرح، راح ناخذ الأرقام من واحد لغاية خمسه...
شويه صبر يا آنسه، وراح أساعدج. [يبدأ الأستاذ في الكتابة على سبورة وهمية، ويجرها
بقرب التلميذة التي تستدير لتراها
] انتبهي شويه يا آنسه[يتظاهر بأنه يرسم على السبورة
عصا، ثم يبدو انه يكتب تحت الرسم [1] ، ثم عصايتان وتحتهما الرقم [2] ثم [3]
وأخيرا يرسم أربعة عصي، ويكتب تحتها الرقم [4] ..] دا تلاحظين زين؟
التلميذة: نعم أستاذ.
الأستاذ: هاي كلها أعواد يا آنسه، أعواد، فاهمه مو؟ هاذي عوده واحده، وهاي عودين، وهاي
ثلاث أعواد، وبعدين أربع أعواد، وخمس أعواد.. وهكذا، عصايه، عصايتين، ثلاث
عصايات، أربع عصايات، خمس عصايات. هاذي أرقام. من تحسبين الأعواد يا آنسه،
كل عود منهن نعتبره وحدة، أو يونيت.. مفهوم؟
التلميذة: نعتبرهه وحدة أو يونيت، مفهوم؟
الأستاذ: كل من الأرقام أو الأعداد: واحد، اثنين، ثلاثه، أربعه، خمسه، هي عناصر.
التلميذة: [بتردد] نعم أستاذ. عناصر. ألأرقام اللي هيه عودان، هي وحدات، أعداد...
الأستاذ: في نفس وذات الوقت، دا تلاحظين شلون؟ في نفس وذات الوقت. وفي الحقيقة نستطيع
نقول، إن الحساب، علم الحساب، كله قائم على هذا الشئ.
التلميذة: نعم أستاذ . زين أستاذ. شكرا أستاذ.
الأستاذ: يعني هسه تكدرين تعدي لي وتستعملي العناصر هاذي.. إجمعي واطرحي.
التلميذة: [تحاول أن تثبتها في ذهنها] الأعواد هيه الأرقام والأعداد.. ألوحدات.
الأستاذ: همممممممم.. مثلا... وبعدين؟
التلميذة: نكدر نطرح وحدتين من ثلاث وحدات، لكن نكدر نطرح اثنينات اثنين من ثلاث ثلاثات؟
وثلات أرقام من أربع أعداد؟ وثلاث أعداد من وحده واحده؟
الأستاذ: لا يا آنسه، ما تكدرين!
التلميذة: بس ليش أستاذ؟
الأستاذ: لأنه يا آنسه..
التلميذة: لأن شنو يا أستاذ، مادام كلها نفس الشئ؟
الأستاذ: هو هيجي يا آنسه، هاي شغلات ما تنشرح. انتي تفهميها، مثل ما نقول، بنوع من
الإحساس الحسابي اللي موجود بيج، أقصد، بداخلك، بداخلج، أوه، الأحساس هذا...
أقصد.. ألحس ب.. أل...
ألتلميذة: إذن ماكو فايده.
ألأستاذ: اسمعي يا عزيزتي، إذا ما فهمتي المبادئ الأولى والأساسية للحساب فهم جيد، ما راح
تكدرين تصيرين أستاذة بكلية الهندسة، وحتى ما راح يقبلوج كطالبة بكلية الهندسة.
يعني طالبة همينه ما تنفعين لا بكلية الهندسة ولا بروضة أطفال. صحيح، آني أعترف
وبكل بساطة انه هاي المبادئ ما بيهه كل معنى، وانه من الواضح إنها تجريدية جدا جدا،
ولكن، إذا إنتي ما جنتي متمكنة من القضايا الأساسية للعمليات الحسابية الأولى، ف
اشلون راح تكدرين تدبريهه ويه عمليات حسابية عقليه مثل - وهاي سهله مثل غمزة
عين بالنسبة للمهندس العادي- ما هو حاصل ضرب ثلاثه بليون وسبعميه وخمسه
وخمسين مليون وتسعميه وثمانيه وتسعين ألف وميتين وواحد وخمسين في [ يشدد
على هذا الحرف
] خمسه بليون وميه وآثنين وستين مليون وتلثميه وثلاثه ألف وخمس
ميه وثمانيه؟
التلميذة: [بسرعة فائقة] تسعطعش كوينتليون وتلثميه وتسعين كواديرليون وأثنين ترليون
وثمانميه وأربعد وأربعيين بليون وميتين وتسعطعش مليون وميه وأربعه وستين ألف
وخمس ميه وثمانيه؟
الأستاذ: لا، ما أعتقد. ما أتصور. ألنتيجة لازم تكون تسعطعش كوينتليون وتلثميه وتسعين
كواديرليون واثنين ترليون وثمانميه وأربعه وأربعين بليون وميتين وتسعطعش مليون
وميه وأربعه وستين ألف وخمس ميه وتسعه.
التلميذة: لا.. وخمسميه وثمانيه..
الأستاذ: [يزداد دهشة ويحسبها في رأسه]. ها.. إي.. إنتي صح.. النتيجة مالتج هيه الصح.
[يغمغم بكلمات غير مفهومة] كوينتليون، كواديرليون، ترليون، بليون، مليون [يعود
صوته واضحا
] ميه وأربعة وستين ألف وخمسميه وثمانيه. [مصعوقا] بس اشلون كدرتي
تحليها إذا إنتي أصلا ما تعرفين مبادئ الحساب؟
التلميذة: أوه.. هاي مسألة سهله جدأ. صحيح، ما دام ما أكدر أفسرها تفسير منطقي، اتعلمت
بالإحساس كل التكوينات ألعدديه ألممكنة.
الأستاذ: لكن هاي التكوينات لا نهائيه؟
التلميذة: اتعلمت أسويهه بأي طريقة!
الأستاذ : هذا فد شي مذهل جدا.. ومع ذلك، اسمحيلي أقول اني مع ذلك ما مرتاح يا آنسه، وما
أكدر أنطي كرنتي بالرياضيات، وخصوصا بالحساب اللي أصله انج لازم تكونين فاهمه
إنتي اش دا تسوين. جان لازم تنطبق الإجابة عن طريق المسببات الإستنتاجية
والاستدلالية للرياضيات. هيه هاي الطريقه اللي توصلج لكل الإجابات. يا عزيزتي،
ألذاكرة عدو قاتل للرياضيات. بالحساب، ألذاكرة شئ تافه، ولهذا، آني ما مرتاح منج.
هذا فد شي ما ينفع أبدا.
التلميذة: [بخضوع] لا يا أستاذ. أترجاك.
الأستاذ: خلي ننسى الموضوع هذا شويه، وتعالي نجرب نوع ثاني من التمارين.
التلميذة: نعم أستاذ.
[تدخل الأخت بدون سابق إنذار]
الأخت: هممممممم احم! نحن هنا.
الأستاذ: [لا يسمعها] مع الأسف يا آنستي إنتي ما متقدمه بدراستج الرياضياتية.
الأخت: [تجره من كمه] أستاذ.. أستاذ..
الأستاذ: وأخاف ما راح تكدرين تكملين، أقصد، تكملين الدكتوراه مالتج.
التلميذة: هاي صدك كارثه أستاذ.
الأستاذ: على الأقل، إذا إنتي... [ينتبه إلى وجود الأخت فيوجه لها الحديث] خليني، خلينا وحدنا
أختي العزيزة، اش تريدين؟ ياللا روحي للمطبخ اغسلي المواعين الباقية ياللا.. ياللا.. [ثم
إلى التلميذة
] وعلى مود هذا الشي راح نحاول انهيئج للدكتوراه الجزئية.
الأخت: أستاذ.. أستاذ.. [تجره من كمه].
الأستاذ: [إلى الأخت] أرجوج، خليني أشتغل. عوفيني لوحدي، اش تريدين؟ [إلى التلميذة]
وطبعا أشرحلج إذا جنتي رايده تستمرين بالتحضير للدكتوراه الجزئية.
التلميذة: بس آني ما دا أفهم شنو يعني تهيئني للدكتوراه الجزئية مو للدكتوراه!
الأستاذ: سؤال وجيه جدأ. أقصد بالدكتوراه الجزئية يعني الدكتوراه اللي مو كامله.. شلون يعني؟
يعني لما تكونين ما ضابطه موضوعج زين وماتستاهلين الدكتوراه، وفي نفس
الوقت مانكدر نقوللج روحي عوفيهه للدكتوراه، إذن شنو الحل؟ ألحل هو الدكتوراه
الجزئية، يعني نص دوكتوراه، دكتوراه إلا شويه. وهذا حال أغلب الدكاتره يا آنسه،
مو بس إنتي. لا تديرين بال.
التلميذة: زين أستاذ. ولو آني كل شي ما افتهمت، بس ما يخالف. آني أريد أستمر بالاستعداد
للدكتوراه الوحده ونص.
الأستاذ: على النص، مو وحده ونص ، أوه، أقصد نص ونص. والله تيهتيني.
التلميذة: ياللا أستاذ، أرجوك.
الأستاذ: زين، خلي ناخذ هسه مبادئ فقه اللغة المقارن، اللسانيات المقارنة.
الأخت: يا معود، أستاذ، لخاطر الله، لا تسويهه، أرجوك لخاطري.
الأستاذ: باجي! ترى انتي طوختيهه!
الأخت: إي كل شي ولا فقه اللغة، فقه اللغة أنجس شي.
التلميذة: [مندهشة] أنجس شي؟ عليش؟ [تبتسم ببعض الغباء] كلام غريب فعلا !
الأستاذ: [إلى الأخت] لا، ترى زادت عن حدها، اطلعي بره.
الأخت: ماشي أستاذ ماشي. بس مو ترجع وتقول ليش ما نبهتك؟ اللسانيات أنجس شي.
الأستاذ: آني مو قاصر يا باجي!
الأخت: سوي اللي تريده عيوني سوي اللي تريده [تخرج].
الأستاذ: نستمر يا آنسه؟
التلميذة: طبعا أستاذ، أرجوك.
الأستاذ: لعد راح أطلب منج متابعة المنهج اللي آني امسويه، بمنتهى الانتباه...
التلميذة: نعم أستاذ.
الأستاذ: بربع ساعة بس راح تعرفين المبادئ الأساسية لفقه اللغة المقارن في اللغات
الهندوأوروبية.
التلميذة: نعم أستاذ ، كلش عال [تصفق بيديها]
الأستاذ: [بقوة] بس ! ليش هيجي دا تسوين؟
التلميذة: اآسفة أستاذ. [تضع يديها بهدوء وبطء على المنضدة مرة ثانية].
الأستاذ: [مواصلا نهره لها] بس ! كافي. شنو هاي؟ [ينهض ويمشي في الغرفة ويداه خلف ظهره، يتكرر وقوفه في وسط الغرفة أو بالقرب من التلميذة، ويعزز كلامه بالإشارة بيده، ويلقي درسه، بدون أن يبالغ في نبرة الإلقاء . تتبعه التلميذة بعينيها، بصعوبة أحيانا نظرا لاضطرارها إلى أن تستدير برأسها طوال الوقت، كما إنها تضطر إلى أن تستدير تماما لمرة أو لمرتين، ولكن ليس لأكثر من ذلك] اللغة الهندوأوروبية يا آنسه هي اللغة الأم اللي تولدت منها كل اللغات الأسبانية الجديدة اللي تشمل: الأسبانية، اللاتينية، الإيطالية، الفرنسية، البرتغالية، الرومانية، السردينية، والسردينيابولية، والسردينيابولية الجديدة. ونستطيع القول أيضا، اللغة التركية اللي هي قريبه جدا من اللغة اليونانية، وهذا طبعا فد شي منطقي جدا لأن تركيا جيران اليونان واليونان صايره بصف تركيا بالضبط هيج مثل ما أنا وأنتي هسه. دا تلاحظين شلون؟ ومن هنا نوصل إلى قانون هام جدا من القوانين اللغوية اللي استنادا لها تكون الجغرافيا وعلوم اللغة مرتبطة بعضها ببعض.اكتبي بدفترج يا آنسه كل اللي أقوله.
التلميذة: [بصوت مختنق] نعم أستاذ.
الأستاذ: اللي يميز اللغات الأسبانية الجديدة عن بعضها، ويفرق بينها وبين المجموعات اللغوية الأخرى، اللي تشمل اللغات النمساوية والنمساوية الحديثة، أو اللغات الهابسبورغية، أو مجموعات أخرى مثل لغة الأسبرانتو واللغةالسويسرية القديمة والمونكاسك والأندورية والباسكية والبيلوتا. طبعا هذا من غير مجموعات اللغات الفنية والدبلوماسية. أريد أقول، اللي يفرق اللغات هاذي عن بعضها هو التشابه المدهش بينها لدرجة انه من الصعب جدا تمييزها من بعضها. آني هنا أقصد اللغات الأسبانية الجديدة نفسها اللي ممكن، بطريقة معينة، التمييز بينها. والفضل في هذا يرجع للصفات اللي تتميز بيها كل لغة واللي هي دليل قاطع لا يقبل الشك على هذا التشابه الملحوظ وإثبات أكيد لأصلها المشترك، وفي نفس الوقت هيه اللي تفرق بينها بوضوح عن طريق المحافظة على الصفات المميزة اللي تكلمت عنها.
التلميذة: أوه يا أستاذ، أوه !
الأستاذ: لكن، خلينا هسه من الأشياء العامة.
التلميذة: [بأسف] أوه يا أستاذ!
الأستاذ: الظاهر عليج إنتي مرتاحه من هذا الموضوع.. ها.. كلش عال، كلش عال.
التلميذة: نعم أستاذ، فعلا.
الأستاذ: لا تزعلين عزيزتي، راح نرجع له بعدين. هذا إذا رجعنا له أصلا، منو يدري؟
التلميذة: [مسرورة بشكل ما] نعم أستاذ.
الأستاذ: كل لغة يا أنسه.. اكتبي هذا اللي دا أقوله، اكتبيه زين، وخلي ها الكلام ببالج لآخر يوم في حياتج. للموت لازم ما تنسيه، زين!
التلميذة: نعم أستاذ، للموت ما راح أنساه، نعم أستاذ.
الأستاذ: وللمرة الثانية، راح ناخذ قاعدة أساسية. كل لغة هي في الحقيقة مجرد طريقة في الكلام.
وهذا معناه طبعا إن اللغة بالضرورة لازم تتكون من مجموعة من الأصوات أو...
التلميذة: الطبقات الصوتية.
الأستاذ: على طرف لساني، اللي قلتيه هسه، إذا أمكن، ماكو داعي تستعرضين معلوماتج. اسمعي
أحسن.
التلميذة: حاضر أستاذ. العفو أستاذ.
الأستاذ: الأصوات يا آنسه لازم تنلكف وهيه طايره بجناحاتها. ليش؟ حتى لا توكع على إذن
طرشه. لذلك، إذا ردتي وقررتي أن تتكلمين، أنصحج، مدّي رقبتج وحنجج لي كدام على
قد ما تكدرين، وأوكفي على رووس أصابيعج، شوفي شلون، مثل ما راح أسوي.
التلميذة: نعم أستاذ.
الأستاذ: لا تحجين. اكعدي بمكانج.. لا تقاطعيني، وطلعي الأصوات عالية قدر ما تكدرين، بكل قوة. من الرئتين طلعيها وبمساعدة الحبال الصوتية. ها الشكل شوفي انتبهي إلي زين: فراشه، فررراشه، فاراشا، دا تلاحظين شلون؟ شوفي هاي اللخ: ألطرف الآخر، ألطرف الآغر، الطرف الأغر، أطرافل غار، أطرافلكار، اترافلكار. اترافلكه ر. ملاحة، ما لاحه، مل لاحه، مي لاحه.. وبالطريقة هاي، الأصوات تنملي بالهواء الساخن اللي وزنه أخف من الهواء اللي يحيط بينا، وتطلع لي فوك لي فوك، لا تخافين عليها، أحسن ما توكع على إذن طرشه، لي فوك ، تروح لمقبرة الأصوات الجميلة الضايعة. وإذا أطلقتي أصوات مختلفة بسرعة راح تتشابج ويه بعضها بطريقه أوتوماتيكية، وراح تتكون المقاطع الهجائية، والكلمات، وحتى الجمل، وبهذا الشكل، راح تتفاوت أهمية التكوينات هاذي. ولأن الأصوات تتشكل بطريقة غير منطقية وبعيده عن كل إحساس، إذن هيه راح تكدر تبقى في طبقات الجو العليا على ارتفاعات كبيرة جدا، بدون أي خوف عليها من أن تسقط، ما عدا الكلمات الهامة جدأ، المليانه معاني، هاي الكلمات تنزل جوه، تحت، ودائما، تستسلم في النهاية.....
التلميذة: توكعلها على آذان طرشه ما تسمع.
الأستاذ: بالضبط.. بس رجاءأ لا تقاطعيني [يواصل الدرس] في غموض غريب، أو، تنفجر مثل
النفاخة. وبهذا الشكل [تبدو الفتاة فجأة وكأنها تعاني من ألم ما] اشبيج؟
التلميذة: سن العقل عندي دا يوجعني أستاذ.
الأستاذ: مو مهم. شي بسيط مثل هذا ما يكدر يوكفنا. ياللا نكمل.
التلميذة: [التي تزداد آلامها] نعم أستاذ. سنّي دا يوجعني.
الأستاذ: نكمل.
التلميذة: نعم.
الأستاذ: ياللا، راح أختصر. تعلّم ألنطق يطول سنين وسنين. إحنا نكدر نتعلمه بدقائق، والفضل في هذا يرجع لمين؟ يرجع للعلم. نكدر نسوي أصوات وكلمات وأي شي نريده، وكل اللي عليج تسويه انج تنتبهين للنقطة التالية وهي إن الهواء اللازم، أقصد لازم يخرج،يطلع، بقوه من الرئتين وبعدين يمر بكل لطف على الحبال الصوتية، ويلزمها بأصابيعه، على كيفه، يلزمها، مثل ما يلزم أوتار عود، لو أوراق أشجار بالخريف، ف ايش يصير؟ تقوم هاي الحبال تتذبذب، ترتعش، اتلح، اتصوفر، ترقص، ولما ترقص، كل شي يرقص، اللسان، ولسان المزمار، واللوزة، والأسنان.
التلميذة: [تصرخ قليلا] آخ يا يابه، إسنوني توجعني.
الأستاذ: [مواصلا] والشفايف.. وبالأخير، تطلع الكلمات من الخشم ومن الحلق ومن الأذن ومن المسامات، وتاخذ وياها بالطريق كل وسائل الكلام اللي قلناها، قويه، وموكبها عظيم، مو أقل من اللي نقول عليه موكب منظم، وباقات ورد بكل مكان، أغنية، أو سيمفونية عنيفة، باقات من أصوات جميله خياليه، شفايف وأسنان وحلوك، والباقي، شوية حنيه ونعومه، شوية أصوات مُنْكَرَه وعياط قبيح وعنف.
التلميذة: أستاذ الله يخليك، أسناني دا توجعني.
الأستاذ: طيب، نكمل نكمل. بالنسبة للغات الأسبانية الجديدة ، هناك علاقات قويه جدا بينها، لدرجة انه إحنا غالبا ما ننظر لها على انها مثل أولاد عم، لا بل أكثر من هذا، انه أمهم واحده، الهندوأوروبية، والهاء ما تنلفظ، وهذا سبب صعوبة تفريقها عن بعضها وهو السبب اللي يخلينا نلفظ صح وما نغلط. والنطق الغلط يسبب مشاكل مضحكة. وما دام احنه بهذا الموضوع، خلي أحجيلج فد سالفة زغيره [فترة هدوء. يستغرق الأستاذ لفترة في ذكرياته، ويصبح تعبيره عاطفيا رقيقا، ولكنه سرعان ما يستجمع نفسه ويتدارك الأمر] القضية صارت من جنت طفل زغير، كلش زغير، جنت مجند وجان معايا واحد مجند أيضا بس جان عنده مشكله بالنطق، والحقيقة انه هاي المشكلة بمرور الزمن تحولت عنده إلى عيب فاضح. ما جان يكدر ينطق حرف الفاء. فبدال ما يقول فاء، في، فيه، جان يلفظها فاء، فيه، يعني ما يكدر ينطق f بس ينطق v. فإذا صاحبنا راد يقول مثلا "حديقه فخمه" يقول "حديقه فخمه". وهو جان ينطق " فتاة جميلة" على شكل " فتاي جميلة". وإذا اشترينا كتاب مترجم وجان مطبوع بمؤسسة "فرانكلين" للنشر، يقول هذا الكتاب مطبوع بمؤسسة "قرانكلين" للنشر، ويلفظ "إيف مونتان" على شكل "إيف مونتان". مثلا، " كلام فارغ "هي " كلام فارغ"، " فيلم فكاهي" هو "فيلم فكاهي" أو "فيلم فاكاهي".. "فه فيت ففيغه ت فم" تصير "آني شميت ريحة دم"."الملك فيليب" تصير عنده "ألملك فيليب" و"شباط" إمبدال "شباط" و" نيسان- مايس" إمبدال" نيسان- مايس". وحتى "جالينوس أبو الطب" ما سلم منه وصار "جالينوس أبو الطب". مثل ما صار "نابوليون" إمبدال "نابوليون"... "إلى آخره" تصير "إلى آخره"، وهكذا، الخ الخ... لكن جان حضه زين لدرجة انه جان يكدر يخفي هذا العيب، والفضل يرجع إلى طريقته وأسلوبه في اختيار الشفقات، أقصد ألبيريات، القبعات، وما أحد جان على الإطلاق ينتبه إلى سوء نطقه.
التلميذة: آخ يمه، سنوني، راح أموت.
الأستاذ: [يغير من نبرة صوته بسرعة] خلينا نكمل. بالأول، راح نشوف أوجه التشابه
وبعدين نكدر نفهم بشكل أحسن، شنو اللي يميز لغة عن لغة. المميزات والفوارق
نادرا ما يحس بيها اللي ما عنده تمرين، اللي ما متمرن على أن يكتشف أو يحس
بالفروق، لأن كل الكلمات في كل اللغات...
التلميذة: نعم؟ دا أقولك سنوني توجعني.
الأستاذ: نكمل محاضرتنا [يواصل] هيه نفسها، ما تتغير، لها نفس النهايات ونفس البدايات، نفس
الأواخر، نفس الجذور.
التلميذة: يعني كل جذور الكلمات جذور تربيعية؟
الأستاذ: تربيعية، أو تكعيبية، حسب الظروف!
التلميذة: أسناني توجعني.
الأستاذ: الأصول الأساسيه لتركيب الكلمات بكل اللغات واحده، باللاتينية والايطالية والبرتغالية
والسردينية والرومانية والأسبانية الجديدة.
التلميذة: يعني الكلمة لها نفس المعنى بكل هاي اللغات؟ آخ يا يمه سنوني!
الأستاذ: بالضبط، دائما نفس المعنى، نفس التركيب، نفس البناء الصوتي، وهذا الكلام ينطبق على
كل الكلمات اللي ممكن تتخيليها في كل لغة. لأن كل كلمه تتخيليها تترجم لنفس الكلمة
ومرادفاتها في كل بلاد العالم... أوه عوفي سنونج.
التلميذة: سني يوجعني، سني، آه.
الأستاذ: زين لعد نكمل محاضرتنا. شنو قلنا؟ إيه! على سبيل المثال، إذا ردنا نقول زهور جديتي
صفراء كجدي الذي ولد في آسيا الوسطى، شلون نقولها بالإنجليزي؟
التلميذة: سنوني توجعني، سنوني توجعني، سنوني توجعني.
الأستاذ: ياللا بابا لا تعطلينه، قولي!
التلميذة: بالإنجليزي؟
الأستاذ: بالإنجليزي.
التلميذة: تريدني أقول بالإنجليزي زهور بيبيتي صفراء...
الأستاذ: [مقاطعا] جديتي، يعني جدتي، مو بيبيتي.
التلميذة: ماشي، زين، أعتقد انه الواحد يقول بالإنكليزي زهور.. بالله شلون واحد يكدر يقول
بيبيتي بالإنكليزي؟
الأستاذ: بالأنكليزي جديتي!
التلميذة: زهور جديتي صفراء بالإنجليزي.. صفراء بالإنجليزي صفراء، أستاذ؟
الأستاذ: طبعا.
التلميذة: صفراء مثل جدي عدما فقد أعصابه.
الأستاذ: لأ، لأ.. الذي ولد في...
التلميذة: في آسيا الوسطى الصغرى... آخخخخ.. سني يوجعني.
الأستاذ: صحيح، كلش صحيح.
التلميذة: سني.
الأستاذ: يوجعني، مو مهم.
التلميذة: لا أستاذ سني يوجعني آني مو أنت.
الأستاذ: إي اش قلنا؟ سنج يوجع.
التلميذة: يوجعني آني.
الأستاذ: مو مهم، خلينا نكمل.
التلميذة: شلون مو مهم إذا جان سني..
الأستاذ: يوجعج.. ياللا.. ارتاحيتي.. هسه نرجع لموضوعنا.
التلميذة: سني يوجعك أستاذ.
الأستاذ: مو مهم. خلينا نكمل. وهسه أريد منج تترجميلي نفس الجمله للأسبانية الجديدة
وللأسبانية.
التلميذة: بالأسبانية تصير: زهور جديتي صفراء كجدي الذي ولد في آسيا.
الأستاذ: كلش مو زين، غلط يا آنسه.
التلميذة: وبالأسبانية الجديدة زهور بيبيتي صفراء كجدي الذي ولد في آسيا الوسطى.
الأستاذ: غلط كلش غلط، هاي اش دا تخربطين. جبتي الأسبانية على الأسبانية الجديدة والأسبانية
الجديدة على الأسبانية، شنو ها الخرابيط.. آه..لا.. لا.. بالعكس.. أرجوج.
التلميذة: آني سني دا يوجعني وأنت جاي تخلط اللغات على بعضها، هاي شنو منك أستاذ؟
الأستاذ: آني؟ انتي اللي ده تخلطين بابه موآني، لازم تنتبهين، لازم تديرين بالج اكثر بنتي. آني
راح أقول الجملة بالأسبانية وبعدين بالأسبانية الجديدة، وبعدين باللاتينية، وانتي تقولين
ورايه. وديري بالج زين لأنه الجمل راح تتشابه، التشابه بينهم واحد. اسمعي وخليج
ويايه، زين!
التلميذة: سنوني..
الأستاذ: توجعني.
التلميذة: نكمل.... آه..
الأستاذ: بالأسبانية، زهور جدتي صفراء كجدي الذي ولد في آسيا الصغرى . شفتي شلون
الفرق، لأن باللاتينية، زهور جدتي صفراء كجدي الذي في آسيا الوسطى. لاحظتي
الفرق شلون؟ زين.. ترجمي الجملة للغة الرومانية.
التلميذة: ز ... ز .. زهوووووور جد .. د ... زهور.. شلون تنقال باللغة الرومانية أستاذ؟
الأستاذ : ياللا .. ياللا .. زهور طبعا ،شلون تنقال؟
التلميذة: جنت أتصورها زهور ! آخ يا يابه.. سني .
الأستاذ : لا بابا لا.. شلون تصير زهور طالما هيه باللغات الشرقية كلمة زهور هيه ترجمة
للكلمة الفرنسية زهور والكلمة الأسبانية زهور.. فهمتي؟
التلميذة: آني آسفة جدا أستاذ، بس ايش أسوي.. آخ ، اسنوني.. آني ما شفت أي فرق .
الأستاذ: سهله كلش. ببساطة هيه مسألة تمرين ومسألة تكوين وخبره فنية في اللغات المختلفة عن
بعضها رغم الصفات الموحدة اللي تجمعها. وراح أنطيج هسه فد دليل على كلامي هذا.
التلميذة: اسنوني .
الأستاذ: اللي يميز اللغات هاي مو الكلمات، اللي هيه مثل بعضها بالضبط، ولا تكوين الجمل،
اللي يتشابه بكل حال، ولا نغمة اللغة اللي ما تتغير أبدا، ولا حتى إيقاع الكلام.. لا..
اللي يميزهن يا آنسه.. دا تسمعيني؟
التلميذة: اسنوني توجعني.
الأستاذ: ممكن تسمعيني يا آنسة؟ أخ، إنتي دا تنرفزيني تره، تنرفزيني كلش.
التلميذة: لا أستاذ ماكو داعي للنرفزة، اسنوني توجعني.
الأستاذ: ألله ياخذج ان شاالله ! ممكن تسمعيني؟
التلميذة: أوه.. طيب ، حاضر ، راح أسمع راح أسمع.
الأستاذ: اللي يميز لغة عن لغة، أول شي خل نأخذ الأسبانية، هو ال هاء اللي ما تنلفظ، اللغة الأم. ثاني شي هو..
التلميذة: [تلوي وجهها] هووه شنو؟
الأستاذ: هو شئ غير ملموس، شي غير ملموس وما ممكن تفهمه إلا بعد فتره من الزمن ، بعد تعب وخبره طويلة.
التلميذة: صدك؟
الأستاذ: طبعا صدك يا آنسه، شنو دا نلعب؟ ماكو فد قاعده لهذي المسألة. لازم تتعلمين
اللعبة، وهذا هو كل الموضوع. وتعلم اللعبة يحتاج إلى دراسة ودراسة ودراسة، وهمينه
دراسة.
التلميذة: اسنوني...
الأستاذ: على كل حال، أكو كم وضع تتغير بيه الكلمات من لغة إلى لغة.. بس احنه ما راح نكدر
نستعمل هاي الأمثلة كقواعد نمشي عليها بدراستنا لأنها بكل الأحوال، حالات استثنائية.
التلميذة : صدك أستاذ؟ آه يا أستاذ، أسناني تؤلمني.
الأستاذ: لا تقاطعيني ولا تضايقني رجاءا لأني إذا فقدت أعصابي تره ما أدري شنو يصير..
زين، نرجع لموضوعنا، ايش جنه نقول؟ آه... نعم... حتى نكدر نفصل الحالات
الاستثنائية هاذي بسهوله أو نفرق بينها بسهولة أو نميزها على كفينا، على رأيج.. أقول
على رأيج لأني دا ألأحظ انه أنتي مو يمي أصلا، وين ضاربة دالغة؟
التلميذة: اسنوني توجعني، الله يخليك.
الأستاذ: إذن مثل ما قلنا، بعض الكلمات اللي نستعملها بكلامنا العادي، اليومي، تختلف اختلاف
كبير بين لغة ولغة، ومن هنا نكدر نوصل ونقول انه لغة الكلام في بعض الحالات
تتشابه بسهولة. نأخذ مثال، العبارة الأسبانية الجديدة المعروفة بمدريد هسه تقول "بلادي
هي أسبانيا الجديدة" يعني بالإيطالية نقول " بلدي هو..."
التلميذة: إسبانيا الجديدة.
الأستاذ: كلا.. بل " بلدي هو إيطاليا". وبعملية استنتاج بسيطة هسه، تكدرين تقولين لي شلون
الواحد يقول " إيطاليا " بالفرنسية؟
التلميذة: اسنوني توجعني، أستاذ.
الأستاذ: مو صعبه تره! لأنه - لاحظي زين أرجوج - عدنا فد كلمه تنطي نفس المعنى اللي
تنطيها كلمة "إيطاليا". يعني، مقابل كلمة "إيطاليا" أكو بالفرنسية فد كلمه تنطي نفس
المعنى، تدرين شنو هي؟ هي كلمة "فرنسا" نعم فرنسا، اللي تعتبر ترجمة دقيقه لكلمة
"إيطاليا". بلدي هو فرنسا. نعم، بالضبط. وفرنسا باللغة الشرقية هي الشرق. بلدي هو
الشرق. وأيضا، الترجمة البرتغالية للشرق هي"البرتغال"! وعلى هذا الأساس،
التعبيرة أو العبارة الشرقية اللي تقول "بلدي هو الشرق" تصير، لما نترجمها إلى اللغة
البرتغالية، " بلدي هو البرتغال". وأرجو أن تنتبهي، نقول البرتغال، مو "البرتقال"،ها..
زين! وإلخ إلخ.
التلميذة: كافي.. كافي.. إي مو اسنوني دا...
الأستاذ: اسنونج توجعج، اسنونج توجعج! اسنون، اسنون، اسنون، راح أشلع ها السنون كلها
بثانية واحدة، مو والله ذبحتيني بسنونج...
التلميذة: ..................
الأستاذ: راح ناخذ مثال آخر. عندنا كلمة "عاصمة" تأخذ كل مرة معنى مختلف عن الآخر،
حسب اللغة اللي الواحد يتكلمها. مثلا، اذا واحد كال أنا أعيش في العاصمة، فكلمة
"عاصمة" هنا ما راح تاخذ أبدا نفس المعنى اللي تأخذه اذا ما واحد برتغالي استعمل
نفس التعبير." انا أعيش في العاصمة. ونفس الوضع بالنسبة للشخص الفرنسي
وللأسباني وللروماني ، وللاتيني وللسردينيابولوني، فأول ما تسمعين شخص يقول.. يا
آنسه أنا تره دا أقول هذا الكلام لمصلحتج وما عندي أي مصلحة شخصية بيه، الله
يأخذج إن شاء الله،أول ما تسمعين جملة " أنا أعيش في العاصمة "راح رأسا تعرفين
وبدون أي صعوبة، إذا جانت هاي اللغة اسبانية لو فرنسية لو رومانية لو
لاتينية لو شرقية لو.. وكل اللي عليج تسويه هو أن تحزري العاصمة اللي دا
يفكر بيها الشخص اللي دا يحجي بنفس اللحظة اللي كاعد ينطق بيها ها الكلام. هذا أدق
مثال ممكن أنطيج إياه.
التلميذة: يا يمه ولج لحكيلي، اسنوني .
الأستاذ: انجبي لج، تره والله أجي أكسر راسج.
التلميذة: [بانفعال] إيش حدك، د تعال، أشو تكدر؟
الأستاذ: [يمسك بذراعها ويلويها بقوة]
التلميذة: [بتوجع] آخ!
الأستاذ: اكعدي زين لعد، اكعدي صنطه، ما أريد اسمع صوت يطلع منج، مفهوم؟
التلميذة: [تتمخط] يا الله، اسنوني!
الأستاذ: أعظم.. الواحد شلون يقولها؟ أعظم.. نعم.. هي هاي الكلمة المضبوطة. أعظم تناقض هو
هذه الآلاف المؤلفة من الناس الجهلة الأغبياء اللي يتكلمون بهاي اللغات المختلفة كلها
سمعتي إيش قلت آني؟ ها؟
التلميذة: يتكلمون باللغات المختلفة هاي سمعتي إيش كلت ها إيش قلت؟
الأستاذ: حظج زين ها المرة! الطبقات الحقيرة اللي تحجي إسباني مخلط، إسباني مكسر، بلا ما
يحسون أش د يقولون، وهمه طول الوكت عبالهم د يحجون لاتيني.. لو مثل غيرهم اللي
يحجون لاتيني مكسر ومخلوط بكلمات شرقية، وهم على بالهم د يحجون روماني، لو
مثل اللي يحجون إسباني إمكاسر ويه إسباني جديد وهم على بالهم د يحجون
سردينيابوليوني. دا تلاحظين شلون؟ إنتي ويايه لو لا؟
التلميذة: نعم نعم نعم دا ألاحظ، إيش تريد بعد؟
الأستاذ: [بغضب شديد] احترمي نفسج بابا أحسن لج
التلميذة: نعم نعم نعم..
الأستاذ: وحتى نكمل موضوعنا يا آنسه راح أنطيج مثال في اللغة اللاتينية اللي الناس يسموها
غلط الأسبانية.عندنا المثل اللي يقول " أصابيعي توجعني من البرد". هاي الجملة يفهمها
بشكل جيد الفرنسي اللي ما يعرف ولا كلمة إسباني، يفهمها وكأنه يسمعها بلغته،لا
بل اكثر من هذا راح يفهمها على أنها هي هاي لغته، موهاذيج. والفرنسي راح يقولها
بالفرنسية "آني همينه أصابيعي توجعني من البرد". وكلامه هذا راح يكون مفهوم جدا
للشخص الأسباني اللي من وجهة نظره، هاي العبارة انقالت بلغة إسبانية سليمة مائة
بالمائة، وانه الحديث كله تم باللغة الأسبانية. وفي الحقيقة انه لا هو إسباني ولا فرنسي،
إنما لاتيني من اللي نسميهم الأسبان الجدد.. ما تقولي لي هاي شبيج، أشو مو على
بعضج؟ د كعدي راحه شويه كافي تحركين رجليج ها الشكل وتدكيهن بالكاع.
التلميذة: عندي وجع بسنوني.
الأستاذ: اشلون يصير لما العامة من الناس يحجون بلغه ما يعرفوها، لما كل واحد يتصور
نفسه ده يحجي لغة، بينما هو بالحقيقة ما د يحجي أي لغة. وهذوله كل اللي دي يسووه
هو انهم ايطكطكون بجم كلمة حتى يتصلون ببعض. طريقة مريحة مو أكثر.
التلميذة: دائما أكو معجزات.
الأستاذ: وهاي ببساطة، إحدى المميزات الغريبة والغامضة اللي تدافع بيها العامية عن نفسها.
بدون أي تدخل من الخبرة أو التمرين. فد شي نادر، عجيب، واحد من جوانب الشذوذ
في الطبيعة البشرية.. فلته من فلتات الطبيعة الغريبة الأطوار، وفي الحقيقة، إحنا نكدر
نسمي هذا كله: الغريزة البشرية، لا أكثر ولا أقل.
التلميذة: هاه! هاه! ها!
الأستاذ: لو تنتبهي لي أحسن لج من متابعة الذباب.. لعد لمن دا أتعب نفسي، مو على مودج؟
خو مو آني اللي راح آخذ الدكتوراه؟ آني أخذتها من زمان. في الحقيقة أخذت الماجستير
والدبلوم العالي والدكتوراه العليا.. كل شي عالي آني أخذته وانت بعدج بالناصي، ومع
ذلك ما كاعد تفتهمين آني دا أحاول أساعدج .
التلميذة: اسنوني!
الأستاذ: مو مهم ، لكن المسألة ما ممكن تمشي بها الشكل، القضية مو هيجي، مو هيجي، مو
هيجي.
التلميذة: آني.. دايره.. بالي..
الأستاذ: وأخيرا، حتى تتعلمي شلون تفرقي بين هاي اللغات المختلفة، فمثل ما قلت لج سابقا،
ماكو مثل التمرين. تمرين دائما. وراح نحاول هسه نتعلم على الطريقة التقليدية. راح
أحاول أعلمج كل الترجمات الممكنة لكلمة "سكين".
التلميذة: زين، ما يخالف، على كل حال..
الأستاذ: [ينادي أخته] باجي! باجي [ثم إلى التلميذة] ما دَ تسمعني.. [ينادي مرة أخرى] باجي،
باجي.. هاي وين صرتي! [يفتح الباب الأيمن] باجي!
[يخرج الأستاذ وتبقى التلميذة لوحدها بضع دقائق، تحملق في الفضاء مذهولة وهي
مسلوبة العقل تماما].
الأستاذ: [من الخارج في صوت حاد] باجي! هاي شنو؟ ليش ما تجين لما أصيحج؟ ما تعرفين لما
أصيح لازم تجين رأسا؟
[يعود الأستاذ تتبعه الأخت]
الأستاذ: آني اللي أنطي ألأوامر هنا.. مفهوم؟ [يشير إلى التلميذة] البنية كل شي ما د تفتهم. دجه
دبنك.. دماغ سز وثوله.
الأخت: كافي مروتك لا تلح.. كافي.. شوف هذا وين راح يوصلك؟ تره راح تروح أبعد من اللي
انت رايد توصلله. انت زين تدري اذا رحت زايد وين راح توصل.
الأستاذ: آني أكدر أتوقف بالوقت المناسب.
الأخت: ياما سمعت منك ها الحجي، وياما تمنيت أشوفه يصير صدك، وأشوفك تحس على نفسك
بالوقت المناسب.
التلميذة: اسنوني توجعني.
الأخت: ها! إيش قلت لك؟ هاي كل مرة تبدأ الأمور ها الشكل.. هي هاي العلامة.
الأستاذ: علامة؟ أي علامة؟ شنو قصدج؟ هاي إيش د تحجين؟
التلميذة: [بصوت متراخ] إي صحيح، هاي اش ده تكولين؟ اسنوني توجعني.
الأخت: هي هاي العلامة الأخيرة! أنجس علامة!
الأستاذ: كافي بابا كافي! شنو ها الحجي اللي ما بيه معنى!
الأخت: [تتحرك لتخرج]...
الأستاذ: أوكفي لا تطلعين. آني صحت لج حتى تروحين تدورين لي على السكاكين الأسبانية
والبرتغالية والفرنسية والرومانية واللاتينية والسرديناليكية..
الأخت: [بقسوة] لا تعتمد علي، ما أفيدك. [تخرج الأخت. يقوم الأستاذ بحركة احتجاج، ثم
يستعيد سيطرته على نفسه، ويبدو الآن كالضائع. ثم فجأة، يتذكر شيئا
].
الأستاذ: آه.. [يذهب بسرعه إلى البوفيه ثم يجد سكينا رهيبة ضخمة تشبه سكاكين الجزارين.
يمسك ويلوح بها في فرح
] هاي واحده يا آنسة، هاي سكينة، للأسف، هاي
السكينة الوحيدة اللي عندنا، بس راح نحاول نستعملها في كل اللغات، إنتي بس قولي
"سكين" بكل لغة أخذناها. باوعي عليها زين وحاولي تتخيلين هي تنتمي إلى أي لغة.
أقصد إلى كل لغة تستعملينها.
التلميذة: اسنوني توجعني .
الأستاذ: [تقريبا، يبدأ بالغناء، بصوت واضح الإيقاع] ياللا .. كولي.. سك.. سك.. كي.. كي..
اين.. اين... سك، سككي.. باوعي عليها زين... لا توخرين عيونج منها.
التلميذة: وهي شنو هي؟ فرنسية لو إيطالية لو اسبانية؟
الأستاذ: مو مهم.. لا تديرين بال.. قولي: سك...
التلميذة: سك.
الأستاذ: اين.. شوفيها زين [يحرك السكين في وجه التلميذة]
التلميذة: اين.
الأستاذ: مرة أخرى... انتبهي لها.
التلميذة: لا.. لا.. بس.. بس.. ما دا أتحمل اكثر من هذا! وبعدين تره اسنوني توجعني ورجليه
توجعني وراسي يوجعني.
الأستاذ: سكينة.. باوعيها زين.. سكينه.. شوفيها زين.. سكينه.. ديري بالج منها.
التلميذة: إنت خليت أذاني همينه توجعني.. هاي شنو صوتك هذا كلش حاد.. أوي..
الأستاذ: قولي سكين.. سك... ين..
التلميذة: لا.. لا.. أذاني توجعني.. كل جسمي يوجعني.
الأستاذ: راح أملص لج اذانج الصغيرة هاي حالا يا حلوة، حتى ما توجعج بعد.
التلميذة: أوي.. إنت دَ تضوجني.. إنت دَ تضوجني.
الأستاذ: شوفي، يللا، بسرعة، قولي ورايه: سك.
التلميذة: أوي، اذا جان ضروري.. سك.. سكين... [لحظة تألق أشواق قوية] هاه.. هاي لازم
هندوأوروبية!
الأستاذ: بكيفج. إي فعلا هي هندوأوروبية، بس يللا بسرعة.. ما عندنا وكت. [ هنا لابد أن تكون
التلميذة قد زاد تعبها وقنوطها. عيناها ممتلئتان بالدموع، أكثر فأكثر، ثم تسرح بذهول
].
التلميذة: آه.
الأستاذ: قوليها مرة أخرى، لاحظيها زين [هنا يتكلم الأستاذ كالأطفال] سكينة، سكينة، سكينة.
التلميذة: آخ يُمه راسي.. راسي راح ينفجر، راح يطك. [تمرر يدها على كل جزء من جسمها
عندما تذكره تدلل عليه بيدها
] آخ راسي، آخ عيوني، آخ رجليه..
الأستاذ: [مثل ألأطفال] سكينة سكينة سكينة.
[والآن، كلاهما واقف: الأستاذ لا يزال يلوح بسكينه الوهمية بطريقة تكاد أن تلامسه شخصيا، وهو يدور حولها كما لو كان يقوم بنوع من الرقص البدائي، رقصة النصر مثلا، ولكن.. ينبغي تجنب المبالغة في ذلك، وخطوات الأستاذ لا تكاد تظهر إلا بالكاد.. أما التلميذة، فأنها تواجه الجمهور وهي تتراجع بظهرها إلى النافذة ضعيفة متألمة مندهشة]
الأستاذ: قوليها مرة أخرى قوليها: سكينة سكينة..
التلميذة: كل جسمي د يوجعني.. حلكي.. ركبتي.. آه.. جتافي.. صدري.. سكين..
الأستاذ: سكين.. سكين.. سكين.
التلميذة: رجليه.. أفخاذي.. سكين.. جسمي.. سك.
الأستاذ: قوليها بوضوح.. سكين..سكين..
التلميذة: سكين... حلكي..
الأستاذ: سكين.. سكين..
التلميذة: اجتافي.. ايديه.. صدري.. أفخاذي..سكين.. سكين..
الأستاذ: كلش ممتاز.. صرتي تقوليها زين.
التلميذة: سكين.. صدري.
الأستاذ: [بصوت مختلف عن السابق] ديري بالج ها.. لاتكسري لي الجامه مال الشباج.. تره السجينه تكتل..
التلميذة: [بصوت متعب] زين زين... السكينة تقتل.. السكينة تقتل.
[يطعن الأستاذ التلميذة بالسكين، وتكون الطعنة تمثيلية أكثر من اللازم].
الأستاذ: آ آ آ.. هاها هي هاي..
[تصرخ التلميذة، ثم تسقط -في وضع يبرز مفاتنها- على الكرسي الموجود على يمين النافذة. الاثنان يصرخان في نفس الوقت: القاتل والضحية. بعد الطعنة الأولى، تسقط التلميذة على الكرسي، ساقاها مفتوحتان ومتدليتان. ويبقى الأستاذ واقفا إلى جوارها، ظهره إلى الجمهور، وبعد الطعنة الأولى يلاحقها بطعنة ثانية من السكين وهو يتجه إلى المسرح، ثم عندئذ، يتحرك وجسمه كله يرتجف].
الأستاذ: [لاهثا ومتلعثما] أكليها.. إنتي اللي أردتيها... هسه وضعي صار أحسن ...آه .. آه.. آه..
آني تعبان.. دا أتنفس بالقوه.. آه.. [يتنفس بصعوبة. يسقط، وهناك كرسي جاهز لاستقباله.
يمسح جبهته، يتمتم بكلمات غير مفهومة. يتحسن تنفسه.. يقف على قدميه، ينظر إلى
السكين في يده ثم ينظر إلى التلميذة، وعندئذ، كما لو أنه يستيقظ من سبات عميق، يصاب
بالخوف الشديد والذعر
] هاي آني اش سويت؟ إيش راح يصير هسه؟ كومي يا معوده د
كومي، هيه،إنتي يا آنسة [يدور حولها وهو ما يزال يحمل في يده السكين غير المرئية
التي لا يعرف كيف يتخلص منها
] يللا عيني، خلص الدرس، يللا، عزلنا.. تكدرين
تروحين.. يللا.. فلوس همينه ما لازم.. ادفعي بعدين على راحتج.. أوه.. لك هاي ميته..
ها.. وبهاي السكينة؟ فظيع.. [ينادي الأخت] باجي.. باجي.. أوه.. تعالي بسرعة [يفتح
الباب الأيمن نصف فتحة، وتظهر ألأخت
]
الأستاذ: لا.. لا تطبين.. آني غلطت.. آني ما أريدج، فاهمة؟
[تدخل الأخت، تبدو عليها القسوة الشديدة. تنظر إلى الجثة ولا تقول أي شئ].
الأستاذ: [صوته الآن فيه ثقة أقل] صدك، أني بعد ما أريدج زين؟
الأخت: [بسخرية] تونست وياها، ها؟ خوش طالبة، مو؟ أخذت الدرس مالتها؟
الأستاذ: [يخفي سكينه وراء ظهره] إي نعم. هسه خلص الدرس بس هي بعدها هنا ما ترضى
تروح.
الأخت: [دون أن تشاركه شعوره] زين زين.
الأستاذ: [مرتجفا] والله مو آني، بيش أحلف لج والله مو آني.. مو آني.. حبيبتي، والله مو آني.
الأخت: لعد منو ها؟ منو غيرك سواها؟ إي قابل آني؟
الأستاذ: ما أدري.. يمكن..
الأخت: وإلا يمكن ألبزونة؟
الأستاذ: يمكن.. ما أدري..
الأخت: هاي المرة الأربعين اليوم، وكل يوم نفس القوانه! كل يوم! بالله ما تستحي من نفسك؟ ما
تستحي على عمرك؟ شنو زغير إنت؟ شوف، لا تكوم تسوي نفسك مريض وتموت
بروحك! بعد فتره ما راح يبقى لك ولا طالبة تدرسها، ولا راح يبقى لك أي شى
زين.
الأستاذ: [مهتاجا] إي إيش أسوي؟ مو غلطتي! هي ما جانت تتعلم بساع، ما جان تسمع كلام، مو
خوش طالبة جانت، إيش أسوي لها، ما جانت تريد تتعلم، جانت جايه تتمضحك..
الأخت: كذاب! إنت كذاب!
الأستاذ: [يقترب من الأخت بخبث وسكينه وراء ظهره] ما ألج علاقة إنتي.. [يحاول أن يضربها
ضربة هائلة ولكنها تمسك بيده وتلويها فتسقط السكين من يده
] سامحيني.. أرجوج..
الأخت: [تضربه على وجهه بيدها مرتين بحيث يسمع صوت اللكمتين والى درجة انه يسقط على
جانبه وهو ينهنه
] مجرم.. حيوان.. خائن.. ! تريد تكتلني، حقير، بس لو تموت ! آني مو
واحدة من تلميذاتك![ تسحبه إلى الوراء من ياخته تنزع طاقيته وتضعها على رأسه
بالمقلوب بينما هو خائف من أن يتعرض إلى الضرب ثانية، ويحمي نفسه بكوعيه
كطفل
].
الأخت: رجع السكينة لمكانها.. يللا.. بسرعة. [يعيد الأستاذ السكين الى درج البوفيه، ثم يعود
اليها
] كم مرة نبهتك؟ ما يفيد! كبل شويه جيت وكلتلك يا ابن الناس الرياضيات مو زينه،
الرياضيات تؤدي إلى فقه اللغة، وفقه اللغة يؤدي إلى القتل..
الأستاذ: بس إنتي قلتي انه فقه اللغة أنجس شي.
الأخت: نفس المعنى.
الأستاذ: إي بس آني ما افتهمتها بها الشكل. من قلتي انه فقه اللغة أنجس شي، آني عبالي قصدج
انه تدريسها صعب.
الأخت: أيا كذاب، يا حيال! آخ منك، ثعلب! الرجل الذكي مثلك ما يغلط بمعاني الكلمات، شنو دَ
تقشمرني؟ تره آني ما أتقشمر!
الأستاذ: [يتلعثم في كلامه] يعني آني ما قلتها لغرض معين.
الأخت: على الأقل خلينا نقول انه إنت ندمان على اللي سويته؟
الأستاذ: نعم عزيزتي، أحلف لج، وداعتج آني كلش ندمان.
الأخت: ما دا أكدر أمنع نفسي من أن أسامحك.. إيش أسوي! تعال. على كل حال انت خوش ولد
وحباب راح أحاول أعالج المسألة بس أبوي أنت بعد لا تسويها الله يخليك، لا تسويلنا
مشاكل يا بابا.
الأستاذ: حاضر حاضر.. وهسه إيش راح نسوي؟
الأخت: راح ندفنها غير.. حالها حال التسعة وثلاثين اللي كبلها.. هسه صار عندنا أربعين
تابوت... راح أخابر مكتب الدفن، ومعرض الورود.. الورد ضروري.. وراح أتصل
بصاحبنا ألخوري روفائيل حتى يجي..
الأستاذ: إي هم زين حبيبتي ما أعرف اشلون راح اشكرج.
الأخت: وإلا أقولك، ماكو داعي نجيب روفائيل مادام إنت تكدر تصير خوري مثل ما الناس
يقولون.
الأستاذ: مو مهم حبيبتي.. حتى الورد مو مهم هي فلوس المحاضرة ما دفعتها.
الأخت: ولا يهمك.. غطيها بالصدرية أحس هي على كل حال ما جانت خوش بنيه.. وبعدين
راح نشيلها من هنا.
الأستاذ: إي عزيزتي إي [يغطي جسد التلميذة] تره هاي شغله تودي للسجن مثل ما تعرفين..
أربعين تابوت.. أربعين جثة. فكري.. ها.. الناس راح تستغرب جدا. مو صحيح؟ طيب،
افرضي أحد سأل شنو اللي بيها؟ شنو راح نقول؟
الأخت: لا تدوخ راسك، راح نقول هاي فارغة، وبعيدين ما أحد راح يسأل أي سؤال، هم تعودوا
ها الشكل.
الأستاذ: كلهم ها الشكل.
الأخت: [تخرج شريطا يلف حول الساعد ،مرسوم عليه شعار معين ، ليكن مثلا الصليب
ألمعقوف
] هاك، أخذ إلبس هذا اذا جنت خايف، البسه وهسه تشوف بعد ما كو شئ
يخوفك [تضع الشريط حول ذراعيه] هذا شعار سياسي.
الأستاذ: أشكرج ياعزيزتي الرائعه، يا طيبة. آني هسه دا أحس بالأمان أكثر.. إنتي صدك خوش
امرأة. أنتي مخلصه جدا جدا.
الأخت: ممتاز... وهسه يا أفندي، إنت مستعد؟
الأستاذ: إي حبيبتي مستعد.
[الأخت والأستاذ يحملان جثه الفتاة، واحد من الكتفين، والآخر من القدمين، ويتجهان ناحية الباب الأيمن].
الأخت: دير بالك، لا توجعها.
[يخرجان. يبقى المسرح خاليا برهة قصيرة. يدق جرس الباب الأيسر]
صوت الأخت: [من عمق المسرح] دقيقة واحدة. إجيت.
[ تظهر الأخت كما حدث في بداية المسرحية وتذهب باتجاه الباب. يدق الجرس مرة أخرى].
الأخت: [تتكلم إلى نفسها] ياه.. هاي كلش مستعجلة. [بصوت مرتفع] إجيت إجيت [تذهب إلى الباب وتفتحه] صباح الخير حبيبتي. إنتي جايه تأخذين الدرس؟ الأستاذ ينتظرج . اتفضلي عيني دقيقة واحدة وينزل الأستاذ. اتفضلي عيني اتفضلي.

[ستار]
كتب يوجين يونسكو مسرحية (الدرس) عام 1951.
قدمت لأول مرة في باريس عام 1961 من إخراج مارسيل كوفالييه على مسرح الجيب.
قدمت لأول مره في لندن عام 1955 من إخراج بيتر هول على مسرح نادي الفنون.




الساعة الآن 03:49 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر