مجلة الإبتسامة

مجلة الإبتسامة (https://www.ibtesamah.com/)
-   مقالات الكُتّاب (https://www.ibtesamah.com/forumdisplay-f_215.html)
-   -   القاهرة فى منتصف القرن التاسع عشر بقلم الأديب الكبير مكاوي سعيد (https://www.ibtesamah.com/showthread-t_533985.html)

معرفتي October 18, 2017 09:26 PM

القاهرة فى منتصف القرن التاسع عشر بقلم الأديب الكبير مكاوي سعيد
 
القاهرة فى منتصف القرن التاسع عشر
مجموعة مقالات بقلم الأديب الكبير
مكاوي سعيد

https://up.ibtesama.com/upfiles/dk251106.jpg


المقالة 2_القاهرة فى منتصف القرن التاسع عشر

المقالة 3_القاهرة فى منتصف القرن التاسع عشر

المقالة 4_القاهرة فى منتصف القرن التاسع عشر

المقالة 5_القاهرة فى منتصف القرن التاسع عشر

المقالة 6_القاهرة فى منتصف القرن التاسع عشر

المقالة 7_القاهرة فى منتصف القرن التاسع عشر

المقالة 8_القاهرة فى منتصف القرن التاسع عشر


المقالة 9_القاهرة فى منتصف القرن التاسع عشر

المقالة 10_القاهرة فى منتصف القرن التاسع عشر


أتمنى لكم قراءة ممتعة

معرفتي October 18, 2017 09:30 PM

رد: القاهرة فى منتصف القرن التاسع عشر بقلم الأديب الكبير مكاوي سعيد
 
القاهرة فى منتصف القرن التاسع عشر (1)
مكاوي سعيد

بدأت مظاهر الحداثة والتغريب تشق طريقها إلى مدينة القاهرة منذ أن وطئ الفرنسيون أرضها محتلين فى أواخر القرن الثامن عشر، وتعاظمت هذه المظاهر إبان القرن التاسع عشر، مكتسحة أمامها أصالة ضربت بجذورها فى هذه الأرض، فسارعت أسراب الرحالة المستشرقين متدافعة من ذلك الوقت وكأنها موُدّعة أو مُشيّعة لتنهل من معين هذه الأصالة قبل أن يواريها النسيان خلف سيل الموضة الأوروبية الآخذة فى السيادة يوماً بعد يوم.
فجاء المغامر والفنان والشاعر مستلهماً والرحالة واصفاً ومحللاً، ومن بين هؤلاء برز الإنجليزى الشهير إدوارد وليم لين، الذى أفرد هذا الوصف الفريد للقاهرة، بعين خبيرة دأبت على التمييز والوصف والتحليل، فنقل لنا من خلال فوتوغرافيا الكلمات ملامح قاهرة منتصف القرن التاسع عشر، راصداً شوارعها وحواريها، أبوابها وأسوارها، مساكنها ومساجدها وأسواقها، وحتى حصونها ومقابرها، جاعلاً من هذا العمل الفريد مرجعاً مهماً لكل مطلع وباحث. وهذا الكتاب المهم صدر هذه الأيام بعنوان «القاهرة فى منتصف القرن التاسع عشر»، من إصدار الدار المصرية- اللبنانية، وتأليف: إدوارد وليم لين، تقديم وإعداد: ستانلى لين بول «قريبه»، وترجمة: د.أحمد سالم سالم، وللعلم هذه هى أول ترجمة لهذا الكتاب إلى العربية، وقد حققها وعلق عليها بدقة ودأب د. أحمد سالم سالم، وهو أثرى وباحث ومترجم فى مجال التاريخ والحضارة الإسلامية.
وسأورد منه بعض النماذج فيما يتعلق بنشأة المدينة وتطورها ووصف المدينة الحديثة وما فى داخلها على الأخص قلعة صلاح الدين وبولاق وجزيرة الروضة، لنتلمس أهمية هذا الكتاب الذى يفصل بدقة بين كل ما ينتمى فى الأصل إلى المدينة العربية الإسلامية وكل طارئ مستحدث عليها، هذا بالطبع غير وصف الكثير مما اندثر أو تغيرت معالمه على مر الزمن.
القلعة (أو قلعة الجبل)، وهى عبارة عن حصن بُنى على قمة مرتفع صخرى فى منطقة مسطحة معزولة، على ارتفاع حوالى مائتين وخمسين قدماً عن مستوى سطح الأرض، فى الزاوية الجنوبية الشرقية للمدينة. وهى تسيطر تماماً على المدينة، ولكن فى نفس الوقت تقع تحت هيمنة حصن قوى على جبل المقطم يشرف عليها من ناحية الخلف. لقد تأسست القلعة سنة 572هـ/1176-1177م بأمر من السلطان الشهير صلاح الدين الأيوبى، إذ قام بتعيين الخصىّ قراقوش، أحد أمراء بلاطه، لمباشرة عملية البناء.
ومن أجل توفير المواد اللازمة لبناء القلعة، فضلاً عن السور الثالث للمدينة قام بنقض الكثير من الأهرامات الصغيرة الموجودة بمنطقة الجيزة. وحتى عام 604هـ/1207-1208م لم يكن بناء القلعة قد انتهى بعد، على الرغم من أنها أصبحت فى ذلك العام مقراً لإقامة ملوك وحكام مصر. ولقد أقام بها صلاح الدين- قبل اكتمالها- ولكن لفترة قصيرة، كما فعل ابنه العزيز أيضاً، فى حين كانت الإقامة الرئيسية سابقاً فى قصر الوزراء الفاطمى. وكانت فكرة القلعة فى حد ذاتها جديدة، والتفسير الواضح لبنائها هو ما رآه صلاح الدين فى الشام قبل القدوم إلى مصر، إذ كانت كل مدينة لها قلعتها، وكان أسلوب البناء أقرب إلى المدرسة الفرنسية السورية منه إلى المدرسة البيزنطية، وهذا إن دل فإنما يدل إلى حد ما على التأثير والتأثر المتبادل بين المسلمين والصليبيين فى أساليب بناء الحصون والقلاع فى فترة الحرب الصليبية.

معرفتي October 18, 2017 09:34 PM

رد: القاهرة فى منتصف القرن التاسع عشر بقلم الأديب الكبير مكاوي سعيد
 
القاهرة منتصف القرن التاسع عشر (2)
مكاوي سعيد

القلعة أو (قلعة الجبل)، التى بناها صلاح الدين الأيوبى، تبدلت أهميتها من الناحية الحربية منذ أن أنشأ محمد على قلعة صغيرة على الجبل الذى يشرف عليها من الخلف لتعويض ما ينقص القلعة الأصلية من جودة الموقع ومزيته، لكن فى الحقيقة كان من اللازم على محمد على إنشاء المزيد من الخطوط الدفاعية للقلعة، بعد أن اتخذها مقراً للحكم، خاصة أن محمد على نفسه قد أدرك خطورة موقع جبل المقطم وأهميته من قبل حين استخدمه فى مهاجمة قلعة الجبل ومحاصرتها عندما تحصن بها الوالى العثمانى خورشيد باشا، كما أوردها «الجبرتى» فى حوادث صفر 1220هـ /1805م، ومن هنا جاء التفكير فى إنشاء حصن محمد على على جبل المقطم من الناحية الشرقية المقابلة للقلعة على منسوب أعلى لكشفها وإحكام السيطرة عليها، وقد بدأ العمل فى هذا الحصن فى شهر ذى الحجة 1224هـ /1809م .

وكان بالقلعة أثر مهم هُدم حوالى عام (1830م)، هو القصر القديم المعروف باسم «قصر يوسف» أو «ديوان يوسف»، ويُعتقد عموماً أنه كان قصراً ليوسف صلاح الدين، وقد أطلق عليه الرحالة الأوروبيون أيضاً اسم «قاعة يوسف»، بينما يقول «المقريزى» إنه كان إيواناً عُرف بـ«دار العدل»، أُنشئ بعد صلاح الدين بأعوام كثيرة فى عهد السلطان قلاوون، ثم أُصلح فى عهد ابنه وخليفته «خليل». وقام السلطان التالى، الناصر محمد (وهو ابن آخر لقلاوون)، بهدم هذا البناء فى مستهل القرن الرابع عشر، وأقام مكانه قصراً آخر أكبر منه «وأنشأ به قبة جليلة، وأقام به عمداً عظيمة، نقلها إليه من بلاد الصعيد، ورخّمه رخاماً عظيماً، ونصب فى صدره سرير المُلك، وعمله من العاج والأبنوس». كانت أعمدة هذا المبنى من الجرانيت الأحمر، وكل عمود يتكون من كتلة واحدة، وتيجانها كانت ذات أشكال مختلفة، إلا أن نحتها كان سيئاً، أما أسطوانات الأعمدة فكانت جميلة الصنعة. لقد كانت الأعمدة المركزية من الأمام والداخل أكبر بكثير من البقية. أما واجهة المبنى فكانت ذات مظهر رائع.
أما فى وصف الشوارع والحارات: فكانت شوارع القاهرة تتسم بعدم رصفها، فضلاً عن ضيقها الشديد: إذ يبلغ متوسط عرضها بين خمسة أقدام وعشرة أو اثنى عشر قدماً، غير أن استخدام النبلاء الأتراك العربات فى السنوات الأخيرة كان سبباً فى شق شوارع جديدة أكثر اتساعاً واستقامة. وعندما كانت المتاجر فى السابق تصطف على جانبى الشارع، كانت المصاطب المصنوعة من الحجر أو الآجر تمتد أمامها على كلا الجانبين امتداداً كبيراً، لكن بعد أن قام محمد على بإزالة كل المصاطب صارت الشوارع أكثر اتساعاً لمرور العربات. ويسمى الشارع فى العربية «سكة»، وهو اسم يمكن أن يُطلق أيضاً على الطريق أو السبيل.
وهناك أيضاً أسماء معينة تُطلق على الشارع الكبير والدرب والحارة (أو المنطقة)... إلخ. وعلى الرغم من تفاوت عرض «الشارع» أو الطريق العام الكبير واتجاهه، الذى يتسع عموماً لمرور عربات النقل أو الجر، فإنه لا يترك إلا مساحة صغيرة للمارة. وتصطف المتاجر على كلا الجانبين، مُشكِّلة بذلك سلسلة متتالية من الأسواق. و«الدرب» هو شارع ثانوى يبلغ عرضه ما بين ستة وثمانية أقدام، يشق الشوارع الكبيرة عادة بشكل عرضى، ويُقفل من طرفيه بواسطة باب. وفى الغالب توجد به منازل خاصة، يبلغ ارتفاعها طابقين أو ثلاثة، مع بعض الدكاكين أو الأسواق أحياناً.


الساعة الآن 05:42 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر