مجلة الإبتسامة

مجلة الإبتسامة (https://www.ibtesamah.com/)
-   كتب السياسة و العلاقات الدوليه (https://www.ibtesamah.com/forumdisplay-f_197.html)
-   -   مقال (https://www.ibtesamah.com/showthread-t_69065.html)

عائد يافا October 2, 2008 12:13 AM

مقال
 
الدم الفلسسطيني جسر العبور للمؤتمر السادس
أ.عماد الحديدي

التصريحات الساخنة التي يطلقها كهول منظمة التحرير الفلسطينية وحرس السلطة الفلسطينية القديم تعالت في هذه الأيام بعد تنكر العام سام لهم بانتهاء المدة المحددة وذابت وعوده بفعل حرارة الثورة الانتخابية في أمريكا، بينما تركهم الحصان الأعرج في منتصف الطريق واعداً إياهم بإرسال فرس شقراء اللون لاستكمال المسير معهم لعالم مجهول فعليهم الانتظار وألا يغادروا أماكنهم بل عليهم أن يعيشوا مع تلك الوعود حتى ولو عادوا بخفي حنين.
ففي سباق لم نشهده من قبل وفي ظل حضور إعلامي مدفوع الثمن(موائد إفطار رمضان) انطلقت الحملة الانتخابية للمؤتمر السادس لحركة فتح تحت شعار(غزة أولا حية أم ميتة حتى ولو تحالفنا مع الشياطين) فلم يجد كل من قريع وعمرو والأحمد والعلي وخضر نفسه إلا ويوجه سهامه إلى غزة لعلهم يكسبوا بعض الأصوات التي يعجبها مثل هذه التصريحات النارية الاندفاعية في مؤتمرهم السادس الذي طال انتظاره( وما أعتقد انعقاده في الوقت الراهن) أسوة بنظرائهم (زعماء الحرب) الإسرائيليين الذين يوقعون مادتهم الدعائية وأوراقهم الانتخابية بالدم الفلسطيني .
ففي الوقت الذي يشن فيه قريع هجوماً لاذعاً على حماس ويتوعدها بهجوم ومواجهة قريبة " إننا نمر في منعطف خطير للغاية والأشهر القادمة أشهر تحد حقيقية"، في نفس الوقت يعترف بأن إسرائيل خدعتهم وخذلتهم ولم تف بوعودها "أوضح أن الوضع على الأرض سيء وأن إسرائيل لم تف بتعهداتها في مؤتمر أنابوليس"، ورغم عدم تفاؤله بالتوصل لاتفاق قبل نهاية العام الحالي حسب وعود وبوش و رايس إلا أنه يصر على موضوع التفاوض والاستجداء " لا زلنا في قضية التفاوض الجاد ولم نصل إلى المساومة ولم ندخل فيها".
حقيقة إنها مفارقة عجيبة يزمجر ويروغ ويلعق لسانه أمام أبناء شعبه ومن مدوا أيديهم إليه منذ زمن بعيد ونصحوه بأن نهاية طريقه مظلمة وليس فيها نور وذكروه بما حصل للشهيد أبو عمار إلاّ أنه أغمض عينيه ودفن رأسه بالتراب بعد أن صم أذنيه.
وفي المقابل يهنئ ويبارك السيدة الشقراء على ثقة حزبها بها متمنياً أن تشكل حكومة جديدة بأسرع وقت حتى يتسنى له الالتقاء بها من جديد لتدور حلقة مفرغة لا تعلم نهايتها.
ولست أستغرب مثل هذه التصريحات من السيد قريع وغيره فهو يعيش هزيمة سياسية ساحقة بعد أن وعد الجميع بأنه يريد أن يحقق انتصاراً بالمفاوضات فها هو يقر بأن إسرائيل لم تقم بأي شيء من وعود أنابوليس ولو بإزالة حاجز صغير أو توقف الاستيطان بل إن الاستيطان في ازدياد والحواجز كما هي لم تتقلص.
فمثل هؤلاء لا يعترفون بهزيمتهم أو فشلهم بل يحرفوا بوصلتها في نفس المكان والزمان ويوجهها ضد من يفترض أن يلاقيهم بعد أيام ويفتح لهم قلبه وعقله ويديه مقراً بأن الوحدة الفلسطينية هي القوة الوحيدة لمواجهة العدو الوحيد ولكن هذا لم يحصل بل جاء في سياق التصريحات المفلسة التي صرح بها قائد الأمن الوطني في الضفة الغربية اللواء دياب العلي وللأسف لصحيفة هآرتس الإسرائيلية " إذا بقيت غزة منفصلة عن الوطن ولم يتم إعادة توحيدها سلمياً سنضطر على استخدام القوة المسلحة لإعادة توحيدها واستدرك بأن القوة ضد حماس تحتاج إلى موافقة مصرية أردنية إسرائيلية وأنها تحتاج إلى معدات وتجهيزات غير الموجودة حالياً ولكن ما يجب أن يعرفه الجميع هو أننا لم نسقط هذا الخيار وإذا سمحت الظروف سنقوم بتنفيذه".
لن أقف عند هذا التصريح بالتحليل أو التفكير بالطريقة والكيفية التي سيغزوا بها هذا الفلسطيني غزة التي تبعد عنه مئات الكيلومترات في حين القدس لا تبعد عنه سوى مئات الأمتار ولا يحتاج إلى موافقة مصر والأردن وإسرائيل؟؟
وأعود إلى فوهات البراكين التي تلقي بحممها هنا وهناك بصورة عشوائية دون أن تراعي أحداً فالسيد الأحمد يقول:" حماس تقدم إشارات سلبية صوب الحوار الوطني" معلقاً على تصريحات هنية "بأن الأوضاع لن تعود إلى ما كانت عليه قبل 14/6/2007م".
فهذا ليس مطلب حماس بل مطلب الشارع الفلسطيني بأسره، الشارع الذي التقط أنفاسه في ظل الأمن والأمان لأكثر من عام ونصف لن يرضى لإعادة القتل والنهب والبلطجة واستقواء العائلات والتستر وراء الأحزاب مرة أخرى.
وليست أقوال السيد نبيل عمرو ببعيدة عن السيناريو الفتحاوي الجديد التشكيك في نوايا حماس من الحوار حين جمع الصحفيين (كعادته) في رام الله على مأدبة إفطار ليقذف ما أكله سموماً وقيئاً كريهاً حين يشن هجوماً لاذعاً على حماس ونواياها " إن حماس غير جادة وهي تحاول أن تبتز في كل الحالات، ولن تستمر بمشروع الانعزال طويلاً (إمارة منعزلة بغزة)".
ومن ناحية أخرى تنشر معاً منشوراً منسوباً لفتحاويين غاضبين على اللجنة المركزية فيشكلون قيادة ميدانية لحركة فتح بغزة لأخذ زمام المبادرة في تحمل الأعباء والمسئوليات اللازمة في موجة حركة الانقلاب على الأرض.
ولكن كل هذا غير مستهجن، أما الذي نستهجنه ونستنكره هو مجاراة السيد حسام خضر لهذه الحملة المسمومة ضد غزة وهو الذي لم يتلاشى بعد صدى ذبذبات صوت السيد هنية من أذنيه مهنئا ومرحبا به بغزة هاشم،وهو الذي لم ينس بعد قسوة وظلمة السجن التي تقاسمها مع إخوانه اسري الشرعية والمقاومة وهو المفترض أن يعمل على تحقيق وصية الأسرى التي حملوه إياها والا يؤجج نار الفتنة المشتعلة أصلا عندما يصف حماس "بالمراهقة السياسية ، وان قادة حركة حماس لم يستوعبوافوزهم ولم يفهموا المحاولات الإقليمية الدولية ، فكان ردها عنيفا جدا"، متناسيا دعواته التي كان يطلقها من السجن (كارثة ستطال الجميع إذا ما استمرت الاتهامات بين فتح وحماس وأنالتكامل بالأدوار هو الذي يجب أن يسود ما بين مؤسستي الرئاسة والحكومة بدل التنازعوالاختلاف)
وأمام كل ما سبق أجد أن هؤلاء القوم قد أفلسوا سياسياً وحركياً ولم يبق لهم إلاّ أن يعودوا إلى النغمة الأولى وهي الاستقواء بالأجنبي وبالآخرين للعودة ولو على ظهر دبابة أو تحت مظلة الأعداء، فدياب يصرح للمحتلين ويريد موافقتهم وقريع يدعم المواجهة وعمرو يفزع بسيف العروبة وكأنه مطلع على طبخة جديدة سيقدمها العرب لحماس بعد العيد كجائزة رمضان مفادها عليكم التسليم بشرعية أبو مازن والقبول بالانتخابات المبكرة (التشريعية و الرئاسة) والقبول بحكومة تكنوقراط وتسلموا المقرات الأمنية والمدنية للسلطة الوطنية الشرعية بقيادة السيد فياض وتنسحبوا من الساحة دون أن نسمع لكم همساً أو صوتاً لأن الوضع الحالي بغزة "يؤثر على الأمن القومي العربي والأمن القومي المصري وهذا مصدر قلق لمصر يجب أن ينتهي" حسب قول نبيل عمرو.
فما عادت مثل هذه الأقاويل تدغدغ عواطف الناس العقلاء وما عادت تلك الأسماء اللاهثة وراء الكراسي هناك في المؤتمر السادس موضع احترام وقد وجه لها النقد اللاذع عبر المنابر الإعلامية المختلفة والتي كان آخرها مقال توفيق أبو خوصة "المؤتمر السادس بين المكان والزمان".


الساعة الآن 09:34 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر