مجلة الإبتسامة

مجلة الإبتسامة (https://www.ibtesamah.com/)
-   روايات و قصص منشورة ومنقولة (https://www.ibtesamah.com/forumdisplay-f_133.html)
-   -   ملخص رواية إدنبرة مدينة القصص والحكايات بقلم إيان رانكين (https://www.ibtesamah.com/showthread-t_431093.html)

Yaqot May 8, 2014 10:34 AM

ملخص رواية إدنبرة مدينة القصص والحكايات بقلم إيان رانكين
 
إدنبرة.. مدينة القصص والحكايات

صالح الرزوق


https://www.adabfan.com/thumbnail.php...article_medium




بقلم: إيان رانكين
ترجمة: صالح الرزوق
من المستحيل أن تكون كاتبا في مدينة إدنبرة دون أن تلم بأجيال عديدة سابقة من الكتاب الذين قدمت لهم هذه المدينة القدرة على المثابرة و الإلهام. والزائر الذي يصل إلى إدنبرة بواسطة القطار ، يخرج من محطة ويفرلي ( الاسم مشتق من عنوان الرواية الأولى للسير والتر سكوت ) و يدخل في برنسيس ستريت (شارع الأميرة ) ، لا يمكنه أن يغفل بنظره البرج المسنن و الشاهق و الذي يمثل النصب التذكاري لسكوت ( بارتفاع 60 م - 200 قدما - ، وهو أعلى مبنى في العالم شيد أصلا للاحتفال بتراث و حياة كاتب ). و توجد أيضا تماثيل و نصب تذكارية متفر قة حول المدينة ، الغاية منها تكريم ذكرى روبرت لويس ستيفينسون ، و روبيرت فيرغسون ، و أشهر شخصية محقق شرطة هو شرلوك هولمز. و هناك حانات لها أسماء مثل جيكل و هايد و كونان دويل. و إن أية نزهة على الأقدام فوق منحدرات هضبة قلعة إدنبرة - يسمى الميل الملكي - يقود المشاة للمرور ، بخطوات سريعة ، من متحف الأدباء ( مخصص لسكوت و ستيفينسون و روبيرت بيرنز ) ، و أكبر مكتبتين عامتين في المدينة ، و مكاتب شركة كانون للكتاب ( أهم و أشهر شركة نشر مستقلة في إسكوتلاندا ) ، و مركز القصة الإسكوتلاندي ، و شركة الكتاب الإسكوتلاندي ، و مكتبة الشعر الإسكوتلاندي. و في نهاية هذا الممشى تجد البناء المعاصر ، و هو مقر لبرلمان إسكوتلاندا ، حيث أن الجدران الخارجية تحمل كتابات محفورة هي مقتطفات من أدباء إسكوتلاندا القدماء. و كما يبدو الأدب ليس جزءا من تراث المدينة و لكنه أيضا يتسرب إلى بنية المكان ذاته.
ولد كينيث غراهام ، مؤلف رياح في أشجار الصفصاف ، في إدنبرة. و كذلك هو حال موريل سبايك التي كتبت بقوة عن المدينة في رائعتها أخبار الآنسة جين برودي. أما ج. م. باري ، مبدع بيتر بان ، فقد درس في جامعة إدنبرة ( مثل شارلز داروين و توماس كارليل و لو لفترة قصيرة من الوقت ). و إن رواية المغامرات جوقة الجزيرة ، و هي لا تزال قيد الطباعة لقرن و نصف من الزمن بعد أو ظهور لها ، كان كتبها ر. م. بالانتاين الذي ولد و تلقى تعليمه في إدنبرة. و يمكن أن تجد نصب الفيلسوف دافيد هيوم في الميل الملكي أيضا. كان هيوم يكتب بنشاط حينما كانت أدنبرة تعرف باسم " غرفة النوم الدافئة للعباقرة " ، و معه مفكرون و فنانون ابتداء من آدم سميث و حتى بينجامين فرانكلين الذين كانوا يتبادلون الحوار في نوادي و حانات المدينة. و فوق ذلك ، نشرت موسوعة بريتانيكا لأول مرة في إدنبرة ، و إلى هذا الحين يصدر قاموس شامبيرز من إدنبرة.
مما سبق ، وهي ليست قائمة نهائية ، يمكن أن تشرح لماذا اختارت اليونسكو إدنبرة لتكون في عام 2004 أول عاصمة عالمية للأدب. و لكن لدى إدنبرة أشياء أخرى : المشهد العام للكتابة و النشر في الفترة الراهنة. إن المنطقة التي أقيم فيها ضمن هذه المدينة تدعى محليا " مربع الكتاب "، وهذا أساسا يعود لأن ج. ك. رولنغ ، و ألكسندر مكال سميث ، وأنا نعيش على بعد عدة مئات من الياردات التي تفصل بيننا. ونحن لا نحتفظ بأنفسنا لأنفسنا فقط : فأصحاب مشارب القهوة يعلمون أن السيدة رولنغ لا تزال تكتب على مناضد متفرقة و كوب القهوة بجانبها ، بينما الأستاذ مكال سميث وأنا شخصيا معروفان بتقاسم عدة شربات من الجعة في الأمسية الواحدة ، و نحن نتناقش حول كل شيء و أي شيء.
وأيضا إرفين والش ( المشهور بفيلم متن القطار ) له بيت في المدينة ، و الروائية كيت أتكنسون ، الحائزة على جائزة كتاب وايت بريد لروايتها ( خلف الكواليس في المتحف ) ، تقيم في أدنبرة.
وفي نفس الوقت ، يعتبر معرض إدنبرة الدولي السنوي للكتاب أكبر معرض في أوروبا ، و هو يجذب إلى المدينة مؤلفين من المشاهير من أنحاء العالم مثل هارولد بنتر و غور فيدال و شيموس هايني. و هنا يجتمعون و يتناقشون و يتبادلون الأخبار و التعليقات - و هكذا كان شأن أسلافهم أمثال سكوت و بيرنز . إن إدنبرة لا تزال مدينة للقصص و الحكايات.
و لكن لماذا ؟.
يوجد جواب واحد ممكن. المدينة الأصلية ( الممتدة في خط منحدر و ضيق من قلعة إدنبرة و حتى قصر هولي رود ) كانت ، في القرن الـ 18 ، تعاني من مخاطر الازدحام. و كانت النظافة مشكلة ، و مثلها ضعف المباني التي تؤوي غالبية السكان و المشرفة على الانهيار. و كان الحل في بناء " مدينة جديدة " شمال نور لوش ( و هي بدورها الآن ابتلعتها منطقة حدائق برنسيس ستريت ). هذا التقسيم الجغرافي للمدينة - القسم المخطط له و الواعي ( المدينة الجديدة ، حيث يقطن الأغنياء ) ، و القسم العشوائي و القاتم و المتشابك من المدينة القديمة - يضع حجر الأساس لنهضة من الرموز و الاستعارات الأدبية التي تعبر عن الشرط البشري و التي منحت ستيفينسون خلفية لأفكاره الأساسية كما طرحها في روايته ( الملابسات الغريبة للدكتور جيكل و السيد هايد ). ثم إن قصة ستيفينسون تابعت في تقديم عناصر الإلهام للكتاب المعاصرين. و أول رواية بوليسية كتبتها شخصيا بعنوان ( أنشوطات و صلبان ) كانت ( جزئيا ) محاولة لتحديث ثيمات الدكتور جيكل و السيد هايد ، و هذا مشروع واصلته من خلال المحقق ريبوس في ظهوره الثاني برواية عنوانها ( لعبة الاستغماية ). و لكن قدمت الحافز لروايتي ( الكتاب الأسود ) رواية كلاسيكية ، من قصص إدنبرة القديمة التي ظهرت في القرن الـ 19 ، و هي الرواية المثيرة و الشيقة لجيمس هوغ و المسماة ( ذكريات و اعترافات خاصة لآثم له مبرراته ).
وصلت إلى أدنبرة في عام 1978 قادما من مدينة مناجم الفحم الحجري باتجاه الشمال ، و كان عمري 18 عاما. و في غضون أسابيع ، علمت أي مشارب ( حانات ) يرتادها الشعراء و المفكرون - و لا سيما الحانات التي استقر بها هيو ماكديارميرد و حلقته على امتداد الجيل السابق. و أتذكر أنني قدمت عدة كؤوس قليلة لنورمان ماكيغ في بار بينيت الكائن في ليفين ستريت و هو يعصر ذهنه ليدلني على أفضل طريقة لنشر مجموعتي الشعرية الخاصة. و مع ذلك ، و بينما كنت أقتحم ( و أتلاقى ) مع الشعراء و المسرحيين بروح من البهجة و الإثارة ، كان هناك لا يزال شيء مقلق بخصوص هذا الوزن من التقاليد.
لم يكن هناك مرشح واحد ، كما أفترض ، ليكتب عملا موازيا لرائعة ماكديارميرد ( رجل سكير ينظر إلى الحرشوف البري) ، و كانت موريل سبارك قد عزمت على إنتاج رواية مثالية عن إدنبرة و في ذهنها العمل المهم: أخبار الآنسة جين برودي. و مما يدعو إلى السخرية ، أن الأمر احتاج لإثنين من عظماء غلاسكو لتحريك الجو الراكد و الساكن.
و أعقب ذلك بعد ثلاث سنوات من نشر العمل المدهش لألاسدير غراي لانارك ( 1981 ) الرواية الأولى لجيمس كيلمان و هي ( هاينز مفتش الباص ). و قد نشرت الروايتان في إدنبرة ، و كلتاهما تؤكد أن الرواية الإسكوتلاندية المعاصرة تستطيع أن تتحدى و تبدع و تكون بلاغيا رنانة ، و نوعية و لها علاقة. و مع صعود هذا النشاط ، كانت روح البانك ( الفوضويين ) قد اشتعلت و شرعت بالانتشار : ظهرت مجلات صغيرة ( و غالبا ما كانت قصيرة العمر ) ، و تم تنظيم قراءات عامة ، و برزت إلى حيز الوجود جماعات من الكتاب بشكل العصبة أو المنتدى. و أول ناشر لي - كيلمان ، كان أيضا مديرا لدار نشر طلابية تعاونية تدعى بوليغون ( و هي معروفة في هذه الأيام بنشر أعمال أليكساندر ماكال سميث ). و في حوالي نفس الفترة ، أخذ طالب من جامعة إدنبرة يدعى جامي باينغ على عاتقه مسؤولية إدارة دار نشر كانون غايت و بدأ بتثوير و تجديد الأسماء المشاركة. ( و كانت النتيجة فوز أحدهم بجائزة البوكر و هو لا يزال له شهرة في التحدي و ركوب المخاطر و التجديد ). لم تعد إدنبرة ذات حدود من الماضي الأدبي المنصرم. فجأة ، أصبح من الممكن أن تكتب عن المشهد المعاصر بلغة و مصطلحات معاصرة ، حيث تجد وفرة من الناشرين و الجمهور الذي لا يمل من الانتظار.
و أعقب ذلك ( متن القطار ) لإيرفين ويلش ، التي نشرت عام 1993 . و كان موضوعها هو مشهد الإدمان على العقاقير الذي عرف في تلك الفترة و كانت اللغة بمصطلحات و لهجة الشوارع. و أسبغ ذلك على الرواية خشونة و جوا قريبا من الحياة الحقيقية ، الحياة التي نعيشها في الوقت الحاضر. إدنبرة " المتحفزة " مدينة الآنسة جين برودي و " بناتها " ، لن تكرر ذاتها. على أية حال ، كان هناك شيء اضطراري بخصوص المدينة و ذلك من خلال تجزيء و تفكيك صامت و سريع. و عوضا عن نسخ ( متن القطار ) ، قدمت إدنبرة طيفا من الكتاب المدهشين الذين يعملون بدأب وفق أساليب متعددة و وفق مقاصد متباينة. لقد برهنت " رواية إدنبرة " أنها أساسية و خداعة. كان أليكساندر ماكيل سميث يعيش في المدينة ، و لكنه اشتهر بقصص التحري الدمثة و اللطيفة التي تجري أحداثها في بوتسوانا. و بالمثل ، كتبت أعمال هاري بوتر في إدنبرة دون أن تتدخل هذه الحقيقة بشكل ملحوظ بين الصفحات ، و لم تشعر كيت أتكينسون بالضرورة لتضع جملة أحداثها ضمن محيط المدينة التي اختارت أن تقطن فيها.
و كل ما سبق كان يبدو مريحا. شرلوك هولمز ، بيتر بان ، جزيرة الكنز ، الريح في الصفصاف. لقد أبدعت إدنبرة ما سبق بالصدفة. و ربما كان لدى ستيفينسون نفس الملامح المرعبة للبطل ديكون برودي ( سيد في النهار ، و مبتذل في الليل ) ، هذا حينما بدأ يفكر بكتابة الدكتور جيكل و السيد هايد ، و مع ذلك اختار أن تدور أحداث كتابه في لندن. و إحدى النظريات المقترحة بشأن الانزياح في الجغرافيا أن أول مسودة للقصة قدمت أشياء كثيرة عن طوايا الكاتب الشخصية. ( تلك المسودة ، التي ضاعت الآن ، يقال إنها ألقيت بالنار بعد اعتراض فاني زوجة ستيفينسون عليها ). إن عدم دوران الأحداث في مدينة مسقط رأس الكاتب كان مدعاة للاختفاء بسهولة و يسر وراءها.
و قد ورطتني أول رواية لي ، تجري أحداثها في مسقط رأسي ، في المشاكل مع أحد الجيران ممن لم يوافقوا على تفسيري و تأويلي للمكان. و لذلك في عام 1985 جلست في شقة حياتي الطلابية لأبدأ مع رواية سوف تكون ملهاة قوطية ، مع العودة إلى مؤثرات من هوغ و ستيفينسون ، و هنا قمت بتحديث الثيمة الذاتية المنشطرة على نفسها المشتقة من الدكتور جيكل و السيد هايد ، مع إعادة الحكاية إلى إدنبرة. و عندما انتهيت من كتابة أولى الملاحظات حول هذا المشروع ، كتبت " إن البطل يمكن له أن يكون شرطيا". و قد اخترت له اسم جون ريبوص ( ريبوص عبارة عن لغز مصور ). و عندما لم يفهم أحد ، بعد النشر ، أن أنشوطات و صلبان تدين بمقدار أكبر لستيفينسون مما تدين به لأجاثا كريستي أو ريموند شاندلير ( و كلاهما لم أقرأ له شيئا ) ، قررت أن أحاول الكرة مجددا مع مغامرة أخرى لريبوص ، و في هذه المرة كان العنوان لعبة الاستغماية ، و فيها وصف لناد يدعى هايدس ( مغارة ) حيث يمكن للأغنياء من رجال الأعمال أن يشبعوا رغباتهم الخيالية.
و بعد عشرين عاما ، لا زلت أكتب في إدنبرة ، و لا سيما لأنني لا أزال فضوليا بخصوص المكان و لا زلت أكتشف أسراره ، مع الرغبة بمشاطرة المعرفة مع القراء. و قد جاء كتابي ( السقوط ) بعد حوار مع ناطور المتحف الذي أخبرني بقصة إحدى المعروضات - سلسلة من التوابيت الخشبية المتقنة بارتفاع بضعة إنشات و تحتوي على عدد محدود من الدمى الخشبية ، و سبعة عشر منها وجدت في كهف من قبل أطفال مدارس من إدنبرة و ذلك عام 1836 ، و لكن معناها و حالتها تبقى لغزا غامضا. و قد قررت أن أنهي هذه القصة المفتوحة بخاتمة ، حتى لو بشكل متخيل. و كان من دواعي الدهشة أنه بعد النشر علمت أن زوار المتحف يسألون الآن عن موضع هذه التوابيت الصغيرة التي سردت حكايتها في قصتي. و بالمثل ، حينما علمت أن أكل لحوم البشر كان معروفا ذات يوم في المكان الذي أنشئ عليه مبنى البرلمان الإسكوتلاندي حاليا ، كان بمقدوري أن أشعر أن الحكاية تتوسل لي كي أرويها. كانت النتيجة رواية بعنوان أحداث في الظلام ، و بها تكتشف الحفريات جثثا مطمورة في ذلك الموقع.
و كان تشكيل البرلمان الإسكوتلاندي عام 1999 هو عنصر هام آخر يضاف إلى جودة و كم الكتاب الإسكوتلانديين. فقد نجم عن ذلك روح ثقة جديدة حول هذا البلد الصغير و المعزول نسبيا. و لقد باشر الناس بالاستفسار و توجيه أسئلة كبيرة عن الهوية و المواطنة ، عن وضعنا الحالي و عن إمكانيات المستقبل. و ظهرت كتب عن تاريخ إسكوتلاندا بشكل متكرر ، و فيها شهادة على استعداد الشعب المتسائل مع رغبة من قبل جزء من كتاب السيرة التاريخية و المفكرين لتأويل و شرح الماضي حتى رسم خارطة طريق توضح اتجاه الرحلة و الأحداث القادمة.
لقد دفعت هذه الرحلة إدنبرة للدخول في القرن الـ 21. و مثل باقي إسكوتلاندا ، كانت حاجتها ضئيلة لفرض الحظر على التدخين الذي أقر في عام 2006: لقد وقف سكان المدينة الذين اعتادوا على الشراب في صف واحد مع قليل من الحيرة و القلق ، حتى عندما تبين أن هذا الحظر له تأثير على الحياة الثقافية ( إلى درجة أن ممثلا يؤدي دور ونستون تشرشل على المسرح لن يتمكن من نفخ دخان السيجار). و هنا انتصبت مبان شاهقة جديدة - ليس مبنى البرلمان ، و لكن استوديو لفن الرقص و مركز نادي القصة الإسكوتلاندي. إن التغيرات العالمية ، و هذه التغيرات المذكورة حملت معها فنانين مبدعين ينتسبون للمدينة ، و لا نزال بانتظار المزيد...
و بالنسبة لعدد منا ، كان من الممكن لجمال إدنبرة أن يكون خفيا. فمهرجان الفنون السنوي يشغل المدينة كل آب ، و معه تأتي كثافة سكانية تضاعف زحمة المدينة. و إن إدنبرة تستوعب هذه الحالة المعقدة دون أن تتخلى عن بعض الأماكن الهادئة ، و منها مناطق لبركان خامد يدعى كرسي آرثر ، حيث يمكن للعزلة أن تأخذ مكانا لها. لقد ازدهرت المدينة دائما بسبب صناعات غير مرئية مثل المصارف و التأمين ، صناعات تصنع فرقا من غير أي جلبة فيزيائية ضخمة - لا يمكن أن ترى وثائق تحويل مالي أو بطاقات ضمان بنفس الطريقة التي تلاحظ بها السفن أو السيارات المتحركة. إن الشعب الذي اختار إدنبرة مكانا له يحب ذلك. من عدة قرون ، كانوا يختفون من الغزو و جيوشه في أنفاق محصنة تحت القلاع أو تحت الميل الملكي ، و بمعنى من المعاني لا زالوا مختبئين. و عندما ينتهي شهر آب و يرحل المحتفلون ، تخرج إدنبرة لاستنشاق الهواء العليل.
و هذا كله يناسب الكاتب ، لأن الكتابة ، أيضا ، عبارة عن فعل غير مرئي أساسا. القارئ لا يشاهد غير المنتوج النهائي ، و ليس العمل الذي يقف خلفه. و أحيانا ، إن لمحات من الكاتب يمكن أن تظهر على غلاف الكتاب أو خلال رحلة التعريف بالكتاب. و حينما أسير على طول الشوارع التي تقود إلى بيتي الخاص ، بمقدوري أن أشعر أن إدنبرة تقبض على شيء في يدها و لا تمنحه لي. و بعد أكثر من 15 رواية ريبوص ، لا يزال هناك أشياء عديدة لا أعرفها عن المكان ، عدد كبير من الأسرار و الألغاز التي ترقد تحت نسيجها و حبكتها ، مع قصص بانتظار أن تروى.
مع تسمية إدنبرة من قبل اليونيسكو عاصمة أدبية، افتتحت على ما يبدو مواقع جديدة من أجل كتاب المدينة. صالون " شهري " سمح للكتاب و الناشرين و المدراء الفنيين للإجتماع و تبادل الأفكار و الأخبار. و في نفس الوقت ، تهشم الجدار الذي يفصل بين مختلف الدوائر الفنية. لقد انهمك الكتاب في مشاريع يتم تنفيذها بصحبة موسيقيين و رسامين و نحاتين. و بالنسبة لي ، هذذا تطور مثير و له معنى.
طبعا بمقدور الكتاب أن يواصلوا في الخفاء لو رغبوا بذلك - إدنبرة تسمح لهم بهذه الميزة ، و لكن بمقدورهم أيضا أن يشاركوا في مشاريع مثاقفة أخرى. فحلقات الناشرين و الكتاب بالمدينة على أتم أهبة كما هو الحال دائما. و ما زالت المجلات الصغيرة تظهر و تختفي ( و غالبا ، في هذه الأيام ، أمامك فرصة للظهور على الإنترنت و ليس بشكل الطباعة المعروف ). و إن الصحافيين من مختلف أرجاء العالم يصلون إلى إدنبرة ( معظمهم يأتي إلى محطة ويفرلي ) ليسألوا لماذا هذه المدينة الصغيرة - مدينة بحجم بلدة تبدو أحيانا كأنها قرية - تعلو حتى هذه الدرجة فوق أعبائها بالمططلح الأدبي الدارج.
إيان رانكين : مؤلف روايات المحقق ريبوص ، و هي سلسلة من الكتب التي حققت مبيعا عالميا مرتفعا ، و ترجمت إلى حوالي 30 لغة.




الساعة الآن 12:58 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر