مجلة الإبتسامة

مجلة الإبتسامة (https://www.ibtesamah.com/)
-   روايات و قصص منشورة ومنقولة (https://www.ibtesamah.com/forumdisplay-f_133.html)
-   -   معلومات هامة عن الكاتب سلفادور دالي (https://www.ibtesamah.com/showthread-t_431101.html)

Yaqot May 8, 2014 11:00 AM

معلومات هامة عن الكاتب سلفادور دالي
 
الدكتور حسان المالح
استشاري الطب النفسي - دمشق - العيادة النفسية الاستشارية
أستاذ في الجامعة العربية الأوربية
يعتبر الفنان الإسباني سلفادور دالي 1904- 1989 من أهم فناني القرن العشرين . وهو أحد أعلام المدرسة السريالية ، وهو يتميز بأعماله الفنية التي تصدم المشاهد بموضوعها وتشكيلاتها وغرابتها ، وكذلك بشخصيته وتعليقاته وكتاباته غير المألوفة والتي تصل حد اللامعقول والاضطراب النفسي..وفي حياة دالي وفنه يختلط الجنون بالعبقرية ، لكن دالي يبقى مختلفاً واستثنائياً.. في فوضاه ، في إبداعه ، في جنون عظمته ، وفي نرجسيته الشديدة..
https://www.hayatnafs.com/images/silvadordali.jpg
ولد في " فيغويراس ـ كاتالونيا " Figueras -Catalonia في إسبانيا قرب الحدود الفرنسية . ومثل ماحدث للرسام الهولندي الشهير "فان كوخ" فقد أطلق على سلفادور دالي اسم شقيق له كان قد توفي قبل ولادته بثلاث سنوات ، ويقول سلفادرو دالي عن ذلك : " لقد كنت بنظر والدي نصف شخص ، أو بديل ، وكانت روحي تعتصر ألماً وغضباً من جراء النظرات الحادة التي كانت تثقبني دون توقف بحثاً عن الآخر الذي كان قد غاب عن الوجود‍‍".

عاش الصغير دالي مرفهّاً بين أسرة ثرية ، وكان والداه يوفران له كل مطالبه . ونتيجة لدلاله المبالغ فيه فقد عُرف عنه سلوك الطائش ، كدفعه صديقه عن حافة عالية كادت تقتله ، أو رفسه رأس شقيقته " آنا ماريا " التي تصغره بثلاث سنوات ، أو تعذيب هرّة حتى الموت ، واجداً في أعماله تلك متعة كبيرة ، كالتي كان يشعر بها حين يعذب نفسه أيضاً حيث كان يرتمي على السلالم ويتدحرج أمام نظر الآخرين .. ولعل هذه التصرفات التي أوردها الفنان في مذكراته شكلت الشرارة النفسية الأولى للمذهب الفني الذي اختاره للوحاته .
وقد ساهم أحد جيرانه وهو "رامون بيشوت" في دخوله إلى عالم الرسم ، ففي السابعة من عمره رسم أولى لوحاته ، واستطاع في مدرسته أن يلفت النظر إلى رسومه التي تنبأت له بمستقبل فنان بارع ، مما دفع بعائلته وأساتذته إلى حثه على دخول كلية الفنون الجميلة في "سان فيرناندو" في مدريد .
تصرف سلفادور خلال الأشهر الأولى من التحاقه بأكاديمية الفنون الجميلة كتلميذ نموذجي مبتعداً عن المجتمع المحيط به يأنف الاختلاط بأقرانه من التلاميذ .
وفي كل يوم أحد كان يذهب إلى متحف "برادو" حيث كان يمضي ساعات طويلة متسمراً أمام لوحات المشاهير وعندما يعود إلى الأكاديمية يرسم رسوماً تكعيبية للمواضيع التي شاهدها في هذه اللوحات. وفي ذلك الوقت تعرف على الفن التكعيبي ولكنه ثار على المفاهيم التي يدعو إليها هذ الفن ويدافع عنها ، واستبدل ألوان قوس قزح في لوحاته بالألوان الأبيض والأسود والأخضر الزيتوني والبني الداكن فكانت ألوانه حزينة .
وفي أحد الأيام دخل إلى قاعة النحت في الأكاديمية وبدأ يفرغ محتويات أكياس عديدة من الجص في وعاء كبير ويصب فوق الجص ماء غزيراً . ما لبثت أرضية القاعدة أن غمرت بطبقة من سائل أبيض بدأ ينساب إلى خارج القاعة حتى وصل السيل إلى قاعة الدخول وبدل من أن يهتم دالي بالأمر شق طريقه نحو المخرج يلتفت إلى الوراء لمشاهده جمال الطبقة الجصية وهي تجف بسرعة.
لم يغب عن اهتمام طلاب أكاديمية الفنون الجميلة التطور الفني والأدبي الذي كانت تشهدها أوروبا وبالأخص المذهب الراديكالي في الفنون والآداب الذي سخر من كل القيم المعترف بها . كان الفنانون والأدباء مثل "لوبيل بونويل" و "غارسيا لوركا" و" بدرو غارفياس" و "يوجينو مونتير" المحركات المحفزة لمجموعة صغيرة من الفنانين الأصوليين يضاف إليهم سلفادور دالي الذي ما لبث أن احتل مركزًا مرموقاً ضمن هذه المجموعة .
وكان أعضاء المجموعة يمدحون بحماس لوحات سلفادور التكعيبية التي حوت أفكاره الغريبة ، بعد ذلك بقليل أصبح طريق سلفادور مفروشاً بالورود .

بدأ سلفادور يرتاد المقاهي الفنية ويشترك في النقاشات الفكرية الحامية حول الفن والأدب والنساء والجنس. ثم طرد دالي من الأكاديمية ومنع من متابعة الدروس فيها لمدة سنة لأنه دافع بحرارة عن أحد أساتذته اليساريين مما أثار غضب إدارة الأكاديمية فعاد إلى "فيجويراس" وهناك أُلقي القبض عليه بسبب أفكاره الثورية وظل في السجن لمدة شهر ثم أطلق سراحه بعد عدم عثور المحققين على أدله تثبت اشتراكه في إثارة الرأي العام ضد الحاكم الملكي المستبد في إسبانيا. وبعد انقضاء مدة إبعاده عن الدراسة في الأكاديمية في مدريد عاد إليها ليستعيد فوراً شهرته .
درس دالي المستقبلية الإيطالية و في عام 1924 بدأ يهتم بالمدرسة الميتافيزيقية وبمبادئها التي وضعها كل من "جيورجيو شبيريكو" و "كارلوكارا". وتلك الفترة كان لها أثر كبير في حياته ، إذ تعرف على المذاهب الفنية كافة والتقى فنانين عالميين مختلفين منهم الشاعر "فيديريكو غارسيا لوركا" الذي أنجز معه عملاً مسرحياً كان الأول له ، و"لويس بونييل" الذي اختلف معه بسبب آرائه السياسية التي شهدت انقلاباً غريباً من الفكر الثوري إلى البورجوازية الخاضعة لملذات الحياة .
وخلال فترة دراسته اهتم بمطالعة مؤلفات فلسفية مثل كتابات "نيتشه" و"فولتير" و"كانت" و"سبينوزا" وصمم على توجيه اهتمامه الكامل إلى أعمال الفيلسوف "ديكارت" الذي استند على أفكاره في رسم عده لوحات رائعة.
وبعد أن تعرف على كتابات "نيتشه" وانتهائه من قراءة كتاب"هكذا تحدث زرادشت" عمد إلى إطالة شاربه ليكون مثل شارب "نيتشه" وظل محتفظاً بهذا الشارب إلى نهاية حياته .



وفي العام 1926 بدأ سلفادور بصقل موهبته واختيار أسلوبه الخاص لا سيما بعدما تعرف على أب المدرسة التكعيبية "بابلو بيكاسو" ، ومن ثم بدأ ينظم لقاءات دورية مع رسامين سرياليين آخرين أمثال " لويس أراغون" و" أندريه بريتون" مما ساهم في بلورة أسلوبه وتفوقه عليهم جميعاً .


احتفظ دالي بعصا للاستناد عليها وهو يسير متشبهاً بالنبلاء الذين كانوا يسيرون في الحقول وبأيديهم عكازات مزخرفة بالأحجار الكريمة للمباهاة. وقد رافقته هذه العصا خلال حياته واستخدمها كموضوع مسيطر في لوحاته في وقت لاحق .



الساعة الآن 01:58 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر