مجلة الإبتسامة

مجلة الإبتسامة (https://www.ibtesamah.com/)
-   روايات و قصص منشورة ومنقولة (https://www.ibtesamah.com/forumdisplay-f_133.html)
-   -   السيرة الذاتية للشاعر الماليزي صائد لونغ فوي نام (https://www.ibtesamah.com/showthread-t_431097.html)

Yaqot May 8, 2014 10:54 AM

السيرة الذاتية للشاعر الماليزي صائد لونغ فوي نام
 
فوزي محيدلي
تعتبر قصائد ونغ فوي نام من أفضل الشعر الماليزي المكتوب بالانكليزية حيث ليس ما يجاريها في بلاغتها وغناها اللغوي. معظمها تأملي وتأخذ صورها من المناظر الطبيعية المحلية، يحاول شعر فوي نام استكشاف تجربة العيش في ماليزيا المتعددة الثقافات. «قبل ان يؤسس البريطانيون هذه البلاد، كانت ماليزيا مجتمعاً زراعياً بالكامل»، يقول ونغ فوي، «فجأة باتت لنا هذه النزعة التجارية والمزارع المختصة بمحاصيل معينة وذلك لامداد سكان العاصمة، بما يحتاجونه.
حتى بالنسبة لكاتب في لغة شعب الملاوي، سواء كان من الملاويين ام لا، عليه إعادة اختراع اللغة.. بالنسبة الينا ان الكتابة بالانكليزية معناها اننا نفينا ثلاث مرات، ثقافياً، وروحياً في الصين (تعلم الشاعر باكرا في مدرستين صينيتين في كوالالامبور)، وثقافياً عن ثقافة أهل الملاويين الأصليين، ومن ثم من خلال الكتابة بالانكليزية، لا يمكننا الادعاء بأن ذلك تقليد. أميل الى القول بأننا جعلنا اللغة مناسبة لفرضنا في الكتابة، بل خصصناها. اذن، وبطريقة ما تغدو العين او الوسط الأكثر جذباً للعمل بواسطته، العمل بواسطة اللغة ضد التقليد».
ولد ونغ فوي نام في كولالامبور، في ايلول من عام 1935، وتلقى علومه الأولى في القسم الصيني من هذه العاصمة أبدى اهتماما بآلة الكمان خلال سنواته المدرسية، وأخذ دروساً كما كتب مقالة عام 1954 بعنوان «300 سنة من موسيقى الكمان» في مجلة المدرسة.
وهو انضم الى نادي الدراما في المدرسة حيث اختار عزف الموسيقى التصويرية لمسرحيتي شكسبير «الليلة الثانية عشرة« (1953) و»هنري الرابع، الجزء الأول»
(1954) كما وساعد فوي نام في تحرير مجلة الفيكتوري». بعد تخرجه عمل في وزارة التجارة في كوالالامبور ثم عمل في المصرف التجاري الدولي الذي تقاعد منه كمدير عام. كتب عموداً خاصاً لصحيفة «نيوستراتيس تايمز» كما وعلم في جامعة خاصة.
معظم القصائد التي ينظمها فوي نام خلال ستينات القرن الماضي ظهرت أولاً في انطولوجيا الأدب الماليزي المسماة «بانغا ايماس»، وما لبث ان جمعت هذه القصائد في ديوان حمل عنوان «يا لبعد التلال» (عام 1968) الصادر عن دائرة اللغة الانكليزية في جامعة مالايي. خلال سبعينات وبواكير ثمانينات القرن العشرين لزم فوي نام الصمت، وفي عام 1989 صدر ديوانه الثاني :»متذكراً الجدة وشائعات اخرى» من قبل دائرة اللغة الانكليزية لجامعة سنغافورة الوطنية. اما ديوانه «طرق النفي» فأصدرته دار سكوب عام 1993.
ظهرت اشعار فوي نام ايضا في كتب مثل «سبعة شعراء»، «اللسان الثاني»، «الشجرة المزهرة»، «شعراء الكومنولث الشبان لعام 1965«، «قصائد من الهند، سيريلانكا، سنغافورة ومالايو. كما ونشرت قصائده في مجلات أدبية مثل «تنغارا»، «تاماسيك»، «مجلة جنوب شرق آسيا بالانكليزية».
يقول فوي نام بخصوص شعبية الشعر حالياً، «ليس ثمة في العالم كله جمهور كبير للشعر، حين يكتب شاعر فانه يخاطب آراءه الخاصة به حين يقرأ قارئ قصيدته يغدو كأنه في موقف استراق السمع لما كتب، بالنسبة للجمهور العام، يستحسن بالشاعر ان يكون مقتنعاً ربما بعدد لا يتجاوز المئات من المريدين في انحاء العالم، او اذا كان محظوطاً، عدد يقدر بالقليل من الآلاف الذين يجدون حقاً متعة في الشعر ويتلذذون بقراءة ما كتب، هذا ما يستطيع معظم الشعراء ان يأملوا فيه».
هذه حديقتنا،
حديقة تضمّكِ،
وتضمني
فسيحة بما يكفي
وصغيرة في آن،
في داخلها، لن
يفقد واحدنا
الآخر،
حديقة كافية لنا
مع أن الأزهار
لن تتفتح
في حشود
ذات ألوان مدهشة،
والعشب لا ينبسط
كالسجاد، متراص لكن
ناعم على قساوة الأقدام.
هذه بالنسبة الينا
ليست مسألة تذكر،
لأنه في حديقتنا، الحديفة التي
تضمك،
وتضمني،
أنت الزهرة،
وأنا النحلة.
أنا النحلة،
وأنت الزهرة
صغيرة ومسيجة، مليئة بالأشعة المعتدلة
تلك الحديقة
المنعزلة المكان،
بعيدة عن الضغط،
بعيدة عن ضجة
العالم العادي المتطفل.
[فيما تقومين بلطف...
فيما تقومين
بعضّ فمي بلطف
تقوّين الحقد
الذي مع انفجاره
يتكاثر
لماذا لم أبادر
يا التي من فرط رقتك
تشقينني
كما تقطعين جرحاً؟
أود استرجاعك
إذا شئت الصراحة،
أود من كل فؤادي
استرجاعك.
أنا لم أزل وحيداً
أنت تعلمين أنك لم تعودي
كما كنت سابقاً،
زهرة لم ينظر اليها شخص آخر
لا تخفضي ناظريك
واجهيني بجسارة بعينيك..
إذا شئت الصراحة
أود استرجاعك
كلياً لنفسي.
لا أود مشاركتك
حتى مع المرآة
[شاهد الضريح
(إلى جدتي)
ليس الأمر أن الموت
قد حظي بك حقاً،
لكن أنت أدرى بالرضا،
وتفهم كل شيء
من بين رماد والم
فنائك، تبعثين
طليقة وبلا حدود لحريتك
[ليلة مقمرة
سماء مبكرة تجعل القمر ينضح.. فضة
وغبار الطبشور
كرتها الهائلة تتقدم متثاقلة فوق التلة،
متكئة على أشجار الكاسيورانيا الى ان تسودّ هذه
في الريح كما يحدث للمادة الملتهبة داخل نارها الباردة الشاحبة
إنها تجلو مع مرور الوقت، متحولة الى زجاج صلب،
إلى سطوع يستهلك السماء،
يستهلك المنظر الطبيعي بواسطة حمى معدية
تحرق الهواء محولة اياه الى وميض فوسفوري صاف وبارد.
يبيض الحقل متحولاً الى تجمع نقاط بلورية
تتناثر داخل العشب، يتحول الليمون الى نوافير
خلف ذلك القصب، يكمن الماء ممسوساً بروح ما،
مكتسياً اللون الفضي داخل نار رائعة تلفح أعماقها
منذ الضحى الصامت حتى هذه الليلة احلم
بضحك حبيبتي المختبئ، فيقف شعري من الجذور
يلمع القمر عند الظهر في حقل فارغ
فوق حبات البلور التي على العشب، تنداح
رائحة عطرية خفيفة مع الشذا الذي تزفره غيضة
غير مورقة من الياسمين الأحمر. في الظلال
تتحول الرائحة قوية، عبق بخور
يلازم فضة القمر المرمية فوق الشجر،
وصولاً إلى أعماق الغيضة. وجود الرائحة
يبقى غير مرئي الى ان تبيضّ في حمى الليل الفوسفورية
لتغدو مرئية، مثابة ضباب مقابل الظلام الذي
من العشب السفلي ومن الصفوف العريضة
للبتلات المتساقطة المتحولة عظاماً طبشورية
داكنة، لتحدد المكان وكذلك الشجرة التي تعطي حبيبتي شكلها
ولتبرز مجذومة، مع كل اللون الراشح من الشعر
كاسبة لعينيها الغريبتين الغائرتين زرقة مخيفة غير طبيعية.
[عند باب الحياة
أماه، لماذا سمحت
للسم أن ينزّ،
لتسودّ الورقة وساق النبتة
من الرأس نزولاً حتى الجذور
وأن يقرص ذاك السم ويشوه
العجرة المنتفخة
التي كانت ستأخذ شكلها الأخير
على أنها رأسي؟
ii
لماذا سمحت
للسم أن ينزّ
ليلوث الدفق
الآتي من الأسفل كدم متسخ
يبقّع ويرقّق
الذنَب المعقوف
الذي كان مقدراً له التحول
إلى النهايات المعقوفة لأطراف.
iii
ألم تتحسسيني،
تتخيلي وجهي، شكلي الأبكم
قبل أن أذوب
إلى شكل الهلام المتكوم،
الى عنقود يكسوه الرماد،
فيما أنا أطرد خارجاً،
أشق دربي خارج كيسي الرحمي
ليظهر أمامي باكراً الموت؟
iv
أماه أخبريني عن عالمك
قولي لي إذا وجدت
ضوء النهار قاسياً،
وإذا كان منظر كل الأشياء
يتطفل على قلبك
بعوامل قلق جادة
واذا حدث في الليل، خلال النوم،
وتعثرت بجيشان كهذا،
ولم يعد بمقدور أحلامك الترابط
وإذا سمحت ليديك بتلطيخ
زخرف كهذا، خيوط مقدر لي عبرها
أن أخرج رخواً، لكن أكيد الشكل كالبلورات؛
دعي يدك تضطرب بحيث
لا يوجد اضطرابات أو ازعاجات..
الأماكن العشوائية، الينابيع الصافية للحياة
تحكي هذه القصيدة دخول المتكلم الى العالم خارجاً من رحم الأم.. وفي حين ان العديد من القصائد المتعلقة بالولادة تركز على فرح البدايات الجديدة، تتميز هذه القصيدة بمزاج قاتم وكئيب.
[الذهاب الى الديار
ثمة رعب يتأتى من التحديق
بهذا الامتداد الشاسع للماء الذي يملأ القسم السفلي من السماء. خلف حافة قطعة الأرض، ارى صفوفاً مكتظة من القصب تلمع كهستيريا خضراء وسط الريح.
في أي وجهة الديار؟ يتلاشى شوقي وسط الهواء
ووسط برد هذا الخلاء من الماء والسماء والسهل
يستلقي حصاني الآن متهالكا بين عشب الربيع الخصب
وتحت شمس مجهدة يتساقط نورها خلف هذه المنطقة
بعيدا صوب الغرب الخالي.
كل درب سلكتها، سواء وأنا أسير في وجهتي أو اتجنب الشمس، افضت بي الى بطاح لا شجر فيها بل تلال الصعود والنزول.
وإذا هو مختبئ داخل العشب يهزأ طير الوقواق مني عند كل انعطافة خطأ أقوم بها، وكأنه يطلق صوتا خفيضاً يقول لي: اذهب الى ديارك! اذهب الى ديارك.


الساعة الآن 06:12 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر