مجلة الإبتسامة

مجلة الإبتسامة (https://www.ibtesamah.com/)
-   روايات و قصص منشورة ومنقولة (https://www.ibtesamah.com/forumdisplay-f_133.html)
-   -   الخير لا ينعدم أبدا (https://www.ibtesamah.com/showthread-t_467479.html)

جاروط May 18, 2015 10:13 PM

الخير لا ينعدم أبدا
 
الخير لا ينعدم أبدا
=============

فتاة لم تتجاوز الثانية و العشرون إلا قليلا ، دخلت علينا ، كنا اكثر من ثلاثة - على ما اذكر - في فترة الفطور ، لم يستطع أحد منا النظر إليها اكثر من ثانيتين .

قالت لنا :

عايزه اتنين جنيه ، اشترى بها حبوب ، قالوا لي عشان ما تحملي .

لم يكن احد يتوقع هذا الحديث ، اقربنا إليها رد عليها بأننا لا نملك قرشا واحد ، تركتنا و مضت و هي تحمل طفلها ، و تغني .

بعد صمت طويل ، سرح فيه كل حسب خياله ، تمتم أحدنا ، لعنة الله على الحرب .

رفعنا إليه ابصارنا ، و بقايا ادمع تكاد تنزلق على الخدود ، مسكناها في آخر لحظة و حرمناها من نعمة النزول .

@@@@@@@@@

مضت سبع سنوات على تلك الحادثة ، و إذا بي التقي بأبنها الاكبر ، فسألته عنها ، فقال لي :

الحمد لله هي الآن احسن حالا .

فقلت له :
هل قصصت علي قصتها ؟ !

يتبع ......

جاروط May 19, 2015 05:20 AM

رد: الخير لا ينعدم أبدا
 
الخير لا ينعدم أبدا .... 2
==============
قال لي :

كانت في الثامنة عشر عندما تزوجت ، و هي مفتونة بحبيبها ، و لم تصدق أن جمعها به الزمن ، و كانت مناسبة الزوج حديث أهل الحي ، و لم تمض أيام قلائل حتى حان زمن الفراق ، حين أتت مأمورية طارئة لزوجها ، و ودعته على أمل اللقاء .

بعد خمسة عشر يوما جاءها الخبر بوفاته ، و قد تعرضت عربتهم لكمين اعد للجيش الحكومي ، فشاء القدر أن وقعت فيه عربتهم ، و هي تحمل بعض المواد الاستهلاكية للبعض المدن في تلك المنطقة .

فاصيبت بالزهول ، و قبل أن تفيق ، أتاها الخبر الأليم ، بعد أسبوعين فقط من موت زوجها ،

تعرضت قرية أهلها لهجوم من المتمردين ، و قتل ابوها ، و أخويها الأكبر ، و الأوسط ، و أن أخاها الصغير بين الموت و الحياة بأحد المستشفيات الولائية .

لم تستوعب الاحداث ، كأنها درامة تعرض أمامها على شاشة التلفاز ، أهذا حدث لي ؟ ! !

و بدأت الحياة أمام عينيها ، تدور بغير موازيين البشر العادية .

كل هذه الأحداث في اقل من أسبوعين تتحول حياتها ......

يا الله .....

يتبع .....

جاروط May 19, 2015 07:21 AM

رد: الخير لا ينعدم أبدا
 
الخير لا ينعدم أبدا ،،، 3
================

في هذا الجو العجيب ، تكونت في بطن أمي جنينا ، و وضعتني ذات ليلة في منزل جار لنا بالحي ، و صرت لهوتها ، تحدثني بكل ما يجول بخاطرها ، و تقص لي ، و تغني لي ، و ترقص لي في وسط الشارع ، في وضح النهار .

كنت لها حياة جديدة ، و كان أهل الحي يتكفلون لنا بالأكل ، و بعض نساء الحي يقمن بنظافتي ، بكل حنية ، و كأني أبن لجميع سكان الحي ، كنت آكل كل اصناف الطعام ، كل من رآني يعطني الذي بيده - و إن كان يحملها لطفله الوحيد ، ما رأوا لي دمعة إلا و تسارعت الأيدي لمسها .

و لكن كانت مأساتنا عندما يأتي المساء .

يتبع .......


الساعة الآن 05:28 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر