مجلة الإبتسامة - سينية القدس

بسم الله الرحمن الرحيم

أحييكم جميعا أيها الأعضاء الكرام في هذه المجلة الخيالية الفائق رونقها وجمالها .. وأهديكم أولى مشاركاتي وهي عبارة عن قصيدة من تأليفي بعنوان ( سينية القدس ) كنت قد ألقيتها في إحتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية بغزة .. وأضعها بين أيديكم اليوم وأريد آرائكم ياإخوتي ويا أحبائي .. وإليكم القصيدة

سينية القدس ...

أغْمضَ الجفنُ بُرْهةً بالأمْسِ

فاسْتنارَتْ عيْنِي بنورِ القدْسِ

واسْتقرّت بمَوْلِجِ القلبِ منّي

لدَمي جسْرٌ من عبورٍ وحبْسِ

فاشْرأبّت أعْناقُها الأحْشاءُ

وتَغنّى تحيَّةً كلُّ ضرْسِ

وترى الرّمْشَ يُمْنةً ويساراً

ساعياً كي يطالَ نظْرةَ خِلْسِ

مرحباً بالتي أنارتْ كياني
أبدَ الدّهْرِ كنْتِ لي خيْرَ أُنْسِ

**********************

وبُعيْدَ الصمتِ القصيرِ أبانَتْ

عَنْ سمومٍ توطّنتْها ومسِّ

وحكتْ لي عن حالِها كلَّ يوْمٍ
يعْتريها جِراحُ سَهْمٍ وقوْسِ

وبَكتْ ما بكَتْ على مَا بَراها
من صُنُوفٍ تعدّدَتْ للطَّمْسِ

وبكتْ تنْعي قوْمَها بعْدَ موْتٍ

قدْ تفشَّى منْ بعدِ تعْسٍ ونكْسِ

وبِصوْتٍ يعْلوهُ نبْرَةَ هُزْءٍِ
ضَحِكَتْ ثمَّ خاطَبَتْني بهمْسِ

هل وجدْتم مسرىً بديلاً عنّي

أمْ تشوّهْتُ فاسْتحالتْ شمْسي

أَمْ رَضِيتُمْ من العدا بوُعودٍ
بِئْسَ ما وَعَدوا هُمُ أهْلُ دسِّ

وإحْتفيْتُم بي للْعروبَةِ رمْزاً
عَجَباً أمْرُكمْ بِهذا الحسِّ

لا أرى شيْئاً للعروبَةِ باقٍ

فيَّ من أزْمانٍ تَوالتْ و تُنْسي

مسْجِدُ الأقْصى لا يَزالُ حبيساً
بيْنَ أغْلالِهمْ مُحَاطاً بِبُؤْسِ

طابَ موْتٌ على ضفافِ الهيْجا
تحْتَ رعْدِ السلاحِ والحقُّ تِرْسي

وَلَبئْسَ الرَّدى لأحْفادِ جبنٍ
قبْل عرْكٍ من اللحودِ وضَرسِ
كلُّ من عليْها لعَمْرِك إمَّا
قاصعٌ منَ الموْتِ أوْ مُتَحسِّي

*******************

مالِ أبْنَائي قيّدَتْهمْ حُروفٌ

كلّما قيلَتِ اشْمَأزَّتْ نفْسي

نهْجُ أعْدائِكم هُوَ التَّفْريقُ
واقْتِلاعُ الإيمَانِ أوَّلُ دَرْسِ

كَذَبُوا قَوْلَهُمْ فَهُمْ في ضَلالٍ

ويُضِلُّونَ كُلَّ بَائعِ نَفْسِ

صورتي إن تجمّعَتْ يرتديها

ورِعٌ يَحْتَلي بحلمٍٍ وبأسِ

وَتَرى إنْ تفرّقَتْ يمْتطيها
شرُّ مخلوقٍ مثلُ شيطانِ مسِّ

فَلَقدْ خُيِّرْتم لكيْ تجْعلوني

مُمْتَطىً للشيطانِ أوخيرَ لِبْسِ

**********************

فَهَمَى المُزْنُ في عُيوني دموعاً

نُثِرتْ فوْقَ وجْنتيَّ ليُمْسي

تِيهُهَا أوْطانٌ لها فتَناءت

لتشقَّ الدروبَ كلٌّ بِعكْسِ

فالْتقَتْ كُلُّها ببعْضٍ لترسوا

حَوْل أسْوارٍ شُوهِدتْ في القدْسِ

فَتَرَاها كَذا هدايةُ ربِّي

طائراً حيثُ كانَ في المهدِ أمْسِ

بقلمي / د. حسن عصفور