مجلة الإبتسامة - ماهية ومفهوم الجغرافية التاريخية}}

بسم الله الرحمان الرحيم
،،،،،،،

يعرف مجال الدراسه في الجغرافيا التاريخية على أنه دراسة التغير لمعاني البيئه الطبيعيه الذي تمّ بفعل الطبيعه و الإنسان معاً من خلال التعاقب الزمني .
وعلى دارس الجغرافيه التاريخيه تقع مهمة إعادة بناء الجغرافيات السابقة للمنطقة الجغرافية التي هي موضوع دراسته حتى تتكون لديه فكره واضحه عن الجغرافية الحالية للمنطقة المدروسة و التي اتخذت الشكل الذي هي عليه بفعل عوامل متعدد طبيعيه و تاريخيه . وهذا يتطلب من الجغرافي التاريخي أن يلّم بالتراث الماضي الجغرافي و الجيولوجي و التاريخي إذا كان له أن يفسر العالم حوله تفسيراً علمياً صحيحاً وعندما يقوم بدراسة منطقة جغرافية معينه لا بد له أن يطرح مجموعه من التساؤلات كما يلي :
1- لماذا اصبحت المنطقه بهذا المظهر الحالي ؟
2- ماهي الأسباب التي أدت إلى نشوء هذا المظهر الجغرافي الحالي ؟
3- هل المظهر الجغرافي الحالي سيبقى بالشكل الذي هو عليه إلى ما لا نهايه ؟
4- هل المظهر الجغرافي سيتغير مع مرور الزمن إذا ما تغيرت الأليه التي أدت إلى نشوءه؟

فإذا بدأنا البحث بالإيجاب عن تلك الأسئله نكون قد بدأنا بالدخول في ميدان الجغرافية التاريخيه وصولاً إلى معرفة الظاهرة الجغرافية على حقيقتها و بشكل ترتبط فيه النتيجة بالسبب .فالجغرافيه التاريخيه هي دراسة الأأوضاع الجغرافيه الحاضرة لسطح الأرض التي شكلها الماضي و مستمر في المستقبل .
ويقول جوردن ايست أن مهمة الجغرافيا التاريخيه هي إعادة تصوير الجغرافية الغابرة ، وإن فهم جغرافية أي منطقة اليوم فهماً وافياً يتطلب دائماً البحث في العمليات التي خلقت الجغرافية . و أن معرفة الأحداث الطبيعية الغابرة ضرورية لفهم الجغرافية الطبيعية الحالية للأقطار . و بالمثل فلابد أيضاً من فهم العمليات المسجله في التاريخ البشري التي شكلت الجغرافيه البشرية لهذه المناطق .

و في رأي الجغرافي فروبل فالجغرافيه التاريخيه هي دراسة منظمة للأرض كموطن للانسان . ويقول ماكيندر الجغرافية الحالية لأي رقعة من سطح الأرض هي في الحقيقه نتاج متشابك الاطراف لتاريخ مستمر جيولوجي و بشري . لكن يجب أن نضيف إلى ما سبق المناخ و الدور الذي يؤثر به في تغيير المعالم الطبيعية لوجه الأرض خصوصاً و أن المناخ هو من صنع الطبيعه و الإنسان معاً لأن الانسان يمكنه أن يجعل المناخ يميل نحو الجفاف أو نحو الرطوبة من خلال تفاعله مع الطبيعه . وعليه فالجغرافيه الحاليه لسطح الأرض هي نتاج متشابك الأطراف لتاريخ مستمر جيولوجياً و بشرياً ومناخياً .
ويقول الجغرافي الروسي ميخائيلوف إن الخريطه الطبوغرافية تحدد الزمن برمزيتها و تعاقب ألوانها و رسمها الخاص ، و تعد وثيقة اجتماعية و الخطوط المرسومه عليها هي خط يد التاريخ .
ويرى الجغرافي السوفييتي ياتسونسكي في كتابه الجغرافية التاريخية ما يلي :
1- أن على الجغرافيه التاريخيه القيام بدراسة التغيرات التي تطرأ على الجوانب الاقتصاديه و السكانيه و السياسيه عبر الزمن . لأن التغيرات التي تصيب الوسط الطبيعي غالباً ما تكون بطيئة في حركتها و ضئيله في نتائجها و ذلك على عكس التغيرات السريعه الحركة التي تلم بالمجتمع البشري من خلال مسيرة تطوره العامه .
2- على الجغرافيه التاريخيه أن تكون حركيه و تتماشى في أبحاثها و التغيرات التي تطرأ على الجوانب لاسكانية و الاقتصادية و السياسيه تاريخياً للأرض و البلد .
3- أن يعد الجغرافي التاريخي دراسة الوصف الطبيعي و التغيرات التي تطرأ عليه مثابة بحجر الزاوية لأبحاثه الجغرافيه التاريخيه للمنطقة من خلال البحث الزمني .

كما يجب أن ترتكز أبحاث الجغرافيه التاريخيه على مجموعة عناصر وهي :
1- الدراسة الجغرافية الطبيعيه للوسط الطبيعي في الفتره الزمنيه المطلوب دراستها للواقع الجغرافي الذي هو موضوع الدراسة .
2- دراسة سكان المنطقة التي هي موضوع الدراسة من النواحي التاليه :
أصولهم - انتمائهم السلالي - الحركات السكانيه - الجماعات البشرية التي احتكوا بها وتأثروا بها و أثروا فيها .
3- دراسة الجغرافية الانتاجيه لسكان المنطقه المدروسه إلى جانب العلاقات الاقتصادية المعيشيه .
4- دراسة الحوادث التاريخيه للمنطقة بدون استثناء و خاصةً الاديولوجيه منها و التي تركت بصماتها اليوميه على العلاقات القائمه على التأثر و التأثير ما بين الانسان ووسطه الطبيعي .

للدكتور محمد مقداد