معنى الأطلس:
هو عبارة عن مصور متعدد الأغراض منه الجغرافي والتاريخي والنباتي والطبي وهكذا لكن الأطالس الجغرافية هي الأطالس التي نالت شهرة في هذا الجانب
أما الأطالس التاريخية فيقصد بها تلك الكتب التي تتناول الأزمنة التاريخية من خلال الخرائط والرسومات والصور والجداول والبيانات والشروح
الخريطة التاريخية:
عبارة عن تمثيل لسطح الكرة الأرضية شبه الكروي أو لجزء منه على سطح مستو كاللوحة أو سطح الورق ويشمل هذا التمثيل توضيح الأحداث التاريخية الهامة على المسرح الجغرافي كالمعارك والحضارات والطرق التجارية ومساكن القبائل مع الاحتفاظ بالمسميات التاريخية القديمة التي عرفت في المعاجم الجغرافية القديمة لتمييز الخريطة تاريخياً
وترسم هذه الخريطة بأبعاد تتناسب مع أبعادها الحقيقية على الأرض بنسبة ثابتة وهي ما تعرف بمقياس الرسم
الخرائط الإغريقية:
تأثر الإغريق (اليونان) بخرائط بلاد ما بين النهرين كثيراً فصارو يرسمون العالم على شكل قرص دائري الشكل تحيط به البحار من كل صوب.
ويعتبر هيكاتيوس من أوائل الذين رسموا العالم على شكل دائري حيث وضع اليونان في وسط الخريطة، ثم جاء بعده هيرودوت الذي صحح معالم الخريطة معتمداً على أسفاره حيث أحاط الأرض بالبحار من ثلاث جهات وجعل جهة الشرق عبارة عن صحراء تمتد للمجهول إلا أن أشهر خرائط هذا العصر خريطة بطليموس الإسكندري الذي رسم خريطة للعالم مؤلفة من ست وعشرين قطعة.
الخرائط الرومانية:
استهل الرومان خرائطهم بتصوير العالم كما صوره البابليون والصينيون وأوائل الإغريق من قبل على شكل قرص دائري بعد أن جعلوا من روما مركزاً لهذا القرص وأهملوا خطوط الطول ودوائر العرض
ومن أبرز الخرائط في العهد الروماني خريطة العالم الدائرية والتي أعطت الدولة الرومانية مساحة عظيمة في الوقت الذي همشت هذه الخريطة الهند والصين وروسيا وجعلتهم على شكل أقاليم صغيرة تحيط بالإمبراطورية الرومانية.
وتميزت في هذا العصر خرائط الطرق أو ما يعرف بالخرائط البيانية أو التخطيطية في القرن الثالث الميلادي
تسطيح الكرة الأرضية:
يقوم رساموا الخرائط (الكارتو جرافيون) برسم الكرة الأرضية بحيث تبدو مسطحة وذلك من خلال القيام بتقسيم السطح إلى عدة قطع متعددة كما في تقطيع حبة التفاحة حيث تقطع إلى شرائح فبعد أن يتم تسطيح هذه الشرائح تظل بعض الفجوات فيقوم (الكارتو جرافيون) بفرد تلك القطع حتى يلامس بعضها البعض مما يؤدي إلى تغيير حجم وشكل اليابسة كما هو الحال في الخريطة أسفل الصفحة
خرائط العصور الوسطى في أوروبا:
استلهم الأوربيون فكرهم الجغرافي في العصور الوسطى من خلال تأثرهم بالفكر الديني المسيحي فقام الرومان بتصوير العالم على شكل قريص يحيط به المحيط من كل جانب، لتحتل مدينة القدس (أورشليم)
مركز القلب ويمثل داخل هذا القرص صليباً ثم يشكل جسم المسيح عليه السلام القلب أو مركز المدينة أورشليم بينما يعني الذراعان البحر الأحمر والبحر الأسود والساق يمثله البحر المتوسط أما الرأس فتمثله الجنة الواقعة في أقصى الشرق
الخرائط عند المسلمين في العصور الوسطى:
ساهم المسلمون طوال القرون الوسطى مساهمة فعلية في الارتقاء بعلم الخرائط وفنون صناعتها متأثرين بما وصل إليه الإغريق من تقدم في هذا الجانب إضافة إلى ما يكتنزونه من فطرة وثقافة إيمانية جعلتهم ينظرون إلى الكون بنظرة أكثر فقها ومعرفة..
إلا أن التميز الحقيقي للخرائط العربية الإسلامية تمثلت بما قدمه الرحالة الجغرافيون الذين أثروا المجال في هذا الصدد فالخرائط العربية الدقيقة الصنع
هي من وضع خرائط البلدانيين والمسالكيين ممن قام عملهم على الرحلة والمشاهدة ويعتبر الإدريسي صاحب كتاب نزهة المشتاق في اختراق الآفاق خير شاهد على هذا النموذج التفصيلي للخريطة
بل إن المسلمين منذ انطلاقهم لتبليغ أمر الدعوة الإسلامية خارج الجزيرة العربية، اهتموا بدراسة الظاهرات الجغرافية والإسهاب في وصفها ورسم مصورات وخرائط لها من أجل فرض النظام الإداري لمتابعة أمر الزكاة والخراج والجزية بالطريقة التي أمر بها الشارع الحكيم من دون ظلم ولا حيف.
فكانت الخرائط خير معين بعد الله في معرفة أقاليم العالم الإسلامي ناهيك أن دوافع التعرف على طبيعة البلدان المحيطة بالأقاليم المفتوحة للاستمرار في نشر كلمة التوحيد بين شعوب الأرض فكانت الخرائط التفصيلية التي سهلت مثل هذه المهام الجسام في مسيرة الفتح الإسلامي
صفة الأرض للعالم الصفاقسي المتوفى في 958 للهجرة المباركة.