مجلة الإبتسامة

مجلة الإبتسامة (https://www.ibtesamah.com/)
-   الاسرة والمجتمع (https://www.ibtesamah.com/forumdisplay-f_112.html)
-   -   بين عادة إحياء النسل وسخط التقاليد . الاسماء .تسمية الابناء .التقاليد (https://www.ibtesamah.com/showthread-t_366936.html)

RiiFi March 4, 2013 06:52 PM

بين عادة إحياء النسل وسخط التقاليد . الاسماء .تسمية الابناء .التقاليد
 
بين عادة إحياء النسل وسخط التقاليد . الاسماء .تسمية الابناء .التقاليد




لا زالت العادات والتقاليد الاجتماعية تسيطر على أجزاء كبيرة من حياتنا ومنها تمسك بعض الأسر في تسمية المولود الأول باسم الجد أو الجدة من باب الوفاء والاحترام للوالدين أو من أجل الحفاظ على الأسماء من الاندثار، رغم أن بعض تلك الأسماء أصبحت جزء من الماضي، وتحولت سببا لإثارة المتاعب أو السخرية من صاحبها.

ديبة، رمزية، صالحة، حسيبة، محضية، نصيفة، مقبولة، هي أسماء عربية قديمة باتت تسبب حساسية زائدة لدى الفتيات كونهن يرغبن في حمل اسم جميل يترافق مع طبيعتهن الأنثوية، فالكثير منهن قبلن بهذا الحال وتقوقعن داخل تاريخ أسماءهن القديمة وتحملن ذنبا لم يرتكبنه، وأخريات تذمرن ورفضن واقعهن وأطلقن على أنفسهن أسماء مستعارة تتماشي مع الموضة.
مواقف محرجة

"نصيفة" طالبة جامعية تحمل اسم جدتها، تقول لـ"الاستقلال": تضايقت كثيرا لتسميتي بهذا الاسم كونه اسما قديما لا يتماشي مع وقتنا الحاضر، ومعاناتي الكبرى بدأت مع هذا الاسم في مرحلة الطفولة وخاصة في المدرسة حتى وصلت للجامعة، فكنت دائما عرضة للاستهزاء من زميلاتي وصديقاتي".

وتضيف "نصيفة": كثيرا ما كنت أعود للمنزل مستفزة وغاضبة لكثرة الاستخفاف باسمي وأطلب من والديّ تغييره، لكنهم كانوا يقنعوني بهذا الاسم وما يحمله من معان تدلل على الحق والخير".


وتابعت: تعرضت للكثير من المواقف المحرجة بفعل اسمي، منها أثناء حضوري إحدى المحاضرات وقيام المدرس بالمناداة على كشف الأسماء وعندما وصل لاسمي نطقه بشكل غير صحيح وكرر الاسم أكثر من مرة حتي تمكن من لفظة بطريقة سليمة، هذا بعد أن ضجت القاعة بأصوات الضحكات".

وطالبت الآباء والأمهات بالبعد عن تسمية أبنائهم بالأسماء القديمة باعتبارها عادات وتقاليد باتت جزء من الماضي ولا تتناسب مع التطور والموضة التي نعيشها، حتى لا يكونوا عرضة للمتاعب النفسية وتجعلهم محط سخرية لدى الآخرين.

ذنب لم أرتكبه

ولم يختلف حال "ديبة" عن سابقتها والتي سمّاها والدها بهذا الاسم حفاظا على اسم والدته من الانقراض والاندثار. وتقول: مجتمعاتنا الشرقية لا زالت متمسكة بالعادات والتقاليد القديمة والتي أصبحت فيها البنت البكر أو الابن الأكبر ضحية الأسماء القديمة".

وتضيف: قبل زواجي كغيري من الفتيات كانت بعض الأمهات يتقدمن لخطبتي، ولكن عند معرفتهن باسمي كن يغادرن بدون إبداء السبب، وهذا الأمر جعلني أتحمل ذنبا لم أرتكبه وسبب لي عقدة نفسية وأفقدني الثقة في نفسي كثيرا آن ذاك.


ولفتت "ديبة" إلى أنها حرمت كغيرها من الفتيات اللواتي يحملن أسماء قديمة من رؤية اسمها على بطاقة زفافها واكتفت بوضع الحرف الأول منه حتى لا تتعرض للكثير من الاستهزاء والسخرية من قبل الآخرين، مشيرة إلى أن هذا الأمر بات يشكل كابوسا يلاحق الفتيات اللاتي يحملن الأسماء القديمة في كل مكان ويسبب لهن الكثير من الضيق ويجعلهن يشعرن بالانطواء والانعزال عن المجتمع المحيط.

وأشارت إلى أنها لن تشارك في ظلم أبنائها باختيارها لهم أسماء قديمة تجعلهم محطة للسخرية من الآخرين بل تسميات يفتخرون بها، مبينة أنها لا ترغب في أن يكتب لأبنائها أن يعيشوا نفس مصير المعاناة التي ترافقت مع اسمها.


وارتبطت تسمية الأطفال بأسماء قديمة وعدم الاتفاق عليها بظهور العديد من الخلافات والمشاكل بين الزوجين كإصرار أحدهم على اسم معين يكون لأحد والديه ويرفضه الآخر ويريد اسما عصريا، أو قد يتدخل الأجداد مطالبين بتكرار أسمائهم حتى تبقى ذكراهم حاضرة بعد وفاتهم.
خلاف على التسمية

ومن ناحيتها، أوضحت ربة البيت "أم يوسف" أنها كانت في منتهى السعادة والسرور بمجرد أن رزقت بالمولود الأول، ولكنها لم تكن تعلم أن تلك الفرحة سرعان ما ستتحول إلى خلاف بينها وبين زوجها على تسمية الطفل".

وقالت في حديثها لـ"الاستقلال": تفاجأت بعد أن وضعت ابنتي الأولى بأن زوجي أراد تسميتها على اسم والدته"حسيبة"، كنوع من التقدير والحب والوفاء، لاعتقاده أن تسمية الأولاد بأسماء الآباء يبعث فيهم الفرحة والسعادة".

وأضافت: بعد نقاش طويل وحاد رضخت في نهاية المطاف لرغبة زوجي وانتصرت العادات والتقاليد، فسبب رفضي لهذا الاسم القديم، أنه لا ذنب لهذه الطفلة أن تعيش بقية عمرها حاملة هذا الاسم الذي يبعث على الإحراج والاستهزاء في مجتمعنا، وربما يرتبط بتأخير زواجها مستقبلا".


وتساءلت ساخرة: لماذا نجهد أنفسنا في البحث عن أسماء لأطفالنا؟ فالأمر أصبح بديهيا، الطفل الأول على يسمى باسم الجد والجدة، والثاني على اسم العم والعمة، ولا ينال الأم فقط سوى التعب في الإنجاب، مشيرة إلى أن غالبية الناس يعتقدون أن من لم يسمِ باسم والديه هو إنسان غير مخلص "ولكن هذا غير صحيح، فالمحبة والاحترام مكانها القلب وليس بالأسماء".

انعكاسات سلبية

من جهتها، أوضحت الاختصاصية الاجتماعية فتحية اللولو أن الأسماء التي يحملها الأشخاص تؤثر على طبيعة النفس إذا كان الاسم لا يجاري مع أسماء زملائه وأصدقائه بنفس المستوى ويوجد فيه درجة من الغرابة والقدم يؤثر سلبيا على الإنسان وينعكس عليه بنوع من ضعف الشخصية ويجعله يبحث عن اسم آخر ليجد مبررات أمام الآخرين بأنه يحمل اسم جده لأنه غير مقتنع بهذا الشيء، أما إذا كان ضمن السياق المألوف لهذا الجيل فيساعده على أن يكون أكثر إيجابية.


وأرجعت اللولو في حديثها لـ"الاستقلال" أسباب تمسك الآباء بهذه العادة إلى الاقتناع والحب والإخلاص لآبائهم وأمهاتهم ومحاولة الإثبات للعائلة بأنه إنسان يعترف بالجميل ويعمل على توريث الأسماء لأبنائه وأحفاده من أجل الحفاظ على استدامة الذاكرة ، لافتة إلى أن استدامة الذاكرة لا تأتي من خلال الأسماء بل من العمل الصالح الذي يؤثر في ذاكرة الناس ويكون خالصا لوجه الله سبحانه وتعالى.
مشكلات زوجية

وأشارت الاختصاصية الاجتماعية إلى أنه يفضل الابتعاد عن بعض الأسماء المنفرّة والغريبة، ولكن إذا كانت الأسماء عادية متداولة قبل فترة ليست بعيدة يمكن استخدامها، منوهة إلى أن الأسماء القديمة يمكن أن تؤدي إلي نشوب مشاكل بين الزوجين لأن أحدهما يتمسك باسم والديه وهذا الاسم لا يتناسب مع طبيعة الأطفال الحالين.


واستبعدت أن تكون الأسماء القديمة مبررا لعزوف الشباب عن الارتباط بالفتيات اللواتي يحملن أسماء قديمة لأن أصل الفتاة ليست باسمها بل بفعلها وأخلاقها، ويمكن للفتاة أن تحمل اسما جميلا ولكن قد تكون هي غير جميلة، مدللة على وجود أسماء عربية قديمة لها معان ودلاله قيمة بعيدا عن الأسماء المستحدثة في هذه الأيام.



الساعة الآن 11:31 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر