مجلة الإبتسامة

مجلة الإبتسامة (https://www.ibtesamah.com/)
-   امومة و طفولة (https://www.ibtesamah.com/forumdisplay-f_111.html)
-   -   ضرب الأطفال يترك جراحاً قد لا تندمل (https://www.ibtesamah.com/showthread-t_35184.html)

halaa February 24, 2008 08:24 PM

ضرب الأطفال يترك جراحاً قد لا تندمل
 
تربية الأطفال والتعامل معهم فنا يحتاج إلى خبرة ومعرفة، وتعتبر مرحلة الطفولة من المراحل الحساسة والتي يكون لها كبير الأثر في رسم الخطوط الأولى لشخصية الإنسان،


فالطفل كالمادة الأولية والأبوان هما المصنع الذي يشكل تلك المادة ويغرس فيها الصفات سواء كانت حميدة أم ذميمة، وقد يتساءل الكثيرون عن سبل التربية الصحيحة، وهل أن الضرب من المقومات الأساسية لتقويم الاعوجاج في سلوك الطفل، أم أن النقاش وحده هو الطريق الأسلم.
قضية يختلف حولها الكثيرون. فلكل تجربته وقد يعتبر من يؤيدون فكرة الضرب مقابل الذنب أو النقاش حول الخطأ الذي أقدم عليه الطفل أن تعامله هو الطريق الصحيح، ولكن هل هاتان الطريقتان تعتبران من القوانين الثابتة التي يمكن أن يتبعها الجميع في تربية أطفالهم ؟ هذا ما سنحاول معرفته من خلال التحقيق التالي:

الضرب
«لن يتغير سلوكهم إن لم يضربوا»، هكذا بدأت نهى إبراهيم كلامها عن ضرب الأطفال في حال ارتكاب الخطأ وتابعت: أنا أيضا لو لم يكن والداي يضرباني عندما أخطئ لما امتنعت عن الكثير من الأمور السيئة، فالضرب وسيلة ناجعة في تربية الأطفال لكن طبعا بألا تصل للأذى الجسدي،
وكذلك أن لا يضرب الطفل إلا في حال ارتكابه خطأ معينا فأنا أم لثلاثة أطفال في أعمار مختلفة وأنا أتعامل معهم بتلك الطريقة. فالطفل يجب أن يخاف من شيء لكي يتم تهديده به في حال عناده وإصراره على ارتكاب الخطأ وفي رأيي أن ما يسمونه التربية الحديثة والنقاش مع الطفل هي السبب في ما نشاهده اليوم من انحلال وعصيان كبيرين للأهل وقلة احترام كبار السن من قبل الشباب.


وسيلة مكملة
مصطفى العوضي أب لخمسة أطفال أكبرهم في الخامسة عشرة من عمره يقول إن الضرب لا بد منه ولكن بشرط أن يكون الذنب المرتكب من الطفل كبيرا وأن يكون الطفل قد تم تحذيره من قبل بألا يقوم بذلك العمل،وذلك لكي يعرف ويفهم أنه ضرب عقابا على شيء تم نهيه عن فعله وإفهامه لماذا هو ممنوع عن فعله، فالضرب وسيلة مكملة في التربية وضرورية وليست التربية كلها بالضرب. فأنا على هذه الحال مع أبنائي ولم أواجه أي مشكلات فهم باتوا مؤمنين ومقتنعين بأنه ثمن الوقوع في الخطأ وبذلك أصبحوا يتحاشون الوقوع به والأهم من ذلك أن يكون الضرب بنفس الحجم مع كل الأطفال وأن لا يؤدي للأذى الجسدي.


لا للضرب
سماح محمد قالت عن ضرب الأطفال: أنا ضده بالكامل فالطفل إنسان له مشاعره وأحاسيسه وفي اعتقادي أن الإنسان لم يخلق ليضرب إن أذنب، فالله منحه العقل والحواس لكي يتخاطب ويتحاور مع من حوله، وفي النقاش والتحاور مع الطفل حول الخطأ الذي قام به سيتم الوصول لنتيجة، وقد يكون بعض الأطفال عنيدين، لكن علينا مجاراتهم واستيعابهم وعدم اللجوء للضرب مهما كانت الظروف وفي حال عدم قدرة الأبوين السيطرة على الطفل وانفلات زمام الأمور منهما فليتوجها إلى أي جهة مختصة بعلاج هذه الأمور لكي ترشدهما إلى كيفية التعامل مع الطفل.


التربية هي الأساس
«الضرب والنقاش هما أساس التربية»، هذا ما تحدث به إبراهيم علي عن كيفية تعامله مع أطفاله ورأيه بالضرب في التربية وتابع: يجب أن يخاف الطفل ولكن أيضا يجب أن يفهم الخطأ الذي قام به قبل الضرب،فمعرفة الطفل لخطأه واقتناعه بأن ما قام به خطأ وسيلة مهمة في التربية الصحيحة،
وأيضا الضرب في حال إصراره على الخطأ سيجعله يعيد التفكير مما سيؤدي لاقتناعه بفكرة أنه مخطئ، فكل من الضرب والنقاش سلاحان إذا استخدمهما الأهل بالشكل الصحيح سيصلون بأطفالهم إلى بر الأمان بأخلاق مثالية وبشخصية متوازنة.

تربية اجتماعية
وعن الضرب كطريقة للتربية حدثتنا معصومة أحمد رئيسة الخدمات الاجتماعية بالرعاية الصحية الأولية في دائرة الصحة والخدمات الطبية قائلة: لقد كان الضر ب وسيلة ناجعة في التربية قديما حيث لم تكن الحياة معقدة ومريحة كما هي حياتنا في الوقت الحاضر،فأخطاء الأطفال كانت بريئة، مجرد شجار بين أشقاء أو أطفال في الحي، فكان الضرب غير المبرح يؤثر ويردع عن الخطأ،
أما الآن فالمستوى الثقافي للأطفال بات متقدما ومع التكنولوجيا المعاصرة من إنترنت وما يقدمه التلفاز بات الطفل يعرف ويتعلم الكثير مما يؤهله كي يتم نقاشه في فيما هو خطأ أو صواب من أفعال. والطفل عندما يضرب في هذه الأيام قد يتأذى نفسيا بشكل كبير لأنه أصبح على علم بأن الضرب ليس الوسيلة المناسبة لمنعه عن الخطأ،
بل أنه قد يزداد عنادا وإصرارا على الخطأ لاعتقاده أن الوالدين ليسا مؤهلين لتربيته وأن ما يفعلانه ضد مصلحته، ومما يراه من أصدقاء كثر لا يتعرضون للضرب قد يحمل الطفل العداء لوالديه وقد يمارس العنف ضد من حوله من الأطفال انتقاما لما يحدث معه واستهجانا لهذه الممارسات ضده، وأنا ضد الضرب كوسيلة تربوية حديثة فأطفال اليوم مثقفون ويدركون الكثير،
فحرمانهم من المصروف أو من زيارة أصدقائهم أو من نزهة مع توجيههم بأن هذا العقاب بسبب ممارستهم سلوكا خاطئا، سيكون كفيلا بابتعادهم عنه. وفي النهاية سنقدم للمجتمع آباء وأمهات يكون النقاش والحوار سبيلهم في الحياة.


صحة نفسية
وعن رأي الطب النفسي بموضوع استخدام الضرب كوسيلة تربوية قال د.عامر سعد الدين اختصاصي الطب النفسي في مركز دبي لصحة المجتمع:إن الابتعاد النهائي عن الضرب في وقتنا الحالي ضروري جدا بل أن الضرب أصبح غير مقبول من ناحية تربوية إطلاقا،فالضرب المبرح يؤدي إلى تدمير نفسية الطفل وخلق اضطرابات نفسية عديدة عنده،وهناك أساليب تربوية كثيرة حاليا وأثبتت أنها ناجعة، ومنها حرمان الطفل في حال ارتكابه خطأ معينا من الأمور التي يحبها أو الطريقة الأخرى وهي إعطاؤه محفزات في حال هو انتهى عن ارتكاب الأخطاء. ويجب العلم أن هناك بعض الأهل يسلكون مسلكا متطرفا في ضرب الأطفال، فهم يقومون ولأسباب أو أخطاء تافهة يرتكبها الأطفال بضربهم بشكل مبرح وذلك ليس سعيا منهم إلى تعديل سلوكهم ولكن لتفريغ ضغوطات داخلية نشأوا عليها،
وهذا أسوأ أنواع الضرب وله تأثيرات كبيرة على نفسية الطفل، فالخوف من الأهل ليس هو المطلوب بل احترامهم والرهبة المتزنة منهم. وليكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوتنا في ذلك فهو لم يضرب أحدا من أبنائه، ومع ذلك كانوا يكنون له الاحترام ويهابون الوقوع في الخطأ خشية من غضبه عليهم.

RiiMii February 25, 2008 03:17 PM

رد: ضرب الأطفال يترك جراحاً قد لا تندمل
 
تسلم الايادي اختي

halaa February 25, 2008 10:15 PM

رد: ضرب الأطفال يترك جراحاً قد لا تندمل
 
شكرا على مرورك حبيبتي


الساعة الآن 01:53 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر