مجلة الإبتسامة

مجلة الإبتسامة (https://www.ibtesamah.com/)
-   علم الاقتصاد (https://www.ibtesamah.com/forumdisplay-f_108.html)
-   -   غياب الأبعاد الاستثمارية والمؤسساتية يدفع سوق الأسهم لمزيد من الأداء السلبي (https://www.ibtesamah.com/showthread-t_5213.html)

بو راكان November 11, 2006 11:29 AM

غياب الأبعاد الاستثمارية والمؤسساتية يدفع سوق الأسهم لمزيد من الأداء السلبي
 
50 بالمائة انخفاض في المؤشر عن مستويات بداية العام

غياب الأبعاد الاستثمارية والمؤسساتية يدفع سوق الأسهم لمزيد من الأداء السلبي




واصلت سوق الأسهم السعودية في تداولات الأسبوع الماضي تسجيل مزيد من التراجعات والخسائر الحادة والمؤلمة نتيجة لغياب البعد الاستثماري والمؤسساتي وغياب الدور الاسراتيجي لما يعرف بصناع السوق. حيث أغلق المؤشر العام في نهاية تداولات الأسبوع الماضي وتحديدا يوم الأربعاء الماضي عند مستوى 8,427.22 نقطة. وبذلك يكون المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية قد عانى على مدار تداولات الأسبوع الماضي وللأسبوع الثاني على التوالي بعد فترة التوقف انخفاضا بما نسبته 9.7 بالمائة عن مستوى إغلاق الأسبوع ما قبل الماضي. كما أنه يجدر القول أنه بإغلاق المؤشر العام عند هذا المستوى يكون المؤشر العام قد تعرض لانخفاض بما نسبته حوالي 50 بالمائة عن المستوى الذي كان عليه المؤشر في بداية العام.
تشوهات هيكلية
قبل البدء في تحليلي لمجريات تداولات سوق الأسهم السعودية خلال الأسبوع الماضي أجد أنه يتوجب علي التذكير ببعض الحقائق المتعلقة بالسوق المالية والتي أصبحت مع مرور الأيام مسلمات والتي أشرت إليها في تحليلات ومقابلات سابقة وهي أن السوق المالية مازالت تعاني عدة تشوهات وعيوبا هيكلية والتي يتوجب على هيئة سوق المال إصلاحها بأسرع وقت ممكن وبأفضل الطرق والأساليب والوسائل المتاحة إذا أردنا فعلا لهذا السوق أن يبقى ويستمر كمرآة عاكسة لمنجزات هذا البلد الطيب ومكتسباته ومستقبله المشرق.
وأثبتت التجارب السابقة أن كل الأطراف المؤثرة بالسوق كصناديق وقروض وتسهيلات البنوك وغيرها هم في الحقيقة مضاربون كبار بسوق الأسهم يدفعونه قسرا للارتفاع في الأوقات التفاؤلية ويضغطون ويؤثرون على السوق بشكل سلبي للغاية في الأوقات التشاؤمية وعند انعدام وضبابية الرؤية. حيث أصبحت محافظ وصناديق البنوك فارغة من أهدافها المعلنة فهي لم تحم المشتركين فيها من مرارة الانخفاض ناهيك عن تحقيق بعض المكاسب كما أنها في نفس الوقت أصبحت تلعب دورا سلبيا في الضغط على المؤشر العام ودفعه إلى تحقيق مزيد من الخسائر. وبعبارة أخرى أن أضرار وخسائر صناديق البنوك قد طالت جميع المتعاملين سواء كانوا مشتركين في تلك الصناديق الوهمية أم لا.
المضاربة والشائعة
كذلك من الملاحظ أن سوق الأسهم السعودية تحكمها العاطفة والسمة المضاربية وأن المتعاملين بالسوق يسهل السيطرة عليهم بالشائعة والتضليل. حيث أصبح أداء واتجاه أسعار أسهم شركات السوق ككل تسير في قوالب ثابتة بغض النظر عن اختلاف الأداء المالي لشركات السوق والمؤشرات الأساسية للاقتصاد مما يقضي على فرضية المحفظة الاستثمارية التي قد يلجأ إليها بعض المستثمرين لتقليل المخاطرة. حيث نلحظ أنه ما أن تبدأ السوق في التراجع حتى يهب معظم المتعاملين بالسوق إلى البيع حتى لو تكبدوا في سبيل ذلك القرار كثيرا من الخسائر، وذلك لأنه يبدو أن معظم المتعاملين لا يتبعون سياسة استثمارية محددة وإنما يسيرهم كبار المضاربين وصناع السوق.
كما أنني أرى أن المرحلة التي يمر بها سوق الأسهم السعودية هذه الأيام تتطلب ضرورة ظهور بعض القائمين على هيئة السوق المالية ومواجهة المتعاملين بالسوق وذلك ليس من أجل التدخل المباشر في قوى العرض والطلب للسوق أو محاولة كبح عمليات النزول بطرق وقتية ومصطنعة بل من أجل دور أعمق وقيادي وإنساني وذلك من خلال طمأنة المتعاملين عن وضع السوق والإفصاح عن حقيقة ما يجري داخل السوق وحقيقة مسبباته وشرحه بأبسط الطرق وذلك بهدف القضاء على كل مصادر الشائعات وكبح مروجيها. والواقع أن ما دعاني لكتابة هذه المقدمة وهذه النقطة بالذات هي أن هناك العديد من الشائعات ووجهات النظر التي يتم تداولها من قبل شريحة كبيرة من المتعاملين لتفسيرالانخفاض الكبير الذي حدث في قيم المؤشر العام وأسعار أسهم شركات السوق.
اقتناص لفترة الخروج من السوق
إلا أنني أرى أن المشكلة الحقيقية التي يجب التركيز عليها وإيجاد الحلول لها هي ليست مشكلة نزول أو انخفاض أو حتى انهيار السوق إلى المستويات التي أغلق عندها المؤشر في نهاية تداولات الأسبوع الماضي بحد ذاتها ولكن المشكلة تكمن من وجهة نظري الخاصة في طريقة وسرعة النزول في قيم المؤشر واسعار الأسهم وكأن السوق سوف يختفي من الوجود وأن كافة المتعاملين أفرادا كانوا أو صناديق استثمارية لدى البنوك قد أعطوا فترة أسبوعين للخروج من السوق بأي طريقة. إذا المشكلة التي يجب إيجاد الحلول لها هي ليس الانخفاض بحد ذاته لأننا نعلم جيدا أن الانخفاضات هي إحدى سمات أسواق المال ولكن الذي حدث في سوقنا هو ليس مجرد انخفاض بل شئ مختلف تماما لأنني أرى أن الحالة النفسية السيئة والمعنويات المتردية التي كان عليها معظم المتعاملين خلال الأسبوعين الماضيين والتي تقف وراء انخفاضات السوق الكبيرة هي أعراض لمشكلة ما يجب معرفتها وحلها. لأنه وكما هو معلوم الاعتراف بوجود المشكلة هو في الواقع أولى خطوات الحل. إذن لحل هذه المشكلة يتوجب على الهيئة دراسة ومعرفة الأبعاد والخفايا التي أدت إلى تدني الحالة النفسية لدى كافة المتعاملين فجأة وبالتالي تسرب السيولة وإحجام المتعاملين عن الشراء دفعة واحدة.
نهاية النفق المظلم
الواقع أنه بالرغم من الحالة السلبية التي عليها السوق والحالة النفسية السيئة التي عليها المتعاملون بالسوق, إلا أنني أستطيع أن أرى الضوء الدال على نهاية النفق الذي يسير به السوق. حيث ان قراءتي الدقيقة لمجريات السوق خلال تداولات الأسبوع الماضي والقراءات الدقيقة للمؤشرات الأساسية والفنية تشير إلى أن السوق يبدو أنه بالفعل قد اقترب من قاعه الحقيقي عند مستوى 8000 ألف نقطة. وأنا هنا سميت هذا المستوى بالقاع الحقيقي للسوق نظرا لأنه عند هذا المستوى يفترض أن السوق قد وصل إلى مستوى القاع الأساسي والفني. وقد تم استدلالنا على أن السوق يبدو أنه وصل إلى القاع الأساسي من خلال ملاحظة أن أسعار أسهم شركات السوق المؤثرة في احتساب المؤشر قد وصلت إلى أقل من مستوياتها السعرية العادلة طبقا للمقاييس والمعايير المتعارف عليها. حيث وصلت أسعار أسهم تلك شركات ومكرراتها الربحية إلى المستويات المعتمدة والمقبولة بالمقاييس العالمية. كذلك يمكن القول ان السوق قد وصل إلى مستوى القاع الفني وذلك نظرا لاقتراب المؤشر العام للسوق من قاع القناة الهابطة التي كان يسير المؤشرالعام بداخلها طيلة الفترة السابقة منذ الارتداد السلبي للمؤشر في نهاية شهر فبراير الماضي. كما أن مستوى الـ8000 ألف نقطة يمثل نقطة بداية القناة الصاعدة و انطلاقة السوق القوية للفترة ما قبل انهيار شهر فبراير والتي كان يسير فيها المؤشر إلى أن تجاوز حاجز الـ21 ألف نقطة ثم توقف وانهار.
وعليه فان مستوى الـ8000 ألف نقطة يمثل القاع الفني نظرا لكونه يمثل مستوى دعم قوي جدا يصعب كسره نزولا. كما أنه المستوى الذي يجب أن يكون عليه السوق لو لم تحدث الارتفاعات الكبيرة والمتلاحقة في قيم المؤشر وفي أسعار أسهم شركات السوق خلال العام ونصف العام الماضي والتي كانت مدفوعة بحالة تفاؤلية من قبل المتعاملين وكميات كبيرة من السيولة وهي في الواقع عكس الحالة التي عليها السوق والمتعاملون فيه هذه الأيام.
إستراتيجية الشراء الهادئ
كما أنه قد تمت ملاحظة حدوث عمليات شراء ودخول سيولة ذكية في نهاية تداولات الأسبوع الماضي. لأن من إستراتيجيات الشراء والدخول الذكي هو ليس عندما تكون الأجواء متفائلة والسوق في حالة ارتداد إيجابي, بل عندما يكون وضع السوق مخيفا وفي حالة انعدام وزن وعمليات البيع تكون هي المسيطرة. لذا فمن الأفضل اتباع إستراتيجية الشراء الهادئ وعلى دفعات لأسهم شركات يجب انتقاؤها جيدا وضرورة الاحتفاظ ببعض السيولة للاستفادة منها إذا خالف السهم مساره المتوقع. إلا أنه يجب الحذر جيدا في عدم الدخول في أسهم بعض الشركات التي تحتاج أسعار أسهمها للنزول بأكثر من نصف أسعارها الحالية حيث ما زالت تبدو أسعار أسهم تلك الشركات متضخمة.
وبناء على كل ما سبق فان قراءتي للمسار الذي يمكن أن يكون عليه السوق خلال هذا الأسبوع هي أنني أتوقع أنه قد يستمر السوق في الانخفاض في بداية تداولات الأسبوع ليومي السبت والأحد ومن ثم يبدأ السوق بالتماسك الحقيقي بشرط تحييد العوامل الخارجية والنفسية المؤثرة في السوق والتي يصعب قياسها.
إلا أنه يجب التأكيد على أنه نتيجة الانخفاضات الكبيرة الأخيرة وتبخر السيولة فقد أصبح السوق أكثر عقلانية والمتعاملين أكثر حساسية. وعليه فانه يمكن القول ان السوق لن يتمكن من العودة إلى سابق عهده بسهولة.

أوتار الشوق November 11, 2006 05:44 PM

رد: غياب الأبعاد الاستثمارية والمؤسساتية يدفع سوق الأسهم لمزيد من الأداء السلبي
 
تسلم بو راكان

جوري السعوديه November 13, 2006 02:29 AM

رد: غياب الأبعاد الاستثمارية والمؤسساتية يدفع سوق الأسهم لمزيد من الأداء السلبي
 
يعطيك العافيه على الخبر 00


الساعة الآن 12:44 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر