عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم June 20, 2009, 07:40 AM
 
لا مستحييييييييل ؟!!!!!

مستحييييييييل !!! :


لا مستحييييييييل !!!!!!

يقول ابن القيم- رحمه الله- : لو أن رجلاً وقف أمام جبل وعزم علىإزالته ؛ لأزاله .

لقد توصلت - بعد سنوات من الدراسة والبحث والتأمل- إلى : أنه لا مستحيل في الحياة ؛ سوى أمرين فقط .

الأول : ما كانت استحالته كونية ( فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَالْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ ) (البقرة: من الآية258)

الثاني : ماكانت استحالته شرعية ؛ مما هو قطعي الدلالة ، والثبوت ، فلا يمكن أن تجعل صلاةالمغرب ركعتين ، ولا أن يؤخر شهر الحج عن موعده ( الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَات) (البقرة: من الآية197) ، ولا أن يباح زواج الرجل من امرأة أبيه ( إِنَّهُ كَانَفَاحِشَةً وَمَقْتاً وَسَاءَ سَبِيلاً )(النساء: من الآية22) وما عدا هذين الأمرينوما يندرج تحتهما من فروع ؛ فليس بمستحيل .


قد تكون هناك استحالة نسبيةلا كلية ، وهو ما يدخل تحت قاعدة عدم الاستطاعة فقد يعجز فرد عن أمرٍ ؛ ولكنيستطيعه آخرون، وقد لا يتحقق هدف في زمن ؛ ولكن يمكن تحقيقه في زمن آخر ، وقد لايتأتى إقامة مشروع في مكان ، ويسهل في مكان ثان ، وهكذا .

إن الخطورة: تحويل الاستحالة الفردية ، والجزئية ، والنسبية ؛ إلى استحالة كلية شاملة عامة .

إن عدم الاستطاعة هو تعبير عن قدرة الفرد ذاته ، أما الاستحالة ؛ فهو وصفللأمر المراد تحقيقه ، وقد حدث خلط كبير بينهما عند كثير من الناس ، فأطلقوا الأولعلى الثاني .

إن من الخطأ أن نحول عجزنا الفردي إلى استحالة عامة ؛ تكونسبباً في تثبيط الآخرين ، ووأد قدراتهم ، وإمكاناتهم في مهدها .

إن أولعوامل النجاح ، وتحقيق الأهداف الكبرى هو: التخلص من وهم ( لا أستطيع – مستحيل ) ،وهو بعبارة أخرى: التخلص من العجز الذهني ، وقصور العقل الباطن، ووهن القوى العقلية .

إن الأخذ بالأسباب الشرعية ، والمادية يجعل ما هو بعيد المنال حقيقةواقعة .

إن كثيراً من الذين يكررون عبارة : لا أستطيع ، لا يشخصونحقيقة واقعة ،يعذرون بها شرعاً وإنما هو انعكاس لهزيمة داخلية للتخلص منالمسئولية.

إن من الخطوات العملية لتحقيق الأهداف الكبرى هو: الإيمان بالله، وبما وهبك من إمكانات هائلة تستحق الشكر. ومن شكرها : استثمارها ؛ لتحقيق تلكالأهداف التي خلقت من أجله .

أي عذر لإنسان ؛ وهبه الله جميع القوى التيتؤهله للزواج ، ثم هو يعرض عن ذلك دون مبرر شرعي . إن هذا من كفر النعمة لا منشكرها ، وهو تعطيل لضرورة من الضرورات الخمس التي أجمعت جميع الديانات السماوية علىوجوب المحافظة عليها ، وهو النسل .

وحري ، بمن فعل ذلك أن تسلب منه هذهالنعمة الكبرى ( وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْوَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ) (إبراهيم:7) .
وقل مثل ذلك : فيكل نعمة ، وموهبة وهبها الله الإنسان .

إنني لست بصدد بيان عوامل النجاح ،ومرتكزات القيادة ، والريادة ؛ ولكنني أحاول أن أزيل هذا الوهم الذي سيطر على عقولكثير من رجال الأمة ، وشبابها ؛ فأوصلنا إلى الحالة التي سرّت العدو ، وأحزنتالصديق .

إن الأمة تمر بحالة تاريخية ذهبية من العودة إلى الله ، وتلمسطريق النجاة ، والنجاح ، والسعادة ، والرقي .

وإذا لم تستثمر تلك الإمكانات، والطاقات الهائلة ، والأمة في حال إقبالها ؛ فإنه سيكون الأمر أشد وأعسر في حالفتورها .

إن من الأخطاء التي تحول بين الكثيرين ، وبين تحقيق أعظم الأهداف، وأعلاها ثمناً تصور أنه لا يحقق ذلك إلا الأذكياء .

إن الدراسات أثبتت أنعدداً من عظماء التاريخ كانوا أناساً عاديين ، بل إن بعضهم قد يكون فشل في كثير منالمجالات كالدراسة مثلاً .

لا شك أن الأغبياء لا يصنعون التاريخ ؛ ولكنالذكاء أمر نسبي يختلف فيه الناس ويتفاوتون ، وحكم الناس غالباً على الذكاء الظاهر، بينما هناك قدرات خفية خارقة لا يراها الناس ؛بل قد لا يدركها صاحبها إلا صدفة ،أو عندما يصر على تحقيق هدف ما ؛ فسرعان ما تتفجر تلك المواهب مخلفة وراءها أعظمالانتصارات ، والأمجاد .

إن كل الناس يعيشون أحلام اليقظة ، ولكن الفرق بينالعظماء وغيرهم : أن أولئك العظماء لديهم القدرة ، وقوة الإرادة والتصميم على تحويلتلك الأحلام إلى واقع ملموس ، وحقيقة قائمة ، وإبراز ما في العقل الباطن إلى شيءيراه الناس ، ويتفيئون في ظلاله .

إن من أهم معوقات صناعة الحياة : الخوفمن الفشل ، وهذا بلاء يجب التخلص منه، حيث إن الفشل أمر طبيعي في حياة الأمم ،والقادة ، فهل رأيت دولة خاضت حروبها دون أي هزيمة تذكر ؟!
وهل رأيت قائداً لميهزم في معركة قط ؟!
والشذوذ يؤكد القاعدة ، ويؤصلها ، ولا ينقضها.

إنمن أعظم قادة الجيوش في تاريخ أمتنا – خالد بن الوليد – سيف الله المسلول ، وقد خاضمعارك هزم فيها في الجاهلية ، والإسلام ، ولم يمنعه ذلك من المضي قدماً في تحقيقأعظم الانتصارات ، وأروعها .

ومن أعظم المخترعين في التاريخ الحديث ؛ مخترعالكهرباء ( أديسون ) وقد فشل في قرابة ألف محاولة ؛ حتى توصل إلى اختراعه العظيم ،الذي أكتب لكم هذه الكلمات في ضوء اختراعه الخالد .

وقد ذكر أحد الكتابالغربيين ؛ أنه لا يمكن أن يحقق المرء نجاحاً باهراً حتى يتخطى عقبات كبرى في حياته .

إن الذين يخافون من الفشل النسبي ، قد وقعوا في الفشل الكلي الذريع ( أَلا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا ) (التوبة: من الآية49)

ومن يتهيب صعودالجبال
يعش أبد الدهر بين الحفر

إن البيئة شديدة التأثير على أفرادها ؛حيث تصوغهم ولا يصوغونها ( إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّاعَلَى )( وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ)(الزخرف: من الآية23 )، ولذلك فهيمن أهم الركائز في التقدم ، أو التخلف ، والرجال الذين ملكوا ناصية القيادةوالريادة ؛لم يستسلموا للبيئة الفاسدة ولم تمنعهم من نقل تلك البيئة إلى مجتمع يتسمبالمجد والرقي والتقدم ؛ ولذلك أصبح المجدد مجدداً ؛ لأنه جدد لأمته ما اندرس مندينها وتاريخها وقد ختمت النبوة بنبينا محمد -صلى الله عليه وسلم - فلم يبق إلاالمجددون والمصلحون ؛ يخرجونها من الظلمات إلى النور فحري بك أن تكون أحد هؤلاء .


وأختم هذه المقالة بإشارات تفتح لك مغاليق الطريق :

1-ذلك الكمالهائل من عمرك والذي يعد بعشرات السنين ، قد تحقق من أنفاس متعاقبة وثوان متلاحقة، وآلاف الكيلو مترات التي قطعتها في حياتك ؛ ليست إلا خطوات تراكمت فأصبحت شيئاًمذكوراً.

وكذلك الأهداف الكبرى ؛ تتحقق رويداً رويدا ، وخطوة خطوة ، فعشراتالمجلدات التي يكتبها عالم من العلماء ، ليست إلا مجموعة من الحروف ضم بعضها إلىبعض ، حرفاً حرفاً ؛ فأصبحت تراثاً خالداً على مر الدهور والأجيال .

2-علوالهدف يحقق العجائب ، فمن كافح ليكون ترتيبه الأول ؛ يحزن إذا كان الثاني ومن كانهمه دخول الدور الثاني ؛ يفرح إذا لم يرسب إلا في نصف المقررات والمواد .

وإذا كانت النفوس كباراً
تعبت في مرادها الأجسام

من يهنيسهل عليه
ما لجرح بميت إيلام


3-الإبداع لا يستجلببالقوة , وتوتر الأعصاب ؛ وإنما بالهدوء , والسكينة وقوة الإيمان , والثقة بما وهبكالله من إمكانات ، مع الصبر والتصميم , وقوة الإرادة والعزيمة ؛ ولذلك فأكثر الطلابتفوقاً ؛ أكثرهم هدوءاً , وأقلهم اضطراباً عند الامتحان . وكان النبي -صلى اللهعليه وسلم- أشجع الناس ، وأربطهم جأشاً ، وأثبتهم جناناً ، وأقواهم بأساً ؛ يتقونبه عند الفزع لا يعرف الخوف إلى قلبه سبيلاً .

4-التفكير السليم المنطقييقود إلى النجاح ، والتخطيط العلمي العملي طريق لا يضل سالكه .

وفشل كثيرمن المشروعات منشؤه الخطأفي طريقة التفكير ، والمقدمات الخاطئة تقود إلى نتائجخاطئة .

5-الواقعية لا تتعارض مع تحقيق أعظم الانتصارات , والريادة فيصناعة الحياة ؛ بل هي ركن أساس من أركانها ، وركيزة يبنى عليها ما بعده ، وعاصم منالفشل والإخفاق بإذن الله .

6- كثير من المشكلات الأسرية , والشخصية , والاجتماعية ؛ منشؤها توهم صعوبة حلها , أو استحالته . بينما قد يكون الحل قابقوسين أو أدنى ؛ ولكن الأمر يحتاج إلى عزيمة وتفكير ، يبدأ من تحديد المشكلة ثمتفكيكها إلى أجزاء ، ومن ثم المباشرة في علاج كل جزء بما يناسبه .

7– ( إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِين ُ) (الفاتحة:5) جماع الأمر ، ومدار العمل، والقاعدة الصلبة التي بدونها تكون الحياة هباء منثوراً .

أخذنا من وقتكمكثيراً ، فهلموا إلى العمل والمجد والخلود .

منقوووول
رد مع اقتباس