عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم June 10, 2009, 11:38 AM
 
فوائد في قوله تعالى:(وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم)

بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم و رحمةالله وبركاته


ان الحمدلله، نحمده و نستعينه ، ونستغفره ، و نعوذ بالله


من شرور انفسنا و من سيئات أعمالنا ، من يهدهالله فلا مضل له


و من يضلل فلا هادي له ، و أشهد أن لا إله إلاالله وحده لا شريك له، و أن محمدا


عبده و رسوله صلى الله عليه و على آله و أصحابهو من تبعهم


بإحسان الى يوم الدين و سلم تسليما كثيرا ، أما بعد ...


أعضاء وزوارومشرفي مجلة ابتسامة


مرحبابكم




فوائد في قوله تعالى: ( وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ )



فوائد في قوله تعالى: {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 216]}.


إن العبد إذا علم أن المكروه قد يأتي بالمحبوب، والمحبوب قد يأتي بالمكروه، لم يأمن أن توافيه المضرة من جانب المسرة، ولم ييأس أن تأتيه المسرة من جانب المضرة؛ لعدم علمه بالعواقب ؛فإن الله يعلم منها مالا يعلمه العبد.
أوجب لهذلك أموراً هي:
أ) امتثال الأمر:
فإنه لا أنفع له من امتثال الأمر وإن شقعليه في الابتداء...
- لماذا؟
- لأن عواقبه كلها خيرات ومسرات ولذات وأفراحوإن كرهته نفسه فهو خير لها وأنفع.
ولاشي أضر عليه من ارتكاب النهي وإن هويته نفسه ومالت إليه.
لماذا؟
لأن عواقبه كلها آلام وأحزان وشرور ومصائب.
ماهي خاصية العقل؟
خاصية العقل تحمُّل الألم اليسير لما يعقبه من اللذة العظيمة والخير الكثير واجتناب اللذة اليسيرة لما يعقبها من الألم العظيم والشرالطويل.
نظر الجاهل لايجاوز المبادي إلى غاياتها، والعاقل الكيِّس دائما ينظرإلى الغايات من وراء ستور مباديها .
فالعاقل الكيس يرى المناهي كطعام لذيذ قد خلط به سم قاتل كلما دعته لذته إلى تناوله نهاه ما فيه من السم، ويرى الأوامر كدواء كريه المذاق مفض إلى العافية والشفاء كلما نهاه كراهة مذاقه عن تناوله أمره نفعه بالتناول.
ولكن هذا يحتاج إلى:
1)ف ضل علم تدرك به الغايات من مباديها.
2)قوة صبر يوطن به نفسه على تحمل مشقة الطريق لما يؤمل عندالغاية.
فإذا فقد اليقين والصبر تعذر عليه ذلك وإذا قوي يقينه وصبره هان عليه كلمشقة يتحملها في طلب الخير الدائم واللذة الدائمة.
ب)التفويض إلى الله:
ومن أسرار هذه الآية:
1) أنها تقتضي من العبد التفويض إلى من يعلم عواقب الأموروالرضا بما يختاره له ويقضيه له لما يرجو فيه من حسب العاقبة.
2) أنه لا يقترح على ربه ولا يختار ولا يسأله ما ليس له به من علم فلعل مضرته وهلاكه فيه وهو لايعلم، بل يسأله حسن الإختيار له وأن يرضيه بما يختاره فلا أنفع له من ذلك.
3) أنه إذا فوض إلى ربه ورضي بما يختاره له أمده فيما يختاره له بالقوة عليه والعزيمة والصبر وصرف عنه الآفات التي هي عرضة اختيار العبد لنفسه.
ج) تفريغ القلب من الشواغل:
منها:1) أنه يريحه من الأفكار المتعبة في أنواع الأختيارات.
2) يفرغ قلبه من التقديرات والتدبيرات التي يصعد منها في عقبه وينزل في أخرى.
ومع هذا فلا خروج له عما قدر عليه فلو رضي بإختيار الله أصابه القدر وهو محمود مشكور ملطوف به فيه وإلا جرى عليه القدر وهو مذموم غير ملطوف به فيه لأنه مع إختياره لنفسه ومتى صح تفويضه ورضاه إكتنفه في المقدور العطف عليه واللطف به فيصير بين عطفه ولطفه (( فعطفه يقيه ما يحذره ولطفه يهون عليه ماقدره)).
المرجع : كتاب الفوائد لابن القيم






منقول للإفادة

التعديل الأخير تم بواسطة ~ أبو عبد العزيز ~ ; June 11, 2009 الساعة 04:21 AM سبب آخر: تعديل الآيه الكريمه وبعض الحروف المتداخله
رد مع اقتباس