:

ليس من حقك أن تلوم الآخرين على خذلانهم لك ..
إذا كانت أشياؤك الشخصية قد تخذلك في يوم .

فخ ؟
السيارة الغبيّة التي توقفت في منتصف الطريق .
قلمك الذي نفد حبره في قاعة الامتحان ..
ورأسك الذي أصابه صداع قاتل في صباح العيد .


ذراعي .
تضج بالآلآم .. ولا اظن أن أحداً سيفكر في أن يمسك بذراعي .
تحترق .
تموت ...
تولد أو تلد .. ربما .
تقضي امسية في مكان بعيد ..

لا أعرف ..
لا أعرف عنها أي شيء ..
لكن من المهم أن تعرف أن ذراعي ليست لأحد .

وأحياناً ليست لي .
طبعا لا أقيم مأتماً على أعضائي ..
ولا على أشيائي الخاصة التي أصابها التلف ..
من حقها أن تتنفس .. وتعيش كما يحلو لها أن تعيش .
ومن حقها أن لاتحتاج لمساعدتي ولا تطلبها ..

حرة هي لتكتب بخط يدها .. ( أنا حرة ) .
وعليّ أن لا أقلدها .. لتتحمل مسؤولية ماتكتب !
ولا أطلب منها أن تحبني ..
لأني لا أريد حباً كله شفقه .

وعندما نتذكر أنا وأشيائي ..
أننا تشاركنا سوية في الكثير من المواقف الذكريات ..
علينا أن لا نندم ..
وأن نصفي حساباتنا بهدوء .

كيف اقتنعت لوهلة أن أعضائي منّي ..
وهي أول من سيشهد ضدي حينما أذنب !
وهي التي ستفضحني بعدما أموت !!

العلاقة بيننا قوية .. لكنها لاتكفي لأن أثق بها .. .
كذراعي ال تتألم مني بلا سبب ..

لاتثق بأحد ..
ولا بشيء يقولون أنه لك و منك .
..

لاتثق بالمرأة الأكثر ألقاً .. لأنها ليست متفرغة لك ..
ولا بالذئب الأكثر جوعاً ( لذات السبب )..
لاتثق بالضفدع الذي يُصدر الفقاقيع على ضفة النهر..
لابد أنه واقع في نميمة .. ولا بالصيف الذي تتفاقم فيه الرطوبة ..
لأنه يسرق عرق الناس .. لاتثق بالمسحة الطبية
التي تسربت رائحتها في مدخل المشفى .. هم يقولون أن الشرفاء لاتنتشر رائحتهم والعكس صحيح ..
لاتثق بالشخصية التاريخية الواقفة في منتصف الميدان ,, لأنها الآن باتت تحفة .. لاتُقدم ولاتؤخر ! .
لاتثق بالحلزون في الجزيرة الأكثر تحرراً لأنه يشبه السيدة التي تأكل لحم النساء .. ولا بالبدوي الضال في المدينة ..
لو عرف أين مكتب العقار ماوقف يسألك . .
لاتثق بمجموعة المساكين الذين يقفون تحت عمود الكهرباء ..
لن يساعدوك لأنهم هم الذين يطلبون مساعدتك ..
ولا تثق بالسطل الفارغ بجوار الحديقة .. لأنه مثقوب من الأسفل .لاتثق بأحد

مما راق لي
عبدالله

__________________