عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم May 6, 2009, 11:47 AM
 
راى الاعضاء فى كتابى عن الاسره قبل طرحه بالاسواق

مقدمة البحث :-
- يتحكم في الإنسان منذ ظهوره على وجه الأرض عدة غرائز تشكل سلوكه. وتقدم البشرية رهين بتنمية ما كان نافعاً وصالحاً من هذه الغرائز والقضاء على ما كان منها ضاراً أو على الأقل تهذيبها .
- وقد جاءت الشريعة الاسلاميه والمنهج الاسلامى اكبر معلماً وواضعاً ومشرعاً للقوانين التى لم تترك اى كبيره او صغيره من أمور الدين والدنيا إلا وتناولتها بالبحث فجاء القران الكريم دستوراً وقانوناً ومنهاج لايمكن لأحد ان يشوبه بشائبة أو يعيبه بعيب ولنا أن نُحكم الإسلام بيننا لان الإسلام دستوراً ودوله وقطعاً للنزاع بالأحكام الشرعية المتلقاة من الكتاب الكريم والسنة النبوية والإجماع .
- ولولا القضاء لفسد الناس وانتشر الظلم والعصيان والقضاء بالحق من أقوى الفرائض وأفضل العبادات بعد الإيمان بالله تعالى وهو ضرورة من ضرورات المجتمع قال الله تعالى (( ......ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الارض .....)[1] وأول قاض فى الإسلام سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام فقد كان مأموراً بالدعوى والتبليغ وكان مأموراً بالحكم والفصل في الخصومات وقد ورد فى القران الكريم مايشير إلى ذلك منها قوله تعالى :- ( .....فاحكم بينهم بما انزل الله .......) [2] وقوله عز شانه :- ( فلا وربك لايؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لايجدوا فى أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً ) [3] صدق الله العظيم .
- فلا شك أن للإسلام عناية بالغة بتكوين الأُسرة واستمرارها وإقامتها على الأسس المتينة التي تضمن لها السعادة وتظللها السكينة والمودة والرحمة وهي أركان الحياة الزوجية كما صورها القرآن الكريم وجعلها آية من آيات الله حينما قال عز وجل {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً} الحقيقة أنه لا يمكن أن تكون هناك حياة إنسانية بلا أسرة وأساس الأسرة هو الزواج هذا في الإسلام وفي المسيحية وفي اليهودية وفي الأديان المختلفة وفي الفلسفات الأخلاقية التي تقوم على المُثل العليا ولذلك لم يعترف الإسلام ولا غيره من الأديان والفلسفات إلا الفلسفات الإباحية والتحللية التي شاهدناها في عصرنا هذا لم تُعرف أسرة إلا بزواج، ومعنى الزواج ارتباط رجل وامرأة برباط شرعي مُعلن تترتب عليه حقوق وواجبات متبادلة، فهذه الأسرة في الإسلام هي الخلية الأولى لبناء المجتمع الصالح لا يتكون مجتمع صالح إلا بأُسَرٍ صالحة فهذا ما يحرص عليه الإسلام والأسرة في الإسلام تبدأ بالأسرة الصغيرة الضيقة ثم تنتهي إلى الأسرة الممتدة الموسعة فبعض الناس يفهم إن الأسرة الرجل وامرأته وأولاده هكذا تبدأ الأسرة ولكن الإسلام عندنا يعتبر الأسرة أوسع من ذلك لأن الأسرة فيها الأبوان الأم والأب جزء من الأسرة الأخوة والأخوات الأعمام والعمات الأخوال والخالات وأولادهم وكما يقول القرآن {وأُوْلُوا الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ} فهذه نظرة الإسلام يريد أن يربط المجتمع بشبكات قوية تبدأ بهذه الأسرة الموسعة بحيث لا يعيش الإنسان بمعزل هو وأولاده في بيت ولا يهمه لا.. وهناك شبكة من الأحكام يعني أحكام النفقات الأقارب بعضهم وبعض لا يجوز للإنسان أن يعيش موسرا وأخوه مُعسر ولا يمد إليه يجب عليه أن ينفق أو ابن أخيه أو ابنة أخيه أو كذا فهناك نظام النفقات ونظام المواريث بين الأسرة الموسعة هذه بعضهم وبعض الإنسان يعني يرثه أبنائه ويرث من أبنائه ولكن يرث إخوانه وأخواته ويرثهم وأعمامه نظام العصبة ونظام الأرحام شبكة وهناك حتى في قانون الجنايات الإسلام يجعل الإنسان إذا ارتكب خطيئة معينة قتل واحد خطأ وربما لا يملك هو أن يدفع ديته لا يوزع هذه الدية على العاقلة يعني قبيلته العصبة تحتمل هذا وبذلك تكون هناك رقابة من هذه القبيلة على أبنائهم حتى لا يكلفوهم في كل حين وحتى لا تضيع دماء الناس هَدَراً هناك شبكة فالإسلام يقيم أول ما يقيم هذه الأسرة التي تبدأ برجل وامرأة هذا أساس الحياة كما بدأ آدم عليه السلام ربنا خلق آدم وأسكنه الجنة ولكنه لم يدعه وحده في الجنة ما قيمة أن يعيش الإنسان في جنة وهو منفرد لا أنيس له ولا جليس؟ لا معنى للجنة هناك أراد الله سبحانه وتعالى أن يؤنس آدم {وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا} يحصل هناك سكون والتحام وانسجام فكانت المرأة لابد منها للرجل لأن المرأة لا تستغني عن الرجل ولا يستغني عنها الرجل ولذلك القرآن يقول {بَعْضُكُم مِّنْ بَعْضٍ} يعني الرجل من المرآة والمرآة من الرجل هو يُكملها وهي تكمله هو يحتاج إليها وهي تحتاج إليه فهذا هو الأساس الذي قام عليه بناء الأسرة في الإسلام.
- وفى بحثى هذا تناولت بالدراسة المقارنة بين العصور التى سبقت الاسلام وكيفيه تعاملها مع أمور الأسرة متضمنه كيفيه معالجه هذه الشرائع لمفهوم الأحوال الشخصية دون الدخول فى التفصيلات الفقهيه بل هو عرض تاريخى مقارن لحال الأسرة على مر العصور والأديان أريد منه فى النهاية توضيح اثر الشريعة الإسلامية فى حياه الأسر وتطرقت بالدراسة اكثر الى منطقتنا العربيه .
- ويستلزم ذلك استعراض مفهوم الأحوال الشخصية
- فكلمة الأحوال الشخصية اصطلاح قانونى لم يعرف عند فقهاء المسلمين القدامى ولايوجد له ذكر فى كتبهم ، إذ كان ما يطلق عليه الآن الأحوال الشخصية داخلاً فى قسم المعاملات عند بعض الفقهاء وانما ظهر هذا الاصطلاح فى اواخر القرن الماضى الميلادى عندما الف المرحوم ( محمد قدرى باشا ) كتاب الأحكام الشرعية فى الأحوال الشخصية فى صوره مواد قانونية ماخوذه من مذهب الأمام ابى حنيفة تشتمل على أحكام الزواج والطلاق وما يتعلق بهما والميراث والوصيه والهبه والحجر وسائر مسائل الأحوال الشخصية [4]
- وسوف أتناول ببحثى هذا الجزء الخاص بالاسرة فقط فى محاولة لتوضيح مامدى التغيير الذى طراً على أحوال الأسرة فى مختلف العصور والديانات وحتى ظهور الإسلام .

[1] - سورة الحج : 40

[2] - سورة المائدة : 48

[3] - سورة النساء : 65

4- الأحوال الشخصية فى التشريع الاسلامى ( د. احمد الغندور ص 21- 22 )
رد مع اقتباس