أقسمت حسناء بهجري هجرا ملزما
ما دام بها حسن قد استعظما
فأقسمت بوصلها وصلا محتما
ما دام فيّ ثغر يفضي تكلما
فأقسمت قسما وأسمعت قوما
لأجرعنَّك يا هذا زقوما وعلقما
فلا تحسبنَّ بنأيها عني بقيت بشرا
ولا تحسبني بتكليمها بقيت أناما
فوجه لها ناضر ما أنت بناظر
إلا وانقاد ثغرك يفضي تبسما
فبنأي منها أوقدت فيَّ كل نار
وتلبد سحاب ثغري وتغيما
وأمطرتها شعرا مِمَّا عرفت من بحر
وأبديتها حالي يتيم بصدك ومتيَّما
فقلت ما ليس مجنون ليلى بقائل
وناشدتها بوجه ربي الذي كرما
أن سبيني فذاك من الحبيب تسليم
وضربك تدليك وبصقك ذاك مرهما
فأبت حسناء إلا ووصالها منفصم
وذاك وريدي فهل أعيش إن فصما
أنا حسناء في قمم وما بيننا زجج
وبرجلك زيت أتبتغي القمما
وهمت في الأزقة وحدها تتغطرف
فسألتها أن إذا أردتني لك حشما
فلا أجابتني وهمت تمشي ترنما
وأنا على ثراها وأملي صار تألما
أيا حسناء سألتك أليس بيننا رحم
أم خلقت من غير حواء وآدما
أيا ليتني حمى فيجمع بيننا أرق
أوليتني وشم فأرسم فيك رسما
فيا غابة الحب فيك صرح ممرد
من قوارير ومحب أنا صرت هائما
فسألت هدهدا وبواشقا وحدايا
عن معذبتي فيها العطف أعدما


أحسناء إن من الحجارة ما تفجرا
ومنها هابط ومنها خارج بعض ما
أحسناء إن القلب للقلب ينفطر
وما ظننت قلبك عليَّ أن يترحما
فما ظن الورى من رجائي ونأيك
ما بقومي من قومك فدية ودما
فما بال كلامي ما حرك فيك ساكنا
أبأذنيك وقر أ طبع على قلبك وَصُمَّا
فيا حسناء إن قلبك لو كان حجارة
فنزل عليك قرآن ما ظننت تهشما
والله حبك هذا جرعني سما ناقعا
وأرضة وصفت بعد أن قالوا سما
وقّلمت شيمي وشَمَّت الورى فيَّ
من أجل حبك فأين الجزاء أبعد ما
هزأتني علنًا أرجعتني كلبا
وجعلتني للورى عبرة ومعلما
وشمَّت الأعداء في قولهم زمنا
فما لقيت منك إلا حسرة وندما
إن سمعت نزارا قلت الحب نعمة
إلا مع حسناء ألفيت كل نعمة نقما
بهجرك تساوى كل حلو وزقوم
والشهد بهجرك أضحى علقما
وتساوى بنأيك الضل و الحرور
والنور بصدك عني صار الظلما
هذا حالي وأنت لا مفر حلي
يا حسناء أنت دوائي والسقما
فما جنيت من حسناء خف حنين
وأنجزت وعدها بالأمس والقسما
وأضحيت بحسناء مجنونا هائما
يا حسان أصومي ثلاث قد حُرِّما
وحسناء كما هي حسناء قد بقيت
وعادل مناد في الورى وا معتصما
ثم الصلاة على النبي وآله
به دوما به أبدا كلامي قد اختتما