عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم December 30, 2008, 10:57 AM
 
ازواجنا في البيوت


بسم الله الرحمن الرحيم
أزواجنا في البيوت وفيه بيان لحقوق الزوج على زوجته


من قدر له أن يحيط بوضع الأسرة في مجتمعنا,وما تعانيه من مشكلات نفسية وخلقية واجتماعية,ويقف على ما يقدم إلى محاكمنا الشرعية والمذهبية والملية من دعاوى الخصومة الزوجية, أيقن أننا في أشد الحاجة إلى إصلاح اجتماعي يهتم قبل كل شيء بوضع العائلة والعلاقات بين أفرادها, فاضطراب الحياة الزوجية عامل كبير من عوامل اضطراب الأوضاع السياسية والاجتماعية العامة, و نعتقد أن هذه المشكلة لست قائمة في مجتمعنا فحسب,بل هي في مجتمعات الشعوب كلها,كما نعتقد أيضاً أن هذه المشكلة ناشئة عن الغموض والفوضى في الحقوق والواجبات بين الزوج والزوجة, فلو استقام الأمر بينهما على حب روحي كريم,وعلى حق واضح صريح يعرفه كل واحد ويطبقه على نفسه,ويطالب به نفسه قبل أن يطالب به الآخر,لارتفع المستوى الاجتماعي في البيت إلى حيث تنعم الأسرة كلها بالأمن والسعادة والاستقرار.

ويوم كانت أمتنا تقود ركب الإنسانية إلى الخير, وتحمل مشعل الهداية إلى الشعوب, كانت في داخل بيوتها تنعم بما لا يعرف له التاريخ مثيلاً, من استقرار السعادة الزوجية, وشمول الطمأنينة والحب والتعاون لجميع أفرادها, ذلك أن الإ سلام وضع لكل من الزوجة والزوج والآباء والأبناء ,حدوداً واضحة يتميز فيها حق كل فئة عن حق الفئة الأخرى وهي حقوق متكافئة منسجمة تؤدي إلى ملء القلوب بالحب ,وملء البيوت بالنعيم ,وملء المجتمع بالنسل الصالح الذي يبني ولا يهدم ,ويسمو ولا ينحدر.
وهذه الحقوق أقامها الإسلام على دعامتين من العدل والحب,لا ينبع خير في الحياة إلا منهما ,ولا يستقيم شأن في المجتمع بدونهما,والعدل هو دعامة التشريع الإسلامي ومدار فلسفته ونظامه , والحب هو روح التربية الإسلامية وأساس رسالته , إن العدل والحب قام عليهما نظام الأسرة في الإسلام و بهما استقام شأن العائلة المسلمة يوم كانت تقيم إحكامه وتلزم حدوده فما هو العدل في علاقة الزوج بزوجته ؟؟ وكيف يكون الحب وتنمو بذوره في قلب الزوجين ؟؟
أما الحب : فذلك حين رغب الإسلام إلى كل من الرجل والمرأة إن يكون الباعث على اشتراكهما في الحياة الزوجية امراً نفسياً يربط بين قلبيهما برباط وثيق من الحب وا لألفة ينمو مع الزمن , ولا تزيده الأيام إلا توثقاً واستمساكا , ذالك هو إعجاب كل منهما بخلق صاحبه واستقامته ودينه , لا الرغبة في ماله فالمال يزول , ولا في جماله فالجمال يذبل , ولا في جاهه فالجاه ينهار : إن الزواج في نظر الإسلام سكن نفسي واطمئنان روحي وتعاون قلبي على قطع مرحله الحياة بما يقوي المجتمع ويمنحه خيراً , ومن هنا كان عقد الزواج عقداً تباركه يد الله وتشمله رعايته , وانظر ما أروع هذا التعبير عن غاية الزواج وحقيقة الرابطة بين الزوجين حين يقول الله تبارك وتعالى }ومن ءايته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودةً ورحمةً{<سورة الروم إيه>{21}
وانظر ما ابلغ هذا التشبيه الجميل في قوله تعالى {هن لباسٌ لكم وانتم لباسٌ لهن }سورة البقرة إيه <187>.
أي أن حاجة كل منهما للأخر كحاجة الإنسان إلى اللباس وملازمته له ,فالرجل لولا المرأة لكان قبيحا كقبح العاري تبدو سوأته للناس جميعاً, والمرأة لولا الرجل لكان مزدراة تنبعث منها الشرور كما تنبعث من امرأة عارية لا حياء ولا حشمه .
وعلى الأساس القوي الرائع من الحب والإعجاب والغايات الروحية النبيلة, يبدأ الرجل والمرأة حياتهم الزوجية المشتركة, وفي ظل هذا الحب تحل كل المشاكل الناشئة في ما بينهما فيما بعد. إنها ليست مشاكل تقوم بين الغريبين لا رابط بينهما إلا المنفعة , بل بين حبيبين لا جامع بينهما إلا الوفاء :وعلى هذا الأساس وضع الإسلام الحدود الفاصلة بين حق الزوج وحق المرأة , وسنرى كيف جعلها الإسلام حقوقاً يحتمها الحب والوفاء قبل أن يحتمها العدل والقانون .

لنبدأ بحقوق الزوج: فأولها: طاعة الزوجة له بالمعروف, وهي طاعة تحتمها المصلحة المعنوية المشتركة بين كل شريكين.. إنها ليست طاعة العبد لسيدة , ولا الذليل لمستعبدة , إنما هي طاعة الأخ الصغير للأخ الكبير ,والزوجة غالباً ما تكون دون الرجل سناً, وهي طاعة المساهم الصغير بالمساهم الأكبر والزوجة لا تساهم في نفقات البيت كما يساهم في ذالك الزوج , وهي طاعة الأساتذة لمدير المعهد إذ كان لابد له من مدير يضبط النظام ويحل المشاكل ويلزم التلاميذ حدود الأدب ويحول
دون عدوان بعضهم على بعض , هذه هي الطاعة التي يطلبها الإسلام من الزوجة لزوجها , وهي القوامة التي أشار إليها القرآن بقولة :{الرجال قوامون على النساء}سورة النساء الآية <33>
وهي سهله على نفس المرأة المفطورة على المسالمة والموادعة والرفق واللين ومن هنا كان أثرها كبيراً في استقامة الحياة الزوجية وسعادتها وحسن تربية الأولاد واستقامتهم في الحياة ومن هنا أيضا كان أجرها عند الله كبيرا .
ونحب إن ننبه هنا على أن الطاعة المطلوبة من المرأة لزوجها إنما هي في حدود الشريعة والمصلحة المحققة لها ولأولادها : فمن أمرها زوجها بشرب المسكرات أو مرافقة الرجال أو ضرب الأبناء ضرب التلف لم تلزمها الطاعة بل تحرم عليها الطاعة في مثل هذه الأوامر , والقاعدة العامه قول الرسول صلى الله عليه وسلم {لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق } رواه احمد والحاكم .
ومن حقوق الزوج أن تعنى الزوجة ببيتها وتحفظ للزوج ماله وأثاثه , وتوفر له راحته وهدوءه , وكل ما كانت حريصة على البيت وأمواله لا تفرط فيه ولا تعطي منه شيئاً إلا بأذن الزوج كانت أجدر بثقته واطمئنانه ومن حقوق الزوج على زوجته :أن ترعى شعوره فتبتعد عن ما يؤذيه من قول أو فعل أو خلق , وان تراعي ظروفه المالية ومكانته الاجتماعية فلا تضيق ذرعاً بعمله خارج البيت مادام عملاً شريفاً يكتسب منه , ولا تعرض عن ما تقتضيه مكانة زوجها الاجتماعية من حد لبعض تصرفاتها أو ملابسها أو أهوائها , فإنها شريكة الزوج في نجاحه الاجتماعي وحسن سمعته بين الناس , وينالها ما يناله في ذالك من خير أو شر أو ذم أو ثناء ومن ذلك أن لا تكلفه من النفقات مالا يطيق , قد تكون في حق فيما تطلب من نفقه , ولكن زوجها لا يستطيع إن يقدم لها ذلك إلا أن يسرق أو يستدين , فأية زوجة تلجئ زوجها إلى السرقة أو الاستدانة إلا أن تكون قاسية القلب لا تعيش مع زوجها بروحها ولا بقلبها إنما تعيش معه بجسدها وبلذتها ؟ ولقد كانت من عادة نساء السلف رضوان الله عليهم إن تقول الزوجة أو البنت يحين يخرج الرجل من البيت اتق الله وإياك والكسب الحرام, فإنا نصبر على الجوع والضر ولا نصبر على النار.
ومن حقوق الزوج أن توفر له الزوجة سكن النفس واطمئنانه في البيت , بنظافة جسمها ونظافة بيتها وان تتزين له حين يقدم بما يقربها إليه ويزيد حبه لها وشوقه إليها وهكذا تكون المرأة الناجحة في امتلاك قلب زوجها لا كتلك التي تستقبل زوجها بثياب المطبخ شعثت الشعر رثت الهيئة ثم لا تتزين إلا حين تخرج لاستقبال أو تستعد لزيارة ومن حقوق الزوج إلا تخرج من بيته إلا بإذنه وألا تبدي زينتها للأجانب ليطمئن قلبه وتسكن نفسه ومن حقوق الزوج إن تترك له زوجته وقتاً يفرغ فيه بنفسه وفكره فإن كان عابداً تركت له وقتاً تطمئن فيه نفسه إلى عبادة الله بخشوع وحضور قلب وإن كان عالماً تركت له وقتاً يقرأ فيه أو يكتب أو يؤلف أو يفكر : إن اللذة التي يجدها العابد في خلوته , والعالم في قراءته , والأديب في هدأته لا تعدلها لذةً في الحياة وقد لا تشعر الزوجة بهذه اللذة فلا تفهم لها معنا , وقد تؤولها على معنى الكره والبعد عنها وهي في ذالك متجنية على زوجها ومتجنية على نفسها .. فإذا أبت إلا إن تعكر عليه صف هدوئه ولذته الروحية والعلمية فقد أجبرته على إن يكره جو البيت وان يفر منه إلى مكان ينجو منه من مضايقتها وإزعاجها , وقد تمتد النفرة من البيت فتصل إلى حد النفرة منها هي فلا يطيق رؤيتها ولا يحب معاشرتها , وهنا تكون الكارثة على الزوج والزوجة والأولاد والبيت اجمعه .
كان تولستوي{أكبر كتاب الروس في عهد القياصرة} من أسعد الناس بحياته الزوجية في أول عهده بالزواج.. ثم كان من أشقى الناس بزوجته حتى لم يعد يطيق رؤيتها, ذلك أنه كان في أول حياته مترفاً منعماً, وكانت زوجته مترفة تحب رغد العيش ورفاهيته.. وعاشا معاً أمداً من الدهر كأسعد زوجين حباً وسعادة.. ثم تغيرت أفكار تولستوي وآراؤه في الحياة فمال إلى الزهد وصمم على إن يكرس حياته لإنقاذ البؤساء ونصرة الفقراء ومكافحة الظلم والطغيان فألف وكتب وعاشر الفلاحين في قراهم و هجر حياة الترف والنعيم .. فلم تستطيع زوجته إن تسايره في حياته الجديدة بل لم تفهم عليه هذا الاتجاه الجديد فما زالت تنغص عليه عيشه وتضايقه في اتجاهه لك حتى لقي الموت بسببها ؟؟ أتدرون كيف كان ذلك؟؟ إنها لم تسقه السم , ولم تخنقه في الفراش ولم تطعنه بسكين , ولكنها ألجأته إلى هجر البيت فتسلل منه هارباً في ليلة باردة عاصفة ممطرة من ليالي الشتاء وخرج هائماً في ظلام الليل لا يدري إلى أين يتجه فأصيب بالتهاب رئوي لم يمهله أكثر من احد عشر يوماً فوجدت جثته ملقاة في فناء احد محطات السكك الحديدية , وقد كان مما أوصى به قبل موته ألا يؤذن لزوجته برؤيته
يازوجاتنا الفاضلات !! احرصن على سعادتكن بسعادة ازواجكن ..اجعلن من بيوتكن جنات يأوي اليها الأزواج حتى يجدوا فيها من قلوبكن وبشركن ونظافتكن وتعاونكن ما يحبب إليهم البيت على الهرب منه حذار يا زوجاتنا أن تقتلن علماءنا واو أدباءنا ومفكرينا حذار إن تقتلن أزواجكن كما قتلت تولستوي زوجته الحمقاء !!
أعجبني فنقلته إليكم وإذا وجدت تفاعل راح انقل لكم إن شاء الله حقوق الزوجة على زوجها حتى ما يزعلوا الزوجات ولا تنسوني من دعاءكم
>> أختكم {فرح ضي}<<
__________________
فرح ضي
^_^


رد مع اقتباس