عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم December 11, 2008, 03:42 AM
 
خصائص أسر المتفوقين و الموهوبين .

نذير بن خالد الزاير/عضو الجمعية الخليجية للإعاقة-18/10/2008 م
تتولى البيئة الأسرية Family Environment دور رئيسي مُكمّل لدور المدرسة و المؤسسات التعليمية كما أكدنا ذلك من في مقالات سابقة ،و ذلك برعاية لأبنائها الموهوبين Talented أو المتفوقين عقلياًMental Gifted خاصة في مرحلة ما قبل المدرسة

حيث نشأة الفرد في بيئة أسرية واعية مثقفة يُساعدها ذلك في تنمية قدرات أبنائها و مواهبهم ، و الوالدان يستطيعان تقديم الكثير الكثير بعد الله تعالى ، فَمن المُسَلّم به أن للوالدين الأثر الفعّال في تربية الطفل و تنشئته و لمشاركتهما أهمية في مجالات متعددة منها توفير الدافعية للطفل على الإنجاز و التفوق و تغذية مواهبه و تأكيدها .

يذكر أستاذنا البروفيسور عبد الرحمن سيّد سليمان في كتابه الشهير

( المتفوقون عقلياً "خصائصهم ،اكتشافهم ، تربيتهم، مشاكلهم " 384:2005) عن إشارة كمال أبو سماحة و آخرون "(116:1992)" لبعض خصائص البيئة الأسرية ، التي من شأنها تساعد على إظهار التفوق العقلي لأبنائها ( ذكور ،إناث) أبرزها :

1) توفير الحنان و تقبل العلاقات الاجتماعية و كيفية التعامل مع الآخرين.

2) إتاحة الفرصة للطفل للتنفيس و التعبير عن قدراته بما يختزنه من طاقات كامنة

3) إثارة فضول الأطفال من خلال الاتصالات المهمة مع المصادر المختلفة في الثقافة و الطبيعة الاجتماعية .

4) إتاحة له الفرصة بالإحساس و الشعور بالمسؤولية و الاستقلالية في وقت مبكر من حياته وفق مقاييس يضعها الوالدان على مدى وعيهما التربوي الثقافي


5) التواصل الاجتماعي Social Communication مع الأسر الأخرى مما يتيح الفرص للأطفال المتفوقين عقلياً للاختلاط مع غيرهم من الأطفال من أعمارهم و قدرات مختلفة .

6) إشراك الطفل في المسؤولية الأسرية ك"قيام الابن مقام والده و البنت عن والدتها" ، حتى يمكّن ذلك من تنمية الصفات الاجتماعية اللازمة للحياة في المجتمع الخارجي .

يتبيّن لنا من خلال هذه الخصائص التي من المفترض أن تكون لأسر ذوي التفوق و الموهبة أن الأسرة هي البيئة الطبيعية التي يمارس فيها الفرد حياته ، لذلك تعتبر الأسرة هي المشخّص الأول و العارف الرئيسي لأبنها من خلال أساليب عدة أبرزها الملاحظة ، لذلك فإن لها دور هام في اكتشاف الموهوبين و المتفوقين عقلياً من أبنائها والأخذ بيدهم وتقديم وسائل الرعاية اللازمة لتنمية قدراتهم وإمكاناتهم ، غير إنها تعجز أحيانا عن القيام بدورها كاملا ؛ وذلك بسبب عوامل نقص الخبرة و المعلومات الكافية أو قلة الوعي و الثقافة بالمجال التربوي أو تعرض طفلها لعوامل الحرمان المتنوع بشكل مباشر أو غير مباشر . لذلك يمكننا هنا مساعدة الأسرة على ذلك من ناحيتين هامتين هما :

أولا / كيف تتعامل الأسرة مع أفكار الطفل الموهوب أو المتفوّق عقلياً ؟ وكيف يتصرّفون حيال أسئلته الغير عادية ؟

ثانيا / كيف يمكن للأسرة المساهمة في تخفيض حدة القلق لدى الطفل الموهوب وأسئلته دون التأثير على مستوى إبداعه ؟

نعم. يتطلب في كلا الموقفين من الأسرة عدم السخرية من أفكار الطفل وأسئلته وذلك حتى لا يتخوّف من التعبير عن أفكاره أو يتردد في الإعلان عنها فإن لم يجد الإجابة المثالية الشافية من قبل والديه سيجدها من الأصدقاء أو الزملاء أو الإعلام ، وعادة ما تؤدي الأسئلة المطروحة من قبل الأطفال الموهوبين أو المتفوقين عقلياً إلى الشعور بحالة من الرضا والاطمئنان بعد أن يكونوا قد عرفوا الإجابات لتساؤلاتهم وهي بذلك تدل بشكل واضح على الرغبة في التعلم والتدريب وارتفاع الدافع إلى التحصيل لديهم .

بل إن تساؤلاته في مرحلة الطفولة خصوصاً هي غريزة فطرية طبيعية لكل إنسان وتدل على سمات الموهبة و التفوق و النبوغ الذهني.

هنا نعرض أهم الإرشادات والتوجيهات التي تساعد الأسرة في القيام بدورها المنوط لأبنائها المتفوقين و الموهوبين :

أولا / على أسرة الطفل أن تعمل على ملاحظته بشكل منتظم ، وأن تقوم بتقويمه بطريقة موضوعية وغير متحيزة حتى يمكن اكتشاف مواهبه الحقيقية والتعرف عليها في سن مبكرة لأن الفشل في ذلك يؤدي بالأسرة إلى الوقوع في خطأين هما :

أ ( المُبالغة من الآباء في تقدير مواهب أبنائهم بدافع شخصي أو رغبة منهم في التباهي والتفاخر بأبنائهم مما يوقع الأبناء في مشاكل متعددة بسبب رغبة الآباء بضرورة تحقيق مستويات للتحصيل والتفكير العقلي أعلى بكثير مما يقدر عليه أبناءهم.

ب) يشعر الموهوبون في قرارة أنفسهم بعدم تفهم آباءهم لهم وتجاهل مواهبهم وقدراتهم بسبب سوء التقدير وانعدام الفهم أو بانشغالهم بالمصالح الخاصة مما يدفع إلى الشعور بالضيق بسبب الكبت والحرمان .

ثانيا / على الأسرة أن تتعرف على الموهوب في سن مبكرة ويساعدها في ذلك إتاحة الفرصة لملاحظة أبناءها عن قرب لفترات طويلة خلال مراحل نموهم المتعددة فللموهوبين سمات عقلية وصفات ذات طابع معروف تميزهم عن غيرهم من باقي الأطفال العاديين في أعمارهم .

ثالثا / أن توفّر الأسرة لطفلها الإمكانات والظروف المناسبة له و تعرفه على الأشياء الجديدة في مجالات التفكير والإبداع مع تشجيعه على القراءة والاطلاع .

رابعا / معاملة الأسرة للطفل الموهوب باتزان فلا يصبح موضوع سخرية لهم كما يجب ألاّ تنقص الأسرة من شأن موهبته أو تسيء استغلالها أو إهمالها ، ومن جهة أخرى يجب عليها ألا تبالغ في توجيه عبارات الإطراء والاستحسان الزائد عن الحد مما قد يؤدي إلى الغرور والشعور بالاستعلاء والتكبر .

خامسا / أن تكون نظرة الأسرة إلى الطفل الموهوب و المتفوق عقلياً بنظرة شاملة فلا يتم التركيز على القدرات العقلية أو المواهب الإبداعية المتميزة فقط دون غيرها ، وأن تجعله يمارس أساليب الحياة العادية الطبيعية مثل غيره ممن هم في فئته العمرية. و هكذا فعلينا أن نذكر بأن الموهوب طفل كغيره بحاجة إلى الحب والتقدير وأن نوفر له الأمن والاطمئنان الذي يعينه على تحقيق النمو المتكامل لجميع جوانب شخصيته.

همسة تربوية:

1) لابد للأسر أن تزيد من وعيها الثقافي و التربوي (بقراءة الكتب، والدراسات والأبحاث، استشارة ذوي الاختصاص.. ) ؛ لتنمية و رعاية أطفالهم منذ صغرهم و تتعرف على مواهبهم ، مصاحباً ذلك استشارة ذوي الاختصاص و عدم مزولة الرعاية و التربية باجتهادات دون جدوى فذلك لا يكفي ..

2) افتتاح برامج التفوق و الموهبة في المدارس العادية خصوصاً في بعض القرى و الأحياء ، وذلك لما تؤكده الدراسات أنه يكثر وجود المتفوقين و الموهوبين في الأسر ذات الدخل المحدود أو المتوسط ..

__________________



وصيتي لك يا صاحبي ,,
* * *
غض النظر يا صاحبي و أمسك لسانك في حذر ..
طالع عيوبك قبل ما تجرح احاسيس البشر ..
* * * * * *
خلك في خطواتك حذر و أبعد عن الدرب الخطر ..
و ان شافت عيونك خطأ عيون البشر كلها نظر ..
* * * * * *
اخذ المسائل من يسر و ابعد عن الدرب العسر ..
حاول تسامح من غلاك و خلك تكون المقتدر ..
* * *
و نصيحتي لك ,,
(( ان كان بيتك من زجاج لا ترمي الناس بحجر









رد مع اقتباس