عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم November 25, 2008, 11:59 AM
 
Computer استفحال متواصل للسرطان

لقد تم إثبات مدى خطورة هذه المرمدات على صحة الإنسان والحيوان من جهة والمنشآت القاعدية والزراعية من جهة أخرى، عن طريق دراسات قام بها منذ سنين معهد مختص في هذا المجال.
إن التحقيقات التي تمت فيما يخص تأثير المرمدات وما يصدر عنها من دخان وغازات سامة نتيجة احتراق النفايات والقمامات المنزلية، كلها تؤكد مدى خطورة هذه المصانع على صحة الإنسان والحيوان والنبات. فإن عمال هذه المرمدات ومن يسكنون بجوارها كلهم معرضون لأمراض شتى في منتهى الخطورة وخاصة السرطان، ثم الأمراض التنفسية والجلدية وغيرها...
إن المركبات الكيمياوية المنبعثة أو الصادرة من هذه المرمدات كأوكسيد الكربون، والمركبات الكبريتية والآزوتية وغيرها.. كلها مواد سامة في منتهى الخطورة بالنسبة للطبيعة، تلوث الهواء والمياه والنبات وتدمّر الإنسان والنباتات والحيوانات.
كل التحقيقات التي تمت في هذا المجال تثبت مدى انتشار حالات السرطان عند عمال هذه المصانع (المرمدات). وسمحت بتسجيل ارتفاع هام فيما يخص كل أنواع السرطان بالمقارنة مع باقي الشرائح الأخرى، وعلى وجه الخصوص سرطان الثدي عند المرأة، وسرطان اللامفوم، وسرطان النخاع المتعدد عند الرجل الذي مآله الموت لا محال.
إن مادة الديوكسين التي تنبعث من احتراق القمامات، ليست المادة الوحيدة المسؤولة عن المشاكل الصحية الناتجة عن هذا الاحتراق. وإن تعرّض السكان وعمال هذه المرمدات للدخاخين المنبعثة منها والمواد السامة التي تنتجها، أول وثاني أوكسيد الكربون، أوكسيد الكبريت، حمض الكبريت والآزوت والأمونياك وحمض الفليور، كلها أجسام سامة بكميات قليلة فقط.
فإن كل المواد الملوثة، بما فيها المعادن الثقيلة الناجمة عن هذا الاحتراق تلعب دورا هاما في تدهور صحة الإنسان والحيوان من جهة، والمنشآت القاعدية والزراعية من جهة أخرى. وقد تم إثبات ذلك عن طريق دراسات قام بها منذ سنين معهد مختص في هذا المجال، التي بيّنت أن الأشخاص الذين عاشوا في سنوات الثمانينيات بقرب من محرقة للقمامات (مرمدات) هم معرضون بصفة مؤكدة وبنسبة جد مرتفعة للإصابة بالسرطان. وإن احتمال الإصابة يصل على سبيل المثال إلى 22% فيما يخص سرطان الأنسجة اللينة و16% فيما يخص سرطان الكبد.
الآن يحذر الأطباء عبر العالم بصفة شديدة من خطورة هذه المرمدات، ويقومون بتحسيس المجتمع ومختلف المسؤولين الذين بإمكانهم أخذ القرارات التي تعود بالفائدة على الإنسان فيما يخص صحته وتغذيته وبيئته، وتقي من انتشار هذه المصانع، وما ينجم عنها من أمراض في منتهى الخطورة.
ويقترح الأطباء في مختلف دول العالم اللجوء إلى التسميد أو التحويل بدل الترميد، لأن هذه المرمدات قد أثبتت تجاوزها للحد المقبول فيما يخص تأثيراتها الضارة على كل من الإنسان والحيوان والنبات والبنايات.
إن المرمدات حاليا تعمل بتصفية مادة الديوكسين لكي لا تسرّحها في الطبيعة ولا يستنشقها السكان من أجل تفادي أو التقليل من تأثيراتها السامة والمدمرة، لكن المواد الملوثة الأخرى العديدة لا تخلو من الأخطار؛ مثل المعادن الثقيلة التي تهدد البيئة والصحة والحياة ككل.


د. صالح حناش
__________________
Helen Keller
I do not want the peace that passeth understanding. I want the understanding which bringeth peace


لا أريد السلام الذي يُمرر الفهم. ولكنني أريد الفهم الذي يجلب السلام.
رد مع اقتباس