عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم October 19, 2008, 01:10 AM
 
ارسم لحياتك خطة

" ارسم لحياتك خطة "

ماذا تبغي من الحياة ؟
الإنسان العادي سيجيب على ذلك بقوله " الصحة والسعادة والنجاح " وهذه هي الأمور التي نريدها وننشدها جميعاً. ومع ذلك كم منا من يسعى لتحقيقها ؟
إن سير الحياة على وتيرة واحدة أكل ، ونوم ، وعمل ، من أعم وأشيع أسباب الشقاء والتعاسة .

خطط عملك ، وأعمل على تنفيذ خطتك !
تعلم أن تمضي على الدوام وفقاً لخطة احتفظ معك بمفكرة تدون فيها الأشياء التي تريد إنجازها، وخطتك للعمل غداً، وفي الشهر القادم، وفي السنة القادمة، وقد يبدو هذا في بادئ الأمر عمل أطفال، ولكن جرب طريقة " الورقة والقلم " ورسم الخطة.

إن جانباً كبيراً من سعادتنا في الحياة يتوقف على مدى تخطيطنا. ومن الأشقياء من يعترفون أنهم كانوا كمن يجرفهم التيار . إنهم ربابنة سفن في البحر يجولون فيه على غير هدى وإلى أين المسير ؟
هذا أمر لا يهم !

وماذا يكون لو أن الخطة التي رسمتها قد اعترضها عائق فجائي ؟ إن عليك في هذه الحالة أن تضع خطة جديدة لتساير ظروفك المتغيرة . إذ يجب ألا نتشبث بخطة واحدة لا تتغير مهما تغيرت الظروف . وضع خطة معناه العمل على تحقيقها ، والنجاح في تحقيقها يفضي بك إلى السعادة . كالمهندس الذي يشيد جسر ، فهو أنما يشيده بناء على تصميم موضوع ، ونجاحه في إنشائه يسعده ، فلِمَ لا تستعرض ما تريده من الحياة . وما تبتغي تحقيقه من الأهداف ؟ ثم تطبق " خطة الحياة " .

وهنا يمكن أن أناقض " جوته " في قوله : " أن الحياة فن يجب أن يتعلمه كل إنسان ، ولكن ما من أحد يستطيع أن يلقنه لأحد " .
فأني أعتقد أن الحياة الناجحة علم. ما دام العِلم هو " حقائق منظمة " فمن الطبيعي أن نفترض أن علم الحياة يقوم على التنظيم الحاذق لعادات المعيشة والنجاح ولك أن تعدلها وتحورها أو تستخدمها جميعاً، وفي العلم العسكري يقولون " أن التنظيم والتخطيط كسب ثلثي المعركة " :
1- لكي تتمتع بالصحة البدنية والعقلية :
يجب أن تنال القدر الكافي من النوم، وتروض نفسك على الاعتدال في تناول الطعام، وتخلق عادات معيشية طيبة، فأرع قواعد الصحة الملائمة لك. ورفه عن نفسك بمختلف أنواع التسلية .

2- لكي تعرف نفسك :
ادرس مواضع الضعف وعوض نفسك عن النقص .
ضع قائمة بقدراتك وإمكانياتك، وحلل أخطائك وأصلحها وتعلم كيف تحل مشاكلك الشخصية بحذق وحصافة، وتكشف عن الدوافع التي تختفي وراء سلوكك ؟ أفهم ما فيك من " مركب النقص " وتغلب عليه. وحذار أن تيأس . أصلح شخصيتك من وفت لآخر، كلما دعت الضرورة، وأجعلها كما تود أن تكون.

3- لكي تتمكن من معاشرة الناس :
كن صادقاً، ولكن في لباقة وكياسة، وتوخ المرح في مناقشاتك، وتجنب التهكم والسخرية في الجدل. وتعلم كيف تتقبل النقد بصدر رحب، وكيف تكسب الأصدقاء عن طريق الاحتمال، والتسامح، والحب. وكن عطوفاً غير أناني . وتجنب كل مظاهر الغرور ولا تكن صلب الرأي عنيداً.

4- لكي تتكيف مع عملك :
أهتم بعملك، وأده في مهارة، وتجنب البطء، ولا تضيع وقتك في أحلام اليقظة، وكن سمحاً متعاوناً، وأحذر أن تكون شديد الحساسية، وكف عن التفتيش عن الأخطاء. ولا تهمل مظهرك الخارجي، ولا تجعل لك أعداء في العمل، وأهتم بشئونك وحدك، وأحسن تقدير الغير.

5- لكي تنجح في زواجك :
أجعل من الزواج مغامرة غرامية دائمة، وشهر عسل مستمر، تجنب الغيرة والجدل
، وكن منصفاً، وأجعل نصب عينيك إدخال السرور على نفس شريكك. كن عطوفاً متسامحاً ، وتعلم كيف تضحي . لا تنتقد ولا تؤنب في قسوة وأضبط عواطفك ، وإياك أن تصبح " أعزب " وأنت متزوج ، أو " عانسا " وأنت متزوجة ! .

6 - خطة للتنفيذ:
لا تتوقف عن التعليم ، وسر دائماً في طريق التقدم ، ولا تكن كسولاً ، اجتهد في تحقيق آمالك ، وأحذر أن تثبط همتك ، ووجه جهودك إلى هدف واحد وتمم ما بدأت به دائماً ، وتعلم أن تستمتع بعملك ، وأن تستغل كل إمكانياتك وتكسب الثقة عن طريق العمل . وكن مستمعاً جيداً . فالله خلق لنا أذنان وفم ، لكي نسمع أكثر ما نتكلم " نثرثر " .

7- خطة للاستمتاع بالحياة:
روض نفسك على أن تصبح ذا مزاج معقول ، ولا تكن متشائماً ، أضحك كثيراً ، وأبتسم أكثر ، وأكسب أقصى ما تستطيع من الأصدقاء ، وأحصل على نصيبك الأسبوعي من التسلية والترفيه ، واخلق اهتمامات جديدة ، وهوي ترضاها . إقراء كثيراً من الكتب الجديدة، وأستمع إلى الموسيقى، وتقبل السعادة كحالة عقلية " أن من غير الطبيعي أن تكون شقياً بائساً " .

8- اتخذ لنفسك فلسفة في الحياة :
تمسك بعقيدتك الدينية ، ودافع عن مثُلك العليا ، واخلق في نفسك مناعة ضد الخيبة ، ولا تكن مفرطاً في إرهاق الضمير ، وقلل من النزعة المادية في نفسك ، وكف عن استغلال أصدقائك ، وتجنب التحيز والتعصب ، ولا تحقد على أحد ، وأحذر أن تصبح عدو نفسك .

9- لكي تمنح العالم خير ما تستطيع:
كن نافعاً ، وكن اجتماعياً ، وشارك الآخرين فيما تعلمته من تجاربك ، وكن مصدر وحي والهام لغيرك ، وأشرك العالم في نجاحك ، وأمدد يد المعونة في الأمور الجديدة . عاون البائس ، وتقبل تبعات الحياة في رضاء ، وأبذل جهدك في كل ما تؤديه ، وكن جزءاً من العالم الذي تعيش فيه .
إن كثيرين بغرائزهم يعيشون بدلاً من رسم الخطة لحياتهم، لخوفهم من المستقبل غير الآمن. وهم يمتثلون للقدر لأنهم لا يتكهنون بما تأتي به الحياة من يوم لآخر.
وإني لأعتقد أن الخوف هو أساس كل الاضطرابات العصبية والنفسية ، وقد قال أحد الحكماء يوماً : " إن أجدر الأشياء بأن تخافه هو الخوف نفسه ! " .

وأخيرا أجعل شعارك في هذه الحياة: " القناعة والكبرياء ".
أي تقتنع بما أنت فيه ووصلت إليه بعد جهد، وأن لا تخنع أو تستجدي، أو تقول حاضر، موافق، وتعيش على حساب الآخر.
رد مع اقتباس