سافرت طويلاً على متن زورق الشوق

إلى أن وصلتُ لمملكة المحبة ..

وأثناء الأيام العسيرة !

لم يكن لنا سوى اللجوء

لمملكة الحب ..

نحتمي بها ونلوذ ..

فنركن لترميم الذات

ونقاوم الإنسحاب الداخلي ..

إن الحب في جوهره ليس تحقيقاً

لمتعة مؤقتة !!

ولكنه شراع الحياة

ودفّتها ..

فإذا خلت منه الحياة نسقط

صرْعى في هوّة

الوجود ..

إنه الملاذ والحماية

إذا دقّ ناقوس الخطر ..

وتعسّرت الخطى وضجّت الذات بالأنين ..

والحب بهذا المعنى

ليس نُكوصاً من المواجهة

أو هروباً من بحر الواقع المضطرب ..

بقدر ما هو حالة

من الغياب الإرادي المؤقت لحين أن يعود

البحر إلى جماله وانبساطه ..

وحينذاك نعود للإبحار بزورق الشوق السحري

كي يتوغل بنا من جديد بين النفوس وخبايا
الصور ..

فيعود للحب دوره المحوري

من حيث هو كشْف للجمال الكامن داخل
القلوب ..

ومن حيث هو ارتياد

واكتشاف لما في أعماق

صدور البشر بغرض إلتقاط

الدرّ المكنون خلف الضلوع ..

إن المحبة الصادقة

حينما تبزغ من القلب

فإنها تمنحنا الرؤية القادرة على النفاذ إلى

جوهر الوجود والنفوس

فتكشف لنا ذلك الجانب السامي والمتواري

من الإنسان ..

ولكن ذلك لن يتم إلا بتحول

الذات الإنسانية إلى

قطعة من الوجد الخالص ..

فتتجرد من أدران الجسد وترتقي لسمو
الروح ..

وحينذاك سنرى العالم

عارياً من ضغائنه وأحقاده ..

ونبصر الجمال وهو يسري مع أنفاس كل صباح

كي يمنحُ الوجود

بهجته المتجددة ..

بالحب

سوف نرى الوجود مثل

سيمفونية عطشى

تلمع بالأضواء وتتناغم بالألحان ..

وبه نكتشف الجمال من حولنا

__________________