عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم May 17, 2008, 04:46 PM
 
Ip أجمل ماقرأت في جريدة المدينة(المرأة المتعلمة لاتعرف ماذا تريد ؟)

المرأة ضد المرأة

من المفارقات المضحكة المبكية أن تقف المرأة ضد المرأة إلى جانب من ينادون بأن لا تتاح فرص العمل لاخواتهن في زمن نالت فيه النساء حقوقهن الشرعية والمشروعة
ان حق المرأة في التعليم والعمل اصبح اليوم مقرراً في كل الانظمة والقوانين عبر العالم كله ومنه بلادنا الغالية، ولم يعد احد في هذا العالم الفسيح يناقش هذا الحق، او يفاضل بين حال فيه المرأة متعلمة، قد حصلت من المعرفة اتمها، ثم مارست الحياة بعلم تبدع به في كل مجالات الحياة، ومنها حتماً عملها في بيتها، وتكتسب الخبرة بمزاولة العمل في العلم الذي تخصصت فيه، فالواقع اليوم غير ذلك الواقع المؤلم الذي واجه تعليم المرأة وعملها في البدايات، حيث ثار من تحكمت فيهم اسوأ العادات والتقاليد، فرفضوا ان تنشأ للفتيات المدارس، فدعوا الى الزامهن البيوت لا يُرين ولا يَرين، ينشأن في الحلية على طاعة الزوج وتربية الاولاد بلا علم او معرفة، وهن سعيدات بوضعهن، ومن ثم لم يكونوا يقبلون ان تعمل النساء خارج المنزل، والنساء اليوم يعملن في مجالات شتى ويتفوقن في اعمالهن وقد يكن في غالب الاحوال اكثر من الرجال ابداعاً في تلك الاعمال، ويبلغن اعلى المراتب العلمية والرتب الوظيفية، ومع كل هذا فلا يزال في مجتمعنا من يناهض عمل المرأة ويطالب بعودتها الى المنزل، تقبع حبيسة فيه، لا شأن لها بالحياة، ولا تمارس فيها اي دور سوى دور ربات البيوت، ويدهشك ان هذه المناهضة تصدر من البعض على تنوع اختصاصاتهم العلمية، ومنهم العائدون من بعثات علمية من دول اوروبا والولايات المتحدة الامريكية، ومنهم نساء تعلمن وحصلن على اعلى الدرجات العلمية، ويعملن خارج منازلهن في شتى المجالات، وبعضها مجالات مؤثرة كالتعليم الجامعي، بل ان بعضهن يعملن في القطاع الخاص مستثمرات وصاحبات مشاريع، ولهن موقف من عمل المرأة خارج منزلها كهذا الموقف الذي اشرنا اليه انفاً، وينادين بعد ان مارسن حقهن في العمل خارج منازلهن الا تخرج المرأة من بيتها، وان عملها داخله هو الافضل والانبل، ولو دعين ان يعدن الى بيوتهن لم يفعلن، ولكنهن ضد اخواتهن، لا يردن لهن الخير، الذي نالهن حينما عملن وتمتعن بثمارات عملهن، وهذا من المفارقات المضحكة المبكية ان تقف المرأة ضد المرأة في زمن نالت فيه النساء الكثير من حقوقهن الشرعية والمشروعة، فان تقف المرأة في صف من ينادون بالا تتاح فرص العمل لاخواتهن لمجرد انهم لا يرون في المرأة الا جسداً يثير الشهوات ويخشون بزعمهم تأثيره على الرجال فيفتتنوا به، او ان اتاحة الفرص لهن ليعملن تقلل من فرص العمل للرجال كما يزعمون، فتأتي سيدة فتظلم اخواتها بدعم الدعوة الى عودة النساء الى البيوت لتبقى فرص العمل للرجال وحدهم، وكأن الحياة انما صممت للرجال فقط، اما النساء فلا مكان لهن فيها، كما حدث في الدورة ‏السابعة للحوار الفكري الوطني، التي عقدت جلساتها في القصيم، وقد ‏حمدنا الله انهن قلة بين اخواتنا المشاركات، وان اصواتهن ظهرت ‏نشازاً بين تناغم اصوات السيدات الفاضلات المشاركات في اللقاء، ‏من شتى انحاء الوطن، واللاتي جئن يحملن هم المشكلات التي تواجه ‏اخواتهن في قلة فرص العمل المتاحة لهن بعد ان تأهلن له، وكن ‏صريحات جريئات في طرح كل المعوقات لحق المرأة في العمل ‏والمطالبة بازالتها.
بل وتجاوزن ذلك الى قضايا كثيرة تمس حقوق ‏النساء بصفة عامة، وكان اداؤهن متميزاً في الحوار، بحيث اصبح ‏تيار المعترضات على خروج المرأة للعمل والخشية المزعومة عليها ‏من الاختلاط بالرجال المفسد لفضيلتها ضعيفاً جداً، خاصة وان ‏صاحباته متناقضات مع انفسهن، فهن يعملن خارج منازلهن وينادين ‏بعودة النساء الى البيوت، وان يرفضن الخروج منه، والغريب ان ‏تعود الى بعض الاذهان هذه الدعوات التي تجاوزها الزمن، وان ‏يشتغل بها من الرجال والنساء عدد ولو كان قليلاً، رغم علمهم ‏وعلمهن بأن الزمن تجاوز ما يطرحون، ولم يعد أحد في هذا العالم ‏يلتفت اليه، وان ما يسوقون مما يظنونه حججاً على رأيهم لا تقبله ‏العقول،
فهل يقبلون منا النصيحة خالصة ان يتوقفوا عن ذلك حتى لا ‏يخسروا انفسهم، فكل دعوة ظهرت لتعطيل النهوض بالحياة في هذا ‏الوطن لم يكتب لها النجاح، بل الفشل نصيبها، رغم قوة زخمها احياناً ‏حين ظهورها، فما بالك اليوم ودعوة عودة المرأة الى المنزل تعني ‏تعطيل نصف المجتمع فهل يسمعون منا النصيحة، هو ما نرجوه والله ‏ولي التوفيق.
رد مع اقتباس