عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم March 15, 2008, 12:04 PM
 
لاإلى هؤلاء ولاإلى هؤلاء

لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء

عندما يتغذى العقل الباطن على معلومات معينة بشكل متكرر- وخاصة إذا كانت مدعومة بالعاطفة- فإنه يتقبلها على أنها حقائق، وخاصة في غياب مراقبة العقل الواعي للوارد إلى أعضاء الحواس.
وفي سنوات المراهقة والشباب تسهل عادة زراعة العقل الباطن بالمعلومات الخاطئة، لأن الهوى- في غياب المعتقد الديني الراسخ- يكون هو الأساس في قبول المعلومات الواردة، وخاصة في ظل إعلام قوي يحب أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا.
والقاعدة المهمة الثانية التي يجب أن نعيها أن طريق النار سهل يوافق هوى النفس ويمكن النزول به بسرعة فائقة ودون جهد، أما طريق الجنة فهو صعب المرتقي ويحتاج إلى جهاد نفس وصبر لتسلق درجاته من أجل الوصول إلى الفردوس الأعلى.
النتائج العملية لهذه القواعد:
- درج الفنانون في الفترة الأخيرة على تلوين إنتاجهم بتبدل المواسم، وذلك كسبا لمزيد من الشهرة والمال، إضافة إلى تلميع الصورة عند بعض قطاعات المجتمع، وأخيرا الحصول على شيء من راحة الضمير أمام مجمل النشاطات المتلونة بألوان الفساد المختلفة.
لذا رأينا إيهاب توفيق ينال جائزة أمام حشد من العلماء المسلمين لغنائه أفضل أغنية في الدفاع عن رسول الله. ثم بعد أيام قليلة رأيناه يستلقي- في إحدى كليباته- على شاطئ البحر مع مجموعة من الكاسيات العاريات.
الشاب الضائع وسط هذه الصور المتناقضة التي تدخل عقله الباطن تباعا، يعتاد هذا النوع من الازدواج في الشخصية، ويبدأ ( في غياب الضمير الصاحي) ممارسة هذا الازدواج في حياته الشخصية. لذا كثرت نماذج الازدواج في مجتمعنا( حاج ويغش، مصل ويرتشي...)
وللدلالة على الأهمية التجارية لأمثال هذه الأعمال الدينية سارع المطربون الآخرون إلى سلوك المنهج نفسه، فصدرت في رمضان الأخير ألبومات منها:
تامر حسني( ألبوم أناشيد إلى جانب ملصقات عن فيلم عمر وسلمى)
مصطفى قمر.............الخ
هذا الأمر النفسي الدقيق هو الذي دفع علماء الأمة إلى عدم التسامح في تمثيل شخصيات الصحابة والأنبياء رضي الله عنهم أجمعين. لأن الشاب الذي سيرى الممثل الفلاني في شخصية عمر بن الخطاب في مسلسل عن حياته ويتأثر بشخصيته الفذة، ماذا تراه يشعر عندما يرى الممثل نفسه في اليوم التالي في فيلم عربي يمسك كأس الخمر ويركع تحت قدمي" رقاصة". (لاتحوله إلى المنطق لأنك تخاطب عقله الباطن وتحت تهديد العواطف الحادة). وكذلك الشابة التي ستبكي يوما مع الممثلة التي ستمثل حياة رابعة العدوية، ثم ستنتقل في اليوم التالي إلى قناة أخرى فتشاهدها عارية ( لضرورة الدراما كما يتشدقون) في أحد أفلام المخرجة الفلانية التي تحب استفزاز مشاعر الناس بأفلامها الهابطة.
- كذلك من دروس هذه القواعد أن أصحاب القنوات الفضائية الذين يقعون ضحية ازدواج التفكير بأن بث بعض البرامج الدينية سيريح ضمائرهم، وسيبيض صفحاتهم عند الخالق، لذا يخلطون الغث بالسمين من أجل ذلك، يجب أن يعلموا أن بث الكليبات الهابطة سيضيف إلى صفائحهم السوداء آلاف الأسماء كل شهر، بينما سيضيف الحديث الديني اسما أو اسمين على الأكثر في الصفحات المقابلة.
- فالقاعدة التي ذكرناها بدية أن طريق جهنم سهل يوافق الأهواء سيكثر مرتادوه نتيجة ما يعرض عليه من فحش، أما طريق الجنة الصعب فسيكون من الصعب الحصول على أنصار له في زخم العبث، وخاصة أن النية هي في الأصل للكسب فقط.
- لذا ما نراه من أصحاب بعض القنوات الهابطة من تسابق في فتح قناة رديفة دينية إلى جانب قنوات الفيديو كليب هي ضحكة على الذقون، وعلى ذقون منشئيها بداية( ضربة معلم من الشيطان). وكذلك ما تقوم به بعض القنوات من عرض الأناشيد الدينية في أيام رمضان حتى موعد الإفطار ثم يبدأ عرض العري كليب.
- وأخيرا حذار من الذئاب التي تلبس ملابس الحملان فقد انتشرت بيننا إلى درجة بات بها الحليم حيران.
- والسلام
د.سامر سقاأميني
-
رد مع اقتباس