عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم March 8, 2008, 08:17 PM
 
Rose وسافر نصفُ الكلامِ‏

وسافر نصف الكلام
وسافر نصفُ الكلامِ‏
ولم يبق منّا‏
سوى رشفة من شفاه نبيذٍ‏
وبعض بقايا من الدفء‏
كنّا تركناه يسري إلى أمنياتٍ جديدةْ‏
بمتن قصيدةْ‏
وما كان كانْ‏
***‏
على رِسْلِه حلَّ أمسِ الصباحُ‏
وكنت على وشك أن أرتدي للسراب ملابسَ‏
لكنّه جاء أرجوحةً من قمرْ‏
فطيَّر بضع مئات فراشٍ‏
وسلسل أغنية من عقود البنفسجِ‏
وقتَ السَّحَرْ‏
على طرف الأرض كانت تهوِّم أنسام روحي‏
وتمضي إلى سدرةٍ من أمانْ‏
وكان قليلٌ من الحلم ينحلُّ في ماء ورد القواريرِ‏
يلثم فوق شفاه الفناجين طعمَ الزمان الذي مرَّ‏
كي لايفوت الأوانْ‏
رنينٌ يهزُّ الهواءَ،‏
وأجراس قلبي مكاتيب‏
بين حبيبين لا يقرأانْ‏
***‏
على متن هذي القصيدةِ‏
كدتُ أسرّحُ غِزلان قلبي‏
وأطلقُ رهطَ وعولٍ‏
ولكنّ غاباتِكم من زجاجٍ، يجرِّحُ‏
والحبُّ والموتُ خطّان يلتقيانْ‏
***‏
تذكّرت وقعَ الكلام بخفّين من مخملٍ‏
كان بيني وبينك نحلٌ‏
يلمُّ رحيق الشفاهِ‏
ويغرق في فضّةٍ من حنانْ‏
وكان لنا ياسمينٌ‏
ونجمٌ بعيدٌ‏
يؤرجحنا عاريينِ‏
ويسكب نهرين من ذهب الجسدينِ‏
على لؤلؤ البيلسانْ‏
دخلنا المكان على خلسةٍ عاريينِ‏
وأقدامنا حافياتٌ‏
لكيلا يفيق القمرْ‏
نخاف على الحبّ أن يتطايرَ مثل الشَّرَرْ‏
وأن يتلاشى كحلم السَّفَرْ‏
وحين صحونا من الحلمِ كان المطرْ‏
يسيل خطوطاً من المتن‏
حتى إذا مرَّ في سُرَّة السِّرَّ، ثم انحدرْ‏
تلقّفه كوكبانْ‏
***‏
أتعرف كم نجمة هطلت من جفونكَ‏
ثم استقرت بشعري؟‏
وتعرف كم قطرة من رحيقكَ‏
أودعتها في خزائن عطري؟‏
وتعرف كم من فراشٍ رسمتُ بصدركَ..‏
تعرف كم من فراشٍ رسمتَ بصدري؟‏
كأنّك ماكنت تدري‏
أنا ياحبيبي من الطيرِ تلك الحمامةُ‏
أسْرَتْ مع الليلِ‏
حتى تراءى لها الفجرُ خيطَ دخانْ‏
وحتى تراءى لها مثلُ وجهكَ في الصبحِ‏
يبزغ من غسق الأرجوانْ‏
ولا ذنب لي غير أنّي أحبّكَ‏
والحبُّ يا سيّدي غربتانْ‏
***‏
لنا الوجدُ‏
ضَوْعُ العبيرِ، ولمس الحريرِ، ودفء السريرِ، وهمسُ الحنانْ‏
لنا أننا قد نضَلُّ الكلامَ‏
فلا يتبقّى لنا في المساءِ‏
سوى فمِ نايٍ وصدرِ كمانْ.‏

__________________
رد مع اقتباس