الموضوع: ..(يا أمي)..
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم March 7, 2008, 11:09 AM
 
Love ..(يا أمي)..

ولا أدري كيف وضعتني الوحدة على الوسادة ساعة أن ارحت رأسي انطق الكلمة التي لم أنطق بها وأنا طفل ...(ياأمي)...
لقد كنت طفلا وماتت أمي ولم أقل لها ياأماه لأنني لم أعرف معنى ألأم وإن كنت حظيت بحنان الأمومة لم أقل ياأماه في طفولتي الخضراء وفي شبابي النضر وفي كهولتي فكيف أقولها اليوم في شيخوختي ؟!
وامتلكني حزن كأنما الشيخ قد عاد طفلا جديدا فاالشيخوخة كما قلنا من قبل طفولة مستجدة أتحدث إلى المخدة وأنا لم أكن قد تحدثت إلى أمي ؟
كانت طفولتي خرساء لاعن مرض وإنما لأن أمي ماتت ولم تقل لي (تاتى تاتى خطى العتبه) أعجزني أن امشي مبكرا المرض .. الملاريا.. ذات الجنب حتى إذا مشيت كانت هذه الأمراض التي تواكبت وسيلة لأن أطلب الصحة قاومت البعوض تجنبت لفحات البرد أرتاح إلى الكي وإلى كل وصفات العطارين فإذا الأمراض أعراض وإذا الأعرض تكونت بها مقاومة.
لم أقل ياأمي الكلمة التي يفرح بها الطفل وتفرح بها الأم ونحن من جيل لانعرف كلمة (ماما) إنما نعرف (ياأماه) ( ياأمي) ( ياأم) أما هذه الأيام فأطفالنا قد استعجموا لايقولون إلا( ماما).
وكلمة الأب ياأبي فقد نطقتها الآف المرات لكني اليوم وإن استعذبت أن أقولها فقد أمضّني الكرب إن لم أقل يا( أماه).
وكلمة ياحبيبتي لم أجرؤ أن أقولها لواحدة أو لأي أحد بل كنت أقول (ياسيدتي) .. (ياغاليتي) .. (ياعزيزتي) .. (يا فاغيتي) ..كأنما كلمة الحبيبة قد سلبتني إياها كلمة (ياأماه) التي حرمتها.
ولست جازعا من هذا السلب فاالأم هي الحب فكأنما حين ضاعت مني أضاعت اسمها الثاني (الحب) ..اسمها الثاني (الحبيبة).
وانتصبت ابعد المخدة .. أطرد الفكرة الحزينة ..انادي إحدى بناتي (تعالي ياأماه) فالبنت أم أبيها وفي شمائل رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان ينادي فاطمة الزهراء بقوله الكريم وعاطفة البوة الراحمة (ياأم أبيها) كما كما كان يقول صلى الله عليع وسلم لحاضنته أم أيمن (يا أماه).
واخيرا لاتنكروا عليّ استعمال مخدة بدل الوسادة فهي مستند الخد. وفي اسبانيا ورث الأسبان هذا الاسم (مهدة) أي مخدة.
بقلم الأستاذ محمد حسين زيدان .

التعديل الأخير تم بواسطة بقايا دمع ; March 8, 2008 الساعة 05:01 AM
رد مع اقتباس