الموضوع: بر ابنك ليبرك
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم April 16, 2018, 07:37 AM
 
بر ابنك ليبرك

بر ابنك ليبرك

اشباع حاجات الطفل

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" رحم الله وادا اعان ولده على بره"

جاء رجل الى عمر بن الخطاب يشكو اليه عقوق ابنه، فاحضر عمر الاب وابنه ثم سأله: لمذا تعق والدك؟ فقال الولد: يا مير المؤمنين؟ اليس للولد حقوق على ابيه؟ قال: بلى، قال : ما هي يا امير المؤمنين؟ قال عمر: ان ينتقي امه ويحسن اسمه ويعلمه الكتاب (القرآن)، قال الولد: يا امير المؤمنين، ابي لم يفعل شيئا منذلك، اما امي فانها زنجية كانت لمجوسي، وقد سماني جعلا(أي خنفساء) ولم يعلمني من الكتاب حرفا واحدا.فالتفت عمر الى الرجل وقال له: جئت تشكو الي عقوق ابنك، وقد عققته قبل ان يعقك، وأسأت اليه قبل ان يسيء اليك؟

غضب معاوية على ابنه يزيد مرة، فارسل الى الاحنف بن قيس ليسأله عن رأيه في البنين فقال: هم ثمار قلوبنا وعماد ظهورنا ونحن لهم ارض ذليلة وسماء ظليلة، فان طلبوا فاعطهم، وان غضبوا فأرضهم، فانهم يمنحونك ودهم ويحبونك جهدهم، ولا تكن عليهم ثقيلا فيملوا حياتك ويتمنوا وفاتك.

وحتى يحدث الوفاق بين الاباء والابناء وتمر الحياة بسلام بينهم ينبغي للوالدين معرفة المراحل النمائية للابناء وتلبية الحاجات المادية والانفعالية والفكرية والاجتماعية

اولا: النمو الجسمي والحركي والحسي واشباع الحاجات المادية
يكون نمو الطفل في السنوات الاولى من حياته سريعا، ويكون النمو عادة من الاعلى الى الاسفل ومن مركز الجسم الى الاطراف، ولهذا يجب الاهتمام بطعام الطفل وشرابه ونومه ونظافته.

اما من حيث النمو الحركي فان الطفل يقوم بالحركات الاولى كحركة عينيه في تتبع الاشياء امامه وتحريك رأسه وذراعيهـ ثم يبدأ بامساك الاشياء بيديه، ثم يسيطر على القسم الاسفل من جذعه وساقيه ثم يقوم بالزحف والجلوس والسير ثم القفز واللعب ثم الركض واللعب ، هذا ويرافق النمو الحركي عادة انخفاض في وزن الجسم وزيادة في طول الجذع والساقين ونمو في العضلات والنسيج والاعصاب.لذا وجب ترك الطفل ليلهو ويلعب ويتحرك في اماكن آمنة وتحت رقابة المربي، وان يتمكن من استخدام المعجون والطباشير والالعاب المختلفة.

اما من حيث النمو الحسي فتعتبر حواس الطفل من اكثر اعضائه تكاملا عند الولادة كما ان نموها سريعا مما يجعلها قابلة للاستجابة للمؤثرات الخارجية بصورة جيدة في نهاية السنة الثالثة من العمر، ثم يتناقص النمو تدريجيا كلما اتجه الطفل نحو البلوغ، فالطفل يستجيب للمؤثرات اليومية بعد مرور ساعات على الولادة، الا انه لا يستجيب للالوان قبل الشهر الثالث او الرابع، وعند الشهر الخامس يتم عنده التوافق الحسي الحركي.تكون حاسة السمع عند الولادة اقل نضجا من حاسة البصر، ولا يستطيع الطفل ان يميز بين الاصوات قبل الشهر الرابع، ولا تبلغ حاسة السمع اقصى قوتها الا بعد سن السادسة، ويعتمد الطفل في البدء على حاستي اللمس والشم في احتكاكه لانهما ناميتان نموا جيدا منذ الولادة، لهذا يحتاج الطفل في هذه المرحلة الى رعاية اساسية من طعام وشراب ومساعدة له على النوم ومعالجة بعض المظاهر المرضية كالمغص او البكاء والصراخ والمحافظة على النظافة.

النمو الحكري والحسي و الجسمي في مرحلة الطفولة المتأخرة.

يكون النمو سريعا في السنتين الاوليين في هذه المرحلة (سن السادسة والسابعة) ثم يبطئ نسبيا حتى سن المراهقة، لهذا يكون الطفل حوالي الثامنة من عمره وما بعدها قويا ونشيطا لان نموه البطيء لا يستنفذ قدرا كبيرا من طاقته، وتختلف درجة النمو باختلاف الاعضاء والاجهزة، فطول القامة والجذع والساقين مثلا يزداد بين سن العاشرة والثانية عشرة، ثم تهبط درجة النمو فجأة.وتختلف درجة النمو من طفل لاخر ومن جنس لاخر، والاختلاف في النمو الجسمي بين الجنسين واضحة تماما، حيث تكون البنات عامة اكثر نضجا من البنين من نفس العمر ، فمثلا يكون الهيكل العظمي وعملية التكلس اكثر تكاملا عند البنت في سن الثامنة منها عند الصبي في هذه السن.ويتحسن النمو العضلي من سن السابعة حتى الثانية عشرة مما يساعد الطفل على التقدم في المهارات اليدوية التي تتطلب السيطرة على العضلات المختلفة ، وتظهر قدرة الطفل في السيطرة على العضلات الصغيرة بوضوح في سن التاسعة من حيث عضلات العين واللسان والاصابع فتتسع دائرة نشاطه الفني واللغوي والترويحي. اما الدماغ والجملة العصبية والغدد والحواس فيكون نموها سريعا جدا حتى أوائل الطفولة الثانية ثم يأخذ هذا النمو بالتباطئ.

اما من ناحية النمو الحسي فان التمييز البصري يكون ضعيفا وقد تتعرض حاسة البصر الى الفقدان لذا يجب ان يتجنب الطفل التدقيق في الحروف الصغيرة كي لا تترك اثرا سيئا على صحته الجسمية والعصبية والنفسية.،اما حاسة السمع فان الطفل يستطيع ان يميز بين بعض النغمات الصوتية.

ان النمو الحركي والحسي والجسمي يقتضي من المربين الاهتمام بالتربية المادية وبالاخص التربية الجسمية والصحية.

التربية الصحية يجب مراقبة صحة الطفل في بداية عمره من حيث صعوبات التنفس والاسهال والافراط في النوم واصابة العيون والحمى ومدى استجابته للاصوات واليرقان والتهيج العصبي الشديد والطفح والاصابات الجلدية والتقيؤ وازدياد الوزن.ويمكن للام ان تستشير طبيبا اذا ابدى الطفل أي مظهر من المظاهر التالية التي تشير الى تأخر في تطوره في عمر (4-5) سنوات:

- اظهار سلوك فيه رعب

- اظهار سلوك عدواني

- لا يستطيع الانفصال عن والديه دون ابداء مشاعر القلق والصراخ بشكل غير عادي

- تشتت انتباهه يسهولة وعدم القدرة على التركيز على نشاط مفرد لاكثر من بضع دقائق

- يبدي اهتماما ضئيلا في اللعب مع الاطفال الاخرين

- من النادر ان يستخدم الخيال او التقليد في لعبه

- يبدو انه حزين او غير سعيد في معظم اوقاته

- لايعبر عن انفعالاته

- يجد صعوبه في تناول طعامه او في نومه او في استعمال المرحاض

- لا يستطيع التمييز بين الخيال والحقيقة.





رد مع اقتباس